أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 15-10- 2005 الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي - ييلماز جاويد - الوسيلة : الديمقراطية














المزيد.....

الوسيلة : الديمقراطية


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1348 - 2005 / 10 / 15 - 08:04
المحور: ملف 15-10- 2005 الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
    


تتفاوت أنظمة الحكم في البلدان العربية في تعاملها مع حقوق الإنسان وحريات المواطن رغم أن دساتيرها قد صيغت بشكل توحي بوجود كافة الحقوق والحريات التي إعترفت بها الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الوضعية المتعارف عليها. ولكن العبرة في التطبيق . فثمة دول ليس للمواطن فيها أي حق أو حرية غير ما يمنّ بها الحاكم الآمر الناهي وأخرى قد فسحت في مجال بعض هذه الحقوق والحريات التي لن تصل في أحسن الأحوال إلى درجة من التأثير على سلامة النظام القائم وتكريس سلبه لحقوق الشعب .



ففي الكثير من الدول العربية ، يحرم على المواطن الإدلاء برأيه الحر في إنتقاد ممارسات السلطة ، ويحرم من حق الإنتظام في منظمات سياسية لا تساير النظام ، أو الدعوة إلى مظاهرة أو إضراب أو إعتصام الغرض منه الإحتجاج على عمل معيّن ، والرقابة على وسائل الإعلام والنشر تعمل عملها في منع تسرّب أية أفكار لتوعية الشعب بمعاناته وطرق العمل لمعالجتها ، ووسائل القمع تعمل لمنع أي نشاط قد يفهم منه مقارعة النظام .



تتميز الشرائح الإجتماعية المتسلطة على الحكم في البلدان العربية بكون معظمها ينتمي إلى الطبقة الإقطاعية أو البرجوازية التي تكون مصالحها مرتبطة بمصالح الدول الإستعمارية ، فالبلدان الغنية منها تكوّن الدعامة والداعية لتكريس مصالح الدول الإستعمارية من جهة وتعمل لإفشال أية حركة تقدمية قد تنهض في بلد ما ، أما الدول الفقيرة التي تأخذ الدعم السخي من الدول الإستعمارية لميزانيتها فإنها تكون أجيرة تنفذ ما يناط بها من أعمال إستخباراتية وتآمرية ضد الشعوب العربية في الداخل والخارج .



في مثل هذا الظرف السائد في البلدان العربية ، وتشابك مصالح المستعمر مع مصالح الحاكم أصبح الحاكم صمام الأمان لحماية مصالح المستعمر بحجة مكافحة الأنشطة المعادية للنظام ، وبذلك يصبح من المستحيل على الشعوب الإستمرار في النضال ضد الإستعمار دون أن تتهم بكون نشاطها هو ضد نظام الحكم . في هذا الظرف يصبح لزاما على القوى السياسية الوطنية أن تعيد النظر في ترتيب أهدافها فتجعل النضال من أجل الديمقراطية في المقام الأول والنضال من أجل التحرر فيما بعد وذلك لسببين :



أن الحاكم بفرضه سيطرته الكاملة على النشاط السياسي للفئات غير الموالية له قد منع كل وسائل التوعية الشعبية ، وعمل على تفريق قوى الشعب ، وإستخدم أجهزته القمعية في مكافحة أي نشاط سياسي وبهذا خلق الظرف الذي يستحيل فيه تجميع قوى الشعب في جبهة وطنية تعمل لإسقاط النظام وإخراج البلد من نفوذ الإستعمار بخطوة واحدة .
إنّ مصالح الدول الإستعمارية ، وخصوصا مصالح القطب الواحد بعد إنفراده بالسيطرة على تقرير مصير العالم ، قد غيرت في أسلوب الإستعمار بصورة جوهرية . فنحن بعد سقوط الإتحاد السوفييتي ، دخلنا مرحلة جديدة وشكل جديد للإستعمار بدأتها الإدارة الأمريكية بالإعلان عن النظام العالمي الجديد والعولمة والتجارة الدولية الحرية . إنّ هذه المرحلة الجديدة والشكل الجديد للإستعمار تتميز عن سابقتها بعدة سياسات أهمها:
· نقل التكنلوجيا من البلدان الصناعية إلى البلدان النامية مما يتيح للشركات الرأسمالية فرصا أكبر لتحقيق الأرباح بسبب إنخفاض أجور العمل في البلدان النامية وبالتالي تقليل تكاليف الإنتاج ، بالإضافة إلى رفع مستوى المعيشة في هذه البلدان مما يزيد في قابلية إستهلاك المصنوعات المنتجة من قبل تلك الشركات وزيادة أرباحها بزيادة مبيعاتها .

· فرض سياسة التجارة الدولية الحرة على البلدان النامية ، وحرية تحويل الأموال وأرباح الشركات متعددة الجنسيات .

· لتحقيق الخطوتين السابقتين وضمان إستمراريتها ، تتطلّب مصالح المستعمر أن يكون في البلد النامي نظام ديمقراطي من شكل معيّن يكون واجهة أمام الشعوب الأخرى ونموذجا يحتذى في تحقيقه مستوى معينا من حقوق الإنسان وحرياته .



إن كان نضال الشعوب العربية ضد الإستعمار معطلا بسبب سياسات حكامها والتفرّق واقع فعلا بين الفئات السياسية ، فإن النضال من أجل الديمقراطية كخطوة أولية من مسيرة طويلة يفرض نفسه ، إذ يمكن المباشرة بالمطالب الإقتصادية ثم الحريات الإبتدائية والصعود إلى مرحلة المطالبة بالحرية في إبداء الرأي والنشر وتوعية الشعب وبالتالي بناء التنظيمات السياسية القوية والجبهة الوطنية التي تكون السلاح لتغيير النظام أولا ومن ثم التصدي للإستعمار والخلاص من نفوذه .



إنها سياسة النار الهادئة ، سياسة اللا عنف المستندة إلى الجماهير الواسعة المنظّمة والمضمونة النتائج كما علمتنا تجارب شعوب حققت أهدافها بها .
ييلماز جاويد

4/10/2005



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداية النهاية
- الشعب خالد
- الشيئ بالشيئ يذكر
- بناء العراق الجديد
- فاجعة جسر الأئمة درس
- آفة الأمية وفشل اليسار في إنتخابات كانون الثاني
- مدى تساوق المصالح المتناقضة


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- الديمقراطية وألأصلاح ألسياسي في العالم العربي / علي عبد الواحد محمد
- -الديمقراطية بين الادعاءات والوقائع / منصور حكمت
- الديموقراطية و الإصلاح السياسي في العالم العربي / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 15-10- 2005 الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي - ييلماز جاويد - الوسيلة : الديمقراطية