أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - خطيئة مسعود البارزاني















المزيد.....

خطيئة مسعود البارزاني


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4897 - 2015 / 8 / 15 - 13:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الشمس التي تهب البصر للنسر تعمي البومة / وطعام زيدٍ قد يكون بمثابة السُمِ لعمر"
لا شك بأن معظم متابعي الاشكالية التي تعاني منها المناطق الكردية في سوريا، على دراية بما حصل على الأرض من قِبل فصيل كردي مسلح فرض نفسه بقوة السلاح بعد أن أخذ ترخيص التحكم بالمصائر من نظام دمشق، وما تبع ذلك من اتفاقيات ومشاورات متعددة في اقليم كردستان العراق للوصول الى حل توافقي كردي ـ كردي، لمحاولة إبعاد شبح تجربة البعث مجدداً في المناطق الكردية من خلال حزب الاتحاد الديمقراطي ذا التوجه الشمولي، والذي يستمد ثقافته الاستفرادية ليس فقط من الارث الاستاليني، إنما وبشكلٍ مباشر من أدبيات أحد مؤسسي حزب العمال الكردستاني، ألا وهو عبدالله اوجلان الذي لا يزال بمثابة الأب الروحي للتيارات الأوجلانية في المناطق الكردية في كل من سوريا وتركيا وايران والعراق.
ولا يخفى على المتابع للحالة الكردية أن المؤتمر الوطني الكردي الأول تم التأسيس له بهدف الوصول الى صيغة تفاهم مع هذه الجهة أو تلك بخصوص سوريا ككل والمناطق الكردية بشكل خاص، حيث انعقد المؤتمر في مدينة القامشلي في السادس والعشرين من تشرين أول 2011، بدعوة من أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية، وحضور أكثر من 250 مندوب، شمل مناضلين أوائل في الحركة الكردية، وشخصيات وطنية مستقلة، وممثلين عن المجموعات الشبابية، وكذلك ممثلي الأحزاب المشاركة، ونشطاء يمثلون لجان حقوق الإنسان، وفعاليات اجتماعية وثقافية وإعلامية، وذلك كان هدف المجلس الأول هو العمل على تحقيق عدة شعارات جاءت في سياق بيانه التأسيسي، ولن نوردها هنا لكي لا نطيل المقالة على القارئ.
إلا أن حزب الاتحاد الديمقراطي سبق مجموع الأحزاب الكردية واستولى على الشارع الكردي من خلال أجنحته المسلحة، ومن ثم جاءت الاتفاقيات بين الطرفين برعاية رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني، وذلك بهدف التوصل الى حل اشكالية الحكم في المناطق الكردية، وإنهاء حالة الاستفراد بحكم المنطقة من قبل فصيل واحد ولون واحد فرض أجندته بالعسكرة على كل المناطق الكردية في عموم سوريا، بعد الاتفاقيات السرية مع نظام دمشق، الذي سلم الحزب إدارة تلك المناطق، وعلى طول الفترة الماضية كان أكثر ما يخيف الاتحاد الديمقراطي هو وجود أي طرف كردي مسلح على الارض، لأن وجود أية قوة عسكرية غير قوته هو بحد ذاته سيكون منافس له وسيزاحمه في السيطرة على الشارع الكردي، لذا فقد وقف منذ البداية وبكل ما يمتلك من قوة ضد تشكيل أي فصيل كردي مسلح، والبرزاني من باب الحرص على أن يبعد شبح الاقتتال الأخوي عن الكرد، ولكي لا يمر كرد سوريا بنفس تجربة كردستان العراق، حاول بشتى الوسائل بأن لا يصل الوضع لدى كرد سوريا بأن يمروا بتلك التجربة التي ذاقوا مرارتها هم، ولكن ذلك الحرص والانتظار من قبل رئاسة الاقليم جعل الاتحاد الديمقراطي يزداد قوةً يوماً بعد يوم، طالما أن فلسفة الحزب مبنية على مداميك الاستحواذ والاستبداد، وقيادة اقليم كردستان أخبر ببنية هذا الفصيل أكثر من غيرهم، لأنهم ذاقوا مرارتهم لعدة سنوات، بينما الطرف الآخر أي المجلس الوطني الكردي فظل يزداد ضعفاً يوماً بعد آخر. وخطيئة البارزاني باعتقادي كانت في تصوره النبيل بأن كرد سوريا هم مثل كرد العراق تماماً جادون فيما يقولون ومتمسكون بترابهم، ومستعدون للدفاع عن وطنهم بكل السبل وهو ربما ما لم يتوفق البارزاني في تصوره ذاك، ولربما الاخفاق في القراءة كان لقلة الدراسات النفسية والبنيوية المتعلقة بكرد سوريا بين يديه، وجل ما اعتمده البارزاني هو ما كان يصدر عن الاحزاب الكردية من نشرات دورية وبيانات وتصاريح فقط، وهو ربما ما أبعده عن فهم طبيعة التكوينة الثقافية والاجتماعية لكرد سوريا، ومن جهةٍ أخرى فإن استمرار من كان نداً للاتحاد الديمقراطي بهزالته وتقهقره دفع بعشرات الآلاف من الناس الى اليأس التام من حدوث أي تغيير محمود، وكان خيار اللجوء الى الهجرة الجماعية كحل نهائي لمعظمهم، لأنهم أي الكثير من كرد سوريا فعلى ما يبدو ووفقاً لبعض القراءات السيكولوجية كانوا ينتظرون فرصة النجاة بزواتهم من زمانٍ بعيد، وباعتبار أن بنية العقل الكردي السوري لدى كل من السياسي والمثقف قائمتان على الأعذار والحجج والمبررات والمسوغات اللامتناهية، لذا جاءتهم ذريعة استبداد حزب الاتحاد الديمقراطي على طبقٍ من ذهب، حيث سلم كل واحدٍ منهم قدماه لرياح الهجرة ومن ثم تبعتهم جموع الناس، لأن الفرصة التاريخية أظهرت بأن المناضل الكردي السوري بشقيه (الثقافي والسياسي) كان يكذب فقط حتى يُقنع الغير ومن ثم يُقنع نفسه أيضاً بناءً على اقتناع الأخر بما كان يقول.
وربما غاب عن مستشاري رئيس الاقليم بأن البنية الثقافية والاجتماعية لدى كرد سوريا مختلفة جداً عن كرد العراق، وأن كرد العراق تجذروا بتربتهم من خلال النضال الطويل للحركة التحررية الكردية في كردستان العراق، بينما كرد سوريا فلم يكن نضالهم إلا نضالاً قولياً شعاراتياً لا يمت للواقع والحقيقة بصلة.
ومن باب الاعتراف بما هو موجود نقول بأن من أهم انجازات المجلس الوطني الكردي هو ايصال الناس الى حالة الاحباط الكلي، ومن ثم فتح أبواب الفرار أمام الناس باعتبار أن أغلب قادتهم سبقوا غيرهم في فعل خلاص الذات، وهو ما يناهض البنية القومية لكرد العراق المتجذرين بترابهم والمستعدين لترك مباهج الحياة والرفاهية في سبيل وطنهم على خلاف كرد سوريا، وهو إن دل على شيء فهو يدل على أن الثقافة القومية لدى كرد سوريا كانت فقط مبنية على الشعاراتية والهتافاتية، ولم تكن متجذرة في الأعماق ولم ترتقي يوماً الى المستوى العملي والممارساتي، وبالمقابل فإن سطوة ورعونة حزب الاتحاد الديمقراطي والادارة الذاتية المزعومة دفعت هي الاخرى باتجاه إفراغ المناطق الكردية من ناسها.
وفيما يتعلق ببعض الحقائق المتعلقة بمفهوم الحرية لدى كرد سوريا، نقول يبدو بأن الحرية التي انتظرها الكرد طويلاً كانت سطحية جداً، ومتعلقة فقط بالفلاح الشخصي والعائلي لكل فردٍ منهم، ويظهر بأن ذلك المفهوم هو مناهض تماماً لمفهوم الحرية لدى الشاعر الهندي الكبير رابندرانات طاغور الذي قال: "عندما لا تكون الحرية قناعة ذاتية وداخلية، معززة لنشاطنا ومعظّمة لابداعاتنا، وعندما لا تكون الحرية إلا تساؤلاً بسيطاً عن ظروفنا الخارجية، فإنها ستكون أشبه بفضاءٍ حرٍ شاسعٍ لشخصٍ معصوب العينين".
وبهذا الخصوص يمكننا أيضاً إيراد ما أشار إليه الياس رامو قائلاً: "الحقيقة المرة بأن الكرد قد فشلوا في الصمود أمام إغراءات قوانين اللجوء التي سمحت بمنح اللاجئ السوري الإقامة، نعم الكرد قد فشلوا أمام اول امتحان حقيقي يستدعي الصمود"، وبدا للمراقب بأن الحصول على فرص الحرية الشخصية في اوروبا عند معظم شباب وبنات ورجال الكرد المستلبين، هي أهم من الام والاب والوطن والقضية، إنها أوروبا حلم كل شرقي معتل يبحث عما يكمل نقصه في حدائقها أو بارات لياليها، مع أن الكل يدعي غير ذلك، والكل يتحجج بقصة التعليم أو مستقبل الأطفال، وما الى هنالك من كل ما يتم سوقه من الحجج والمبررات بين الناس ليتم شرعنة الهجرة لهم ولمن تبقى من ذويهم في تلك المنطقة التي لا تزال تسمى غرب كردستان في كتاباتهم الحزبية والفيسبوكية.
ولأن هاجس القضية القومية لدى كرد سوريا كان قولياً وليس عملياً، لذا ففي أول امتحان حقيقي أمامهم داسوا على كل ما ظلوا يتبجحون به في مناظراتهم ونشراتهم وبياناتهم الحزبية مقابل الحصول على بطاقة اللجوء في أية دولة من دول أوروبا، باعتبار أن القاعدة المبطنة لدى الكردي السوري هي ليست "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام" إنما القاعدة لديه هي" ليش لحتى أتعب حالي واشعل الشمعة مادام في ضوء ببيت الجيران، وبضل عندون لبين ما يجي حدا يشعل شمعة بيتي"، هذا إن وجد من يُشعل له الشمعة أصلاً، فالسياسي والمثقف الكردي ومن وراءهما عامة الناس أثبتوا بأنهم كائنات صوتية لا أكثر ولا أقل، ولا يمتثلون لأي شيءٍ كانوا يبوحون به ويتغنون به لأكثر من أربعة عقودٍ من الزمان، وهذا الجانب البنيوي والمتعلق بعقلية الكردي السوري وثقافته الانهزامية المبنية على الحجج والذرائع، ربما كانت غائبة تماماً عن مستشاري رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني.
وأمام هذه الطامة الكبرى فليس أمام رئاسة الاقليم الحريصة على أن يتمسك الكردي بترابه، وكذلك المجلس الوطني الكردي للحفاظ على من تبقى من كرد سوريا في مناطقهم إلا سبيلٌ واحد ، وهو إما من خلال إدخال البيشمركة رغماً عن أنف حزب الاتحاد الديمقراطي ومن هم خلفه إن كان النظام السوري أو الايراني، ومن ثم خوض تجربة الاقتتال الاخوي التي قد لا تكون سيئة كما تم ويتم تصورها، وإما أن يعلن المجلس الوطني الكردي الاستسلام التام للاتحاد الديمقراطي، والقبول بأمر الواقع، والكف عن رشق الناس بالبيانات التحريضية التي بدلاً من التأثير على الاتحاد الديمقراطي تساهم في هجرة المزيد من الناس، باعتبار أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو الآن أفضل ذريعة لدى الكرد للهجرة الى الخارج، لذا مطلوب من القيادة الكردية في المجلس الوطني الكردي، بأن يكونوا أصحاب قرارٍ يستحق الاحترام والتقدير ليكون فعلاً مؤثراً وقادراً على إحداث التغيير الحاسم واللازم، وإلا فإن استمروا على ما هم عليه من المراوحة والتسويف، فعلى القضية الكردية في سوريا السلام، وربما يُقال يوماً بأنه كان في سوريا يوماً قوماً يسمون أكرادا.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنان قره جول: التحديات التي تنتظر الشعب السوري بعد سقوط النظ ...
- أيديولوجية تشويه البيشمركة
- بوادر السموم الطائفية في المجتمع الكردي
- مصطلحات مدموغة بوشاح العقل الكردي
- هواجس مواطنٍ لم يُقتل
- التحدي الكبير في الحربِ هو أن تتمثل دور الربيع في زمن القحط ...
- مروان خورشيد: الشعر والشعراء خذلوا الثورة السورية.
- لا تجعلوا العميان يقودونكم الى الحتوف
- همساتُ المُنقادين
- الاتحاد الديمقراطي كبالون اختبار
- هل سيُعاقب فاعل الفتنة أم سيُكافأ؟
- سقطة ديمرتاش الإعلامية
- صك الشُهرة
- مرجوحة المواقف الإيرانية حيال سوريا
- ما بين داعش وإيران
- المحايّدُ المنحازْ
- مزايا داعش بعد جرائمه
- لماذا على كرد تركيا التصويت ل HDP؟
- عندما تكون الأطلال أهمُ من أصحابها
- ماذا لو انتحرت فريناز قبل أعوام؟


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - خطيئة مسعود البارزاني