أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بهروز الجاف - البارزاني يختزل طموحات الأقليم في كرسي الرئاسة















المزيد.....

البارزاني يختزل طموحات الأقليم في كرسي الرئاسة


بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب

(Bahrouz Al-jaff)


الحوار المتمدن-العدد: 4900 - 2015 / 8 / 18 - 17:54
المحور: القضية الكردية
    


يبدو ان مسعود البارزاني تمكن من اختزال قضية الشعب الكردي الذي دفع ضحايا لاتحصى، وكوارث لاتنسى، في اقليم كردستان، من أجل اقليم آمن سعيد متطور يمارس خصوصياته الثقافية واللغوية ضمن حكم لامركزي في اطار جمهورية العراق الاتحادية، الى قضية كرسي يتشبث به، ولايريد النهوض من عليه، بمقامرة سياسية يلعبها الى النهاية.
يشغل مسعود البارزاني منصب رئيس اقليم كردستان منذ 2005، منها اربع سنوات بقانون، واربع سنوات أخرى بانتخابات عامة، وسنتين اضافيتين مددهما له البرلمان الاقليمي في يوم تأريخي ساخن لم تخفض حرارته تراشقات قناني الماء البارد.
فقد البارزاني كل أوراقه القانونية، والدستورية، وحتى اغلبيته النيابية، للبقاء في كرسييه، مما اضطره الى اللجوء الى اي نصير كان، كبيرا أم صغيرا، قريبا أم غريبا، وسلوك كل ماتيسر سلوكه من أجل عدم التزحزح عن منصبه، ولو لسنتين أخريتين على اقل تقدير على أمل عن يشحن نفسه خلالها لأربع سنوات لاحقة.
حزب الرئيس البارزاني، الحزب الديمقراطي الكردستاني، يسيطر على مدينة أربيل، العاصمة الادارية للأقليم، عسكريا وأمنيا واداريا، بشكل مطلق، منذ عام 1996 حين طلب البارزاني النجدة من صدام حسين لازاحة غريمه جلال الطالباني وحزبه، الاتحاد الوطني الكردستاني، عن أربيل.
وعلى الرغم من تشكيل حكومة اقليمية توافقية من خمسة احزاب لها حضور فعال في البرلمان لسنتين خلتا، الا ان الاحزاب الأربعة الداعية الى تنحي البارزاني تشعر بأنها ضيوف على أربيل، وعلى صاحب أربيل، وليس لها من خيار سوى سلوك الطرق الدستورية والقانونية التي يبدو أنها لم تؤتي أكلا عند البارزاني.
في يوم العشرين من شهر آب/ أغسطس الحالي تنتهي ولاية البارزاني الذي قرر أن لايتنازل، وهو الممسك بالعاصمة عسكريا، ويستعرض مدرعاته فيها باسناد حشود مناصريه المصفقة للمدرعات المصفحة، فيما تُمنّي الأحزاب الأربعة نفسها باتفاق تشرعه اغلبيتهم البرلمانية في ازاحته واسناد منصبه الى رئيس البرلمان، بصورة مؤقته، لمدة شهرين يتمكن البرلمان خلالها من تعديل فقرات محددة في مشروع دستور الأقليم، الذي جرى تمريره هو الآخر سريعا في البرلمان قبل سنيتين على الرغم من الانتقادات الكثيرة الموجهة الى بعض فقراته، وهي الانتقادات التي لم تسمح لرئيس الاقليم المصادقة عليه ومن ثم الابقاء عليه معلقا.
فقبل أن يجري تمديد ولاية الرئيس لسنتين، قبل سنتين من الآن، بدأت أنواع من الأزمات تتراكم في الاقليم محيلة حياة المواطن الكردستاني الى مايشبه الجحيم، اذ ختلقت مشاكل مع الحكومة الاتحادية في بغداد بسبب عدم ارسال العوائد المالية الداخلية الى بغداد والاستفراد باستخراج وتسويق نفط الأقليم مما حدا بحكومة بغداد الى قطع، أو تأخير، أو اختزال، حصة الاقليم من الموازنه العامة السنوية والبالغة (17%). اقتربت داعش من الاقليم ودخلت معه في حرب مازالت مستعرة منذ احتلال الموصل كانت فيها قاب قوسين أو أدنى من احتلال أربيل لولا ايران التي انتشلت العاصمة في آخر لحظة بمساعدة طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية! توقفت حركة الاعمار بشكل كامل ودخلت خطط التنمية في سبات لاتعرف نهايته، وأزمات مالية، وافلاس شركات تجارية ومصارف، وعدم صرف رواتب الموظفين الحكوميين، واستقراض أموال من تركيا، وأزمات في الوقود، وخصوصا البنزين، وأزمات أخرى مضافة على أزمة الخدمات الأزلية واشهرها الماء والكهرباء.
ولأن الأحزاب، كلها، سلكت طريق الأغتناء المادي، واستخدمت الأموال لها وسيلة في سبيلها الى السلطة، بدأ البارزاني, وهو رئيس الحزب الذي صار الحزب الأغنى، التأثير فيها، أو في أجنحتها، وبذلك بدا القرار السياسي للأحزاب يتحدد بمدى الاحتفاظ بالمصالح فيما لو لجأ البارزاني الى آخر ما لوح به أعضاء حزبه من تهديدات، وهي اعادة الاقليم الى ادارتين منفصلتين احداهما لحزبه في أربيل, والأخرى لغريميه، بشكل أساسي، الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير، في السليمانية، أو خيار الحرب الأهلية. حركة التغيير ترى في معارضتها للبارزاني انتصارا لها فيما لو نجحت في ازاحته، أم لم تنجح، حيث تكون قد كسبت جماهيرها التي بدأت تنأى عنها بعد اتفاق سابق لها مع حزب البارزاني للمشاركة في الحكومة مما أضاع عليها أهدافها التي عبرت عنها شعارات نارية من أجل (التغيير)، أما الاتحاد الوطني فقد انشقت مواقفه الى مناوئ عنيد للبارزاني ومداهن له تجسدت في مشاريع وتوضيحات اعلامية متناقضة على الرغم من مشروع الحزب الراسخ والمقدم الى البرلمان، وهو موقف يشير الى ضرورة تعديل مشروع الدستور لكي يفضي الى انتخاب رئيس الاقليم في البرلمان وليس بطريق الاقتراع السري العام المباشر من قبل الشعب ونزع صلاحياته الواسعة الحالية وتحويلها الى بروتوكولية. لم يكن موقف الاتحاد الاسلامي الكردستاني بأفضل من الاتحاد الوطني الكردستاني حيث انشطر برلمانيوه الى أربيليين وسليمانيين، ليوالي كل منهما ولي نعمته في مدينته. الحزب الآخر المؤتلف في الحكومة، الجماعة الاسلامية في كردستان العراق، يبدو انه صامد في معارضته لبقاء البارزاني لربما لما لاقاه من الويل في العاصمة أربيل على يد الحزب المهيمن عليها، حزب البارزاني، في السنين القليلة الماضية. وبين كل هذا وذاك حرب اعلامية لاهبة بين صحافة الأحزاب، وصحافة الظل فيها، وانتعاش مهنة الصحفي التي أعمت عين المراقب وجعلته لا يميز انتماء الكاتب الصحفي الى أي حزب ينتمي.
اشتكى البارزاني الى مجلس شورى الأقليم، وهو مجلس ذو صفة استشارية ضمن تشكيلات وزارة العدل يعين أعضاءه رئيس الاقليم، من خلال طلب قدمه نائب رئيس البرلمان، وهو من حزب البارزاني، في مخالفة لقانون المجلس نفسه الذي يستوجب تقديم الطلب عن طريق الوزير، أو رئيس الجهة غير المنضوية في وزارة, وكان النصر فيها لرئيس الاقليم واعترضت الأحزاب عليه معطية الحق لأعضائها في البرلمان لكي يعدلوا مشروع الدستور، ويزيحوا الرئيس، ولم يتبق سوى يومان على انتهاء ولاية الرئيس.
كل الأنظار تترقب ليومين آخرين، فاما أن يعدل البرلمان بنود مشروع الدستور، بمعزل عن أعضاء حزب البارزاني الذين قرروا عدم الحضور يوم الأربعاء التاسع عشر من آب، ويزيحون البرزاني عن سدة الرئاسة ليحل محله رئيس البرلمان مؤقتا، وهو من حركة التغيير، أو أن لايتمكن البرلمان من الوصول الى النصاب القانوني لعقد الجلسة، أو لخلافات تبرز بين أعضاءه في آخر لحظة، مما يتيح للبارزاني البقاء في منصبه لسنتين أخريتين لحين اجراء الانتخابات الاقليمية اللاحقة في عام 2017، هذا اذا استبعدنا استلام زمام الأمور من قبل الشارع الكردستاني وهو أمر قد لاتحمد عقباه. فاذا ماوافق البرلمان على ازاحة الرئيس ولم يرضخ الرئيس لقراره، يدخل الاقليم في أزمة مشابهة لتلك التي حصلت في لبنان بين عامي 1988 و 1990، حين كانت حكومتين برئاسة ميشال عون وسليم الحص وانتهت باتفاقية الطائف والتدخل العسكري السوري المباشر لصالح الحص، واسيلت فيها دماء، وهو الحل الذي لايتحمله أقليم كردستان الذي يواجه داعش وينوء تحت قصف الطائرات التركية اليومي على قواعد حزب العمال الكردستاني فوق أراضيه وأزمات أخرى كثيرة.
يبدو أن البارزاني يلعب على عدم وصول عدد أعضاء البرلمان الى النصاب القانوني لعقد جلسته يوم الأربعاء وبعكسه ينفذ خياراته في الرجوع الى عهد الادارتين، وهما احتمالان لاثالث لهما سوى الحرب الأهلية التي يبدو أن لاأحد يرغب في نشوبها من مواطني الأقليم.



#بهروز_الجاف (هاشتاغ)       Bahrouz_Al-jaff#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرس الشمس في كوباني
- هل يمكن العثور على مجندي داعش قبل التحاقهم بها؟
- ثقافة الصدام: عندما يتوجب على العلماء التعامل بروية
- قراءة في كتابين علميين: الايثار، كيف نسلكه؟
- الزمان حضارة
- عدم العدم
- ما تعلمته من سعيد عقل
- خميس داعش وكردستان واسكتلندا وأوكرانيا
- دعاء القلق
- كلمة في الثورة.. والزعيم
- تصريح رئاسة اقليم كردستان جعل من المالكي وليا لدم الأكراد
- هلاوس كاذبة
- لعنة الله على البرميل
- يا فاسداً
- أين المروءة يا أسنانَ المشطِ؟
- سألوني, من أنت؟
- من يقيني؟
- غدّارٌ غبيّ
- حَيْرة
- ماوراء حيْرة رزكار عقراوي في منح صوته في الانتخابات البرلمان ...


المزيد.....




- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بهروز الجاف - البارزاني يختزل طموحات الأقليم في كرسي الرئاسة