أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - قالت المحروسة














المزيد.....

قالت المحروسة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4892 - 2015 / 8 / 10 - 22:52
المحور: المجتمع المدني
    


تتهادى على صفحة الماء، قالتِ المحروسةُ: "أُتمُّ اليومَ مائة وخمسين عامًا مما تعُدّون. قد ترونني عجوزًا بحسابات الإنسان، لكنني صبيّةٌ شابّةٌ بحسابات التاريخ، وطفلةٌ صغيرة حالَ الكلام عن دولة مثل مصر، عمرها سبعة آلاف عام، عدا عشرات الآلاف من سنوات السعي الحضاري الجاد. بعد قليل، سأشهدُ ميلادًا جديدًا لقناتكم الفتيّة التي تكبُرُ مساحتُها وتتسع عصرًا بعد عصر، لتُشهِدَ العالمَ على أن المصريين إن أرادوا، فعلوا. وإن حَلِموا حققوا المستحيل. وها أنتم ترون ثلاثَ سفن عملاقة من سنغافورة ولوكسمبورج والبحرين عبرت قناتكم بعد أحد عشر شهرًا فقط من بدء حفركم لها، تحمل إحداها قُرابة المائة ألف طن من البضائع، قادها الأميرال البحري مهاب مميش.”
“سبق ميلادي الميلادَ الرسمي للقناة الأم، بأعوام أربعة. فأنا شاهدةٌ على كل تاريخها وتوسّعاتها منذ مولدها في عهد الخديوي إسماعيل عام 1869، وحتى ميلادها الثالث اليومَ في عهد رئيس الجمهورية المصرية عبد الفتاح السيسي، وسأكون بإذن الله شاهدةً على كافة توسّعاتها المستقبلية التي يقررها مهندسوكم المصريون العظماء، أحفادُ الفراعنة. ورغم أنني لم أشهد مولدها المبكر جدًّا كفكرة فرعونية خالصة، قبل الميلاد بقرون في عهد الأسرة الثانية عشرة تحت حكم "سنوسرت الثالث"، إلا أنني قرأتُ عنها في كتب تاريخكم، كما قرأتم.”
“أنا المحروسةُ الأنيقة ذات الطوابق الخمسة والتاريخ العريق. اختارني الرئيسُ عبد الفتاح السيسي لكي يُبحرَ فوق متني ويوقّع بخاتمه الرئاسي صكَّ بدء تشغيل قناة السويس الجديدة، رافعًا علمَ مصر الجميل فوق ساريتي، لأنه رجلٌ يحترم التاريخ، ويعرفُ أن دولةً بلا تاريخ، هي دولةٌ بلا حاضر، ولا مستقبل. أنا أوّل عائمة بحرية تعبر قناة السويس قبل قرن ونصف. حملتُ من فرنسا إلى مصر الإمبراطورة أوچيني والپيانو الخاص بها لتعزف عليه يوم افتتاح القناة، ثم تهديه إليّ، ومازال هنا في صدر إحدى قاعاتي يواجه الزمنَ بأناقته وعراقته. مثلما أحمل ظهرَ اليوم في قلبي رئيس مصر وأصدقاءه من ملوك العالم وأمرائه ورؤسائه عطفًا إلى صديقه الطفل الصغير "عمر صلاح" المنذور للسرطان، إلى حيث منصّة الحفل المهيب الذي تشهدونه اليوم 6 أغسطس 2015”
“يعرف القائدُ العظيم أنني كنتُ هناك دائمًا، شاهدةً على أحزان مصر الطيبة، وعلى أفراحها. رافقتُ مصرَ في كل مراحل تاريخها الحديث. صافحتُ سلاطين سلطنتها وملوكَ مملكتها وأمراءها واميراتها وأبناءهم، مثلما صافحتُ رؤساءَ جمهوريتها، بدءًا بالخديوي، عاشق الفنون والأناقة، وحتى الرئيس الحالي الذي قال في لقاء الأدباء والمثقفين: "أمامنا خياران لنهضة مصر: إما ننجحُ، أو ننجح، ليس أمامنا بديلٌ ثالث.”
"أعرفُ أسرارَ مصرَ، أكثر مما تعرفونها أنتم من كتب التاريخ التي نصفُها مزوّرٌ، ونصفها مشكوكٌ في أمره. ومثلما أحملُ فوق كاهلي مائة وخمسين عامًا من الإبحار والسكون، حملتُ في صدري همومَ مصر ورغَدها. أحببتها أكثر مما فعلت جميعُ أغانيكم الوطنية التي تمطرون بها مصرَ كل نهار، ومع كل مناسبة، دون أن تطبّقوا كلمة واحدة مما تحمل تلك الأغنيات من حماسة وعشق للوطن.”
"أنا العجوزُ الشابّة المتهادية على صفحة قناة تربط بين البحرين الأحمر والأبيض، خبّأتُ في صندوقي الأسود أسرارَ مصر وخبيئتها. انتصاراتها وهزائمها. في الربع الأول من القرن الماضي حملتُ أميرًا فارسيًّا وسيمًا من طهران بأقصى الشرق إلى أرض مصر لكي يُزَفُّ إلى عروسه الأميرة المصرية الجميلة. وعند منتصف القرن حملتُ على متني ملكًا مصريًّا كسيرًا إلى نابولي الإيطالية بعدما أدى حرسُ الشرف التحية العسكرية وأطقت البحريةُ إحدى وعشرين طلقة تحية احترام للملك الذي آثر الرحيلَ على إراقة دماء المصريين، واختار أن يموت في منفاه الأخير غريبًا ووحيدًا، كقطعة منسية سقطت من التاريخ. وبين كل تلك الرحلات فوق صفحات الماء حزنًا وفرحًا، كنتُ دائمًا أشعرُ بما تشعرون أيها المصريون. أبكي مع الباكين ويرقصُ قلبي مع الفرحين؟"
“أيها المصريون الجبابرة حين تريدون أن تكونوا جبابرةً، أحبّوا مصرَ بأعمالكم وجدّكم وكدّكم، لا بالأغنيات والقصائد. وطوبى لكم مشروعكم العظيم، الذي هو الخطوة الأولى من مشوار الألف خطوة، كما قال الرئيس.”
المحروسة.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبطانةٌ على صفحة مياه القناة
- ماذا قال لي يختُ المحروسة؟
- هل تغفرين لنا يا مصرُ؟
- على متن يخت المحروسة
- هالةُ الأموات … تُجرّم نقدَ ما فات
- صخرتان من أرض القناة
- بلحةُ المحب... قضية
- نفرتيتي.... جميلةٌ أتلفها الهوى
- على شرف علي الحجار
- يقول الدواعش... يقول المصريون
- هديتي للرئيس
- التكبير في ساحة الكنيسة
- لا تقتلوا الخيرَ... والتمرُ خيرٌ
- 30 يونيو رغم أنفكم يا هالوك الأرض
- الله يسامحك!
- فارسٌ وجميلة وبعض خيال
- ليه كده يا أم أيمن؟!
- لماذا أكتب في -نصف الدنيا-؟
- القرضاوي يفخّخ المصريين بالريموت كونترول
- أصعبُ وظيفة في العالم


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - قالت المحروسة