أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الفياض - مظاهرات الطبقة الرثة العراقية















المزيد.....

مظاهرات الطبقة الرثة العراقية


كاظم الفياض

الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 07:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأت مقالا بعنوان "الطبقة الرثة" لمفكر اقتصادي عمل نائبا لمحافظ البنك المركزي العراقي، ثم محافظا بالوكالة، قبل أن يلقى عليه القبض للتحقيق معه حول شبه فساد، والآن يعمل مستشارا اقتصاديا لرئيس الوزراء، حاول أن يقول فيه إن سبب ما نعانيه من أزمات هو صعود نجم الطبقة الرثة العراقية لدرجة تمكنها من الحكم. وقد أورد في ما كتب شرحا مبتسرا لظهور المفهوم وتطوره في كتابات أبرز من تناوله من الباحثين الغربيين الذين أضافوا هذه الطبقة إلى التقسيم الثلاثي الذي يعتمد القدرة الاقتصادية معيارا وهي: الغنية، المتوسطة، الفقيرة.
كلمة الرثة اعتمدت اختصارا لجملة "البساط الرث"، ولما تمايزت عن الطبقة الفقيرة يمكننا القول إنها جملة تشير إلى مخالفة أفراد هذه الطبقة للمثل الاجتماعية النبيلة، وتحديدا الدعارة، ولا شك إن اتخاذ الجنس مهنة أمر لا يمتّ للشرف بصلة فيما يخص أدبيات الشعوب الغربية. وتتوسع لتشمل تجارة المخدرات، والسرقة، وكل ما يضع المواطن الغربي تحت طائلة القانون، وربما ينفتح المفهوم خارج المحور الاقتصادي فيضع ضمن أفراده الذين يمارسون أفعالا يرفضها الدين، المثليين مثلا.
الكاتب تتبع النشاط الزراعي ودوره بجذب وطرد الشطر الأكبر من مجمل الأيدي العاملة العراقية، وتأثيره على التحولات الاجتماعية العراقية، رغم إن المورد الأساسي لخزينة الدولة هو النفط. ليس من العسير على قارئ المقال أن يلاحظ جهد الكاتب وهو يحاول إسقاط النظرية الغربية على الحالة العراقية دون أن ينتبه إلى أن الطبقة العراقية التي يتحدث عنها تناظر الفقيرة غربيا، لا الرثة. هناك تناغم في المجتمعات الغربية بين الشعوب ودولها، فاعتماد الديمقراطية أساسا لإدارة الدولة جعلت المواطن العادي يظن أن قراراتها عادلة، وهي صفة لا تتمتع بها الدولة العراقية، على الأقل بنظر غالبية مواطنيها. فالشيعة يرون أنها ظالمة فهي لا تدار من قبل المعصوم، والكرد يجدون فيها حاجزا أمام طموحهم رغم أنهم ليسوا عراقيين، بل قبائل مسلحة اجتازت الحدود في منتصف القرن التاسع عشر، وعملت قتلا وتشريدا بالعرب والآشوريين، وقد اشتبكت مع الحكومات العراقية كلها، ورغم أن القوانين الدولية في العالم أجمع تعطي العراق الحق بطردهم خارج البلاد، وبعدم منحهم الجنسية العراقية،وهل قولك لمن تسلق بيتك، وأقام بجانب منه، ودعاك للتخلي عنه:" اخرج من داري " فيه الكثير من التناقض مع تدينك أو علمانيتك. بل وقد بلغ بهم الصلف أنهم طردوا عرب كركوك لأنها مدينة كردية بزعمهم إلّا أن العراق عاملهم بإنسانية جميعا، بينما كان من الأجدى معاملة قادتهم بقوة تؤمن الدولة والكردي البسيط من شرهم. وكان المبدأ السني إطاعة الحاكم قبل أن يظهر على مشهد الأحداث رجل دين، وزعيم محفل ماسون بمصر جمال الدين الأفغاني الذي جعل الطاعة مشروطة للحاكم. وقد حمل تنظيم الأخوان المسلمين بذرة الشيطان تلك إلى العراق لكن التربة العراقية حينها لم تكن صالحة لنموها، فمكثت حتى وقوعه تحت الاحتلال المباشر الثاني لتنمو، وتكبر، وتتعاظم جدا.
إن راجعنا المشهد الاجتماعي، نجد إن السلطة الحاكمة الآن هي الطبقة الرثة في عراق ما قبل الاحتلال الثاني، وهل يمكن تجاهل التدفق النقدي الهائل باتجاه البيوت شبه المهدمة التي يقطنها مراجع الشيعة الكبار، ثم لتعاود الظهور مع أقربائهم، في بريطانيا، على الأغلب، وبأرقام لا يمكن تصورها دون الإطلاع على نسبة الفقراء في المجتمع الشيعي، وعدد قتلاه، فما يستقيم أمر مرجع لا يحض على عصيان الدولة، إن لم يكن جهارا فخفية. وكذلك حال الإقطاعيين الكرد، المسنودين من الخارج، والمستأثرين بخيرات أبناء جلدتهم، والمتسببين بكل ويلاتهم، وباقي الشعب العراقي. وأيضا قادة تنظيم الأخوان، وهل يخفى دعم الدول الإقليمية لهم. لقد قلت هذا توضيحا لمغالطة الكاتب في إن الطبقة الرثة في العراق هم فلاحوه الذين هجروا مزارعهم بفعل الأحداث الضخمة التي شهدها. وأقول إن الجزء الأعظم من هؤلاء ومن بقية الكسبة العراقيين فقراء متعففون، ولم يتبع القيادات التي ذكرنا إلّا الجزء الأحقر "الأقل"! ومنهم تشكل الجهاز الإداري للدولةُ، ومن أعضاء الحزب الشيوعي العراقي، وكان أغلبهم هاجر، أو ترك النشاط السياسي. ورغم أن الوظيفة في الدولة العراقية من شأنها أن تدر المال الوفير على الموظفين حلالا أو سحتا، فإن أغلبهم، إن لم يكن كلهم، يقبض منحة مالية من أحد الإقطاعيين الكرد. وقد أسند كل أولئك بناشطين مدنيين قدموا من الخارج والتحق بهم كثير من معارفهم ، من داخل البلد.
إذن الطبقة الرثة تحولت إلى حاكمة، ومع ذلك بقيت طبقة رثة، لأن مسلمات القيم الاجتماعية لا السلطة الإدارية، ولا مقدار ما يملك من مال فقط من يحدد التصنيف الطبقي للفرد. ولو أمعنا النظر في احتجاجات الشعب صيف عامنا هذا" 2015 م" لوجدنا المتظاهرين نوعين: حاقد، صاخب، كثير الشرّ، لم تلبث نوازعه العدائية حتى دفعت به للتعرض على رموز السلطة من أشخاص وممتلكات، ولم تهدأ إلّا بمصرع أحدهم، فتى وسيما على ما في شعره من شعث، وما في ثيابه من غبرة، وكلهم عاطل عن العمل، جائع.
النوع الآخر ودود فرح يترنم بأهازيج ويرقص لها ثيابهم نظيفة جديدة يحملون لافتات وأعلاما وطنية يلوحون بها لبعضهم ولرجال الأمن ويلتقطون معهم الصور ويشربون منهم الماء كلهم يريد الكهرباء ويشجب الحكومة وكلهم موظف ومنهم الكثير من هو مدير عام وفنانون وأدباء وأعضاء الحزب الشيوعي وناشطون مدنيون!!!
وقد بث صديق قديم لي يعيش في إحدى الدول الغربية فيديو لناشطين شباب يرقصون ويهزجون بفرح وسرور أهازيج وطنية. أحدهم يرتدي ثيابا سوداء نقش على صدره كف، ثلاثة أصابع مضمومة، رسم فوقها عينان، فهي وجه، والآخران مرفوعان كقرنين!
صديقي هذا فنان، حين أنهى الدرس الأكاديمي، تحول إلى دراسة الفقه في حوزة النجف، وصار أستاذا فيها، لكنه لم يتلبث طويلا، إذ هاجر إلى منفاه الذي هو فيه. قرأت له يوما مقالا في صحيفة، عرفته لقرائها بأنه" مفكر إسلامي" أتذكر منه هذه الجملة: " من خشب شجرة الصليب العيسوي" كما إنني قرأت له من فترة ليست بعيدة منشورا على صفحته، صرح فيه "إن الفقر غباء"
كاظم الفياض
17/8/2015



#كاظم_الفياض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم الآن
- معنى الاحتلال
- مقدمة لدحر العدو
- رأسي ليس خاملا
- منشورات لا غنى عنها لإقامة دولة عالمية عادلة
- أعمال السرد الحر/شجرة البمبر
- ضجر
- الأعمال السردية الحرة/لحظات
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - ومرثية إبراهيم
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - مرثية ثالثة
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - مرثية ثانية
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - مرثية
- الأعمال السردية الحرة/من دمشق
- الأعمال السردية الحرة/صورة العالم
- أعمالي الشعرية - رعيان الأرض الممنوعة
- الأعمال الشعرية - أجراس الفصول الثلاثة
- أعمالي الشعرية - هاك شريعة الظامي
- اعمالي الشعرية -3- الشاعر
- أعمالي الشعرية -1- الرحلة*
- عن الشعر


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الفياض - مظاهرات الطبقة الرثة العراقية