أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - مصلحة المبايعات الحكومية














المزيد.....

مصلحة المبايعات الحكومية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4894 - 2015 / 8 / 12 - 22:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




يتذكرُ الناس من أهالي مدينة الناصرية ومدن العراق أيام الستينيات والسبعينيات تلك اللوحة المعدنية الموجودة على كل محل لبيع المواد الغذائية والمنتشرة في محلات المدينة ومنطقة الصفاة والتي كتب عليها وزارة التجارة ــ مصلحة المبايعات الحكومية ــ رقم الوكالة ( 0 ) .
وكان الوكلاء يستلمون حصصا شهرية من السكر والشاي والدهن النباتي ( الحشايش ) من مخازن الوزارة وبالتساوي ، وبعد تأميم النفط وتطور الاقتصاد العراقي وارتفاع الدخل المادي للفرد اصبحت مصلحة المبايعات الحكومية تستورد عصير الراوخ النمساوي والعصائر الايطالية والزيتون اليوناني واللحوم المعلبة ايضا وكان يوزع ايضا على الوكلاء كل شهر.
في بداية حكم الرئيس عبد الرحمن عارف عاش العراق ازمة شديدة في شحة السكر والشاي والزيوت . فتم تقنين توزيع المواد الغذائية ومنها السكر والشاي والزيت وتوزيعها عن طريق الوكلاء من خلال قسائم الماء والكهرباء ، فكانت طوابير الناس تقف على ابواب دكاكين الوكلاء تفتش عن اسماءها في القوائم حسب المحلات واسماءها.
كانت الازمة لشهرين ولكني استذكرتها مع شغاتي عامل الخدمة في مدرستنا الواقعة في واحدة من قرى الاهوار حين تفاجأت بلوحة مصلحة المبايعات الحكومية معلقة على شبة القصب في باب بيت شغاتي .
ضحكت وقلت ما هذا :انا اعرف أن عطار القرية يأتي بمشحوف بين حين وآخر ولا اعرف انكَ عامل المدرسة وعطار قريتها.
قال :نعم انا الوكيل ولكن الدولة توقفت ان تعطينا الكمية بحجة اننا لا نملك دكانا نظامياً فعندما أتت اللجنة لتكشف على المكان لنجدد الوكالة كتبوا في تقرير الاجازة :المكان لا يصلح كونه صريفة وليس دكانا ولا يتوفر مكان مناسب لخزن المواد الغذائية القابلة للتلف.
قلت : وكيف حصلتم على الوكالة اول الامر .؟
قال : في ازمة التموين التي حدثت قبل اعوام . كدنا نموت من الجوع لأن توزيع الحصص الغذائية عن طريق الوكلاء لم يشملنا لأننا لا نملك في بيوتنا عدادات ماء ولا كهرباء ولم تكن تأتينا قوائم فنحن محرومين من نعمة الكهرباء والماء الصافي فبتنا نشتري هذه المواد بأضعاف سعرها ولأول مرة في حياتنا عرفنا شيئا اسمه السوق السوداء، والفقراء منا صار صباحهم حليب الجاموسة وغدائهم الخريط وعشاءهم اللبن الخاثر .
عندها قررنا تشكيل وفد من قرى المنطقة وذهبنا لمقابلة قائمقام الجبايش وعرضنا شكوانا وبدوره كتب الرجل الى المتصرفية في الناصرية التي كتبت الى وزارة التجارة فوافقوا على منحنا وكالة واحدة لمصلحة المبايعات ، وانتخبني الناس انا ليكون الوكيل وكنت اذهب كل شهر الى الناصرية استلم حصلة قريتنا والقرى المجاورة .
عام واتت لجنة فحص الدكاكين وتم ألغاء الوكالة ولم يبق سوى هذه اللوحة.
سنوات ولوحة مصلحة المبايعات الحكومية على شبة باب شغاتي وكلما اراها اتذكر محنة الناس في ايام التموين واقارنها ببطاقة التموين ايام الحصار لكن الفرق أن محنتنا في زمن عارف استمرت لشهرين فيما محنة الحصار استمرت لثلاثة عشر سنة .....!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل الطواحين والنواعير
- الأهوار أنموذجا لعطش ميزوبوتاميا ..............!
- الوزير والغجرية والعميد الركن حمودي
- فيزا للمتظاهر عادل امام
- سأجيء وبيدي لاب توب
- أريج الوطن وقلب أمْ........!
- سماء سنجار ومياه الأهوار
- ( سنجار من دون طاووس وقيثار )
- مطار لجراد الأهوار
- احاديث ليل الزعفران
- الطفل ونهد الدمية
- أكتاف خالتي بنية
- دراويش الأهوار
- صَباغُ ثيابُ الحُزن
- الدراعة الانجليزية
- محمد الجزائري ( قطار البصرة ساعة 11 )
- الوصيُ وداخل حسن
- دموع ليلة الجمعة
- مليون عريف ومدينة واحدة
- الحلة والدلة


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - مصلحة المبايعات الحكومية