أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - دور الحركة الثقافية الكردستانية - الجزء الأول















المزيد.....

دور الحركة الثقافية الكردستانية - الجزء الأول


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4893 - 2015 / 8 / 11 - 18:49
المحور: القضية الكردية
    


ذكر الكثير عن دور القلم، وقدراته اللامحدودة، في الصراعات، وخلق الفوضى، وكذلك في التقييم والبناء. مرعب عندما يستخدم كأداة سلبية، ورهيبة في توسيع الخلافات والتدمير النفسي والفكري، وهو الجانب الذي تستغله السلطات الشمولية والشرائح الفاسدة من المجتمع، وعليه فمن واجب الحركة الثقافية النيرة التركيز عليه، لئلا يشذ عن جوانبه الإنسانية، ومن المهم تشذيبه، وتأطيره، والحد من آفاته إذا شذ.
يمر الشعب الكردي بإحدى أهم الفترات التاريخية العصيبة، أمامه مستقبل مليء بالتناقضات، وحوله تحوم سلطات شمولية ملتهبة، ومنظمات موبوءة فكراً وثقافة، ممتلئة بالعداوة والكراهية، يخططون في الأروقة مؤامرات، وبأخبث الطرق، وبدقة متناهية، يستخدمون دهاة السياسة والتآمر لزج الحركة الكردستانية في حبائل مؤامراتهم، يدرسون جميع الاحتمالات المتوقعة، قبل كل لعبة إعلامية أو محادثات دبلوماسية، ومدى تأثيرها على الشعب الكردي وحركتهم السياسية والثقافية، فكثيرا ما ينزلق الكرد إلى المستنقع، والهوة المهيأة لهم، لعوامل ذاتية كردستانية تساند الموضوعية. وهنا تلام الحركة الثقافية الكردستانية أكثر من غيرها، فهي المفروضة أن تكون أكثر تنويرا ووعيا لما يجري في الأطراف، وما يتوقع حدوثه مستقبلا، وهي المعنية بإيقاظ الشعب، والحركة السياسية، وتبيان المسيرة من جهة، وتعرية خيوط المؤامرات من جهة أخرى، ومن ثم العمل على ردم هوة الخلافات بين الأطراف السياسية المتناقضة، وخلق نوع من التآلف لاجتياز المحن والمصائب، والحد من الصراعات الكردية الكردية التي يرغبها العدو وينتظرها، وهذا ما تقاعست عنه حتى اللحظة.
الصراعات الجارية في الشرق الأوسط، نتاج مخاض عسير تمر به ثورة الشرق، المسيرة طويلة وشائكة، ستتأخر نتائجها الإيجابية، لعقود من الزمن، ستظهر قوى وستذبل أخرى، انتهازيون يملؤون الساحات وسيستمرون إلى حين، وشرائح منافقة تتصدر الواجهات، وتجار حروب تنهب الأوطان والشعوب وستنهب إلى أن يظهر الرادع، وستدمر بقدر ما ستستفيد، وهي صيرورة المرحلة السابقة لبداية ظهور النتائج الأولى لنجاح الثورة، والتي ستقضي، على الأنظمة الشمولية بكل مجالاتها، وعلى شرائح المارقين، وسترسل الإسلام السياسي بتكفيرييها إلى أحضان المساجد. وكل هذا لسنا بصددها، فلها مثقفيها، وأقلامها التي تعري من يجب تعريتهم، وتحارب من يجب محاربتهم، وهي ستثلم بعضها البعض، وتبقى من مهمة الشريحة النقية الواعية أن تجمع القوى الوطنية والثورية وتردم هوة الخلافات الأنية بينهم لتشكيل القوة المتمكنة للحد من الفساد والأوبئة الثقافية وسوء الأشرار.
وهنا تتطلب من الحركة الثقافية الكردستانية، والأقلام الواعية القيام بدورها ضمن هذه المعمعة، لتنبيه الإخوة الملتزمون سياسيا، وأصحاب نشر الأفكار الحزبية، القيام بالدور الوطني، وهي مهمة شائكة وصعبة، في أجواء مليئة بالتضارب، وحيث صعوبة قناعات المثقف ذاته، وتبدأ بتقبل خلافاتهم الفكرية والمستندة على القناعات السياسية، التي تعرض بينهم قبل أن تنتقل إلى الشعب، أو أنهم يتلقفونها قبل أن تتلقفها العامة، وهي الشريحة التي تستند عليها الحركة السياسية الكردية والكردستانية في معظم صراعاتها، مع ذلك هناك في المسافات القومية شريحة واعية، لا بد من شد وزرها، للقيام بالمهمة الوطنية الصعبة هذه.
الآراء متنوعة، والدروب تتقاطع، بين أطراف الحركة الثقافية مثلما هي بين الحركة السياسية، لكنها تهدف إلى غاية تكاد تكون واحدة. فبينهم: شريحة تطالب بتعرية المخطئين، والخطأ حالة نسبية، لها أوجهها عند كل فرد. والبعض يتهم ويعمل على إزالة الأخر، وهي من مفاهيم الأنظمة الشمولية، حيث النزعة الدكتاتورية. والبعض يريد فرض الذات وأفكاره دون الأخرين، وهو رفض مباشر لديمقراطية المجتمع. وآخرين يرفضون الكل حتى الذات، وهي ثقافة التشاؤم، وفيها من السلبيات ما يعيق المسيرة لبلوغ الغاية والرؤية الواضحة للمستقبل. إلى جانب من ينتهز الفرص للنقد السلبي الحاد والتهجم لإبراز الذات في اغلبه. وشريحة تستهزئ من الواقع المأزوم وتصعيد الخلافات. وحول هؤلاء جميعا هناك الشريحة التي تعمل على تفضيل الكل على الجزء، الوطن على الحزب والحركة السياسية، تدعم مفهوم العمل جماعيا، وتشكيل قوة كردستانية، ومؤسسات مدنية وطنية وليست حزبية، وسياسة مشتركة لتسيير العلاقات الداخلية والخارجية، وتقليص حدة الخلافات، لردم الهوة بين الأطراف السياسية ومنها الثقافية التابعة أو المؤيدة.
فالحركة الثقافية الكردستانية، أمام موجة من البث الإعلامي المغرض، على خلفية اللعبة الدولية الجارية في الشرق الأوسط، وبشكل خاص في كردستان، وعلى كردستان، وتظهر يوم بعد آخر ضعفها أمام الشعب الكردي وهشاشته أمام العدو. اللعبة الإقليمية على كردستان هي نفسها التي ظهرت منذ قرن أو أبعد من الزمن لإرضاخ كردستان وشعبه ومن ثم التعتيم عليه وإلغائه من السجلات الدولية، فقط اليوم، ولتطور التكنلوجيا، أصبحت أكثر حنكة وعمقا وبلوبي دولي أقوى وأوسع، ويبقى الكردي خاسراً، وحركته الثقافية هزيلة تنويرها وضعيفة على فضح المؤامرة أو تخفيف حدة الخلافات بين حركته السياسية.
تركيا اليوم تهاجم القضية الكردستانية من خلال مواقع حزب العمال الكردستاني، وهي من ضمن المؤامرة، الإقليمية على مستقبل كردستان، والدولية الباحثة عن مصالحها في المنطقة، فأمريكا عقدت الصفقة مع أيران تحت بنود معاهدة المفاعل النووية، لكنها في أجزائها عرضت القضية الكردستانية، ودرجت ضمنها دور تركيا في المنطقة كراعية للإرهاب وبشكل خاص لداعش، والتي تفعلها ربما نكاية بأمريكا: المكونة لإقليم كردستان الفيدرالي، والمحافظة دوليا وإقليميا على وجود قيادة العمال الكردستاني، ووجودها في قنديل، مقابل اتهامهم بالإرهاب حسب رغبة اللوبي التركي، والداعمة الأن لقوات الحماية الشعبية، بالطيران، ضد داعش، والمتوقعة إقامة كيان كردي في غربي كردستان، يصل ما بين ديركا حمكو إلى حدود لواء إسكندرونه، كل هذه الحجج ترهب تركيا، وتتراكم في ذهنية الحكومة الطورانية، وتخلق لديها ردود أفعال، تخرق العلاقات السياسية والدبلوماسية.
حلت اللحظة التي يجب أن تتقاطع المصالح بينهما، تركيا تدعي بأنها ستحد من داعش ...

يتبع...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
26/7/2015



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمر حمدي-مالفا-الفنان
- بين الإلهين - الجزء الثاني
- بين الإلهين - الجزء الأول
- الصفقة الأمريكية التركية - الجزء الثاني
- الصفقة الأمريكية التركية- الجزء الأول
- معادلة المفاعل النووية الإيرانية - إيران تنتصر
- مخطط تقسيم غربي كردستان
- الدكتور كمال اللبواني قصد حضارة النحر الجارية في كوباني والح ...
- الدكتور كمال اللبواني سيحاسبك الشعب السوري
- صعود أردوغان وهبوطه
- مبايعة أردوغان للبغدادي
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه-الجزء الأخير
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه - الجزء الثالث
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء الثالث عشر
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه - الجزء الثاني
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه - الجزء الأول
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الأخير
- أمريكا قتلت
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الرابع
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الثالث


المزيد.....




- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - دور الحركة الثقافية الكردستانية - الجزء الأول