أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل يتحول ما يجري في العراق الى الثورة















المزيد.....

هل يتحول ما يجري في العراق الى الثورة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4900 - 2015 / 8 / 18 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يصبو اليه الشعب العراقي و يشده هو التغيير الشامل و احلال البديل في مضمون احتجاجاته الاسبوعية التي فتحت الطريق او على الاقل نافذة صغيرة امام احداث فجوة في كيان الطائفية التي سيطرت على زمام السلطة منذ سقوط الدكتاتورية .
الثورة هي تغيير شامل و جذري في بنية السياسة التي يقوم عليها البلد، و العراق مستند على مجموعة من القيم و الافكار و التوجهات النابعة من خلط الدين بالوضع السياسي والمجتمع المميز بخفايا الدين و تداعياته . طال الزمن بالشعب و زاد صبرهم عن المعقول في وقت اصبحت الحرية منجزا كبيرا بعد السقوط و يعتقد الجميع بانهم خسروا كثيرا امام مكسب الحرية بشكل نسبي .
ازدياد سطوة المذهب و الدين و سيطرتهما على كافة جوانب الحياة السياسية الاجتماعية الاقتصادية فرضت مجموعة من الاشكاليات على افكار و توجهات العراقيين وخاصة النخبة منهم الذي اصطدم بما راى من الفوضى و ما حل به دون ان يتوقعه بعد التغيير المفاجيء الذي لم يتحضر الشعب له بشكل جيد، بل اصبحت الفوضى هي المسيطرة الفارضة لنفسها و الامر الناهي و لم يتمكن احد التهرب منها و من افرازاتها الكثيرة . حكم المالكي المغرور و عديم الخبرة السياسية و بامور السلطة و خصوصيات العراق و العراقيين معتمدا على افتخارات تاريخه السياسي الديني دون ان يقرا الحاضر و المتطلبات، لعب بشكل ساذج، و اراد ان يستمر دون ان يفقه الحاضر و ما يتطلبه اي تغيير، و خطى بروح ماقبل سقوط الدكتاتورية و لم يقرا مستوجبات ما بعد التغيير في العالم و ما يريده العراق بالذات بما يمتلك من الخصوصيات، و استند على الموالاة للاطراف الخارجية و كانه لا يمكن ازاحته طالما ظل يرضي المهيمنون على العراق غير معتبرا باهداف و متطلبات الشعب العراقي بذاته، غير آبه و عالم بما يضمنه الشعب من القوة التي تبعد كل الاحتمالات التي استند عليه المالكي و من قبله و مستندا على على ماهو خارج قدرة و امكانية الشعب . و لم يقرا المالكي تغيير المعادلات و المصالح التي تغير الراي و موقف الاخرين عليه، و كما راينا كيف رُمي بعيدا دون ان يفيده احد بعد استيجاب الضرورة لرميه في الوقت المناسب .
العراق بلد ليس له مثيل من الجانب الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي و ما هو فيه من الناحية الجغرافية و الديموغرافية و متطلبات تلك الخصوصيات وعلى الجميع مراعاتها لامكانية و كسب القدرة لادارة البلد بكل تفاصيله . فان اهمل المالكي ذلك و نال ما يستحقه، فعلى العبادي ان لا يستمر على ما سار عليه المالكي بطريقة او اخرى، مهما ناور و حاول و خطى و استجاب لمتطلبات الشارع، فان لم يكن خطواته نابعا من صدقه و كيانهالمسالم المخلص لاهداف الشعب و تفكيره الصحيح لا يمكن ان نتوقع نجاحه مهما كانت شعبيته في هذه اللحظات .
الحراك الشعبي اليوم الذي احتاج الى شرارة لبدايته و صادف انقطاع الكهرباء و قلة الخدمات لاندلاعه، فان الارضية كانت مهياة للاحتجاجت منذ مدة ليست بقصيرة، و لم يات راي المرجعية الا بعد قرائتها للواقع الشعبي المعاش و الغليان التي وصل اليه الشعب بعد النقمة و التذمر و الاحتقان من الوضع المنهار من كافة الجوانب . لم يكن راي المرجعية الا مخمدة للغليان و ليس مشعل لها كما يعتقد البعض، فان لم يكن ذلك الراي العقلاني و ما دعمت به السيد العبادي لاحتواء النقمة و الاطراف التي كان بالامكان ان يغيروا الامر بعيدا عن ما موجود لما كان العبادي الان على سدة الحكم او تخلخلت ارجل كرسيه بشكل قوي .
اليوم بدلا من تهميشه او ضعف موقفه، اصبح العبادي صاحب شعبية كبيرة بعد النجاح في خطواته المدعومة من المرجعية و خضع لها الجميع دون تردد لاسباب ذاتية متجنبة الاسوا، فانه لابد ان يتوقع ما ليس لصالحه في الشارع ان اخطا او خطى بغير محل قبول الشعب مادام ظل هذا الشعب حيا بعد كسر القيود في معصمه الذي صنعها الدكتاتورية طوال العقود من حكمه بالفولاذ نتيجة القمع و القتل و الاعدامات و بالترغيب و الترهيب . لابد ان نذكر السيد العبادي، فان العراق هو من حدثت فيه العديد من الثورات بعد ان تهيات الارضية و ازداد الاحتقان و الاحتجاجات لفئات الشعب، و اليوم لم يتغير شيء و لدى الشعب ان يدفعه الى التضحية من اجل الاصح، فان لم تنجح خطواتك يمكن ان تنتظر الثورة العارمة و التي لا يمكن ان نتوقع عقباه و نهايته و كيف تقع .
المعروف عن الشعب العراقي بكافة فئاته انه ينشد الى الاعلى ويشد اليه الاخرين و يترفع عن الامور السفيهة، و هو المعروف عنه بالتزامه بالسمات المتميزة في ادبه و خلقه على العموم و هو ما يمكنه من الابداع .
لقد برز و سطع نجم العبادي بعد ما اوصل المالكي نفسه اليه، و هذا امر له ايجابياته و سلبياته ايضا، الايجابية انه لم يجمع حوله ما يحوله الى حاكم مستبد في برهة من الزمن ان لم يتحول تدريجيا، و السلبية انه ربما يقع في خطا نتيجة عدم الممارسة بشكل يوفر له الغطاء او الارضية لكسب الخبرة الكافية لقراءة ما موجود في العراق بشكل عصري و صحيح . اي انه امام مفترق طرق اما بالشعبية و الدعم المغري سيتحول بهدوء الى حاكم مستبد و هذا احتمال و يمكن ان يكون عاقلا و عالما بامور العراق و يكون عادلا بحكم ثقافته و تربيته او ينزلق الى تلك الاخطاء التي وقع فيه اسلافه من قبل و هذا ان لم يعتبر بهم و ان فشل في ازاحة التحديات التي تجابهه في مسيرته الانية و االمستقبلية . و عندئذ سيدفع الى تجسيد ارضية لاندلاع الثورة الشاملة في اخر الامر مهما تاخر زمانه .
اذا، اما يفكر العبادي و ينتظره بفارغ الصبر و هو تقوية موقعه و ان يحصل على التخويلات اللازمة لخطواته الى اخر الامر بشكل فردي مدعومة من الشعب و المرجعية الى حد الوصول الى المستبد اوالدكتاتور العادل، او يمهد لديموقرطاية حقيقية واقعية نابعة من خصوصيات الشعب و مميزاته و سماته و صفاته المختلفة عن الاخرين، بشكل جذري تدريجيا و هذه عملية عديدة الاتجاهات و الاطراف و تحتاج لزمن و عوامل و دوافع ذاتية و ارضية مناسبة متهياة بشكل سلس لتجسيد الديموقراطية و هذا بعيد المنال تقريبا او اكثر صعوبة من المستبد العادل، لما فيه العراق من الظروف و الخصائص التي تفرض الاستبداد في هذه المرحلة بالذات .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضى التصريحات في اقليم كوردستان
- هل تقع اصلاحات العبادي لصالح اقليم كوردستان ايضا ؟
- سيدفع اردوغان تركيا نحو الفوضى
- كوردستان بحاجة الى اصلاحات اكثر من بغداد و لكنها دون حراك يُ ...
- معصوم يرد على البنتاغون !!
- ينوي العبادي اكثر من الاصلاحات ؟
- سرعة فشل الاحزاب الاسلامية في السلطة
- علاوي و المالكي تبينا على حقيقتهما للقاصي و الداني
- هل يحدث الانقلاب في الوقت الضائع يا السيد البرزاني؟
- ظهرت بدايات الحلحلة لقضايا المنطقة بعد الاتفاق النووي الايرا ...
- كوردستان بحاجة الى مثل خطوات العبادي ايضا
- هل العراق يتغير ؟
- المظاهرات بداية لانبثاق حركة سياسية اجتماعية مدنية في العراق
- ما نتائج التظاهرات في العراق
- هل افول شمس الكورد سيصبح واقعا ؟
- المنطقة الامنة في سوريا لن تكون امنة
- ايهما يدير السياسة جيدا العلم ام الدين
- تركيا ليست في موقع تطلب نزع السلاح الكوردستاني
- ارجوا ان اكون مخطئا
- قلنا مرارا لا تثقوا بهذا الشيطان


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل يتحول ما يجري في العراق الى الثورة