أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - معادلات جديدة للأزمة السوريَّة














المزيد.....

معادلات جديدة للأزمة السوريَّة


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 4890 - 2015 / 8 / 8 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثلما كان متوقعا؛ شهدتْ المنطقة حراكا سياسيا ملموسا بعد الاتفاق النووي مع إيران، بل يمكن القول إن الحاجة إلى الحراك الذي بدأت ملامحه بالظهور، سرَّعت من الوصول إلى الاتفاق النووي من قبل الأطراف المعنية كافة. فهناك علاقة متبادلة ومعقدة بين القضيتين. أعتقد أنَّ الأطراف المتصارعة أصبحتْ على ثقة بأن الأزمة تحوَّلت إلى عبء ثقيل عليهم جميعا، كما أصبحت خارج السيطرة إلى حدٍّ ما، بعد توغل الحركات الأكثر تطرفا خاصة "داعش" في الأراضي العراقية والسورية، وأصبح القاسم المشترك بين الجميع البحث عن صيغة لتوحيد الجهود لمواجهة "داعش".
فقد توالتْ المبادرات والاتصالات بين الأطراف المتصارعة. وبرزت المبادرة الروسية التي وصفت بأنها تحتاج لمعجزة للقاء سعودي سوري، وتم اللقاء في الرياض الذي جمع رئيس مكتب الامن القومي السوري اللواء على المملوك وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض. تبعها المبادرة الإيرانية التي تتحدث عن حكومة ائتلاف وطني وانتخابات بإشراف أممي. وجاءت الاتصالات الأمريكية-السورية التي تحمل تطمينات أمريكية عبر القنوات الدبلوماسية، بأن المجموعة التي دربتها وأرسلتها إلى سوريا هي لمقاتلة داعش وليس لمقاتلة الجيش السوري. وأخيرا جاء لقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع وزير خارجية سلطنة عُمان يوسف بن علوي، الدولة الخليجية التي لعبت دبلوماسيتها دورا مهمًّا بتأمين قنوات اتصال لعدد من القضايا المعقدة.

إذن، ما هي التطورات التي أدَّت لبروز معادلات جديدة؟
دعونا نعترف أولا بأن التحالف الإمبريالي الرجعي حقق جزءا مهمًّا من خطته، والتي تتمثل بتدمير البنية الأساسية وتهشيم اهم دولتين في الوطن العربي سوريا والعراق بعد إخراج مصر من الصراع العربي الصهيوني. فقد نجحت الإمبريالية الأمريكية بعد احتلال العراق في فرض دستور طائفي ومذهبي، وإشعال حروب المفخخات الطائفية والمذهبية، واستنزاف طاقات البلاد، تمهيدا لتقسيم الدولة العراقية إلى ثلاثة أجزاء مستخدمة الحركات الإرهابية المتطرفة للابتزاز وفرض سياسة الأمر الواقع.

كما قام التحالف الإمبريالي الرجعي بتمويل وتدريب وتقديم الدعم المادي واللوجستي للحركات الإرهابية على مختلف مسمياتها، في كلٍّ من سوريا والعراق ولبنان وليبيا واليمن. وتسهيل مهمة اجتياز الحدود السورية والعراقية. وتصاعد الهجمات التكفيرية الظلامية على الأراضي السورية من الشمال والجنوب، لتحقيق اختراقات تمهد لإقامة مناطق عازلة ومحاولة تقسيم سوريا. وقد نجح المسلحون من مختلف التيارات باحتلال أجزاء واسعة من الأراضي السورية، وقد عبَّر الرئيس السوري عن ذلك صراحة بأن "الجيش السوري يواجه نقصا في الموارد البشرية".
وبالمقابل، فشلتْ "المعارضة المعتدلة" برعاية أمريكية في تشكيل حالة سياسية وعسكرية فاعلة وبديلة عن "داعش" و"النصرة"، وعن النظام السوري على حدٍّ سواء، وقد باءت محاولات غرفة الموك في إقامة منطقة عازلة في جنوب سوريا بالفشل. بعدما منيت بهزائم متلاحقة من جراء ضربات الجيش السوري، وكذلك المحاولات الأمريكية بإدخال عناصر مسلحة في الشمال والتي قضت عليها كمائن النصرة.
خلَّفتْ هذه التطورات ارتدادات سياسية وأمنية تركت آثارها السيئة على التحالف الأمريكي الرجعي في المنطقة؛ منها: فقدان حزب العدالة والتنمية في تركيا أغلبيته النيابية في الانتخابات التي جرتْ في يوليو الماضي؛ بسبب تورُّط تركيا في الأزمة السورية، وتوفير الدعم اللوجستي للحركات الإرهابية ضد الدولة السورية؛ فمن تداعيات التدخل التركي في الأزمة السورية، هروب رؤوس الأموال الأجنبية من تركيا بحثا عن مناطق أكثر استقرارا؛ مما أدى لتراجع الاقتصاد التركي وتراجع سعر صرف الليرة التركية امام العملات الاجنبية.
إضافة إلى بروز مخاوف تركية من انتعاش الشعور القومي الكردي في المنطقة عامة، بعد تمكن القوات الشعبية الكردية في سوريا من حمل السلاح والسيطرة على مساحات شاسعة، في كوباني والقامشلي...وغيرها؛ فقد أصبح الأكراد يشكلون دورا محوريا في المنطقة، بعد بروز الحركات الأكثر تطرفا -خاصة "داعش"- كما تمكَّن أكراد العراق من دخول كركوك في ظل تقاعس الحكومة العراقية؛ لذلك تعتبر الحكومة التركية الأكراد أكثر خطرا من "داعش"، بدليل أنها حاولت الاستفادة من "داعش" في اختراق الجبهة السورية، لكنَّ النتائج جاءت عكس ما أرادت.

وتُحاول حكومة العدالة والتنمية في تركيا خلط الأوراق باستغلال التحركات الأمنية ضد حزب العمال الكردستاني، للإطاحة بحزب الشعوب الديمقراطي الذي يحظى بتأييد الأكراد في تركيا، في الانتخابات النيابية المتوقعة في حال عدم تمكن حزب العدالة من تشكيل حكومة ائتلافية؛ فقد حصل حزب الشعوب في الانتخابات الأخيرة على 11.8%. ويسعى حزب العدالة إلى تخفيض نسبة المؤيدين لهذا الحزب إلى أقل من 10% لحرمانه من الوصول إلى عتبة الحسم، بدعوى أنه يُؤيِّد المسلحين الأكراد؛ ليتمتع حزب العدالة بنصيب الأسد في الانتخابات القادمة، التي تمكنه من التفرد بتشكيل الحكومة الجديدة.
إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الأسباب آنفة الذكر مجتمعة، وأضفنا إليها اتساع نشاط الحركات الإرهابية واستهدافها لمواقع في السعودية والكويت ورعايا دول التحالف، فيُمكن القول بأن المبادرة الروسية وما تبعها من مبادرات وتحركات إقليمية ودولية نحو حل سياسي للازمة تعتبر من أهم معالم المرحلة المقبلة.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة أوروبية لمنطقة اليورو
- ماذا بعد الاتفاق النووي؟
- ازمة اليونان ام ازمة الرأسمالية؟
- أوروبا تسعى لإفشال النموذج اليوناني
- الأزمة اليونانيَّة ثمرة السياسات الليبراليَّة
- لهذه الأسباب تراجع حزب العدالة والتنمية
- الانكماش الاقتصادي يرجئ رفع سعر الفائدة
- نكبات جديدة في ذكرى النكبة
- الخيارات المتاحة أمام البلدان النامية
- تحية للعمال في عيدهم
- السياسة الأمريكية.. والبلدان النامية
- تراجع اليورو وارتفاع الدولار
- شخصية استثنائيَّة.. شعب وقضيَّة
- ليس دفاعا عن أحد.. بل رفقا بالأمة
- بين دعم المركزي وتحديات الحلفاء
- اتفاقية أوسلو ولدت ميتة
- ثورات شعبية.. أم مؤامرة؟
- اليوم العالمي للعدالة الاجتماعيَّة
- اليونان تخوض معركة أوروبا
- الحرب على الإرهاب


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - معادلات جديدة للأزمة السوريَّة