أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - طوني سماحة - لبنان يا قطعة سما














المزيد.....

لبنان يا قطعة سما


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 4890 - 2015 / 8 / 8 - 00:40
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أكتب إليك يا لبنان لأنك جزأ مني وأنا منك.
عرفتك يا لبنان وأنا طفل وأحببتك. أحببت قمرك وشمسك وحقولك وجبلك وشاطئك ووديانك.
أحببت تعدديتك وأحببت أهلك. أحببت الفلاح في أرضك والشاعر والمدرّس والطبيب والعامل.
لكني كبرت يا لبنان، ويبدو أنك أيضا كبرت، حتى بات يبدو لي أني ما عدت أعرفك. لذلك أخشى أن أكون عشت حلما وألا يكون الحلم حقيقة.
قيل لي يا لبنان أنك تعوم على بحر من الزبالة. أتراك بادلت البحر المتوسط بأكوام النفايات؟ وما حاجتنا الى وزير بيئة إن كنا نعيش في بلد النفايات؟ هل تعلم يا لبنان أنه لو حدث هذا الامر في أي بلد متحضر لسقطت الحكومة في لحظات؟
قيل لي أن البحر الابيض المتوسط أصبح أسود. لا يا لبنان، ليس لأن البترول تفجر من عمق البحار وعمّ الناس بالخير، بل لأن المجارير لا تجد منفذا لها إلا في أعماقها. أتراها مرّة أخرى هي عبقرية اللبناني التي غيّرت لون البحار؟
قيل لي أن مشادة بين اثنين على أفضلية المرور في الطريق تؤدي الى موت واحدهما قتلا. والانكى ان القاتل يدخل السجن لاسبوع ويخرج منه حرا، طليقا، مرفوع الرأس. ترى لماذا لدينا وزير عدل ووزير داخلية إن كنا لا نستطيع تنظيم السير ومعاقبة الجاني؟
قيل لي أن كلفة المدرسة الخاصة هي الآلاف من الدولارات فيما المدرسة الرسمية تعاني من نقص في عدد التلاميذ بسبب عدم ثقة المواطن بها. ترى لماذا ندفع لوزير التربية إن كنا لا نستطيع بناء مدرسة رسمية تضاهي، لا بل تتفوق على المدرسة الخاصة في آدائها وتقدمها؟
قيل لي أن القيادة في لبنان أشبه بالسير في الادغال. أليس لدينا عقل مفكر يحل أزمة السير والسائقين؟
قيل لي أن جواز السفر اللبناني لا يدخلني إلا حفنة من الدول. ترى لماذا نحتفل بتعيين وزير خارجية إن كان هذا الاخير لا يستطيع عقد اتفاقات مع الدول الاخرى تحسن من صورة اللبناني في الخارج؟
قيل لي أن الكثير من الحفر تتباهى على الطرقات التي خسرت لونها الاسود بسبب انعدام الزفت ووحدها السيارات الرباعية الدفع تستطيع السقوط في الحفر والخروج منها. ترى لماذا نحتاج وزارة أشغال إن كانت الاشغال معطلة؟
قيل لي أن الشباب يقف في الطوابير على أبواب سفارات الغرب بحثا عن حياة أفضل. ترى لماذا نحتاج لطاقم وزاري إن كانت الوزارة مجتمعة لا تستطيع تأمين حياة كريمة لمواطنيها.
قيل لي أن الكهرباء لا تجد لها طريقا الى البيوت الا من خلال المولدات الخاصة. ترى لماذا نمتلك مصنعا لإنتاج الكهرباء إن كنا نعيش في العتمة؟
قيل لي أن الناس يشترون المياه في الصهاريج لانعدام وصول مياه الشفة الى البيوت. ترى ماذا تعمل الوزارات المختصة لحل هذا الموضوع؟
قيل لي أن لبنان الأخضر الذي غناه الرحابنة وفيروز وصباح ووديع الصافي أصبح بنيا وفي بعض الحالات أصفر. ترى متى استقال وزير البيئة حتى أنه لم يعد هناك من يحاسب رجلا على قطع شجرة؟
قيل لي أن المستشفيات الخاصة تزدهر والمستشفى الرسمية تعاني من شح في الموارد؟ ترى من المسؤول حتى أن المواطن فقد الثقة بالمؤسسة الرسمية وفي الكثير من الاحيان نراه يموت على ابواب المستشفيات الخاصة التي لا تفتح له أبوابها إلا إذا رن الفلوس على طاولة المحاسب؟
قيل لي أن الدولة غائبة، وفي وسط الدولة دولة، وفي وسط كل حي دولة، وفي وسط كل طائفة دولة، وفي وسط كل عشيرة دولة، وفي وسط كل بيت دولة. أتراها هي عبقريتنا التي تفتقت فزرعت أكبر عدد من الدول على أصغر رقعة من الارض؟
قيل لي أن الشيخ يموت من الجوع قبل أن يقضي عليه الشيب فيما غيره يلتحف العراء لانعدام مأوى له. ما حاجتنا لدولة ان كنا لا نستطيع خلق نظام تأمين الشيخوخة؟
قيل لي أن المتاجر والسيارات تسلب في وضح النهار. ما حاجتنا لوزير إن كنا لا نستطيع ردع المجرمين؟
قيل لي أن الاطفال والرجال يُخطفون أحيانا للحصول على فدية، وقيل لي أن الفساد مستشر في البلد من أكبر مسؤول إلى أصغر مواطن فيه وأن السلاح في البيوت يفوق عدد أرغفة الخبز وأننا ما زلنا نطلق النار في الهواء كلما مات أو تزوج أحدهم وأننا لا نحترم رجل الامن وأننا ما زلنا نعيش زمن الاقطاعية السياسية والدينية وأن جرائم الشرف جزأ من تقاليدنا وأن وأن وأن...
"لبنان يا قطعة سما" أستمحيك عذرا سيّد وديع. لقد أصبح لبنان قطعة قمامة.
"لبنان الاخضر" عفوا سيدة فيروز. في لبنان سيارات خضر وعمارات خضر، لكن الطبيعة الخضراء اضمحلت ونحن ما زلنا نتغنى بها.

أرجو يا لبنان أن أكون مخطئا. أتمنى ألا يموت الحلم. فلو هو مات لمات معه جزأ كبير من هويتنا وثقافتنا. وما قيمة الانسان دون ثقافة وهوية؟



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسوع الثائر-4- من هو يسوع؟
- يسوع الثائر 3 مارتن لوثر كينغ والمسيح
- إنها الحياة 1
- يسوع الثائر 2 غاندي والمسيح
- أرجوكم،لا تكسروا زجاج السيارة!
- أتعهد بأن أحبك حتى الموت
- يسوع الثائر 1 تعريف الثورة
- قصة حب
- قاضٍ ومتهم
- يسوع المفكّر 8 - العدالة الاجتماعية
- أين أبي؟
- دفاعا عن الاسلاميين
- يسوع المفكّر 7- العدالة الاجتماعية
- يسوع المفكّر 6 - حوار فلسفي
- وداعا يا ورد
- يسوع المفكّر 5 - لقاء على حافة البئر
- يسوع المفكّر 4 - الانسان
- حبّة مانغو على رأس الرئيس
- يا أبتاه، أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون
- يسوع المفكّر 3- الانسان


المزيد.....




- اشتريه وأنت مغمض وعلى ضمنتي!!.. مواصفات ومميزات هاتفRealme ...
- صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية
- وظائف جانبية لكسب المال من المنزل في عام 2024
- بلينكن يحث الصين على توفير فرص متكافئة للشركات الأميركية
- أرباح بنك الإمارات دبي الوطني ترتفع 12% في الربع الأول
- ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف في 2024
- مشروع قطري-جزائري لإنتاج الحليب في الجزائر بـ3.5 مليار دولار ...
- -تيك توك- تتعهد بالطعن على قانون أميركي يهدد بحظرها
- النفط مستقر وسط مخاوف الطلب الأميركي وصراع الشرق الأوسط
- جني الأرباح يهبط بأسعار الذهب للجلسة الرابعة على التوالي


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - طوني سماحة - لبنان يا قطعة سما