أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - بينوكيو الحبيب من دُمية ماريونيت لإرادة حرة














المزيد.....

بينوكيو الحبيب من دُمية ماريونيت لإرادة حرة


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 22:40
المحور: الادب والفن
    


أحب بينوكيو كثيرا
ولكم ظُلِم بينوكيو كثيرا!!

فهو طفل طيب وبرئ، تكوينه غير لحمىّ، مُكوَّن من خشب، وبشبة معجزة فجأة وجد نفسه دخل عالم الأحياء بالأنفاس ليُصبح شبة بشر، ووجد نفسه فى مواجهه سريعة مع الأشرار الذين يشغفون بهزم اختلافه وسلب تميزه، فيسعون بشراسة المثابرة لتحقيق ذلك، محاولين تلقينه أمورا خاطئة، وتعليمه طُرق الحياة بصور مغلوطة.

أما أبوه صانعه، الذى أحبه ويعمل كثيرا على تعليمه الصواب بشتى صوره، يساعده خطوة خطوة على التعرف على دنياه الجديدة، حتى يتحرر من أربطة الدُمية الخشب ليتحول إلى حرية آدمية الطفل الحقيقى.

إنها لفكرة روحية بامتياز!!

حيث محبة تحيط بضعف يسقط باستمرار، وسذاجة كيان يحتله فطرة البدايات، وأمانة صانع تجاه صنعة يديه التى صنعها بحب واشتهاء مشاركة وجود.

بينوكيو .. فيلم كارتون صنعه ديزنى، لكن حقيقته تثير المشاعر الإنسانية عاطفيا وفكريا، حد البكاء والتحليل أحيانا، فكم هى رؤية لواقعنا من منظور برئ براءة الطفولة برموزها النقية وتفاصيلها الصغيرة الكبيرة، ناظرة من زوايا رحمة عقلية، وشفقة على الإنسان كشفقة ناضج على عبث طفلٍ صغير.

أنا بينوكيو
إنما ليس هذا البينوكيو الكاذب فى عيون قارئي الروايات وعاشقى أفلام الأساطير، لست أنا ذاك البينوكيو صاحب الأنف الطويل بسببِ كذبٍ وفير.

أنا بينوكيو هذا الذى خُلِق كيانه على حال ليجد نفسه مُطالَبا بالتطلع إلى حال كيانٍ أفضل، هذا الذى وجد كيانه البرئ وسط عالم شرير، محاولا لتعلم نضج انسانى يشتهيه، آملا فى حياة أرقى، ساعيا لإيجاد وعى فكرى وحسى يجعله متزنا بين الشر وبين براءة اللعب والطفولة التى عليها.

بينوكيو الذى يتعلم كما أوصى المسيح كيف يكون وديعا كالحمام وحكيما كالحيات.

آآآه انه أنا هذا البينوكيو
الذى وجد نفسه فجأة حُر من حبال يُحركه بها آخر، وجد تلك الفرصة للتحدى والاختيار ولإستعلان الإرادة وإعلان قراراتها.

حتى يتحول من مجرد لعبة فى يد من يمسكها إلى دُمية ماريونيت تتحرر من قيودها، حيث امتلاك مفاجئ لإرادة حية لإنسان يتعلم كيف يتحرك من دون قيود ومن إرادة آخر.

اختيار فى أن يكون فى احتواء من خلق كيانه وخلق معه اختيار الحبال أو الحرية، فإما أن يكون فى حضن من خلقه أو يكون فى حضن الغرباء والمتلونين.

أنا هذا البينوكيو الذى يؤَدَب بأنف تستطيل عندما يُخطئ بالكذب والاختباء عن الحق، حتى يظل ملاحظا لنفسه، حتى لا يتبقى لديه فرصة للهرب من مواجهة روحه، فهناك دائما ما يكشفه ويواجهه بنفسه ويوجهه، حتى يتوفر له فرص الإنسانية ويتحول من الخشب والغراء إلى لحم ودم.

أنا هذا البينوكيو المحبوب من صانعه
بل وأرى أن جميعنا بينوكيو
بقصص حياة مختلفة إنما يبقى اختبار الإرادة واحد

فهل يا تُرى إذا جائتنا الفرصة لننتقل من حال ماريونيت يُحركه أى من يمسكه، إلى إنسان حُر له إرادته المستقلة، سنقبل آم سنعود باختيارنا إلى الحبال التى تقيدنا، لمجرد أننا نبحث عن المغامرة الخطأ، لنستمتع بأى اختلاف حتى ولو كان على حساب ما يميز الإنسانية بحق، وهو الإرادة فى اختيار الحرية والسعى فى طريق استكشاف حقيقة مفهومها ومتعتها؟

فتعليم الإرادة الحُرَّة درس صعب وقاسي
ومجازفة لا يقدر عليها سوى الأحرار فى القلب والمقيدين فى الظاهر.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشيللو عزف درامى خاص بين ثرثرة تلفزيونية فى رمضان 2015
- مارس حلمك منذ فجر أيامك
- سادية جماهيريتنا لبرامج المقالب وتسمم معايير الحب
- فى ذكرى رحيلك أبى
- أين أنتِ يا لعنة الفراعنة من واقعنا؟
- بمصداقية الحق ينتقد المناضل الفنى سمير صفير سلبيات الغناء ال ...
- رصد المجتمع بسجن النسا فى المسلسل المصرى وفيلم شيكاغو الامري ...
- ولو لجأت العائلة المقدسة لمصر فى زماننا كانوا سيُهجَّرون!
- الباحثون عن الله فى اتلانتس
- هل يحتاج مؤتمر الرقابة والمسرح إلى رقابة؟!
- إزرع الصفر
- يا آدم غرقان فتفاحك
- بين فهلوة عادل إمام وفهلوة محمد رمضان تشكيل اجتماعى
- أنا هذا الصفر الذى نبذه العالم
- الشمس ليست بفاشلة
- من شَبعَِت أيامه من الأوهام
- لا تتاجروا بالشمس
- فى عرض *وحيدا* إحساس *دالى* لا يرقص وحيدا
- أعطنى بصمتى
- كرامة الدموع


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - بينوكيو الحبيب من دُمية ماريونيت لإرادة حرة