أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - قلب المشكلة...















المزيد.....

قلب المشكلة...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4894 - 2015 / 8 / 12 - 19:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قـــلـــب الــمــشــكــلــة...
حاولت تجربة الاعتزال بقرية بعيدة, بلا راديو أو تلفزيون.. وخاصة بلا أنترنيت, بقرية بعيدة عن سكني العادي. فقط مع تلفوني المحمول, للخالات الصحية الاضطرارية فقط.. حتى أنسى أخبار الموت والخراب والتفجيرات في بلد مولدي سوريا التي تنهكني وتتعبني كل يوم وكل ساعة.. وأردت البقاء بهذا المكان الطبيعي الرائع مدة شهر على الأقل بعيدا عن الكتابة والتعليق.. وحتى الاطلاع على الأخبار المحلية الفرنسية العادية... حتى مساء البارحة.. حيث جاءتني رسالة من صديقة سورية ـ مقيمة بمدينة ليون على تلفوني المحمول عدة مرات : " ألم تسمع أخبار اللاذقية؟؟؟... " "ألم تسمع أخبار اللاذقية؟؟؟..." وهنا هتفت لها وسردت لي قصة الشاب القريب من عائلة الرئيس الأســد الذي أطلق الرصاص على ضابط مسؤول رفيع المستوى كان بطريقه مع زوجته وأولاده بسيارته على مداخل اللاذقية.. بسبب مشاجرة عادية لأن الضابط لم يتمكن من ترك فسحة التجاوز قبل حاجز تفتيش وضيق الطريق المؤدي إليه.. رغم محاولة هذا الأخير وبكل تهذيب والذي كان باللباس المدني شرح الحالة للشاب المهتاج الثائر عن رتبته ومسؤوليته وظيفته العسكرية الرسمية.. وأن بإمكانه الانتظار دقائق قليلة.. وكان جواب هذا الشاب الهائج في الثاني والعشرين من عمره شتائم بذيئة بحق الضابط الذي حافظ على هدوئه.. فأخرج بارودته "الكلاشينكوف" وأطلق عليه رصاصتين وأرداه قتيلا...حسب شهادة شقيق العقيد المهندس حسان الشيخ, الذي كان يرافقه.
ومن مدة أسبوع اقتيد المتهم سليمان الأسد إلى دمــشــق... لـلتـحـقـيـق!!!... ولتحيا عدالة هذا البلد الــمــعــروفــة.......
نقطة على السطر... انتهى الخبر.........
وانتهت إجــازتــي وراحتي واعتزالي الفكري.. وأية راحة فكرية كنت أبحث عنها, لحاجتي الماسة إليها.....
***********
فور عودتي إلى بيتي ومكتبي وكومبيوتري, بمدينة ليون الفرنسية هذا الصباح. لجأت إلى الصحف ووكالات الأنباء السورية التي يمكن الاطلاع عليها.. لا شــيء عن نتيجة التحقيق مع سليمان الأسد... لجأت إلى الصحف اللبنانية الموالية للنظام السوري وأنصاف الموالية.. والمعارضة والحيادية والمعارضة.. وحتى لأنصاف المعارضة والحيادية والمعارضة.. لم أجد فيها أيضا أي شيء.. لست أدري إن كانت لديها معلومات تخفيها.. أو أنه ليست عندها أية معلومات على الإطلاق.. إغلاق الطنجرة كليا على الموضوع. ولكنها كلها فاضت بالمعلومات عن اقتحام محاربي داعش يوم الخميس الماضي لقرية " القريتين " السورية الواقعة ما بين بلدة تدمر ومدينة حمص.. وقتلهم لعدد كبير من سكان المدينة " المسيحيين الــســريــان " من سكان القرية.. بمساعدة مباشرة من سكان محليين داعشيين.. واختطافهم وسبيهم لثلاثمئة نساء ورجال وأطفال وشيوخ من هذه الطائفة التي تعيش من مئات السنين بهذه القرية, وتعتبر من أهم وأقدم سكانها.. واقتيدوا لجهة مجهولة.. كسبايا حرب كالعادة.
ورغم استفسارات ما يسمى بعد بطريركية حمص للروم الأرثوذكس.. لا توجد حتى هذا الصباح لديها أية معلومة بسيطة عنهم... مثلهم مثل المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم اللذين خطهما محاربون إسلاميون على أبواب حلب بتاريخ 22 نيسان 2013, ولا تأكيد حتى هذا اليوم إن كانا على قيد الحياة حتى هذا اليوم.. رغم العديد من الوساطات والمداخلات والمتاجرات الجدية وأنصاف الجدية للعثور عليهما أو على جثة أي منهما... حيث أننا نعلم بشكل تأكيدي أنه لا توجد حتى اليوم أية أنصاف حلول مع داعش وحلفاء داعش وأخوة داعش وأبناء داعش أو أبناء عم داعش... دفع فدية باهظة.. باهظة جدا.. أو فصل الرؤوس عن الأجساد... هذه هي شريعتهم المعلنة وراياتهم التي تحمل اسم الله ورسوله.......
اليوم.. اليوم حسب وسائل الإعلام اللبنانية قرية "القريتين" السورية تشبه مقبرة مفتوحة مهجورة... لم يعد فيها مسيحي واحد من سكانها الأصليين.
ولم أسمع أي استنكار ولا أي صوت من المجالس الأممية, ولا من ممثلها للأزمة السورية, ولنسمها النكبة السورية, السيد دي ميستورا... والسيد لافروف صديقنا العتيق, وزير الخارجية الروسي, يتفاوض عنا.. أو علينا.. مع عدونا العتيق وزير خارجية المملكة السعودية, السيد عادل بن أحمد الجبير...وعلى ما يبدو من الصور المنشورة, ومن عدد البنود المتفق عليها.. هناك تفاهم واسع ما بين الوزيرين على ما يبدو...
ماذا تبقى ببلد مولدي ســوريـا, هذا البلد الذي فقدت فيه كل بوادر الأمل والحياة.. لم يفاوض عليه بعد... ولم يعرض بأسواق النخاسة الدولية والعربية والإسلامية؟؟؟!!!...
***********
عــلــى الــهــامــش :
ــ تحركات ومناورات وتصريحات
زيارة وزير الخارجية السورية لسلطنة عــمــان المعروفة بحيادها بجميع خلافات المنطقة.. ودورها كوسيط بين جميع المختلفين, ورضى الغرب وخاصة فرنسا لتوسطها بالافراج عن الصحفية الفرنسية Isabelle Prime التي كانت مخطوفة باليمن من عدة أشهر.. اتصالات مخابراتية سرية بين السلطات السورية وبعض المسؤولين من الدرجات الهامة بالعائلة الحاكمة السعودية.. بالإضافة إلى مجموعة من التصريحات والاقتراحات من نائب وزير الخارجية الإيراني السيد حسين أمير اللحيان, اقتراحات مسموعة معقولة على الورق, رغم صعوبة تطبيقها من عديد من الفرق الإسلامية على الأرض.. وخاصة الداعشية منها.. نظرا لاتساع مناطق سيطرتها حتى الآن, رغم الضربات الجوية الأمريكية والتركية, المجهولة النتائج... ورغم التصريحات الطنانة بتشكيل حلافات غربية أوروبية تركية عربية لمحاربة الإرهاب في الشرق الأوسط وفي سوريا والعراق, والإعلانات عن تراجعات وخسائر داعشية.. أنا لا أفهم كيف تتسلل هذه القوات الداعشية, وتتكاثر وتتوالد وتقتحم وتغزو وتقتل وتسبي داخل المدن والقرى السورية, وتوسع سيطرتها على العديد من الفرق الإسلامية التي تــحــارب النظام السوري الرسمي.
وشعب سوريا المتعب المنهك.. من يسمع شكواه وآلامه وحاجاته اليوم.. بلا ماء, بلا كهرباء, بلا الحاجات الضرورية اليومية من غذاء ودواء؟؟؟... لا أحــد... لا أحد.......
منذ أربعة سنين وخمسة أشهر.. منذ اندلعت هذه الحرب الآثمة ضد هذا البلد وشعبه... عديدون من أصحاب النوايا (الطيبة) يريدون إيجاد بعض الحلول لآلامه وجراحه ونكباته... ولكنه يتابع الغرق.. ثم الغرق.. وأصحاب النوايا (الطيبة), من الشاطئ الأمن يفكرون ويحللون.. يحللون ويفكرون.. عن أفضل الوسائل لإنقاذ الغريق... علما أنـه ما زال يغرق.. ويغرق... مع مزيد أسفي وحزني وألمي............
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأحبة.. هــنــاك وهــنــا.. وبكل مكان في العالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق وأطيب تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة... ورد غطاها...
- كلمات تفسيرية ضرورية...ومقارنات ما لا يقارن...
- رد مشروع ضروري...
- رسالة إلى صديق - بعثي - عتيق... وعن جلالة الملك.. وعن بيروت. ...
- تغيير في البوصلة؟... تساؤل...والطاعون هنا...
- الأمل... أو انتظار ليلة القدر...
- علي بكار.. وسياف داعش... وأحداث واقعية مضحكة أو مبكية حزينة ...
- عودة... وردات فعل... ومعايدة...
- تاجر دمشقي...
- رسالة إلى السيد حسن نصرالله... ودعوة إلى العلمانية...
- ميريام أنطاكيMyriam Antaki... صورة سورية...
- مرة أخرى... غضب مشروع...
- هولوكوست Holaucoste الشعب السوري
- ورقة الألف ليرة... والتماسيح...واللاجئون السوريون.. أيضا وأي ...
- محاورة بين الفنان سامي عشي وبيني... وبيني وبين أصدقلئي الغرب ...
- لمتى يهيمن الغباء على سانا... وفي أمكنة أخرى من العالم؟؟؟...
- لنتذكر هيفاء عواد و دارين هانسن
- هذه المدينة.. هل ستصبح يوما داعشية؟...
- غسيل دماغ مسلسل -باب الحارة-... وهامش عن وزيري الثقافة والإع ...
- وبعدين؟؟؟!!!...


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - قلب المشكلة...