أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 15-10- 2005 الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي - مؤيد عبد الستار - الديمقراطية كأس سقراط














المزيد.....

الديمقراطية كأس سقراط


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 1348 - 2005 / 10 / 15 - 03:59
المحور: ملف 15-10- 2005 الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
    


تتطلع شعوب العالم العربي ، وكذلك شعوب الشرق الاوسط ، كالشعوب الايرانية ، والشعب الكردي والشعب التركي وشعوب اخرى كثيرة، بشيء من الامل الى التقدم الحاصل في العالم والذي لم يعد سرا، او حالة مجهولة، كما كان قبل سنوات قليلة.
فاذا نظرنا الى الحقبة التي ترجع الى عقدين من الزمن فقط سنجد ان قسما كبيرا من شعوب الشرق الاوسط كانت تعيش في عزلة كبيرة ، ولكن الامر لم يعد كذلك بعد حصول الثورة المعلوماتية الكبيرة في وسائل الاعلام، وانتشار البث التلفزيوني الفضائي، وشيوع الانترنيت ووصوله الى بيوت الناس في العالم العربي والاسلامي ، وهي ثورة حقيقية في العصر الحديث توازي الثورة التي أحدثها اختراع المطبعة في عصر النهضة.
يستطيع معظم الناس اليوم مشاهدة ومعرفة ما يدور حولهم و ما يحدث بعيدا عنهم، ويقارنون بين حالهم وما عليه حال العالم المتقدم. فاذا اخذنا التطور العلمي الحاصل في البلدان المتقدمة مثل اوربا وامريكا واليابان ، سنجد تطور الآلة وانتشار استخدامها ، فعلي سبيل المثال نرى ان السيارة أصبحت من وسائل الاستخدام الشخصية الشائعة ، والمدن تعج بالقطارات وقطارات الانفاق والمطارات والطيارات ، والموانئ تزخر بالبواخر والزوارق الشخصية ، بينما في بلداننا مازال الحمار والعربة وسيلة شائعة في نقل الناس والبضائع، بل لاحظنا كيف ينقل الجرحى في عربات تجرها الحمير في احداث وطننا العراق الدامية، فهي تقوم مقام سيارة الاسعاف الحديثة المجهزة باجهزة نقل الدم والسوائل والاوكسجين . وبمقارنة بسيطة بين الواقع المتطور الذي صنعته الالة والواقع المتخلف الذي تفرضه الوسائل البدائية ، يستطيع المواطن رسم صورة مؤلمة لما عليه الحال في وطنه ، وما يجب ان يكون عليه حقا وطنه ومدينته وقريته وبيته....الخ ولما كانت السلطات الحاكمة هي المسؤولة عن نقل المواطن من الواقع المتخلف الى حالة من التطور معقولة ومقبولة ، لانها هي التي تهيمن على اقتصاد البلد وثرواته ، سيعرف المواطن مقدار فشل الحكومات المتخلفة في تلبية حاجات المواطنين الذين تتحكم في رقابهم وتفرض عليهم قيودا وقوانين تشل حركتهم وتمنعهم من السفر حتى الى مكة لاداء فريضة الحج ، بشتى الحجج الواهية . هذا في الوقت الذي نجد فيه الدول المتقدمة توفر كافة الفرص والتسهيلات لمواطنيها من أجل السفر شرقا وغربا، وبارخص الاسعار ، حتى اصبحت بلدان الشرق الاوسط مرتعا لسياح الدول المتقدمة ، لرخصها وبدائيتها، فالرحلة السياحية بالطائرة لمدة اسبوع من السويد الى تركيا ، مع المبيت في فندق تكلف نحو 400 دولار فقط وقل مثل ذلك عن مصر والمغرب وتونس ... الخ
اما عن تاثير الفضائيات فحدث ولا حرج ، فقد اصبح المواطن العربي المسلم المحافظ الذي يفرض على أسرته الحجاب من الرأ س الى أخمص القدمين ، لايتورع عن الجلوس أمام التلفزيون ويمتع أنظاره برقص الفنانات شبه العاريات ، اللواتي يجهدن في تقليد فنانات الكابريهات والملاهي الليلية، ويؤدين الرقص الخلاعي الذي يتنافى مع التقاليد العربية والاسلامية ، وستكون لهذا المشهد في المستقبل آثاره السلبية على الاسرة، وسيسبب وقوع المجتمع في تناقض لايلبث ان يحدث انقلابا في حياة وفكر الاسرة ، خاصة الشباب ، وبشكل أخص الفتيات اللواتي تفرض عليهن شروط قاسية في الحجاب والتزمت الاخلاقي .
ان معضلة الحكومات العربية والعالم الاسلامي مع التطور والتقدم التكنلوجي، والاعلام المرئي، معضلة حقيقية ،لان التغيير الذي بدأ يعصف بالقيم الثابتة (الاستاتيكية) سوف لن يتوقف عند نقطة معلومة أو غاية واضحة، فبالنسبة الى السفور والحجاب مثلا ، لم يعد بالامكان ايقاف عري الجسد عند جزء محدد من الجسم ، لان الازياء والموديلات تصمم من قبل خبراء لاعلاقة لهم بالاديان ، اضافة الى انهم بعيدون جغرافيا عن مناطق النفوذ الدينية، كما ان معظمهم يعيش في بلدان تضمن لهم حرية الرأي والتعبير ، فيصعب على السلطات الدينية والسياسية حمل أمثال هؤلاء المصممين على التوقف عند مسافة معينة من الجسد ، او عدم المضي في ابتكاراتهم الفاضحة ، وستنتقل تصاميمهم وموديلاتهم المتبرجة الى بلداننا ومجتمعاتنا شئنا أم أبينا، فالموديلات تراوحت حتى الان بين رفع الفساتين فوق الساقين و رفع القمصان فوق السرة ، والله وحده يعلم الى أي حد سترتفع القمصان او ستنزل السراويل في الاعوام القادمة !
ان الديمقراطية تعني منح الحرية للكثير من الامور ولايمكن أن تقتصر على حرية الصحافة او التعبير فقط، لانك متى ما سمحت بحرية التعبير لا يمكنك ان تمنع ما يترتب عليه من تبعات ، لذلك كفر رجال الفقه ، الفلاسفة والمناطقة ، وقالوا من تمنطق تزندق ، فالحجر على حرية التعبير تمنع القادم الذي ياتي بعده وهو الفعل ، ولذلك جاء في الكتاب المقدس: في البدء كانت الكلمة.
فاذا سمحت الحكومات العربية والاسلامية بحرية التعبير - علما انها ليست قادرة بعد هذه الثورة المعلوماتية على منعها - ستضطر الى قبول التغييرات القادمة ، ولذلك ستكون الديمقراطية بالنسبة لها مثل كاس السم الذي شرب منه سقراط، لامناص من شربه ، والرحيل عن العالم بسلام ، والا فانها ستواجه مصيرا داميا ، ينقلها الى العالم الاخر على أسنة الحراب ، لذلك ستضطر مختلف السلطات الدينية و العديد من الانظمة العربية والاسلامية الى القتال بجميع الاسلحة ، ولاتتوانى عن القتال بهمجية ترقى الى همجية القرون الوسطى أو أبشع ،ولذلك تخشى الدول المتقدمة من حصول دول متخلفة أو متزمتة على الاسلحة النووية او اسلحة الدمار الشامل ، وهو ماكانت تخشى وجوده لدى نظام صدام الذي تحالف مع قوى ارهابية معروفة للولايات المتحدة.
ولكن النتيجة معروفة سلفا ، وهي عدم قدرة الانظمة المتخلفة والمتزمتة دينيا الانتصار على التقدم العلمي الحاصل والذي سيحصل في المستقبل ، وهي سترحل غير ماسوف عليها ، وكلما كانت معركتها دامية أكثر، كان رحيلها أسرع ثم أسرع .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصلحة العراق أولا ياسيادة وزير الداخلية
- أين السيد نصر الله
- الأرض اليباب ... أم أرض السواد
- جسر على نهر دجلة
- الى مفوضية النزاهة الموقرة
- لماذا ينتحرون
- الديمقراطية في الدستور العراقي
- الاكراد الفيلية بين نارين .... نار التبعية الايرانية ونار ال ...
- صدام في حضرة القاضي الهمام
- الزرقاوي أردني أم مبعوث أردني
- التنظيمات الفيلية والبوصلة الكردية
- التانغو الاخير لصدام
- الدروس التي يمكن استخلاصها من التجربة العراقية
- هلموا لنحاكم المجرم صدام حسين
- المسؤولية التاريخية في مواجهة الارهاب
- كونداليزا رايس ... ماهكذا تورد الابل
- اللور في كتابات مينورسكي ... ملاحظات واشارات
- تحايا بلون البنفسج الى هؤلاء الشيوعيين الاماجد
- ذكريات في رحاب السيد المسيح عليه السلام
- مؤتمرات القمة العربية ... في ميزان الفشل والنجاح


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الديمقراطية وألأصلاح ألسياسي في العالم العربي / علي عبد الواحد محمد
- -الديمقراطية بين الادعاءات والوقائع / منصور حكمت
- الديموقراطية و الإصلاح السياسي في العالم العربي / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 15-10- 2005 الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي - مؤيد عبد الستار - الديمقراطية كأس سقراط