أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم الحناوي - بيان البيانات دمعة في قعر العالم (1)














المزيد.....

بيان البيانات دمعة في قعر العالم (1)


كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 4889 - 2015 / 8 / 7 - 15:38
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بيان البيانات دمعة في قعر العالم (1)
كاظم الحناوي
في المنطقة الواقعة بين مركز محافظة صلاح الدين وقضاء بيجي تتوزع معسكرات الدروع للجيش العراق اثناء الحرب مع ايران ... مدرسة ضباط صف الدروع ومركز التعويض ومخازن الدبابات الحديثة ومركز للتصليح ومركز لتدريب المرتزقة من دول اخرى حيث كان يتدرب في تلك الايام قوات تشادية لتدريبها على قتال قوات القذافي لمساندته ايران بالحرب على العراق .
وسط مساحات شاسعة من المعسكرات تتوزع اسمائها على طول الطريق من تكريت الى قضاء بيجي تتصدر المعسكرات صور كبيرة بارتفاعات مختلفة لاتقل عن خمسة امتار وعرض لايقل عن ثلاثة امتار للرئيس العراقي الاسبق صدام حسين بعدها قوة حماية المدخل التي لايمكنك عبورها بدون ورقة النزول من المعسكر التي زودتك بها سريتك ...
اليوم هو 08-08-1988 جلس الجنود والمدربين وضباط الصف وامراء السرايا وسط القاعات وهي الممارسة اليومية لتوزيع واجبات الخفارة والحراسات الليلية وتوزيع (سر الليل: وهوشفرة باسماء تطلب من القادم الى حدود السرية)لكل فصيل حيث يتم حماية حدود كل قاطع سرية بعدد من المتدربين وحراسة السجن والمطعم الخ..
كل شيء منظم ومرتب بصرامة منقطعة النظير.الجنود بثياب مرتبة واقدامهم بأحذية لماعة وكأنهم لم ينتهوا لتوهم من تدريب شاق في الصباح واشغال المعسكر في المساء .انت ترى الوجوه وكأنها تستعد لأجازة طويلة يعودون بها لعائلاتهم...
لم لا فاليوم هو الاخير لمعرفة قرار ايران بالموافقة من عدمها على قرار مجلس الامن لايقاف الحرب ونحن نستمع من الاذاعة الداخلية للمعسكر الى شرح مفصل لمسيرة القادسية منذ ايلول 1980،فلا أحد يستطيع ان يغلق فم هذا الجندي او الضابط من التوجيه السياسي (الدعاية والاعلام في الجيش العراقي) وهو يسقي ذكريات معارك فقدنا فيها من الاصدقاء بالعشرات لتتربى حيتان ليس لها عمل سوى ادامة الحرب مؤسسات وأشخاص وشركات ودول تعتاش على هذه الحرب فأصبحت ميزانياتها عامرة والحرب في عامها الثامن وسط ضائقة مالية يعاني منها العراق بسبب تراجع قيمة الدينارالعراقي نتيجة توقف صادرات النفط عبرالخليج ونفقات الحرب مما ادى تراجع قيمة الدينار العراقي الى مرحلة متدنية لم يسبق ان وصل اليها طول تاريخ الدولة العراقية بسبب الحرب .
وما يلفت الانتباه إن سعر التصريف الرسمي للدينار العراقي للذين يغادرون العراق من العرب وذوي الامتيازات الخاصة من العراقيين هي ثلاثة دولارات ونصف للدينار العراقي الواحد وهو سعر التصريف قبل بداية الحرب فيما قيمته الفعلية في السوق السوداء ودول الجوار اكثر من ثمانين دينارا للدولار الواحد.
اتابع النظر الى مدخل الكتيبة وهو مرصوف بظروف قنابل مدافع الدبابات بعد انفجارها وفراغها من البارود... راح خيالي بعيدا لقضاء اجازة مع افراد العائلة ووسط احلام اليقظة التي لاتستأذن عندما تأتي توقفت الاذاعة الداخلية للمعسكر لنسمع المذيع وهو يقول سيتم الان الارتباط مع محطة اذاعة وتلفزيون العراق ..هنا سمعنا صوت مذيع اشهرالبيانات العسكرية في بغداد وهو يقول: سوف نذيع عليكم بعد قليل بيانا هاما صادرا عن القيادة العامة للقوات المسلحة...
الرسالة غير واضحة هل هي نعم ام لا من ايران على قرار مجلس الامن وبدأ المذيع بين فترة وأخرى يعود ليقول نفس الكلام ثم يتبع ذلك اغاني حماسية وأغاني الحرب...
على الضفة الاخرى للحدود فقد عادت الى ذهني عمليات كربلاء 1و2 وغيرها وارتسم بخيالي ذلك التخطيط الذي وجده أحد الجنود العراقيين في محفظة جندي ايراني والتخطيط بقلم الرصاص لجندي وضع بندقيته بين ركبتيه والتقى حذائيه على شكل حرف V
وخلفه ساعة تشير الى مايقارب الخامسة وروزنامة مثبت فيها تاريخ 02 - 04-1984 وبجانبه جندي يتوضأ لصلاة الصباح او المغرب غير معروف الوقت بسبب ظلامية التخطيط...وبين هاتين الصورتين لمدخل الكتيبة والجندي الايراني كانت تشوش على خاطري ظنون لاتتوضح منها اسباب البيان بعد المحادثات الماراثونية لوقف الحرب.
كانت التعليمات واضحة لنا في المعسكر لانسعد بنتائج المباحثات والاشاعات المصاحبة لها ،فالتدريبات عنيفة والتخطيط للمعركة مستمر عبر مخططات ترابية نراها تعد لصباح اليوم التالي تتبين فيها جبهات القتال ومراكز تواجد الدبابات ،وهناك جنود غير مكترثين بالاخبار لانهم ادمنوا الحرب ولاتهمهم نتيجة المباحثات !.



#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 25 عام على يوم (النداء) المشئوم الذي غير وجه المنطقة
- الدية : ضريبة تثقل كاهل الفقراء
- التقليد والمحاكاة علامة عقم وافلاس
- تعريف المجتمع المصري
- إستاذ ورئيس قسم
- بمناسبة يوم الصحافة العراقية : الصحافة نواة في كل مبدع وعن ط ...
- لابد من إتلاف بعض الشيء لإصلاح باقيه
- تخبط الاعلام السعودي :الاساءة للاميرة موزة ولعن الملك سلمان!
- تدميرالوطن يبدأ عندما تقتل ثقافته
- رجال الدين والمسؤولية عن تدمير معالم الحضارة الانسانية
- داعش اقرب الى التفكك ... مفاجأة ام نتيجة؟
- الشيفونية والطائفية وبراءة الدكتاتورية !
- هل التمتع بالحرية سببا مؤديا للارهاب؟!
- الطرش الهندي ؟!
- الاعلام الطائفي طريق لتهميش الآخر واستبعاده
- التواصل تكنلوجيا جديدة تتطلب استجابات مختلفة
- اكثر من صحاف لعاصفة واحدة!
- الكرامة وحقوق الأخر
- الانسياح الاعلامي: إشكاليات الطرح وضرورات النشر
- أمة الغربان والملك سليمان


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم الحناوي - بيان البيانات دمعة في قعر العالم (1)