أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عمار طلال - مياه الحكومة المعدنية تسيل في أنابيب زجاجية شفافة














المزيد.....

مياه الحكومة المعدنية تسيل في أنابيب زجاجية شفافة


عمار طلال

الحوار المتمدن-العدد: 4900 - 2015 / 8 / 18 - 00:10
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


مياه الحكومة المعدنية
تسيل في أنابيب زجاجية شفافة

• التجار المتضررون من أن يصبح ماء الحنفية معدنيا يغني العراقيين عن شراء القناني المعبأة قد يسطون على روح المشروع نافذين الى خنقه من ضمائر متحكمة بصيرورة العراق الذي بات ريشة في مهب المفسدين!


عمار طلال*
توشك أمانة بغداد، على إنجاز مشروع عملاق؛ لتصفية مياه الشرب، بالأوزون؛ أي انها ستسيل عبر حنفيات البيوت، مياهً معدنيةً، بسعر حكومي مدعوم، شبه مجاني، من شأنه إغناء المستهلك عن القناني المعبأة في دول المحيط الإقليمي، التي لا تمتلك أنهارا بالأساس؛ ما يجعلها محاطة بشكوك تكاد تؤكد نفسها.
تدور الشكوك حول تصنيع المياه المعدنية، وتعبئتها، داخل العراق، وتسويقها الى المستهلك المحلي، على أنها مستوردة، بل يقال أنها تهرب الى الخارج، وترد تجاريا، عبر المنافذ الحدودية.
ولأنها من الضرورات الشديدة المساس بحياة البشر؛ فهي معفوة من الضرائب، التي لن تشملها مهما تعاقبت القوانين وتتابعت تعديلاتها، وتلك قضية إنسانية معمول بها في كل دول العالم، بل وتستورد بسعر باهظ وتباع في الأسواق.. للمستهلك بسعر رمزي.
وفعلا نجد ثمن قنينة الماء 250 ديناراً.. زهيدا جدا.

صحراء
سأترك موضوع ماء الحكومة المعدني، ذاهبا الى قصة عاشها آباؤنا مطلع السبعينيات، وأربطها من جديد بالقضية: نظرا لوفرة رمل الزجاج، في صحراء الأنبار، بجودة وسهولة إنتاج كافيتين لتفرد العراق بالإنتاج العالمي قاطبة، بحيث تعتمد الدول علينا، ولا تصنع في بلدانها؛ لرخص وجودة زجاجنا، عندما تستورده منا، قياسا بإنتاجها محليا داخل أراضيها.
أية نعمة تلك؟ وهل عاقل من يفرط بها؟ خاصة وأنها من دون منافسة دول (أوبك) ولا خباثة الأشقاء في (أوابك).. إنما منطقة حرة لنا وحدنا لا يجارينا فيها أحد، فليس في العالم صحراء رملها زجاج، سوى العراق!
فعلا تنبهت حكومة أحمد حسن البكر، آنذاك، للأمر وأنشأت معمل (الرمادي) لتصنيع الزجاج؛ فإلتفّت عليه شركات عالمية، وبذخت الرشاوى بسخاء؛ لمنعه، ولما عجزت عن ذلك، إزاء صرامة حكومة قوية.. حتى وإن كانت جائرة، كما يطيب للبعض ان أجاملهم.. لكنها أصرت على إتمام المشروع... (كان بودي ان أقول على أكمل وجه، لكنه ليس كذلك).
نفذوه لكن إتضح ان المهندسين الذين تقاضوا رشاوى؛ لتعطيل المشروع، ولم يفلحوا؛ صمموا المكائن على إنتاج (إستكانات) عوجاء، لا تركد في الصحن، وصحون غير صقيلة، مع ان رمل الزجاج الأنباري مصقول من ربه، وهذا هو سر إنخفاض تكاليف إنتاجه؛ لأن المرحلة الأصعب والأبهظ هي التنقية، وزجاجنا نقي في الأرض، من دون مختبرات ولا معالجات كيميائية.
كما تمكن المرتشون من الحيلولة دون أن ينتج المعمل شيئا مهما ذا بال، بل ظل (بطرك) الإستكانات العوجاء.. والخوف كل الخوف، أن تعاد الكرة مع أحواض تصفية الإسالة الجديدة، التي ستنتهي منها أمانة بغداد قريبا إن شاء الله.

سم
فالتجار المتضررون من أن يصبح ماء الحنفية معدنيا؛ يغني العراقيين عن شراء القناني المعبأة، قد يسطون على روح المشروع، نافذين الى خنقه، من ضمائر رخوة، تتحكم بصيرورة العراق، الذي بات ريشة في مهب المفسدين!
ربما يسلطون مختبر سموم يصب حقدهم في الأحواض.. وربما يعترضون الأنابيب تحت الأرض، يداهمون مسالكها لتنحرف نحو مجاري المياه الثقيلة.. وربما وربما.. ألف ألف ربما مريبة، قابلة للتحول الى واقع في عراق مشرع لمصالح المنتفعين على حساب الوطن والمواطن.
الخطر ليس محليا فقط؛ لأن العراق بات سوقا لكل شيء، حتى سكراب دول الجوار، الذي يستورد من دون أسباب معلومة؛ و... ثمة من يلزمون الموظفين بالتوقيع على ما لا يحتاجه السوق المحلي؛ وهذا يعني ان الأفراد المنتفعين من إستيراد مشكوك به للمياه المعدنية، مرتبطون بمصالح دول قد تُقدِم على قصف مشروع التصفية، حفاظا على مصالحها، وبتواطئ داخلي، يتراءى لي، مثل حلم يقظة.. بين الصحو والمنام.
مباركة جهود الأمانة، متمنين عليها أخذ الحيطة، والتحلي بالحذر.
• مدير عام مجموعة السومرية



#عمار_طلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شَرِبَ العربُ نفطَهم.. واضعين (الهوز) في الأفواه
- كهرباء مثقفة
- بعد العيد.. بناء أخلاقي وقتالي للجيش!
- عيد بثلاثة بداية الميراث في الشرق الاوسط
- دم الضحايا فم عام من إنتصار الفتوى على الهزيمة
- السفسطة الديمقراطية عراق ما بعد داعش
- -قل موتوا بغيظكم- تحررت تكريت وأندحر الذين في قلوبهم مرض
- التشكيلة الوزارية إنموذجا.. -أمرني ربي بمداراة الناس-
- د. العبادي.. ينتصر للعراق بجنود لا ترى
- التاريخ محوري يعيد تكرار نفسه العبادي قبس من نور علي (ع)
- إصبع العبادي على جرح العراق -كل نفس بما كسبت رهين-
- يقينا.. الأعمار بيد الله -ذقت الطيبات كلها فلم اجد ألذ من ال ...
- -يوتوبيا- المحافظات و... حاججهم بالتي هي أحسن
- الله يحب ان تصلوا صفا العراق والسعودية.. وجدان لا تنفصم عراه
- السيسي يحقق امنية عمر بن عبد العزيز
- قسم التنمية البشرية فلنرتدي نظارات تجعل العالم.. من حولنا.. ...
- قصتان قصيرتان جدا
- -من تكلم قتلناه ومن سكت مات كمدا- المواطن الغربي في قمائط ال ...
- الذئاب التي تحرسنا اكلت كل شيء
- رجل مغلق بالمطر


المزيد.....




- روسيا تزود الإمارات بثلث حاجتها السنوية من الحبوب
- -بلدنا- القطرية تستثمر 3.5 مليارات دولار لإقامة مشروع للحليب ...
- خبراء يفسرون لـCNN أسباب خسارة البورصة المصرية 5 مليارات دول ...
- اقتصادي جدا.. طريقة عمل الجلاش المورق بدون لحمة وبيض
- تحد مصري لإسرائيل بغزة.. وحراك اقتصادي ببريكس
- بقيمة ضخمة.. مساعدات أميركية كبيرة لهذه الدول
- بركان ينفت الذهب في أقصى جنوب الأرض.. ما القصة؟
- أبوظبي تجمع 5 مليارات دولار من طرح أول سندات دولية منذ 2021 ...
- -القابضة- ADQ تستثمر 500 مليون دولار بقطاعات الاقتصاد الكيني ...
- الإمارات بالمركز 15 عالميا بالاستثمار الأجنبي المباشر الخارج ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عمار طلال - مياه الحكومة المعدنية تسيل في أنابيب زجاجية شفافة