أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الجراح - داعش والدرع الواقي لأسرائيل















المزيد.....

داعش والدرع الواقي لأسرائيل


رائد الجراح

الحوار المتمدن-العدد: 4896 - 2015 / 8 / 14 - 17:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين بدأ الشعب يتنفس الصعداء بعد تلك المعانات الطويلة التي أستمرت ثمان سنوات من الحرب الطاحنة مع الجارة ايران, خرج الرئيس العراقي الراحل صدام حسين محذراً من غدر الغادرين الأوائل واوصى الجيش والشعب بان تبقى عيونهم يقضة مؤكداً على طبيعة الغدر التي يتصف بها حكام إيران , وأتذكر جيداً تلك العبارة التي أختزل من خلالها كل صفات الغدر لهذا النظام الجاثم على شعبه قبل الغير قائلاً ( فان الذي يمد اليكم يد السلام والمصافحة فانه يخبيء خنجراً في اليد الأخرى وينتظر الوقت المناسب ليطعنكم فيه ) , كان هذا الكلام مبنياً على دراسة وحكمة خبرها هذا الرجل على مدى سنين طويلة عرفها عن ذلك النظام القمعي الشوفيني وبالرغم من انه هو أيضاً كان جاثم على شعبه وفارضاً نفسه على أنه القائد الأوحد والضرورة لم يكن أقل شوفينية من ذلك النظام لكنه كان يشير الى عدو يعرف بأنه لايؤتمن على الأطلاق , ولكن من سخرية القدر وقبل أن تبدأ حرب الخليج الثانية التي قامت بسبب إحتلال الكويت قام هذا الديكتاتور بأصدار تعليمات الى وفد رفيع المستوى من رجال نظامه بإرسالهم الى ايران التي ما زالت تلعق جراحات الحرب المدمرة الى التفاوض لتطبيع العلاقات التي ادرك النظام الأيراني بأنها لم تكن في وقتها المناسب على الأطلاق سواء كانت بنية سليمة كما اعلن النظام العراقي وقتها أم لم تكن كذلك , ولكنها جائت بسبب الوضع المحرج الذي يتعرض له الجانب العراقي خصوصاً وأن تهديدات دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة قد أمهلت العراق وقت محدداً للأنسحاب من الكويت وقارب هذا الوقت على الأنتهاء , إلا أن هذا الوفد عاد الى العراق دون أن يحصل على رد فوري ومباشر من قبل المسؤولين الأيرانيين بل أكد وزير النقل والمواصلات آنذاك محمد حمزة الزبيدي بان الرئيس الأيراني كان قد نصحهم بعدم الخروج من الكويت وأكد لهم بان لو حصل هذا فانه سيؤدي الى سقوط النظام في العراق , وعلى الرغم من ان هذه النصيحة لم تكن بنية سليمة ولا يمكن ان يتقبلها حتى الاغبياء فانها تعتبر ذريعة فاشلة من قبل المسؤول العراقي حين يعلن عنها وكانه يريد أن يحَّمل الرئيس الأيراني المسؤلية عن عدم تنفيذ إرادة المجتمع الدولي بضرورة إنسحاب العراق من الكويت ,
وبعد كل هذا حيث جرت الأحداث سريعاً ولم يتبقى سوى ساعات قليلة من ساعة الصفر لبدء الحرب جاء الرد قبل إنتهاء المدة المقررة بساعتين من قبل النظام الأيراني ليعلن قبوله استقبال الطائرات العراقية في مطاراته , وهذا ما تم بالفعل فقد ارسلت القيادة العراقية عدد من الطائرات المدنية والعسكرية, المقاتلة منها والمخصصة للنقل والتدريب أيضاً كأمانة لحين إنتهاء الحرب ولكن إيران لم تفي بوعدها وقد اعلنوا بشكل رسمي على إعتبار هذه الطائرات جزء من التعويض عن خسائر الحرب التي لحقت بهم خلال النزال الدامي الذي استمر ثماني سنوات كما هو معلوم ,
وقد يتسائل البعض مندهشاً عن هذه الخطوة الغير مدروسة التي قام بها النظام العراقي آنذاك , ولكن بدراسة بسيطة للأحداث سيتبين بان العراق لم يكن يملك خياراً حينها فجميع الحدود التي كانت بينه وبين جيرانه مغلقة عدى الأردن وهو بالطبع لايستطيع ارسال هذه الطائرات الى الأردن لأنها ستدمر من قبل اسرائيل وستدخل الأردن في مأزق هم في غنى عنه , ولو ابقى هذه الطائرات على أرضه فانها ستدمر خلال ساعة واحدة فقط واذا استخدمها للقتال فلن يستطيع لأنها تعتبر طائرات عمياء مقاربة بطائرات دول التحالف لما تمتلك من تقنيات عالية وبهذا سيكون خسرها وخسر الطيارين أيضاً ,
وهذه الأحداث تؤكد بأن صدام حسين كان فاشلاً في تقديره للأحداث مسبقاً لأن إحتلاله للكويت كان خطأ كبيراً من الناحية السياسية والعسكرية و بالرغم من إن البعض يرى بأن إحتلال الكويت لم يكن خطأ من الناحية التاريخية لأنها في الأصل لم تكن سوى ضيعة أو ناحية تابعة لمحافظة البصرة بل يعتبرونها حقيقة تاريخية ثابتة لم ينكرها حتى اعداء صدام حسين وخصومه , بل حتى القادة الذين كانوا حكموا العراق قبل صدام حسين كان لهم رأي مشابه بخصوص الكويت . إلا انها وحسب القوانين الدولية هي دولة مستقلة وعضو فعال في جمعية الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة اوبك , ويبدو ان الأحداث السياسية في عصرنا الحالي بما تحمل من مفاجآت تجعل الحقائق التاريخية تتغيرة وفق المصالح الدولية ,
فالعراق الآن أصبح قاب قوسين او ادنى من ان يعلن المجتمع الدولي تقسيمه الى دويلات صغيرة حسب المفهوم الطائفي كما حصل في المعاهدات التي سبق أن تم عليها رسم الحدود الجديدة للوطن العربي بعد أن كان محكوم من قبل الأستعمار البريطاني ,
ولنعود الى الأوضاع الساخنة التي تجري أحداثها اليوم بعد أن تغيرت الخارطة السياسية في المنطقة وتحول الأعداء الألداء بعد صراع دموي مرير الى أحباب تربطهم علاقة عشق الاهي , فهاهي ايران تجلس مع الشيطان الأكبر الذي كان من أكبر خصومها في العالم ليوقعوا معه القرار التاريخي الذي جعل ايران رسميا دولة نووية يحسب حسابها حسب مستوى تأثيرها الستراتيجي في المنطقة وبالرغم من مشاركة إسرائيل السعودية في ردود الفعل السلبية وإمتعاضهما لهذا القرار والسبب معروف سلفاً ومبني على مبدأ (عدو عدوي صديقي ) وهذا مايؤكد إعتبار السعودية بالنسبة لطهران بأنها الراعي الكبير للفكر الأسلامي السلفي التكفيري في العالم وإن ايران عدوها الأكبر قبل اسرائيل فجائت هذه المشاركة في عدم الأرتياح لهذا القرار بين العربية السعودية واسرائيل ,
لقد تغيرت موازين القوى مابين ليلة وضحاها,
فهاهم الرافضة من جديد اصبحوا يملكون زمام صنع القرار بفرمان من الدول العظمى وتم تسليم العراق اليهم على طبق من ذهب بعد أن تم القضاء على حكمه الديكتاتوري خلال ايام معدودة وأنهوا بذلك أسطورة حامي البوابة الشرقية للعرب بمساعدة العرب انفسهم فهم الذين سمحوا بفتح اراضيهم للقوات الغازية بعد أن وقع القرار ورفعت انخاب الشمبانيا الفاخرة بين بوش الصغير والملك النافق والشركاء الاخرين ,
هم انفسهم الذين أختاروا صدام ليقف بجيشه الكبير بينهم وبين عدوتهم ايران بمدها الشيعي , وهم أنفسهم الذين إغتالوه حين سمحوا بغزو العراق فالعرب بعد النهاية المأساوية التي إنتهى اليها بطلهم القومي أصبحوا ينظرون للعراق بأنه صار بوابة جهنم التي سوف تفتح بوجوههم , فالعراق الذي كان يعَّول عليه للذود عن عروشهم وكراسيهم أصبح اليوم بين نارين أي منها تحرقهم ,
فبعد أن أصبحت جزءاً كبيراً من أراضيه مرتعاً لداعش والقسم الآخر بيد الشيعة الذين أصبحوا خارج دائرة العروبة البائسة المتمثلة بجامعة الدول العربية رغم إنه لايزال عضواً فعالاً فيها! أصبح العملاء يندبون حظهم العاثر بعد ان خسروا عرابهم الأول في المنطقة ليكتشفوا أخيراً بأن امريكا لا تقل عهراً عنهم حين تبيعهم لأيران كما باعت العراق من قبل ولكن الآن بدون حرب لأن الدرس الكبير الذي تعلمته أمريكا من وراء غزوها للعراق جعل البيت الأبيض يفكر الف مرة قبل أن يرسل جندياً واحداً لأطلاق رصاصة ,
وقد يتسائل البعض عن ما سيئول اليه الموقف السياسي حيال إسرائيل التي هي الأخرى لم تبدوا إرتياحاً من القرار الذي ضم ايران للنادي النووي وأبدت إمتعاضاً إسوة بأبناء عمومتهم في المملكة العربية السعودية ,
والجواب عن هذا التسائل سوف يكون كفيل بالمستقبل القريب الذي سيثبت للعالم بان هذا التحفظ من اسرائيل لم يكن سوى مجاملة لأنها تعي تماماً بأنها تشكل الثقل الرئيسي والممثل الحقيقي للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط , وما داعش سوى صمام أمان تستخدمه أمريكا في المنطقة للحفاظ على أمن اسرائيل من اي تهديد محتمل , فداعش اصبح كيان فعال وقوي ومؤثر في المنطقة وله قدرات قتالية عالية وهو خصم مباشر لأيران لكنه لا يعتبر ايران هدفاً ستراتيجيا له على الأقل في الوقت الحاضر , وكل ما تجري من تلك العمليات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة أو الدول المتحالفة ضد داعش هو للمجاملة فقط وليس للقضاء عليه حتى المساعدات العسكرية التي ترميها الطائرات الأمريكية بواسطة المظلات الى الجيش العراقي من مؤن واعتدة اصبحت بقدرة قادر تسوقها الرياح الى قطعات الدولة الأسلامية,
فبقاء الدولة الأسلامية او مايسمى بداعش خلال هذه السنوات الثلاث المقبلة هو ضرورة للمصالح الأمريكية لأنه سيغير الكثير من موازين القوى خصوصاً بالنسبة لأيران لأنها لاتستطيع مواجهة قوة عسكرية مثل الدولة الأسلامية بسلاحها النووي ولهذا السبب كانت ضرورة وجودها في المنطقة ,
فما من عاقل يصدق بأن امريكا لاتستطيع القضاء على مايسمى بالدولة الأسلامية (داعش) وتعلنها صراحة بانها بحاجة الى ثلاث سنوات لتستطيع القضاء عليها وإن تلك الضربات البائسة اليتيمة لم تكن بالمستوى المطلوب لأمريكا حتى تقوم بالقضاء على داعش ؟, فالعاقل يعرف تماماً بأن داعش ماهي إلا حصيلة رابحة وورقة ستراتيجية مهمة تلعب بها أمريكا لصالح اسرائيل مقابل عقد اتفاق بينها وبين ايران على أن تلتزم الأخيرة بعدم التعرض الى اسرائيل لا من بعيد ولا من قريب وبهذا يتوجب على كل من الأحزاب التي تتعاون مع ايران وتعمل للنضال ضد الكيان الصهيوني في المنطقة بما فيها حزب الله وحماس وغيرها بأن يراجعوا كل حساباتهم وفق الخارطة الجديدة التي وضعتها الولايات المتحدة للمنطقة بعد احداث الربيع العربي المزعوم الذي لم يخلف من وراءه سوى داعش وماعش وجبهة النصرة ويشتت القاعدة التي كانت تشكل تهديداً كبيراً لأمريكا وحلفائها الأوروبيين على حد سواء .





#رائد_الجراح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملائكة الأسلام يطعمون فقراء أمريكا وينسون شعوبهم
- متى ستكبر أيها الصغير
- صه صه , القناعة كنز لايفنى
- موازين الشرف بين سماسرة بغداد القديمة وحكام اليوم
- قطرات من بحر الأمثال البغدادية العريقة
- السينما وذاكرة الزمن الجميل
- من ذاكرة الخراب والدمار
- كذبة دوران الأرض برغم أنف غاليلو
- التشريع الأسلامي يبيح الزنا للضرورة
- القباني بين الساهر وعبد الحليم
- المرأة ذلك الوعاء البائس
- من هم ومن انا
- لا تحلبوا البقرة


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الجراح - داعش والدرع الواقي لأسرائيل