أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - اليونان : - الخلاصة الجديدة ترتئى إمكانيّة : القطيعةُ مع القبضة الرأسماليّة الخانقة و نحتُ مستقبل مختلف ! -















المزيد.....


اليونان : - الخلاصة الجديدة ترتئى إمكانيّة : القطيعةُ مع القبضة الرأسماليّة الخانقة و نحتُ مستقبل مختلف ! -


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4896 - 2015 / 8 / 14 - 23:46
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


اليونان : " الخلاصة الجديدة ترتئى إمكانيّة : القطيعةُ مع القبضة الرأسماليّة الخانقة و نحتُ مستقبل مختلف ! "
جريدة " الثورة " عدد 398 ، 3 أوت 2015
Revolution Newspaper | revcom.us
" أخبار عالم نربحه " ، 27 جويلية 2015
http://revcom.us/a/398/awtwns-greece-the-possibility-to-break-out-of-the-stranglehold-of-capitalism-and-carve-out-a-different-future-en.html
فيما يلى منشور وزّعته مجموعة البيان الشيوعي الثوري فى أوروبا ( للإتصال :
) [email protected]
وقد صاغ هذا المنشور أنصار الخلاصة الجديدة و منهم ك.ج. أ ( مساهم فى مجلّة " تمايزات " ) و إيشاك باران ( مساهم فى الحركة الماويّة التركيّة لزمن طويل ) و أنصار الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) و آخرون .
--------------
تبدو أزمة مثل التى تشهدها اليونان هذه الأسابيع كقوّة من قوى الطبيعة ، كإعصار يزعزع حياة ملايين الناس و يدفع بهم إلى هاوية ظلماء و مصطربة و إلى الهرولة من جهة إلى أخرى وهو يخنقهم و يُعمى أنظارهم و يحطّ بثقله ناشرا اليأس و القنوط . لكن هذا الإضطراب نفسه يفرز إمكانيّات ثمينة يجب إستغلالها من أجل مستقبل مختلف راديكاليّا .
عقب سبع سنوات من الموجات المتكرّرة من حتّى المزيد من مصّ دماء الشعب بإسم " التقشّف " ، عقب إنتخاب يسار يعتبر نفسه راديكاليّا و قد وعد بنبذ إبتزاز القوى الأوروبيّة ، و حتّى عقب الإستفتاء و نتائجه الواضحة ، مرّة أخرى وقع دوس مصالح الجماهير الشعبيّة و مطالبها . و صار القادة الرئيسيّون لحكومة سيريزا هم أنفسهم خدم و كذلك ضحايا لذات القوى غير الشخصيّة المحدثة للفوضى.
لقد عبّرت القوانين الباردة العمياء عن نفسها فى أعداد غير شخصيّة ناجمة عن المضاربة الماليّة و التوقّعات فى الأرباح . لكن ما من شيء مقدّس أو دائم فى ما يّصل بهذه القوى التى تسحق الشعب . فخلف القوانين غير الشخصيّة تكمن علاقات حقيقيّة جدّا بين الناس ، إنقسامات إلى طبقات و نظام عالمي من الملكيّة و الإستغلال .
إنّ اليونان واقعة فى براثن أزمة سياسيّة عميقة و أضحى النظام الإنتخابي المفترض أنّه وسيلة لتعبير الناس عن إرادتهم العامة ، أضحى مفضوحا أكثر فأكثر كخدعة و أنّ له صلة ضئيلة بالعلاقات الفعليّة للسلة و صنع القرار. لقد وقع دقّ دور الإنتخابات فى إصباغ الشرعيّة على مؤسّسات الدولة بأعين الناس دقّا جدّيا حتّى فى أوروبا أين عادة ما كانت مثل هذه الأوهام منتشرة .
خلف الحكومات التى يمكن أن تأى و تمضى ، تظلّ الشرطة و يظلّ الجيش و البيروقراطيّة – الضمان الأخير لسلطة نظام تتحكّم فيه الطبقة الرأٍماليّة اليونانيّة التى لا يمكن و لن تقع الإطاحة بها بسيرورة إنتخابيّة . و مجدّدا ، نرى صحّة ملاحظة ماركس بأنّه لا يمكن إستخدام سلطة الدولة القائمة لإحداث تغيير ثوري . و تنعكس الإجراءات التى تتمّ المطالبة بها و التى هي غير مقبولة و رفض الشعب مزيد التضحية ، فى موجة مقاومة جماهيريّة بمن فيها ضد وجوه كانت قبل أسابيع فحسب تعدّ على نطاق واسع أبطالا.
المسألة الكبرى التى تواجه الآن بصفة تصاعديّة الشعب فى اليونان هذ ذات المسألة التى تُحجب و لا يجرى الحديث عنهت فى غالبيّة بقيّة أوروبا و العالم : هل من المحتوم على الشعب أن يبقى فى هذه الظروف أم أنّ هناك إمكانيّة طريق مغاير كلّيا ، نظام بديل سياسي و إقتصادي و إجتماعي يمكن أن يحلّ محلّ العالم الرأسمالي و النظام الإمبريالي القائم و يقضى على المشاق و الفظائع الناجمة عن هذا النظام الإمبريالي ؟
بالرغم من العذاب الذى يعانيه الشعب ، من الضروري الإقرار بأنّ اليونان تشهد لحظة نادرة يمكن فيها للبناء الإقتصادي- الإجتماعي و السياسي وحتّى الثقافي و الإيديولوجي القائم أن ينهار . و يحمل الوضع نفسه فى طيّاته إمكانيّة بدائل راديكاليّة ، سواء كانت تحريريّة أم إستعباديّة أكثر . إى متى سيظلّ إلتقاء هذه القوى و الظروف فى غليان شيئ لا يمكن التنبّؤ به لكن القوى الحاكمة فى اليونان و اوروبا ستسعى بإهتياج إلى أن تفرض إعادة تنظيم لا تخدم مصالحها فقط بل تحطّم أيضا الآمال و تيستبعد الإمكانيّة الثوريّة لبداية تمرّد جماهيري . و هذا يجعل من الملحّ للغاية رسم طريق ثوري حقيقي من ذات أتون التناقض و الصراع .
و كيما يتحقّق هذا ينبغى أن تظهر قوّة واعية متسلّحة بفهم شيوعي ثوري صريح للمشاكل الجوهريّة الحقيقيّة للمجتمع و الحلّ اللازم ، و مصمّمة على النهوض بمسؤوليّة القيام بالثورة . و هنك الكثير من التجربة المعاصرة و التاريخيّة حيث لم يشخّص إمكانيات إختراقات أو أهدرها القادة الذين إنتهوا أحيانا إلى التحوّل حتّى إلى منقذين للنظام القديم . هذا من جهة و من جهة أخرى ، هناك أيضا المثال الذى لا يقدّر بثمن لقيادة لينين إفتكاك السلطة فى خضمّ التناقضات المحتدّة التى ظهرت فى روسيا ليرسم طريقا ثوريّا لإفتكاك البروليتاريا و آخرون يبحثون عن التحرّر السلطة و ذلك سنة 1917.
و تشتكى حكومة سيريزا من النظام الرأسملي إلاّ أنّها تصرّح كذلك بأنّ السلطة العامة لمعظم القوى الإمبريالية الأوروبيّة تكبّل أيدى اليونان و لا تبقى خيارا آخر سوى الإستسلام المهين . لكن مجرّد تعزير إستسلام قيادة سيريزا لا ترجى منه فائدة إلاّ إذا ترافق بنبذ تسيراس [ الوزير الأوّل ] مع نبذ لكافة مشروع رهن الأمل بالمفاوضة من أجل مكان أفضل لليونان فى نظام إقتصادي و سياسي ظالم و لامتساوى . إنّ مشروع سيريزا عينه هو الذى تعرّى و إفتضح أمره و ليس فحسب كيفيّة إنجازه .
إنّ المشاكل الأساسية لليونان و أوروبا و العالم لا يمكن معالجتها دون الإطار القائم للرأسماليّة و الإمبريالية . المسألة الحقيقيّة هي كيف سيكون البديل الثوري الحقيقي و ما الذى سنحتاجه لجعل هذا البديل بديلا ممكنا .
و فى حين أنّ الكثيرين يرون أحداث الأسابيع والأشهر الماضية كدليل على القوّة العامة للنظام العالمي ، فإنّ ذلك وجه واحد من وجهي العملة . نعم ، الأعداء خارقون للعادة . لكن ذات التناقضات التى تعتصر الشعب تدفع كذلك الناس إلى المقاومة . و ذات النسق المسعور للتطوّرات السياسيّة التى يمكن أن تكون جدّ مصيبة بالدوار و باعثة على الإضطراب تعنى أيضا أنّه على المدى القصير لأيّام و أسابيع المظاهر الحقيقيّة للعوامل السياسيّة قد تصبح مساعدة بحدّة و البرامج السياسيّة المتنوّعة و المتنافسة قد تُمتحن و تقارن بطرق فى منتهى السرعة – خاصة إذا ظهرت قوّة ثوريّة واعية و قدّمت تحليلها و برنامجها أمام المجتمع . لقد إستفاقت قطاعات عريضة من الشعب من سباتها بفعل التطوّرات ذاتها وهي تبحث عن أجوبة . و نفس التناقضات الإقتصاديّة و السياسيّة تشتدّ أيضا و تكشف النزاعات حتّى فى صفوف الأعداء – لآحظوا الفجوة التى فُتحت بين فرنسا و ألمانيا . أجل ، القوى الكبرى متّحدة فى المطالبة بحصّتها من دم اليونان غير أنّها أيضا معنيّة حقّا بأنّ نظامها بأكمله قد يتداعى وهي منقسمة بعمق حول كيفيّة الحفاظ عليه بأفضل الوسائل .
يبرز خنق الشعب اليوناني بحدّة العلاقة بين الإختراقات الممكنة و الحدود أيضا فى اليونان و واقع أنّ العالم برمّته يُيمن عليه النظام الرأسمالي – الإمبريالي . و فى الوقاع ، سير تناقضات النظام العالمي هي بالأساس التى تدفع و تشكّل الأحداث فى اليونان و تدعو إلى الحاجة إلى نظام عالمي مغاير كلّيا .
و قد عرفت عدّة عقود ماضية نسقا مسعورا من العولمة و التمويل إنتهى بإحتدام التناقضات الكامنة للرأسمالية . و ثمّة حاجة إلى تحرير العالم بأسره من براثن الرأس مال المالي ، لكن هذه الحقيقة لا يجب أن يُستعمل كتعلّة لترك النظام الحالي دون تحدّى . و بدلا من ذلك ، يجب على ألزمة فى اليونان أن تتحوّل إلى فرصة هائلة لتركيز طريق ثوري يمكن أن يؤثّر على العالم قاطبة .
نجاح السيرورة الثوريّة سيتمّ فى نهاية المطاف على النطاق العالمي . يجب تعويض النظام الرأسمالي – الإمبريالي الراهن بنظام إشتراكي و فى نهاية المطاف شيوعي و التجاوز التام للبقات و المؤسسات و الأفكار التى نهضت مع الطبقات .
تشتدّ قبضة الإستغلال الرأسمالي على العالم بأسره ما يجعل احدّ كافة أنواع الفظائع و النزاعات : أشكال جديدة من إضطهاد النساء و إخضاعهنّ تنضاف إلى الأشكال " التقليديّة " ؛ و التفكّك الهائل و التجارة بالبشر على نطاق غير مسبوق منذ تجارة العبيد عبر المحيط الأطلسي ؛ و الحروب من أجل الإمبرياطوريّة و النزاعات الدمويّة التى لا تحصى أين تغيب تماما آفاق التحرير ؛ و دفع الكوكب بإتجاه الكارثة البيئيّة و الدمار الذى لا يمكن إصلاحه . و الدعوة للثورة ، للثورة الشيوعية كحلّ وحيد ليست الآن خطابا مزدهرا . و هذه حقيقة علميّة قائمة تماما على حقائق العالم . و العديد من هذه الحقائق هي الآن مرتكزة مأساويّا فى اليونان أين الحاجة إلى رسم طريق إلى خارج الرأسماليّة و العالم الإمبريالي بارزة أكثر فأكثر .
تحتاج السيرورة الثوريّة إلى بلوغ إختراقات حيثما و متى كان ذلك ممكنا ، اوّلا فى بلد أو عدّة بلدان . و التقدّم و الإنتصارات فى هذه البلدان يقتضى أن يكون نداءا مدوّيا و منطلقات لمعارك آتية فى مناطق أخيرى أيضا . و الآن يسطع على اليونان و عدّة ملايين فى أوروبا و أماكن أخرى أمل فى رؤية طريق التخلّص من العناء و الإبتزاز و فى إمكانيّة خطّ مسار آخر . لقد كان واضحا بما يه الكفاية لأكبر القوى الرأسماليّة الإمبريالية ، و ألمانيا بوجه خاص ، أنّ الشعب فى اليونان سيضطرّ إلى تحمّل عبء كبير . و تجنّب تحمّل العبء ليس خيارا من الخيارات المتاحة . لكن هناك مسألة حقيقيّة لأي عبء يحتاج الناس أن يتحمّلوه و بأيّة غايات : بء مصّ دماء جيل أو جيلين آخرين خدمة لمصلحة الرأسمال المالى الغربي أم " عبء " التحرّر و نحت طريق مناقض حقيقي ، طريق مقاومة حقيقيّة ل" المؤسّسات " ... سيكون اليونان نموذجا لكن أي نوع من النموذج : مثال يضرب للعقاب الجماعي لبثّ الخوف لدى كلّ من قد يحاول الخروج عنالصفّ فى المستقبل أم ، من المحتمل ، نموذج ونداء لآخرين فى المنطقة و بالفعل عبر العالم بأسره لسلك طريق مختلف تماما ؟
لقد حاججت قيادة سيريزا و غالبيّة اليسار اليوناني بأنّ الحركة الشعبيّة ستوفّر ديمقراطية ذات جذور قاعديّة أو راديكالية من أسفل و يمكن بداية من " الفضاءات المستقلّة المحلّية " ، إحداث تغيير راديكالي للنظام السياسي و الإقتصادي – الإجتماعي . هناك أهمّية هائلة للسيرورة التى عبرها قاعات عريضة من المجتمع تقف لتقاوم و تدرك ومضة من إمكانية علاقات مختلفة تماما بين الناس . و مع ذلك ، يتمّ تغيير اللحظة المنعشة الممكنة و تخفّف و تدجّن إلى إنقاذ الديمقراطية البرلمانية كنظامحكم سياسي يخدم أفضل خدمة الحفاظ على الدكتاتوريّة الحقيقيّة للطبقة الرأسمالية و روابطها العالميّة و يضع على وجهها قناعا .
و ستكون لأيّة محاولة حقيقيّ و جدّية لتكريس طريق ثوري تبعات فوريّة ليس فقط فى اليونان بل أيضا عبر العالم . أجل ، سيكون كره القوى العظمى شديدا و يجب توقّع أنّه لن يوقفها شيء بما فى ذلك إطلاق العنان لقوّتها العسكريّة المجرمة و كذلك الخنق و المحاصرة الإقتصاديين سعيا إلى فرض إستسلام العب . بيد أنّ هذه القوى ذاتها ليست حُرّة لتقوم بما يحلو لها ، و ستكون للثورة المضادة الخبيثة وكذلك للإختراقات الثوريّة الحقيقيّة إنعكاسات عميقة عبر أوروبا ، فى برلين كما فى لشبونة ، و شرقا عبر بحر إيجة . و حتّى الآن هناك علامات ذات دلالة عن المساندة و التعاطف الواسعين مع مقاومة الشعب فى اليونان لل" تقشّف " العقابي . و لسوء الحظّ ، إلى اليوم آفاق و آمال أنصار الجماهير اليونانيّة وقع توجيههم و حرف مسارهم نحو مساندة نفس العلاج الوهمي و التلاعب الإنتخابي ( " بوديموس " بإسبانيا مثلا ) التى نراها الآن مفلسة بمرارة فى آثينا .
ستجلب مقاربة ثوريّة حقيقيّة تضامنا و مساندة أكبر بكثير و ذوى أهميّة ، خاصة من لدن الذين يحتاجون لأن يكونوا و يمكن أن يكونوا قاعدة الثورة فى بلدان أخرى ، إلى جانب أناس من كافة مجالات الحياة المتطلّعين إلى معالجة أمراض المجتمع الرأسمالي .
و تطرح مسألة أخرى نفسها بحدّة ألا وهي العلاقة بين اليونان و بقيّة أوروبا لا سيما الإتحاد الأوروبي . فأوروبا شأنها شأن الولايات المتّحدة و اليبان و روسيا ( و الصين الرأسماليّة تتسلّق السلّم لبلوغ مكانها فى هذا النادى ) هي أعمدة النظام الإمبريالي الإستغلالي العنيف . و بطبيعة الحال ، هذا النادى دااخليّا غير متكافئ : و ليس بوسع الرأسماليّة أن تسير على نحو آخر . لأسباب تاريخيّة و جغرافيّة و إقتصاديّة و سياسيّة ، بُنيت اليونان فى موقع دوني حاد فى النظم الأوروبي . لكن مجهودا طويل المدى لكسب أو إستجداء موقع أفضل فى حفل هؤلاء السرقة فى آن معا غير ممكن و لا أخلاقي .
كفاية ، كفاية من وعود أنجيلا مركال المستشارة الألمانية و فرانسوا هولاند رئيس فرنسا بجعل اليونان الحصن الضروري لأوروبا الغنيّة ضد التفكّكات الكبرى فى الشرق الأوسط و ملايين اليائسين الذين يسعون إلى الهروب من هذا الجنون المتصاعد . عوض دولة يونانيّة تخدم كجدار أو قاعدة عسكريّة متقدّمة ل " حصن أوروبا " ضد هذه الملايين أو كلاعب صغير فى إنقاذ الطغاة و تدعيمهم ، يمكن للبروليتاريا و الشعب اليونانيين أن يبيّنا طريقا مختلفا و أن يمدّا يد الترحيب لتقديم المسادة السياسيّة المعنويّة والماديّة لكلّ منيبحث عن التحرّر . المهاجرون الذين يمقتون و يتمّ التخلّى عنهم اليوم يجب أن يلتحقوا بالقيام بالثورة فى الغد . و بالتأكيد سيُشدّد أكثر التوجّه الثوري اللازم التناقض مع القوى العظمى إلاّ أنّه سيجلب ايضا إحتياطيّا جديدا ن المساندة و الأهمّ أنّه سيسرّع السيرورة العالمية من الثورة الإشتراكية التى يعتمد عليها فى النهاية مصير الشعب فى اليونان، إلى جانب المضطهَدين فى كلّ مكان .
لقد تأثّرت اليونان بقوّة بتاريخ الجهود الماضية للقيام بالثورة فى آنمعا داخليّا و فى العالم ككلّ . الثورة الروسية و بناء الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي و دور الشيوعيين فى قتال الإحتلال النازي فى الحرب العالمية الثانية ، و الحرب الأهليّة اليونانيّة – كلّ هذا وصم الوعي الجماعي بشكل لا يمّحى . كلّ من المكاسب و النقائص الماضية فى هذه السيرورة تزخر بالدروس التى تحتاج لأن تفهم .
و بلغت الثورة البروليتارية العالمية أعلى قممها فى الصين فى ظلّ قيادة ماو تسى تونغ ، لا سيما خلال الثورة الثقافيّة ، وهو ما لم يدافع فقط عن الحكم البروليتاري فى تلك البلاد و إنا قطع أشواطا عملاقة فى مهاجمة اللامساواة و ندوب النظام الإستغلالي القديم و التقدّم صوب الشيوعية . و فى ستينات القرن العشرين و سبعيناته عندما كان الطابع الرأسمالي المخفي للكتلة السوفياتية بالكاد كانت تلقى بظلالها الموحشة ، كانت الصين الماويّة قويّة و حيويّة و ملهمة للكثيرين فى اليونان و أيضا عبر العالم . و لسوء الحظّ ، الكثير و الكثير من شيوعييى ذلك الوقت بمن فيهم أولئك الذين ساندوا الصين الثوريّة حينها لمقاومتها للإمبريالية و دعمها للنضال الثوري ، أخفقوا فى إستيعاب إختراقات ماو تسى تونغ فى نظريّة و ممارسة القيام بالثورة الشيوعية .
بالنسبة لغالبيّة الناس ، تمّ تشويه تراجع المرحلة الأولى من الثورة الشيوعية ( هزيمة الإشتراكية أوّلا فى الإتحاد السوفياتي و لاحقا فى الصين بع وفاة ماو ) و تهميشها . و النقص فى الوضوح حول المكاسب التاريخيّة و الأخطاء الفعليّة و فهم أعمق للطبيعة المعقّدة لسيرورة الثورة الشيوعية فى صفوف أولئك الذين يقاتلون الآن التشنّجات و الهجمات الراهنة للرأسماليّة عليهم ، له الآن وزن يثقل كاهل الناس فى المضيّ بالنضال إلى مستوى جديد تماما .
لدينا الميزة الكبرى لكون العمل قد أنجز لبلوغ ذلك الوضوح ، فهم فى آن معا يعيد إكتشاف و يدافع عن المكاسب الكًبرى للأجيال السابقة فى إنجاز إختراق فى النظام الإمبريالي العالمي و يشرح لى نحو علمي أسباب الهزيمة و كذلك النقائض ، فى كلّ من فهم و ممارسة تلك الجهود الأولى للثورة البروليتارية . و قد تعمّق فهم علمي لما يمكن و يجب اليام به لإطلاق العنان لمرحلة جديدة من الثورة البروليتارية و المضيّ بهذه السيرورة قدما بإتجاه الهدف الأسمى لمجتمع شيوعي عبر العالم . غنّنا نتحدّث عن الخلاصةالجديدة للشيوعية التى تقدّم بها بوب أفاكيان .
و توفّر إعادة صياغة الشيوعية الجديدة المتقدّمة نظرة لتخطّى كافة الأمراض الأساسية للمجتمع الرأسمالي التى تسحق حيا و روح مليارات البشر وترتئى و تتقدّم إلى مجتمع إنساني عالمي تحرّري حقّا – و ليس فقط علم يتجاوز النظام الحالي المتكلّس بل عالم أفضل بكثير ، أكثر حيويّة و تحرّرا من أرقى مكاسب الثورات الإشتراكية السابقة .
و تعيد هذه الخلاصة الجديدة إرساء الثورة الشيوعية فى الظروف الماديّة و التاريخيّة التى تجعل هذه الثورة ممكنة و ضروريّة . و تجعل الثورة البروليتارية أكثر ضرورة و ملموسة أكثر و من ثمّة مرغوبة أكثر . و توفّر الخلاصة الجديدة للشيوعية الإطار الحيوي و المقاربة العلمّة الأشمل لفهم العالم و تغييره لأجل إعادة بعث حركة شيوعية ثوريّة حقيقيّة فى اليونان و فى غيرها من الأماكن .
و إضافة إلى تاريخ زاخر بالنضال هناك إرث الفرص الثوريّة فى اليونان و غيرها التى وقع التخلّى عنها أو أهدارها و دروس هذه التجارب ينبغى أن تعزّز تصميمنا و قدرتنا على عدم إهدار إمكانيّات التطوّر الثوري الراهن .
يتطلّب الوضع فى اليونان و بصفة ملحّة حركة حقيقيّة تعمل من أجل ثورة بروليتارية أصيلة و ينادى الثوريين إلى تبنّى الفكر الثوري الأكثر تقدّما و علميّة . العشرات يمكن و يجب أن يصبحوا بسرعة آلافا و الآلاف يج أن يقودوا الملايين . إزاء وضع صعب و معقّد و متناقض يحمل إمكانيّات كبرى فى طيّاته، من الأساسي أن نسلّح أنفسنا بالفهم الأشمل للمجتمع و بالسيرورة الثوريّة لتغييره – الشيوعية الثوريّة . و يمثّل التفاعل مع الخلاصة الجديدة للشيوعية عنصرا حيويّا فى رفع تحدّيات اللحظة و بناء قوّة طليعيّة يمكن أن تلبّى حاجيات الساعة . فى بوتقة الأزمة و التمرّد فى اليونان يمكن للثوريين الواعين و يجب عليهم أن يتقدّموا كمحرّرى الإنسانيّة ، كمبادرين بالمرحلة الجديدة منالثورة الشيوعية اليد فى اليد مع إخوانهم و أخواتهم فى العالم قاطبة .



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإتفاق النووي بين الولايات المتحدة و إيران : - الولايات الم ...
- الإتفاق النووي بين الولايات المتّحدة و إيران : حركة كبرى لقو ...
- مدافعون عن الحكم الإستعماري الجديد - صحيفة - جينمينجباو - و ...
- تقرير الأمم المتّحدة يكشف جرائم حرب الهجوم الإسرائيلي على غز ...
- الحرب الأهليّة فى اليمن و مستقبل الخليج
- إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية - الحزب الشي ...
- عاشت اللينينيّة ! – بيكين 1960
- الفائز فى الإنتخابات البرلمانية التركيّة : الأوهام الديمقراط ...
- لتغادر الولايات المتحدة العراق ! الإنسانيّة تحتاج إلى طريق آ ...
- نضال الحزب الشيوعي الصيني ضد خروتشوف : 1956 - 1963 - الفصل ا ...
- مقدّمة كتاب - نضال الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفيّة السوفي ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي- اللينيني – الماوي ) : عن ...
- دون عمل نظري ، لا طليعة شيوعية يمكن أن تظلّ طليعة - الحزب ال ...
- قتل فركهوندا جريمة فظيعة ( أفغانستان )
- مقالات تحليلية لأحداث مصر و ليبيا و سوريا من جريدة - الثورة ...
- الإنتخابات الإسرائيليّة البشعة - نزاعات محتدّة و تحدّيات جدي ...
- 12 سنة من غزو الولايات المتحدة للعراق خلّفت القتل و التعذيب ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) :حرب ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) : لل ...
- بوب أفاكيان و ريموند لوتا يحلّلان إنتفاضات 2011 ( الفصل الأو ...


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - اليونان : - الخلاصة الجديدة ترتئى إمكانيّة : القطيعةُ مع القبضة الرأسماليّة الخانقة و نحتُ مستقبل مختلف ! -