أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فيصل الياسري - الفضائيات العراقية ومواكبة الاحداث














المزيد.....

الفضائيات العراقية ومواكبة الاحداث


فيصل الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 4892 - 2015 / 8 / 10 - 13:48
المحور: الصحافة والاعلام
    


الفضائيات العراقية ومواكبة الاحداث
=============================== فيصل الياسري
شخص المدونون والفيسبوكيون العراقيون ضد الفضائيات المحلية قصورا كبيرا في مواكبة الحراك الشعبي مطلع شهر اغسطس / آب في شوارع بغداد ، وقد نشر المدونون كشوفات بالبرامج التقليدية السائدة على معظم القنوات العراقية التي تجاهلت تصاعد الغليان في بغداد والعديد من المدن العراقية ضد الطغمة الحاكمة وفسادها المكشوف ، واستمرت معظم القنوات بعناد لا يمكن وصفه الا بالغباء السياسي بتعبئة شاشاتها بالبرامج التقليدية المعلبة والاغاني والمنوعات السياحية والحوارات االتقليدية مع محللين مستهلكين وبكلام مكررة ليس له علاقة مباشرة بما يدور بين الناس ، وقد استفز هذا السلوك المواطنين ودفعهم الى شتم القنوات بصورة علنية ، وخاصة قناة الدولة المسماة " العراقية " .
وبالرغم من تصاعد التحفيز الجماهيري واتساع الدعوات للتظاهر ضد الفساد والمحاصصة والطائفية في العديد من المدن العراقية ، اثناء التحضير ليوم الجمعة الكبيرة ، والذي تنادت له فئات الشعب الواسعة ، الا ان معظم تلك القنوات اصرت على التعامل مع الاحداث باستخفاف ، الا بعض من اراد متقصدا استثمار الإعلام في تغذية الأزمات، و تعميق الفوضى لأسباب سياسية تتعلق بوجوده وبإستراتيجية البقاء، وصار بعضها يطلق التبشير باحتمالات حرف الجماهير او استغلالها بحجة ان الوقت غير مناسب لاشغال الحكومة وهي تخوض الحرب ضد داعش ، والتهديد بمخاطر مزعومة كان يريد الفاسدون واعاوانهم من خلالها ثبط العزائم والهمم .
وفي ليلة السادس من اغسطس / آب كانت صفحات الفيسبوك هي مصدر اخبار التحضيرات لليوم الموعود في عشرات المدن العراقية ، وكان الناشطون يتبادلون المعلومات وينشرون البيانات على الفيسبوك والتويتر والرسائل النصية على الهواتف المحمولة ، ويروجون لشعارات المسيرات المعتمدة ويحذرون من المندسين والمغرضين ، ويرفضون من يحاولون سرقة هذا الحراك الشعبي الذي بالرغم من كل ذلك كان هناك من يشك بجدواه وفعاليته ..!!
وجاء يوم السابع من اغسطس/ آب ، واذ المسيرات العفوية تملاء شوارع بغداد وذي قار والحلة والنجف وبابل والبصرة والكوت والسماوة والعمارة وتمتد الى العراقيين في بيروت و في العديد من المدن الاوروبية ، وسارع الى تأيد المتظاهرين ومطايبهم حتى الكثير ممن كان المتظاهرون يقصدونهم ويطالبون بازاحتهم ومحاستهم ، واذ بزعماء كتل واحزاب ادانهم الشعب في اكثر من مناسبة يعلنون ترحيبهم بمطالب الشعب ، وبرزت اسماء اشخاص من اشهر المتهمين بالفساد يدعون الى محاسبة المفسدين والقصاص ممن تسبب بهدر المال العام .!! يا سبحان الله !!
حشود الناس المتذمرة من الفساد وسوء الادارة والطائفية والمحاصصة لم تكشف فقط رياء ونفاق وزيف سياسي الصدفة الممتطين بغال السلطة ، بل كشفت ايضا فوضى الاعلام في العراق وتفاوت الوعي السياسي والمهني بين العاملين في الفضائيات في العراق " المعاصر " بعد الاحتلال الذي اطلق العنان لتأسيس الفضائيات بصورة عشوائية غاليا غير مهنية مع شحة المهارات الاعلامية والتقنية فنشأت ثلاثة انواع من فضائيات : الحكومية ، وفي مقدمتها " العراقية " والقنوات الهامشية المتواضعة التي انشأتها مجالس بعض المحافظات وأغدقت عليه ملايين الدولارات. ثم الفضائيات الحزبية التابعة للأحزاب والكتل السياسية والدينية والطائفية ، وهدفها وخطابها الاعلامي وبنيتها البرامجية منسجمة تماما مع كينونة الجهة المؤسسة التي لم ترد من المحطة سوى ان تكون منبرا لاهدافها وزعمائها ، ومن ثم تأتي القنوات المستقلة او شبه المستقلة التي تحوم الشكوك حول استقلاليتها، لأنها وبسبب عدم قدرنها على مواصلة تمويل نفسها ستبحث عن الدعم المادي الذي له شروطه في التبعية لجهة التمويل او على الاقل محاباتها والتعاطف معها والدفاع عنها
لقد تجسدت تناقضات هذا البناء الهيكلي للفضائيات العراقية – بل للاعلام العراقي بصفة عامة – في كيفية تعامل تلك الفضائيات مع احداث الايام الماضية في العراق ، واذا كان المحلل الاعلامي يستطيع ان يفسر ويقيم الخطاب الاعلامي لكل قناة وكيفية تغطيتها للاحداث المثيرة التي تجري في العراق منذ ايام ، حسب انتماء الفضاية فانه لا يستطيع ان يفهم موقف قناة الدولة الرسمية " العراقية " التي تعاملت مع الحدث الكبير بتقتير يصل الى حد التحفظ على ما يجري ، او ان ادارتها لا تتمنى مطالب الناس ، خاصة فيما يتعلق بالفساد وسوء الادارة الذي قد يشمل بعض مسؤولي شبكة الاعلام العراقي ، وبالتالي استغرب المواطنون عدم تركيز " العراقية " حتى على قرارات العبادي الشجاعة الكاسحة يوم صدورها وتهليل الشعب لها ، فبقيت برامجها عادية ترفيهية طوال النهار ، وشريطها الاخباري بقي يرفل بالترويج لمسابقاتها ومسلسلاتها المعتقة وبرامجها التقليدية ، وعند المساء فقط بدأت بتعديل منهجها ، ربما بعد لوم وتنبيه وصل ادارتها ، وعند المساء تم الاعلان على اجتماع طارئ لمجلس امناء شبكة الاعلام العراقي لاحالة مديرها العام على التقاعد .




#فيصل_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسألونك عن الروح ...
- متى خربت اليصرة ؟
- غربال الذاكرة : نجيب محفوظ
- غربال الذاكرة : نزار قباني
- غربال الذاكرة : برتولد بريخت
- غربال الذاكرة: بدر شاكر السياب
- غربال الذاكرة : ممدوح عدوان
- غربال الذاكرة : حقي الشبلي
- غربال الذاكرة : سيغموند فرويد
- غربال الذاكرة - الموسيقار صلحي الوادي
- غربال الذاكرة : محمد الماغوط


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فيصل الياسري - الفضائيات العراقية ومواكبة الاحداث