أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - الهجرة من جنة عدن















المزيد.....

الهجرة من جنة عدن


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4890 - 2015 / 8 / 8 - 14:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وصف العراق في كتب التاريخ بجنة عدن ،
عدن تعني الخلودأو الخُـلد ،وتشير الدراسات التاريخية الى ان كلمة عدن مأخوذة من اللغة الأكدية في بلاد مابين النهرين وتعني الحلاوة ،وأجمع أغلب الدارسين انها كانت تقع في مناطق التقاء نهري الرافدين في العراق , ولاعجب فأن العراق بمايمتلكه اليوم من موقع جغرافي وثروات هائلة ومناطق طبيعية خلابة فأنه لايزال يمتلك بعض من صفات جنة عدن التاريخية رغم ماتعرض له من تخريب اشترك فيه العشرات من دول العالم الطامعة في ثرواته .
صحيح ان الظروف التي مر بها العراق هي ظروف قاسية وخاصة الفترة الممتدة منذ العام 1980 وحتى اليوم ،حيث استمرار الحروب الكبيرة وتعرض البلاد الى حصار قاس لاتزال آثارة فاعلة حتى الوقت الحالي ، وقد تعرضت البلاد الى تدمير كامل وصل اسس البنى التحتية ولأكثر من مرة ، غير ان امكانية استعادة البلاد عافيتها والنهوض مجددا كانت موجودة في كل مرة بسبب :
1- ما يتصف به العراقيين من قدرة على تحمل الظروف الصعبة واعادة البناء .
2- توفر القدرات والكفاءات العراقية وبمختلف الأختصاصات .
3- توفر الثروات الهائلة التي تشتملها الأرض العراقية في مختلف المجالات الصناعية والزراعية والسياحة والثروات الطبيعية والمعدنية .
4- نسب الشباب العالية والتي تفوق الفئات العمرية الأخرى يمكن اعتبارها ثروة مضافة للثروات الأخرى فيما لو استغلت بالأتجاه الأيجابي في بناء واعمار البلاد ،وبالعكس فأنها ستشكل عبئا ًثقيلا ًعلى كاهل البلاد عند إهمالها وتهميش دورها .
ولاعجب ان وصف العراق بجنة عدن ، سواء قديماً او حديثا ولكن ما الذي يحدث اليوم على ارض الواقع فيؤدي الى هذا الواقع المزري والمأساوي وعلى مختلف الصعد حيث :
- تحتل عصابات غير مكشوفة المصدر أراضي شاسعة من البلاد ،في وقت كان الجيش العراقي قبل حداث الكويت يعد من عداد الجيوش المتقدمة في العالم عدة ًوعدد .
- يعيش اغلب مواطنيه اليوم تحت مستوى خط الفقر رغم الثروات الهائلة التي تكتنزها ارضه .
- هاجر ويهاجر الملايين من ابنائه وخاصة الكفاءات والشباب ، تاركين الوطن بسبب الظروف الصعبة التي تواجهها البلاد.
انعدام التخطيط وتغييب الكفاءات :
يعتمد اغلب بلدان العرب النفطية وخاصة العراق على النفط في نفقات الميزانية العامة للبلاد ،ومع ان ايرادات النفط هي ايرادات جيدة تعتمد على القدرة الأنتاجية للبلد من الحقول المتوفرة غير ان من الخطأ الأعتماد الكلي عليها للعديد من الأسباب الموضوعية ،التي انتبهت لها أغلب الدول النفطية وبدأت معالجات أختلفت وفق أجتهاداتها المختلفة وما اشار عليها خبراء الأقتصاد في هذا المجال ،غير ان العراق لايزال غير مهتماً في هذا الجانب و موغلا بالأعتماد الكلي على النفط . ولو أستثنينا موضوع ان النفط مادة محددة بعمر ووقت نضوب ،فأن هناك مخاطر أخرى لاتقل أهمية عن ذلك سنتناول البارز منها وسنأخذ العراق مثالا :
- خدمت الظروف العراق في السنوات الماضية ،غير ان هذا لايعني انه استثمر هذه الظروف بصورة حسنة ، فقد ارتفع الأنتاج النفطي بشكل متصاعد منذ العام 2003 ففي وقت كان لايتجاوز 1.4 مليون برميل في اليوم فقد أصبح في العام 2011 يبلغ 2.1 مليون برميل يوميا، وليس هذا فحسب بل ان ذلك التصاعد في الكم رافقه تصاعد في سعر البرميل ففي وقت كان سعر برميل نفط البصرة يبلغ 23.32 دولار فأنه قفز قفزات كبيرة حتى بلغ 106.17 دولار عام 2011 ،وهذا أعطى مرونة واسعة للتوسع بالميزانية الى ارقام كبيرة فمن 6.1 مليار دولار أصبحت عام 2013 ميزانية ضخمة زادت على 118 مليار دولار ،لو استغلت بالصورة المثلى لكانت قد اوجدت فروق كبيرة وظاهرة على بناء واعمار العراق وعلى رفاهية شعبه. ولكن هل تبقى الظروف والمتغييرات الدولية تخدم العراق على هذه الشاكلة الى الأبد ،طبعا من غير المنطقي ان نقول هذا وقد يزداد الأنتاج بأضافة حقول جديدة ولكن قد ينخفض سعر البرميل حيث أنه امر غير ثابت.
،ويتصور البعض ان زيادة العائدات النفطية ستكون كافية لسد أحتياجات العراق المستقبلية وهذا خطأ واضح ،فلو أخذنا توقعات وكالة الطاقة الدولية التي تقول ان العراق سوف يكون قادرا على تصدير 4.4 مليون برميل يوميا عام 2020 ، وهذا طبعا عند توفر الظروف الطبيعية والأستقرار الأمني، فأن هذه الزيادة لن تكون بذات أهمية كون نفوس العراق ستزداد أيضا الى أكثر من 40 مليون نسمة. ويتضح من هنا أن العراق اذا أراد التقدم والبناء وأسعاد شعبه فعليه أستغلال الثروة النفطية في أستنهاض مسرع لكل موارده الكبرى المجمدة اليوم كالثروة الزراعية والحيوانية وأيجاد صناعة متطورة تفي بأحتياجات البلاد المتزايدة والأهتمام بالثروات الطبيعية الأخرى التي تزخر بها أرض العراق ، وأحياء السياحة والأهتمام بالشواخص المهمة في تاريخ العراق حيث لاتزال مئات المواقع الأثرية مطمورة تحت الأرض بحاجة الى تنقيب وأظهار، أن هذه النهضة لو حدثت سوف تعيد العراق الى السير نحو الأمام في طريق التطور وستنهي كل ما هو مؤلم ومزيف في الواقع العراقي ،وان هذا لن يتأتى اذا استمرت الظروف الحالية على ماهي عليه من حيث التهميش الكامل للكفاءات مما يظطرها الى ترك البلاد .
هجرت الكفاءات طاقات ضائعة :
اغلب بلدان الشرق الأوسط ومعظم البلاد العربية تندرج تحت مثل هذه البلدان التي تفقد ابناءها بعد اعدادهم او في منتصف طريق الأعداد وخاصة اولئك الذين يكملون دراستهم العالية في بلدان خارجية وتشير الأحصائيات في السنوات الأخيرة الى ان 25 – 50 % من كوادرها قد هاجرت الى الخارج ،يتوجهون الى الولايات المتحدة الأمريكية واوربا وكندا ،وقد بينت الدراسات ان اكثر من 50 % من العرب الدارسين في الخارج لايعودون الى بلدانهم .
العراق بيانات مخيفة :
ولو اخذنا مثال على ذلك العراق لوجدنا بيانات مخيفة في اعداد الهجرة الى الخارج ولكفاءات معتبرة كالعلماء والأطباء والمهندسين والتدريسين والفنيين وحتى العمالة البسيطة ،ومنذ الحرب الأيرانية العراقية فالحصار الأقتصادي فحروب آل بوش ثم هجمات الأرهاب واهتزاز الأمان في الداخل العراقي ، ارتفع المهاجرون الى أعداد مليونية ، ولو تفحصنا الداخل العراقي لوجدنا خمول وخمود النشاطات التصنيعية واهمال المنشآت الصناعية الضخمة التي كانت قائمة سابقا ً وانتشار السلع الأجنبية في السوق ، اي ان العالم يتقدم بتسارع هائل ونحن نتراجع بخطوات كبيرة !
اسباب الهجرة :
- عدم الأهتمام والتمييز بين ذوي الكفاءة وغيرهم، مما يجعلهم دائمي البحث عن فرص افضل .
- الواقع الأمني الذي يجعل العراقي قلقا ً على نفسه وعائلته وممتلكاته .
- فرص العيش الجاهزة التي يسيل لها اللعاب التي توفرها الدول المستقبلة .
- توفر امكانية متابعة التقدم العلمي والتكنلوجي ،وتوفر الأجهزة المتطورة الحديثة ،وفرص اكمال الدراسة .
- الأستقرار والطمأنينة التي توفرها الدول المستقبلة مقابل الخوف من المستقبل في البلاد الأصلية .
- الأنبهار بالحياة في الدول الصناعية لما وصلته من مراحل متقدمة في جميع مجالات الحياة .
رغم ان اعداد العقول المهاجرة والمستمرة بالهجرة اصبحت تعد بالملايين فليس هناك اي دراسات جادة لجدولة الأسباب المؤدية لهذه الخسارة الكبيرة والمستمرة
،ووضع الحلول الواقعية لها ،وينسحب الواقع العربي العام والذي يوصف بالمتدهور على تفاقم هذه المشكلة وتضخمها بدلا ً من وضع الحلول لها ، ان من سوء حظ العرب انهم يصارعون اليوم من اجل البقاء ،فدول تصارع التفكك والتجزئة الداخلية واخرى اصبحت مسرحا ً لعصابات جمعت من آفاق الأرض وغيرها يعشش الأرهاب في ثناياها ،وهذا يجعل اي حل قريب بعيد الأحتمال وبالتالي تبقى دولنا تنزف عقول وكفاءات أصبحت تعد بالملايين وتتصاعد أعدادها بأستمرار بدون معالجة ، كما أنها مستمرة بنزيف الدماء .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكهرباء ..مشكلة رئيسية ام متفرعة
- اسرائيل تريد التحالف مع العرب
- كيف ستستفيد اسرائيل من الأتفاق الأيراني
- من يقوم بالتفجيرات في العراق
- إنجاز ايران وإنجاز العرب (2)
- إنجاز ايران وإنجاز العرب (1)
- التخطيط لداعس والغبراء
- حرب المياه
- أغرب ما رأيت : سجن في مطار القاهرة !
- التكفير والأباحية ونبوءة فرانكلين
- المنطق في الأعجاز القرآني (8)
- لعنة النفط
- داعموا الأرهاب يشربون من كأسه
- نحو إقتصاد متين
- المنطق في الأعجاز القرآني (7)
- أغرب فوضى في الأقتصاد العراقي
- الأقتصاد الأخضر والدول العربية (2)
- الدينار والدولار بين الحلم والواقع
- الأقتصاد الأخضر والبلاد العربية (1)
- امم بلا ذمم (5 )


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - الهجرة من جنة عدن