أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله أبو شرخ - غزة والموت بلا مقابل














المزيد.....

غزة والموت بلا مقابل


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 4897 - 2015 / 8 / 15 - 11:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يعلم أحد من يقوم " بالدردشات " مع إسرائيل، ولا يعلم أحد فحوى الاتفاق على إنهاء الحصار أو الشروط التي أملتها إسرائيل على حماس. اتفاق أوسلو فشل لأنه غير شرعي ولم يحدث استفتاء شعبي عليه، وحماس لا تريد التعلم من تجربة أوسلو، فتقوم بعمل اتفاق يعطي غزة الحق في ممر مائي إلى قبرص " التركية " وهدنة تمتد إلى 7 – 10 سنوات، والحال أن غزة تحتاج إلى من ينهي معاناتها بعد حصار خانق وحروب انتحارية، ولكن لماذا الإصرار على ممر مائي إلى قبرص بينما نحرم في غزة من استخدام مطار اللد كما في السابق ؟؟! الأرجح أن إسرائيل سترفض بشدة منح أهل غزة حقاً في السفر عبر مطارها تحسباً من سكين مناضل أو عبوة مجاهد. لقد أصرت تنظيماتنا على تقديس العنف كوسيلة وحيدة للنضال فيما استمرت إسرائيل في بناء الأسوار والحواجز وإغلاق المعابر دون أن يخرج أي قلم شجاع منا نحن الفلسطينيين لكي يصرخ في وجه التنظيمات " كفى انتحاراً " !

النماذج التي سوقتها التنظيمات لكي تبرر " العنف الثوري " أو " الجهاد المقدس " لا تنطبق على حالة غزة الجغرافية والاقتصادية، ذلك أن الثورة الفيتنامية كانت متاخمة لدولتين يساريتين عظميين هما الاتحاد السوفييتي والصين، إضافة إلى أن النموذج الستاليني غير الديمقراطي قد انعكس على أداء التنظيمات اليسارية التي شكلت بوصلة التنوير " أو التجهيل " لمجمل أحداث الانتفاضتين والحروب الثلاثة.
لقد رفضت حركة حماس مبدأ التنسيق الأمني والمفاوضات بين سلطة أوسلو وإسرائيل، فإذا بنا أمام شارع " جكر ؟ " يتمهد أمام فوهات المدافع الإسرائيلية لا لكي يتحدى تقنيات الصواريخ الموجهة بسيارات الدفع الرباعي، بل لكي يمنع كل من تسول له نفسه أن يطلق أي قذيفة تعكر صفو إسرائيل، وهنا لا ندعو إلى حرب ولكن لكي نضع النقاط على حروفها !

جماهير غزة لن تنتفض لكي تطالب حماس بإجراء استفتاء شعبي حول دردشاتها، كما لم تنتفض على سلطة الامتيازات والتنسيق الأمني، فغزة تم إنهاكها بفعل فاعل .. ماذا يبق من الحياة عندما يترك الطبيب عيادته المدرس أوراق طلابه لكي يركض خلف أنبوبة غاز أو يتوسل ميكانيكي ليصلح له مولد الكهرباء ؟ ماذا تبق في غزة عندما يرى الأهل أبناءهم يحرمون من فرصة إكمال التعليم لأن ثمة من يسرق مستقبلهم ببيع المنح الدراسية في السوق السوداء ؟! ماذا تبق في غزة عندما يضطر الناس لدفع ضرائب باهظة لسلطتين لم تستمران إلا برغبة إسرائيل وتواطئها ؟!

لا يعلم أحد في غزة ولا الضفة، وطالما إسرائيل دولة أمر واقع رغم عن أنوفنا جميعاً، ما الحاجة لإخلاء مسؤولياتها عن خدمة الشعب الواقع تحت الاحتلال وفقاً لاتفاقات جنيف المتعلقة بحقوق المدنيين تحت الاحتلال ؟؟! هل ينقصنا وزراء وعمداء وعقداء ومساعدات تنهب ؟؟ هل ينقصنا فيلات وسيارات موديل 2014 ونكاح أربع نساء ؟؟ في الحقيقة أن المستفيدين من وجود سلطتي فتح وحماس هم فئة محدودة جدا تتمتع بكافة الامتيازات المالية والرفاهية، مقابل شعب مسحوق بكامله تحت وطأة الذل والفقر والعوز !

ثم لماذا اختفت أولويات الحياة الإنسانية إلى هذا الحد ؟؟ لماذا سارت الأحداث لتؤدي إلى قطيعة دامية مع دولة الاحتلال طالما أننا في النهاية سنضطر إلى التنسيق أو الدردشة معهم ؟؟! أين حق عامة الناس وأهالي الشهداء ؟! أين حقوق اليتامى والمحرومين والثكالى والأرامل ؟؟!
ممر مائي على قبرص لماذا في ظل وجود مطار اللد ؟؟! لماذا لا يخرج جماعة تمتلك ضميراً حياً لكي تنهي حياة البؤس والدمار والهلاك بلا مقابل ؟؟!

لقد دفعنا الدماء في الانتفاضة الأولى من أجل امتيازات ورواتب لحركة فتح، ثم دفعنا دماء أكثر من أجل استيلاء حماس على غزة .. لكن لا أحد يسأل .. هل تحسنت حياة الناس بعد كل هذه الثورات ؟؟! هل تحررنا من الاحتلال ؟؟! هل حصلنا على مجتمع ديمقراطي ؟؟ هل تراجعت معدلات البطالة ؟! هل يحصل مرضانا على الرعاية الصحية اللائقة ؟! هل حصلنا على حريتنا وحقنا في السفر والتنقل ؟؟! إذا كانت الإجابة على كل التساؤلات السابقة بالنفي، فلما تورطنا في الثورات والحروب والدماء ؟؟ لماذا سرقتم أجمل سنوات أعمارنا في خوف وجوع وفقر وقلق وفزع ورعب ؟؟!

الوطن هو الخبز والحرية والكرامة الإنسانية وليس خرقة ونشيد وسجادة حمراء .. الوطن هو الحق في العمل باعتباره جزءا أصيلاً من مبررات الحياة على هذا الكوكب. الوطن هو رعاية المسنين والمرضى .. هو حق الأطفال في حياة بريئة خالية من العنف والكذب والموت الرخيص !



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنروا من مؤسسة دولية إلى مؤسسة عربية !
- لماذا تبرئة إسرائيل وبريطانيا من المسؤولية ؟!
- عن طلائع التحرير الفلسطينية واليهودية !
- أضواء على مؤامرة وكالة الغوث !
- حول تصفية ملف اللاجئين والقضية الفلسطينية
- جمهور غوغائي وعنصري !
- عن دواعش إسرائيل مرة أخرى !
- رأي آخر في مسألة تحرير الأوطان من المستعمرين !
- فساد السلطة وبيع المنح الدراسية لغير مستحقيها: هل من نهاية ؟ ...
- الحقيقة الصادمة !
- شكرٌ وتقدير للحوار المتمدن وكتّابه وقرائه !
- لماذا يجب المطالبة بدولة واحدة ؟؟!
- من فرنسا إلى القدس: وخطيب الأقصى داعشي أيضاً !!!
- مطلوب حل السلطتين وجميع الفصائل بلا استثناء !
- حسن الرضيع والحوار المتمدن !
- عمّال غزة بين حكم الغوغاء والحصار الصهيوني !
- بعد اليونان: مطلوب استفتاء فلسطيني !
- نظام التوجيهي المتخلف متى ينتهي ؟!!
- وماذا عن دواعش إسرائيل ؟!
- نصف المجتمع داعش !


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله أبو شرخ - غزة والموت بلا مقابل