أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - يوسف الأسعد - الإيكولوجيا السياسية أم الإشتراكية البيئية














المزيد.....

الإيكولوجيا السياسية أم الإشتراكية البيئية


يوسف الأسعد

الحوار المتمدن-العدد: 4894 - 2015 / 8 / 12 - 05:48
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


برزت في الساحة السياسية مؤخرا بعض الأصوات -اليسارية- التي تنادي إلى تبني الإيكولوجيا السياسية كخطاب سياسي و كمرجعية تأسيسية لأحزابها و جمعياتها.من بين هذه الأصوات، نذكر اليساري الأستاذ عمر الزيدي صاحب كتاب "إيكولوجيا الأمل" و الذي يَعتبِر كتابه هذا كدعوة إلى فتح نقاش عام بين القوى السياسية -اليسارية منها على الخصوص- حول خطاب الإيكولوجيا السياسية على نحو واسع من أجل فتح الأبواب أمام تأسيس أحزاب خضراء على غرار بعض الدول المتقدمة و التي لقت صداها داخل المجتمع.
للوهلة الأولى يظهر مفهوم الإيكولوجيا السياسية مفهوما عاما يصعب تحديد الإيديولوجيا المتخفية وراء هذا المفهوم. فهو عام و مفهوم كوني قد تتبناه الطبقات السياسية البرجوازية-الرأسمالية الخضراء- كما تتبناه الحركات الإيكولوجية اليسارية-اليسار الأخضر- أو الإشتراكيون البيئيون. فهل ما يدعو إليه الأستاذ عمر الزيدي و أمثاله هو الإيكوليجيا السياسية أم تحديدا الإشتراكية الخضراء.
قبل أن نجيب عن هذا السؤال ، نود أن نبرز أهمية الخطاب الإيكولوجي بشكل عام خصوصا في الوقت الراهن،لأن ما يعيشه العالم عامة و بلدنا خاصة على المستويات البيئية،الإجتماعية و الإقتصادية، يستوجب منا جميعا وقفة مع الذات قصد مراجعة تصرفاتنا .فعلى المستوى المحلي مثلا يعاني المغرب مشاكل بيئية جمة تتعدى عواقبها الجانبين الاجتماعي و الاقتصادي وتعرقل قطار التنمية ببلدنا، وكأمثلة على ذلك الفيضانات الأخيرة وما سببته من خسائر مادية وبشرية.كذلك مشكلة التصحر،إتلاف الغابات، تقلص التنوع الإحيائي ، إنهاك التربة، تراكم النفايات ، ندرة الماء الشروب (مناطق زاكورة و طانطان نموذجا ) إلى غير ذلك من المشاكل التي يتدخل فيها الاقتصادي و الاجتماعي بالبيئي والتي تزداد حدتها عام بعد عام.
على المستوى الكوني و هنا الوضعية أكثر خطورة ، يتعلق الأمر بارتفاع حرارة الكوكب، ذوبان الجليد في المناطق القطبية، تدمير طبقة الأوزون، توالي الكوارث الطبيعية، التصرف في الجينات و ما لها من أخطار على الصحة الحيوانية و الإنسانية،الكوارث النووية و الكيميائية...إلى غير دلك.
من المهم جدا أن نشير إلى أن البيئة وحدة مترابطة في كل الكرة الأرضية لا يمكن تجزئتها، فهي دائما في حركة، تحاول دوما أن تحافظ على توازنها و تنقي نفسها بنفسها إذا ما تعرضت لإخلال و ضمن قدرتها على التحمل ، و لها القدرة على أن تعدل و توازن نفسها بنفسها على مستوى التلوث المحلي أو الإخلال الحراري ، من هنا يأتي الطابع الكوني للنضال الإيكلولوجي لأن إطلاق الغازات الدافئة في الولايات المتحدة، مثلا، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة في الشرق الأوسط إلى درجات يصعب تحملها أو إلى عواصف في شرق اليابان .
من تجليات هاته المشاكل ،أن 50 مليون شخص في العالم هم لاجؤوا البيئة إما بسبب الجفاف أو الفيضانات أو غيرهما .
يموت 25 مليون شخص كل سنة بسبب النقص في مياه الشروب ، و لا يستفيد 2 مليار شخص من الماء الشروب بشكل منتظم .
يعاني 800 مليون شخص من نقص في التغذية ، ويموت 40 مليون شخص كل سنة بسبب الجوع أو أمراض ناتجة عن ذلك ، بالإضافة إلى مشاكل الهجرة و ما يترتب عنها من الخسارات المادية و البشرية.
من هنا يتضح أن الأزمة الايكولوجية هي بالأساس أزمة اجتماعية اقتصادية .كل هذه العلامات تستدعي تغييرا شاملا للسلوك الإنساني . تغييرا للحضارة. كيف ذلك ؟

يمكن ذلك بإعادة تنظيم إجمالية الإنتاج و الاستهلاك ، فالنمط الإنتاجوي و الاستهلاكي الراهن بالبلدان الرأسمالية الكبرى قائم على التراكم اللامحدود للرأسمال و الأرباح و السلع، و الاستهلاك المتباهي بالإضافة إلى متطلبات المردودية و السعي إلى الربح السريع، يدمر توازنات الطبيعة و يهدد على المدى المتوسط مستقبل الإنسانية على هذا الكوكب.هنا تظهر أهمية الإيكولوجيا السياسية كمقاربة شاملة للتدبير، تستهدف كافة الأبعاد،البيئية،الاقتصادية،الاجتماعية و الثقافية.
لكن بالأساس لتغيير الوضع يجب التحكم في وسائل الإنتاج، خصوصا قرارت الاستثمار و التطوير التقني، التي يجب انتزاعها من البنوك و المنشآت الرأسمالية لتصبح ملكا مشتركا للمجتمع.الإشتراكية. لا نقصد هنا الإشتراكية الحمراء-الحركة العمالية- بل الإشتراكية الخضراء. فالإشتراكية الخضراء أو الإشتراكية البيئية كما يٌعرفها البعض : هي تيار فكري و عملي بيئي يتبنى المكاسب الأساسية للماركسية مع تخليصها من شوائبها الإنتاجوية - إيديولوجية التقدم*- التي يعيب بها البعض الحركة العمالية-الحمر- ذات النزعة الإنتاجوية. فهي- أي الإشتراكية الخضراء- تدعو إلى التحديد الكمي للإنتاج، إنتاج قيم إستعمالية و مواد ضرورية لتلبية حاجيات الإنسان مع تحقيق تنمية شاملة مستدامة تحترم البعد البيئي أساسا.
يقول الكاتب ميكائيل لووي في هذا المضمار:" لن يفضي هدا الإنتقال إلى نمط إنتاج جديد و مجتمع مساواة و ديمقراطية وحسب، بل حتى إلى نمط حياة بديل و حضارة جديدة اشتراكية بيئية تتجاوز سيادة المال و عادات الإستهلاك المصطنعة بالإعلان التجاري و الإنتاج اللامتناهي للسلع الضارة بالبيئة(السيارة الشخصية)".

إيديولوجية التقدم: تكتسي طابعا رأسماليا لدى الأنظمة البرجوازية، و البيرقراطية المتسلطة لدى الإنظمة الإشتراكية.*


يوسف الأسعد
طالب بسلك الماجستير علوم الماء، الطاقة والبيئة،
بالمدرسة العليا لأساتذة التعليم التقني بالرباط.

للتواصل مع الكاتب:
[email protected]
www.Facebook..com/Youssef El Asaad



#يوسف_الأسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام السيسي.. تجربة الاخوان


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - يوسف الأسعد - الإيكولوجيا السياسية أم الإشتراكية البيئية