أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ديانا أحمد - لماذا يصر نظام السيسى على تعليق آيات قرآنية أو لفظ الجلالة فى القاعات السياسية بدل صورته أو صورة عبد الناصر أو صور طبيعية وسياحية مصرية وصور علمية ؟















المزيد.....

لماذا يصر نظام السيسى على تعليق آيات قرآنية أو لفظ الجلالة فى القاعات السياسية بدل صورته أو صورة عبد الناصر أو صور طبيعية وسياحية مصرية وصور علمية ؟


ديانا أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4900 - 2015 / 8 / 18 - 18:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا يصر نظام السيسى على تعليق آيات قرآنية أو لفظ الجلالة فى القاعات السياسية بدل صورته أو صورة عبد الناصر أو صور طبيعية وسياحية مصرية وصور علمية ؟



بقلم : ديانا أحمد



منذ نكسة يناير سنة ألفين وأحد عشر فى مصر وتنحى مبارك وقد ترسخ الحكم الدينى الثيوقراطى الإخوانى السلفى الإسلامى فى مصر ، ودافع عنه إعلاميون ونخبة صباحية وأيمن نورية وبرادعية ودافع عنه الجيش المصرى ومجلسه العسكرى ، الموضة كده النهارده ، فتركيا انقلبت مئة وثمانين درجة على زعيمها ومؤسس علمانيتها الزعيم العظيم مصطفى كمال أتاتورك ، وإيران منقلبة على علمانيتها منذ أواخر السبعينيات ، وباكستان منذ نشأتها وهى نشأة عنصرية دينية متعصبة إسلامية غذتها بريطانيا كنوع من السم والانتقام ضد غاندى وضد الهند واقتطعوها اقتطاعا من الهند الأم ، ومنذ نشأة باكستان وكانت وللإرهاب الحمد كانت نعم الدولة الرجعية المتطرفة المدعومة سعوديا وسلفيا وإخوانيا والداعمة لتدمير وأخونة ومسلفة أفغانستان ، والصومال فى حضيض وصديد الإسلام السنى وحكمه لها وكذلك السودان وموريتانيا .. وجاء الربيع العربى المزعوم لترسيخ الإخوانية والسلفية فى المجتمع والسياسة والدولة ودق آخر مسمار فى نعش العلمانية العربية الجمهورية وأصبحت الجمهوريات العربية خرابات للإخوان والسلفيين ومحافظات سعودية وقطرية وكويتية وخليجية محجبة منقبة معبأة فى العباءة الخليجية...



منذ نكسة يناير سنة ألفين وأحد عشر فى مصر ، وأزيلت صورة حسنى مبارك من البرلمان والرئاسة ومجلس الوزراء وغيره من الوزارات والجهات السياسية والقاعات السياسية وتم وضع مكانها لفظ الجلالة أو آيات قرآنية .. كان ذلك فى عهد المشين حسين طنطاوى وعهد محمد مرسى الإخوانجى حبيب الشعب المتعصب واستمر اليوم فى عهد السيسى .. لماذا ؟ .. لأن طنطاوى ومرسى والسيسى مرحلة واحدة لا اختلاف حقيقى فيها ، مرحلة الحكم الدينى والأحزاب الدينية السلفية والإخوانية واستيلاء الإخوان والسلفيين على عقول وكلام ولسان وسياسة الشعب المصرى من الرأس إلى القاعدة .. ألا تريد يا سيسى أن تكون مرحلتك مرحلة جديدة جيدة علمانية تنويرية .. أين العلم فى قاعات السياسة .. ما الفرق بين تعليق آيات قرآنية ولفظ الجلالة فى قاعات الوزراء والرئيس ، وبين تأذين ممدوح إسماعيل فى برلمان الإخوان والسلفيين المصرى منذ عامين أو ثلاثة أعوام مضت .. لا فرق أبداً.



اسأل نفسك .. ما معنى تعليق لفظ الجلالة أو آيات قرآنية فى قاعات يدار منها حكم مصر وتدار فيها سياسات الدولة المصرية .. معناه وبكل وضوح أنها أصبحت دولة محكومة من الله ، الله هو رئيس الجمهورية وقائد الجيش ورئيس مجلس الوزراء ورئيس البرلمان ووزير الزراعة والصناعة والاقتصاد والمالية والداخلية والخارجية وعضو البرلمان .. وأن مصر محكومة بواسطة آيات القرآن .. حتى دون مراعاة للمسيحيين والبهائيين واليهود واللادينيين المصريين .. المفروض فى هذه القاعات السياسية أنها تمثل مصر كلها بكل أديانها وبكل أفكارها وبكل مجالاتها .. وليس أن تمثل دين الأكثرية فحسب وهى قاعة سياسة لا قاعة فى مسجد .. وإلا فلماذا لا يتم إلغاء كل الوزارات ولتصبح وزارة واحدة تحت اسم وزارة الدين أو وزارة الإسلام وبرلمان الإسلام ورئاسة الإسلام .. ولماذا يجلس السيسى فى مقعد رئيس الجمهورية بل المفروض أن يتركه خاليا ليجلس عليه الرئيس الفعلى الله ..



هل كل المهم وكل الأهم فى مصر هو الدين وهو الإسلام بالخصوص .. لماذا لا نرى آية محبة مسيحية إنجيلية أو آية مزامير داودية جوار الآية القرآنية ، ولماذا لا نرى آية بهائية أيضا ، وعبارات صوفية وشيعية ، وعبارات لادينية .. ألستَ يا سيسى رئيساً لكل المصريين أو لفئة ودين واحد منهم فقط .. بل ولماذا لا نرى الجدول الدورى معلقا ، والأهرامات ، ومعبد الكرنك .. أليس تلك حضارة بلادك الأصلية والحقيقية يا سيسى ، أليس هؤلاء أجدادك وأجداد شعبك المصرى .. أم هم فى نظرك ونظر مسلمى بلادك كفرة مجرمين ..



ما دام المهم وكل الأهم فى مصر هو الدين وهو الإسلام بالخصوص ، فلماذا لا تعلقون فى قاعات السياسة كرباجاً وحجر رجم ونخلة صَلب وسكين لقطع الأطراف أيدى وأرجل .. ولماذا لا تعلقون فى قاعات السياسة صور ابن لادن والظواهرى وأردوغان والبشير والنميرى وحركة شباب الصومال وبوكو حرام وداعش وجبهة النصرة والجيش السورى الحر والمجلس السورى الانتقالى باسطنبول وقطر وصور متعصبى بدو سيناء ومتعصبى قبائل العراق السُنية الداعشية التى تثور الآن على الحكومة العراقية لأنها شيعية ، وصور الملا عمر وسيد قطب وحسن البنا ومحمد بن عبد الوهاب وأحمد بن تيمية ، ولماذا لا تعلقون فى قاعات السياسة أوسخ حكام الرجعية والتطرف والإرهاب والقروسطية فى العالم أى وبلا منازع آل سعود من أول حاكم حتى سلمان ، ومعهم حكام الكويت وقطر والبحرين .. ولماذا لا تعلقون أغلفة كتب ضوابط التكفير وعجبى .. أو كتب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام أو المناهى اللفظية .. وعجبى



هل كل المهم وكل الأهم فى مصر هو الدين وهو الإسلام بالخصوص .. أم كان الأولى بقاعة السياسة أن تكون رمزا للسياسة فقط ، لسعد زغلول ومصطفى كامل وأحمد عرابى وجمال عبد الناصر مثلا .. أو إن شئت التوسع فلتكن رمزا لكل شئ مهم وليس للدين فقط .. للغناء المصرى الأصلى والرقص الشرقى من سامية جمال ونجوى فؤاد وتحية كاريوكا وكيتى وسهير زكى، للتمثيل المصرى منذ بداياته وللممثلين والممثلات من أنور وجدى وسراج منير ونجيب الريحانى وزكى رستم وفريد شوقى وفاطمة رشدى وإسماعيل يس وسعاد حسنى، فلتعلق صور أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش ونجاة الصغيرة .. فلتكن رمزا للصناعة فلتعلق صور مصانع الحديد والصلب والمصانع الحربية والصناعات الثقيلة والمهمة فى مصر .. ولتكن رمزا للزراعة وللتجارة وللتعليم فلتعلق صور أراضى مصر الخضراء ولتعلق صور مدارس أو جامعة القاهرة مثلا وقبتها وساعتها ولتعلق خريطة مصر رمزا لمصر وللسياسة .. فلتكن رمزا لتمجيد العلم فلتضع وتعلق الجدول الدورى وشجرة التطور للمملكة الحيوانية والمملكة النباتية وسلم حمض DNA .. فلتعلق صورة برج القاهرة أو صورة النيل العظيم .. أو صورة مبنى ماسبيرو التلفزيون المصرى .. فلتعلق خريطة الدلتا أى الوجه البحرى وخريطة الوجه القبلى .. لقد نسينا مصر ونسينا المهم نسينا السياسة ونسينا علوم وآداب وفنون الدنيا بعدما دفنتمونا يا سيسى ويا جيشك وإخوانك وسلفييك وأزهرييك وأوباماك فى صور الآيات القرآنية ولفظ الجلالة المعلقة فى قاعات سياسة مصر .. علق صوراً تعبر عن تاريخ مصر ومفكرى مصر العلمانيين والتنويريين من طه حسين وسلامة موسى وصفية زغلول وسيد القمنى وفرج فودة وثروت عكاشة وحتى العقاد وعبد الرحمن الشرقاوى .. علق صوراً من القاهرة الخديوية وتماثيلها ومبانيها وروائعها .. وعلق أيضا صورتك حتى ترحل ويأتى غيرك فيضع صورته لتكون رقيباً على الإدارات فى الدولة ولو بشكل رمزى .. وعلق صورة مؤسس الجمهورية العلمانية المتنورة فى مصر وأول مصرى يحكم مصر بعد آلاف السنين جمال عبد الناصر .. وعلق كلمات بليغات من أشعار صلاح جاهين : "وتماثيل رخام على الترعة وأوبرا" ... وحققها لتكون مصر كلها بريفها البحرى والقبلى وصحاريها - قبل حضرها ومدنها وعاصمتها- منارة علمانية مثقفة معادية للكيان السعودى وإخوانه وسلفييه وربيعه العربى المزعوم. علق صور فريق الباليه المائى المصريات ، وعلق صور لاعبات الجمباز المصريات .. علق صور تقضى بها على حاخامة رشيد وحاخامات السلفية والإخوانية المصريين نساء ورجالاً ، وتجعل من الزواج فى مصر اليوم لقاء بين دينين وبين دولتين ومذهبين ، ولقاء بين مثقف ومثقفة وعلمانى وعلمانية ، لا إخوانى سلفى وعلمانية أو علمانى وإخوانية سلفية ، علق صوراً تقضى على الإخوانية والسلفية فى المجتمع وفى الدولة من الرأس إلى القاعدة. علق دعاء البقية فى حياتك ، وعلق كلمة والنبى كى تغيظ السلفيين وأتباعهم ، علق دعاء اللهم اشفِ مرضى البشر أجمعين بلا استثناء مذهب ولا دين .. علق مَثـَل السامرى الصالح ، لعل المسلمين السُنة يفهمون ويحبون الشيعة ويحبون المسيحيين واليهود والبوذيين والزرادشتيين والصابئة والهندوس والكونفوشيين واللادينيين والعلمانيين والاشتراكيين والليبراليين الحرياتيين.



لقد أصبحت مصر محافظة سعودية خليجية إخوانية وسلفية ، وأصبح المهم فيها لدى الشعب والحكومة الإسلام فقط والتعصب الإسلامى والتعصب السُنى .. ولم يعد مهماً العلم ولا العمل ولا العلوم الطبيعية ولا الإنسانية ولا الفنون ولا الرياضات الأولمبية ولا الحريات الكاملة ولا العلمانية ولا التنوير ولا التفكير ولا العلاقات مع الحضارات العريقة والقديمة مثل إيران .. ولم يعد مهماً تطبيق الاشتراكية والقضاء على الغلاء فى المسكن والدواء والمأكل والمشرب وكل شئ والقضاء على البطالة وتحقير الدولة والمجتمع للجامعيين.



إنما أتكلم عن المسكوت عنه وعما لا تخبرك به فاطمة ناعوت ، ولا يطالبك به مادحوك ، إنما أطالب بالحق والعدل ولو كره المتعصبون من عامة شعبى المصرى من الرأس حتى القاعدة



#ديانا_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يتباطأ السيسى فى إعدام بديع ومرسى والشاطر وغيرهم من قا ...
- متى يعلنون وفاة العلمانية فى مصر والدول العربية والإسلامية ب ...
- من أجل فتاة سلفية عشقتَها يا هذا و حاخامة رشيد .. وحساب الأر ...
- ماذا لو ظل العالم العربى مسيحياً حتى اليوم ؟ ماذا لو بقى الع ...
- معجم مبسط عربى انجليزى لأشهر الخضر والفواكه والتوابل فى مصر
- ليت المصريات يعودن إلى الملاية اللف والمنديل أبو أووية والفس ...
- لا إله إلا الشعب ، حمضين صباحى رسول الشعب !!?
- تأبين صديقى لوالده - جزء ثانى
- تأبين صديقى لوالده
- حنانيك يا وزير الأوقاف المصرى ويقولك تجديد الخطاب الدينى + س ...
- حصاد عام من حكم السيسى لمصر + قائمة بمن تم شتمهم وتكفيرهم فى ...
- ماذا أنت فاعل يا سيسى إزاء مقتل النائب العام + نطالب الحوار ...
- فى عهد السيسى مصر مستعمرة سعودية تركية سلفية مئة بالمئة بدل ...
- كوميديا مصر السيسى وحكام الخليج وأوباما ورؤساء أركان الجيوش ...
- أهدى تدمير آثار العراق إلى أوباما والغرب الذى دعم الربيع الع ...
- قصيدة سوق النخاسة للفنانة السورية العظيمة رغدة - النص الكامل ...
- نص قصيدة سوق النخاسة للفنانة السورية العظيمة رغدة
- مقارنة بين اغتيال صدام حسين واغتيال القذافى ، لفهم الغزو الأ ...
- وصف مجموعاتى الممتازة على الفيسبوك
- يطلبون من الجيش المصرى خلع الاخوان والسلفيين الذين نصبهم بيد ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ديانا أحمد - لماذا يصر نظام السيسى على تعليق آيات قرآنية أو لفظ الجلالة فى القاعات السياسية بدل صورته أو صورة عبد الناصر أو صور طبيعية وسياحية مصرية وصور علمية ؟