أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عليا محمد علي - المخلوق الجميل














المزيد.....

المخلوق الجميل


عليا محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 12:47
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


لدي أعتقادٌ ما , ربما سيكون نظرية في نظريات الحماية النفسية التي نحن بأمس الحاجة لها في عالم أصبحت مادته مكوّنة من الرصاص والأسفلت والدم , وشخوصه كثير من الجرحى والقتلى والمرضى على أهون الأحتمالات , ويتعلق بكيفية حماية هذا المخلوق الجميل الذي هو الأنسان من الأنقراض ,
ليست معضلة أيها المخلوق الجميل أن تصنع عالما داخلياً قوياً داخل ذاتك ، وتروض نفسك على الصهيل كمهر أصيل داخل سور تسوّر به روحك من قشرتها الخارجية , أي يكون لك حقل وبيت داخل نفسك تلجأ اليهما وقت غروب أشيائك ، تبذر فيه بذور النباتات التي تحبها وتبني أعشاشأ للطيور التي تتمنى الأمساك بها وملامسة ريشها .
وتُجري فيها نهراً من أحاسيسك ، نهر ليس كأنهار العالم الملوثة بالمخلفات الصناعية أوالجثث ، وتبني جسرأ منخفضاً يجعل قدميك تصل لماء النهر وأسماكه الصغيرة التي تسبح و تلهو بظلك دون خوف من أسماك البيرانا التي سيكون نهرك الروحي خالياً منها !
أحتفظ بأحلامك وكتاباتك وقصائدك وماخطته أصابعك وجاد به فكرك في مكتبة بيضاء وهيىء منضدتك وأوراقك وأقلامك للكتابة ، وقم بالأجابة عن كل أسئلة الحياة وأسئلة الأخرين على منضدة روحك بأوراقك الخفية في ذلك البيت الروحي الذي تسكنه ذاتك بعيداً عن معاول الهدم التي تطرق أسفل جدارك ، كن في بيت روحك الذي لن يُصبح خيالياً بالتدريج والتدريب والممارسة ، فسرعان ماستبدو معالمه بالأرتفاع حتى يظهر لك سقفه يلتمع تحت رذاذ مطرك الذهني المتوقد ، خلّ عنك هموم يومك والجأ لقوس قزحك الذي أبدعه مطرك ، وعش كما تريد هناك ، كلما طالت فترة مكوثك في بيتك وحقلك الداخلي ستكون أكثر تماسكاً في بيت واقعك ، لن يهددك أحد بأخلاء بيت حياتك وبيتك الداخلي بأنتظارك ، لن تُفلح قوة في هزّ كيانك لأن لك جذوراً في روحك تغور عميقاً في أغوار قلبك الذي ينبض بقوة الروح ، لازلنا أطفالاً نفتقد الأدراك بوجود دواخلنا ، فلنحاول الدخول ولنكبر هناك على مهلنا ، ولنقطف التين والزيتون ونصطاد الأسماك ونفتح المحارات ونستخرج لؤلؤ الماء العذب لنعمل منه قلائد نهديها لمن يستحق !
هناك في الداخل تجري تصفية ذهنية لكل هموم وأكدار الحياة ، نحن عاجزين عن فصل الكدر من حياتنا لاننا نعيش الكدر ، بينما في عالمنا الداخلي نستطيع تشخيص مايكدرنا تمهيداً لعزله بمصفاة نمتلكها فقط في عالمنا الداخلي ، الموسيقى وسيلتك للأنتقال الى هناك والتنفس العميق والبطء فيه يجعلان عدد نبضات قلبك أقل عدداً فيرتاح ذلك الخافق الذي أتعبته بما لا يُجدي !
لن تكون نشطاً متفتحاً واثق الخطوة وأنت تتجول في ملكيتك الروحية وجسدك المادي خاملاً متقاعساً يجول بحثاً عن أقرب وسادة طلباً للراحة من الكسل !
أبني عضلاتك وقوّي رئتيك في جسدك الملموس بذات الوقت الذي تضع فيه اللبنة على اللبنة لبناء سور بيت الروح .. كل ماخُلقنا به مترابط ومتحد فلا تغفل عن ذلك ، وتكون أنفصالياً تعمّر جزء وتفسد الجزء الأخر وبأهمال متعمد !
الحياة ليست معركة كي نقتتل للفوز والنصر على الأخرين
الحياة أن تنتصر على ذاتك لأنها عدوّتك ، هادنها وفاوضها حتى تكسبها , شعورك بالسلام الداخلي ناتج عن مفاوضات الصلح في عالمك الداخلي ، هناك لاسلاح تشهره سوى الوردة والأبتسامة ، والقائد المراوغ لا يخوض معركتين في الداخل والخارج بآنٍ واحد ، أنتصر على ذاتك الداخلية أولاً ومن ثم ستستطيع محاربة الشر واالانتصار عليه في واقعك ، حينها لن تقوى قوة على الوقوف أمام توازنك الروحي في عالم الواقع ! فتدوم لك حالة النصر ..
ستصل الى درجة الرضى والتسليم وستتقبل الواقع بكل دماره وستلاحظ حالة الهدوء التي ستصبغ شخصيتك الواقعية ، وبأمكانك حتى مخاطبة من ترتاح معهم في عالمك الداخلي وربما ستقوى عندك ملَكة التخاطر وستحصل على كثير من الأجابات التي فشلت في الحصول عليها وأنت بحالة التنازع الدائم مع ماتريده ويريده الأخرين في عالم واقعي شعاره التحدي مبني على المصالح غير المشتركة !
كن أنت وكما تريد أن تكون ، وتذكّر أن أساسات بنائك الروحي القوي هناك في عالمك الداخلي لن يصل اليها أحد ، فكلمة السرّ تحتفظ بها وحدك ، ولن تنتزعها منك قوة على الأرض ، الله وهبك مالم يهبه لغيرك ووهب غيرك مالم يهبه لك , فآمن بهذا الشيء وتحرك بمساحة ما هو لك ولا تجور على هبات الأخرين ، لديك فكرك الخاص فتمتع بأفكارك ولتكن أفكار الأخرين قوة مساندة لما تحتاجه من معلومات لأكمال خرائط بنائك الداخلي .
ّرمّم ما تآكل من الفرح بفعل عالم يدعو للحزن والرثاء ، فما كان ليصيبنا لم يكن ليخطئنا !
آمن بأن وقوفك على قدميك لايكون وأنت تحبو في عالمك الداخلي ، قف مستنداً على جدار الخير ، وأن كانت عوالم غيرك تصاحب الشر وتلهو معه وتستفيد منه ، فهذا ليس بمبرر لك لتخوض مع الخائضين !
أبتسم للشر أبتسامة أستهزاء وأدر ظهرك له وكن واثقاً بأنه لن يستطيع طعنك من الخلف لأنك بداخل أسوارك التي بنيتها بأحكام ، قلعة روحك لن يهدمها منجنيق الشر وأنت مُلك نفسك ، ولن تخوض دست شطرنج لأنك ستكون وقتها من يراقب .. اللعبة !



#عليا_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمر الروحي والعمر الزمني .
- سيّد المسافات
- أيها العصفور
- الجانب الشرقي
- وداعاً , طائر المنفى !
- رمل الحلم
- لو .. أنكَ .
- جوريّة
- قصة قصيرة الطائر المتجه غرباً .
- بكل أرادتي .
- القلم الرفيع .
- قصيدة مدّ وجزر .
- قصيدة بحور شوق .
- قصيدة غيمة عطر .
- ليت لي الوقت .
- نداءات قتلى ..
- لستُ أدري !
- قصيدة لأجل الحب
- رايات معتذرة


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عليا محمد علي - المخلوق الجميل