أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - ثقافة التصحر ..!! ..ليس فكراً ضد العرب.















المزيد.....

ثقافة التصحر ..!! ..ليس فكراً ضد العرب.


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 6 - 04:26
المحور: المجتمع المدني
    


بدايةً أرفض أي فكر وثقافة عنصرية حاقدة تقوم بتصنيف وتقييم الشعوب والأقوام على أسس عرقية أتنية أقوامية بحيث تكون هناك شعوب (درجة أولى وأخرى درجة عاشرة)، بل لي تلك القناعة التي تقول بأن الإنسان عموماً له قدرات عقلية متكافئة لكن مجموعة الظروف والعوامل التي تؤسس الشخصية قد تجعلك متفوقاً علي في جانب لم يتوفر لي من الإمكانيات والفرص التي توفرت لك .. لكن وعلى الرغم من هذه الحقيقة العلمية، فإن كل شعب وبحسب البيئة والمناخ والظروف المحيطة يكتسب صفات تميزه عن غيره من الأمم والشعوب فمثلاً وعلى صعيد الجغرافية والطبيعة فمن المعلوم أن إبن الريف الجبلي في مشيته ومسيرته _كمثال_ يتمايز عن إبن المدينة حيث إن الأول؛ الإنسان الريفي والجبلي عندما يسير مشياً يقوم برفع رجله لإرتفاع عدد من السنتيمترات ومن ثم ينزلها ويضعها على الأرض وليقوم بنفس الحركة مع الرجل الاخر، بينما تكون حركة إبن المدينة أكثر إنسيابية ومرونة، بمعنى إنه لا يقوم بتلك الحركة في رفع الرجل ووضعها على الأرض، بل إن حركة الأرجل لديه تكون بالمد على سطح الأرض ودون الحاجة إلى عملية الرفع ومن ثم الوضع على الأرض.

طبعاً تلك الحركة لأرجل الرجلين _الشخصين_ مرتبط بالظروف التضاريسية والجغرافية لكل منطقة؛ حيث إن البيئة الجبلية وتضاريسها ووديانها وجبالها وحتى دروبها الوعرة تفرض شرطها البيئي في حركة الإنسان، فإذا لم تقم برفع الرجل عن الأرض ومن ثم وضعها قد تصطدم بحجرة أو تدخل في نبتة شوكية أو تقع في حفرة ولذلك فإن حركة الإنسان الجبلي الريفي هو أقرب إلى القفز منها إلى المشي الحر والإنسيابي، بينما في المدينة وحيث الأرصفة والشوارع الإسفلية الخالية من أي عثرة في طريق سيرك فإنها تعطي الأمان لأن تمد رجليك ودون خوف من أن تكون في طريقها ما يمنعها من تلك الحركة الإنسيابية.. وهكذا فقد فرضت الجغرافيا والتضاريس البيئية شرطها على الشخصين في مثالنا عن تأثير الشروط والظروف التي تحيط بالإنسان ليكتسب منها ثقافة ما ربما الآخر لا يمتلها كونه عاش في بيئات أخرى مختلفة. وربما قد يتساءل سائل وما الغاية من كل هذه المقدمة في بوست يحاول أن ينفي عن مضومنه _وكاتبه_ مسألة العنصرية والتفوق العرقي الأقوامي وبالتأكيد فإن سؤاله مشروع وواقعي وأجيب بأننا عندما سنقوم بإسقاط هذا المبدأ؛ تأثير البيئة والمناخ التضاريسي الجغرافي على حياة الصحراء وساكنيها من الشعوب والقبائل العربية وغيرها، سوف نجد حينها بأن تلك المقدمة كانت تمهيداً لموضوع؛ تأثير البيئات المناخية على فكر وثقافة كل شعب وأمة وحضارة بشرية.

إن الصحراء وهي المناخ والبيئة الحاضنة للكثير من الشعوب _ومنهم العرب بشكل أخص_ معروفة بمناخها الجاف والقاسي، القليل الأمطار وندرة الغطاء النباتي وبالتالي صعوبة الحياة والصراع على الوجود والبقاء إذ تقول الموسوعة الحرة في تعريف المناخ والبيئة الصحراوية ما يلي: (الصَحْرَاءُ هي منطقة جغرافية تخلو أو يندر بها النبات، فالصحراء تعريف نباتي لا مناخي", ويقل فيها تساقط المطر أقل من 250 ملم سنوياً، ولذلك تقل فيها الحياة وكذلك في كثير من الأحيان تكون الصحراء حاره نهاراً وبارده ليلاً وهذا ما يعرف بالقارية في المناخ). وهكذا ولكي تبقى حياً في الصحراء عليك البحث عن المروج والواحات وكونك لست الكائن الوحيد الذي يبحث عن واحات جديدة، فإنك مجبر أن تنافس خصمك/القبيلة الأخرى على الفوز بتلك الواحة وإلا فإنك وقبيلتك مهدد بالفناء والموت إن لم يكن بفعل غزو القبيلة المغيرة والمهاجمة _وهو الأغلب_ فسوف يكون بفعل البيئة والمناخ الصحراوي الجاف وبالتالي فإنك مجبر على الصراع مع الآخر وكذلك مع الطبيعة القاسية من أجل البقاء والوجود ولذلك نجد بأن للقيم الفروسية رمزية خاصة في ثقافة الصحراء، حيث لا حياة للضعفاء والمستنكفين والمسالمين.. وبالتالي فإنك تجد بأن إبن الصحراء يفضل الموت على الضعف وهو في قضية الصراع تلك لا يعطي الجانب الحسي الشعوري أو الإنساني الكثير من الأهمية كون القضية مرتبطة بالحياة والوجود؛ ومن هنا تجد أن قضية القتل هي نوع من سنن وقوانين وثقافة الحياة والبيئة الصحراوية وكذلك في مسألة تدمير البيئة الطبيعية فهي الأخرى بالنسبة له ليست بذي أهمية وإلا "جف الضرع ومات الحلال" والتي هي سبباً وغاية في صراعه على البقاء وهو جاء أساساً بـ"الحلال" كون هنا الزرع والواحة التي سوف تؤمن له بعض الحياة والإستمرارية إلى أن يتم تدميرها طبيعياً حيث ندرة الأمطار والرعي كافية لتدميرها بيئياً طبيعياً وبشرياً رعوياً.

ولذلك ونتيجة لتلك البيئة القاسية والجافة والتي تقل، بل تنعدم _أحياناً_ فرص الحياة والبقاء حتى للأقوى وبطريقة وسلوك وثقافة أقسى بكثير من ثقافة الغابة وحيث "البقاء للأقوى".. لذلك فإنه من الطبيعي أن نجد اليوم في المجتمعات العربية كل هذه القسوة والتوحش والنحر والقتل في صراعٍٍ على الوجود والبقاء، فما زالت الثقافة بحواملها المختلفة تفعل فعلها في المجتمعات العربية وإن ظاهرة "داعش" بثقافتها الإجرامية الوحشية _وذلك حسب مفاهية وقيم الثقافة والمجتمعات المدنية الحضارية_ من الطبيعي جداً أن تنتشر في المجتمعات العربية وخاصةً إن كان هناك حاملاً آخر لها وهي مسألة التوظيف العقائدي السلفي للإسلام لتلك الظاهرة .. وهكذا وبتوفر البيئة والمناخ الثقافي وقيم الصحراء في الفروسية والقتل والغزوات مع التشريع الفقهي الديني لتلك الأعمال الإجرامية في الغزو والسبي والقتل والنحر _وللأسف_ فقد تحولت معظم، إن لم نقل كل، المجتمات العربية إلى بيئة حاضنة (حواضن إجتماعية) لما تعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".. ولمحاربة هذه الظاهرة (الأصيلة) في الثقافة والمجتمعات العربية الإسلامية، فعلى تلك المجتمعات تعريتها ومحاربتها وخاصةً على النخب الثقافية والسياسية العربية أن تحارب كل من ثقافة وقيم الصحراء والبادية العربية وقضية الإعتزاز والإفتخار بتلك الثقافة البدائية الصحراوية؛ حيث لا يعقل ونحن في القرن الواحد والعشرون ونجد بأن من لا يحمل خنجراً على خصره يعتبر "ناقص الرجولة" وها نحن نشهد اليمنيين وليس فقط الدواعش وكأننا في زمن حروب "داحس والغبراء" وذلك مع تلك الخناجر المعلقة بالأحزامة العربية الناسفة والنازفة. والنقطة الثانية والأهم؛ هو أن على القوى العربية المجتمعية والمدنية أن تحارب _نعم تحارب ولا تجمل_ الفكر الديني وعلى الأخص التكفيري السلفي والإسلام السياسي، بل وفصل الدين عن المجتمع .. وإلا فإن مأساة المجتمعات العربية ستأخذ مناحي أكثر كارثية وبحيث يكون التصحر لكل المنطقة العربية.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد.. ضحايا شعارات وبرامج الآخرين..؟!!
- الزعيم..؟!! ...ديكتاتور أم رمز وطني وقومي.
- أبو مازن.. على الخط السوري؟!!
- ثقافة الخوف .. وإمبراطورية الدم. (الحلقة الأولى).
- المغترب والتطرف الديني.؟!!
- إبراهيم محمود.. يستحق أكثر من (راتب تافه)!!.
- تركيا .. والمنطقة العازلة!!
- حل المسألة الكوردية ..يعني إستقرار منطقة الشرق الأوسط!!.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الثانية عشر والأخيرة: إكتمال دائر ...
- مفاهيم وقضايا (5) الإسلام .. والمرأة.
- مفاهيم وقضايا (4) الإسلام .. والإرهاب.
- نهاية حقبة الديكتاتوريات
- مفاهيم وقضايا (3) الإسلام.. والمقدس!!
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الحادية عشر: تتمة الدخول إلى مرحل ...
- مفاهيم وقضايا (2) الإسلام.. واللغة.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة العاشرة: الدخول إلى مرحلة العنف.
- مفاهيم وقضايا/ الله؛ هو وحده.!!
- الحريات الفردية .. هي الأساس لتحرر مجتمعاتنا!!
- لإسلام .. والعنف!! الحلقة التاسعة: تتمة بدايات مرحلة العنف.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الثامنة: تتمة بدايات مرحلة العنف.


المزيد.....




- لا أهلا ولا سهلا بالفاشية “ميلوني” صديقة الكيان الصهيوني وعد ...
- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - ثقافة التصحر ..!! ..ليس فكراً ضد العرب.