أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - مغناطيس















المزيد.....

مغناطيس


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 14:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نعم أخيراً فعلتها!!..تغلبت على حالتيَّ الجمود العضلي و الفكري اللتان تسيطران عليَّ بسبب الحرب و بدأت بإجبار أناملي على التحرك فالكتابة..لا لن أتحدث عن الحرب بالطبع فالأمر لا يستحق بالرغم من تواجدي في مكان الحدث أو لأقل أنه لا يستحق الآن على الأقل..لهذا سأتحدث -كما اعتدت أن أفعل- عن أمورٍ لا علاقة فيما بينها بتاتاً كثورةٍ جنسية في الولايات المتحدة و تنظيم داعش و لا بأس من القليل من بعض قواعد الفيزياء الأساسية..كما أخبرتكِ هي أمورٌ لا أعلم حقاً كيف سأجد الرابط فيما بينها لأحثكِ على الاستمرار في القراءة!!.

هل ترين تلك الألوان المتعددة الفاقعة؟؟..نعم إنها الولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي عندما أصبح كل شيء يحمل ذلك التعدد اللوني في الملابس في الأفكار ليصل حتى إلى الطابع العام للبلد..هذا التلون كان سببه أن ثورة الهيبيز -أو ما سيُعرف بالثورة الجنسية فيما بعد- كانت قد بدأت بالتسلل بين خيوط النسيج الاجتماعي الأمريكي..حينها كان القاسم المشترك بين جميع المنجرفين إليها هو رغبتهم في الحصول على أعلى سقفٍ ممكن لمساحة حريتهم الفردية..لهذا السبب كانت تلك الفترة هي الفترة الذهبية لارتفاع معدلات الإدمان على المخدرات و ظهور العلاقات الجنسية من دون رباط الزواج بخلاف الماضي الذي كان المجتمع فيه أقرب لممارسة التشدد تجاه كل شيء تقريباً..حتى و لو كان ذلك "الشيء" هو تصميم الملابس النسائية!!.

و لقد أدت بالطبع ممارسة ذلك النوع من التحرر الجنسي إلى ارتفاع معدلات الإجهاض كون تلك البذور أصبح من غير المستنكر الشعور بأنها غير مرغوب فيها..خاصةً مع تنامي الإيمان بأن الإجهاض هو حق بشري للأنثى يحاول المجتمع مصادرته منها..كان التغير في الأفكار شديداً و ينجرف نحو النقيض تماماً..و لعل أفضل من عبَّر عن هذا التغير المتطرف نحو النقيض الآخر المتطرف أيضاً هو فيلم "شحم"..حيث كانت الشخصية الأنثوية الرئيسية في ذلك الفيلم تمارس الماضي بكل عاداته المحافظة في وقتٍ كانت فيه أغلب شخصيات الفيلم قد انجرفت نحو التغيير..الأمر الذي أدى إلى أن تتغير هي الأخرى لتشعر بعدم الإقصاء عن المجتمع..و بالرغم من أن الفيلم حاول تصوير ذلك التغيير بصورة القرار الشخصي إلا إنه حقيقةً كان أقرب إلى الإجبار لأنها لم تعد تملك ترف الاختيار.

أي أنكِ تستطيعين القول أن تلك الثورة لعبت دور المغناطيس الذي جذب نحوه أي قطعة تحتوي و لو على القليل من بُرادة التوق إلى الحرية..و إن كان هذا المغناطيس قد جذب إليه التوَّاقين نحو الانعتاق من قيود المجتمع المحافظ آنذاك فالمغناطيس الذي سأتحدث عنه تالياً هو مغناطيس جذب إليه المتعطشين إلى التخلص من قيود الإنسانية.

فنسبةٌ لا بأس بها من المنضمين إلى تنظيم داعش المتطرف هم من فئة "المسلمين الجُدد" و الذين جُلُّهم من الجنسيات الغربية..تلك الشخصيات و عند البحث عن خلفياتها ستجد إنها كانت تنتمي إلى ذات الطبقة الاجتماعية بل إن نسبةً منها -قبل إسلامها الغير مبارك- كانت تنتمي تقريباً لذات طبقة الفئات الدُنيا من المجتمع..بائعيَّ المخدرات و القوَّادين و حراس الملاهي الليلة أي أنهم كانوا من الفئة التي شاهدت المجتمع في أبشع صوره عندما تسيطر عليه رغباته و ينساق إلى تحقيقها دون أن يضع أي اعتبار لأي ضوابط.

هنا لعبت تلك التنظيمات ذات الأيدلوجية الإسلامية المتطرفة دور يُشابه دور الثقب الأسود..ثقب كان قادر على ابتلاع المقتربين منه بسرعةٍ عجيبة لينقلهم من بُعد مرحلة الإنسان إلى بُعد مرحلة المسخ..من مرحلة التقزز من الضعف الإنساني الذي كانوا يعايشونه كل يوم تقريباً إلى مرحلة إذابة الحد الفاصل بين التقزز من أمرٍ ما و ممارسة ما هو أشد إثارةً للاشمئزاز منه بمراحل..لا يُمكن بالطبع إدانة أي دين سماوي لأن أياً منها يحتوي -بشكلٍ عام- بين دفتيَّ كتاب تاريخه الحضاري على كمٍ هائل من الوحشية و المجازر..مجازر كانت -و ربما ما زالت- تقوم على فكرة العنصرية و إقصاء الآخر..ماذا؟؟..هنالك دينٌ سماوي انتشر بشكلٍ سلمي و دون أي عنف جسدي؟؟..أذكر لي واحداً أو لا تقاطعني و دعني أنهي حديثي.

ربما لهذا السبب -بالإضافة إلى أسبابٍ أخرى عديدة بالطبع- أصبح الإسلام دينٌ مكروه في بلدان غربية عديدة..و هذا الأمر لا ينفي فكرة التسامح التي يؤمن بتطبيقها الغربي عامةً بل بالعكس يثبتها!!..ففي السويد -على سبيل المثال- أصبح هناك تأييد شبه مُطلق لحقوق المثليين بينما يوجد رفض كبير للإسلام أو إبراز أياً من مظاهره..مجتمعاتٌ عنصرية؟؟..بالعكس هذه من سمات الإصرار على الحفاظ على بقاء تواجد التسامح مُقيماً بين أفراد المجتمع..فهنا نجد أن التسامح مع المثلية لا يسبب للمواطن الغربي أي أضرار جانبية في نسيج الأمن المجتمعي بينما التسامح مع المسلم يجعله يتمادى ليسبب لذلك الأمن طعنةً في صميمه.

فالمسلم شخصيته -في الغالب- تحمل قدراً لا بأس به من الوقاحة فهو يهرول نحو البلدان الأوروبية ليحصل على الحقوق الإنسانية التي حُرم منها في بلده الإسلامي و لكنه لا يتوانى عن طعن ذلك البلد الذي استضافه في الخاصرة عند أول فرصةٍ تتاح له..بل إننا قد نجده يستغل القانون الذي يحتقر كونه من وضع بشر إن كان سيحفظ له عنقه من التحليق بعيداً عن جسده بعد أن يكون قد ارتكب أي جريمة كانت ستستوجب قتله لو كان في موطنه الأصلي "المسلم".

التنظيمات الإسلامية الإرهابية نجحت في استقطاب الشخصيات الغير سوية نفسياً نحو الإسلام..و في المقابل وجدت تلك الشخصيات أن الإسلام يمنحها مرونةً أخلاقية و عالم لا حدود لإمكانياته يمكنها من خلالهما أن تُطلق كل مخزونها السادي دون وجود الحد الأدنى من العقاب تجاهها..و حتى إذا تغاضينا عن عدم وجود أي عقابٍ دنيوي أو حتى إلهي حسب مفهوم تلك الشخصيات لهذين الأمرين لردعها عن تصرفاتها فإننا نجد أن حتى المعيار الذي لا يُخطئ غالباً في قياسنا لصحة الأمور من عدمها و هو الضمير الفطري -و المتواجد بداخل أي إنسان- قد تم احتجازه بمجرد اعتناق تلك الشخصيات للإسلام في جُبَّ أشد ظُلمةً من جُبَّ يوسف..و ربما لهذا السبب أيضاً أصبحت فكرة الانضمام لتلك التنظيمات الإسلامية المتطرفة فكرة شديدة الإغراء لدى فئةٍ لا بأس بعددها..فأنت ستصبح أحد أعضاء تنظيمٍ يجعلك تؤمن بأنك و الرب سواء!!.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة مذهبين
- أفكارٌ هشة
- ختان..اغتصاب و تحرش
- على جناح ذبابة
- تساؤل
- داعشي حتى يثبُت العكس
- أنامل عاهرة
- لائحة اتهام
- الكتابة بمدادٍ من نار
- رجل الستة ملايين دولار
- أن يكون مُسلماً
- من بدَّل دينكم فاقتلوه
- وُلِدوا من العدم!!
- كل عام و أنتِ قُبلتي
- اللعنة على اليهود
- تفاصيل من الماضي التعس
- إجماع
- نقاب
- إذن بالسفر
- و ثالثهم الله


المزيد.....




- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - مغناطيس