أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر يحي احمد - تهافت الفلاسفة بين ابن رشد و الغزالي















المزيد.....

تهافت الفلاسفة بين ابن رشد و الغزالي


عمر يحي احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 5 - 11:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اولا :الإمام الغزالي
هو أبو حامد محمد ابن محمد الغزالي ولد في طوس في إقليم خراسان، نشأ في بيت فقير ودرس الفقه ثم التحق بالمدرسة النظامية في نيسابور ودرس فيها علم أصول الفقه وعلم الكلام وبرع أيضا في المنطق والفلسفة ألف الغزالي كتابه تهافت الفلاسفة في القرن الحادي عشر الميلادي ، ليهاجم فيه آراء الفلاسفة و معتقداتهم
ثانيا : ابن رشد
هو أبو الوليد محمد ابن أحمد ابن محمد ابن رشد ولد و عاش ابن رشد في الأندلس حيث كان قاضيا في قرطبة مسقط رأسه وكان يعيش في بلاط الموحدين طبيبا ومستشارا علميا كتب العديد من الشروحات على أعمال أرسطو والتي ترجمت إلى اللاتينية والتي كان لها أكبر الأثر في المدارس الفكرية في عصور أوروبا الوسطى فتح أمام علماء أوروبا أبواب البحث والمناقشة على مصراعيها .
ثالثا : ابتسومولوجية تهافت الفلاسفة و تهافت التهافت وسبب الصراع
واجه الفلاسفة آراء الغزالي بعد ذلك بالنقد و التمحيص ، خاصة ابن رشد الذي ألف كتابه تهافت التهافت ، للرد على الغزالي ، وذلك في القرن الثاني عشر الميلادي اعتمد الغزالي في الرد على الفلاسفة وعلى أرسطو خاصة على ما نقله ابن سينا والفارابى ، و ارتبط في ردوده على الفلاسفة على ما يتعلق بالنزاع فيه على أصل من أصول الدين كالقول في حدوث العالم وحشر الأجساد وصفات الله ويرى أنهم أنكروا جميعا ذلك و أن مذهبهم لا يصدم أصلا من أصول الدين وأن إيمانهم بالرسل والأنبياء لا شك فيه وإنما هم تخبطوا في تفاصيل هذة الأصول وقد زلوا فيها فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل.
دافع ابن رشد عن الفلسفة وصحح لعلماء وفلاسفة سابقين له كابن سينا والفارابى في فهم بعض نظريات أرسطو و درس علم الكلام والفقه والشعر والطب والرياضيات و الفلك والفلسفة و خالف الغزالي الفلاسفة في عشرين مسألة تدور ستة عشر منها حول الإلهيات التي تبحث في الغيبيات مثل قدم العالم وحدوثه- مسألة الوجود و الخلود- ذات الله وصفاته ونفي الشريك عنه – الصانع أم الدهر- العلم بالجزئيات والكليات والأربع مسائل الأخرى تدور حول الطبيعيات مثل جوهرية النفس واستقلالها عن البدن ومسألة خلودها -حشر الأجساد.
رابعا : تقييم اطروحات الإمام الغزالي
1. وضع الإمام الغزالي حكماً وهدفاً مسبقاً عند مناقشة آراء ومعتقدات الفلاسفة ، وهو موقف غير محايد لا يصح إتخاذه كأساس لبحث موضوعي ، يعطي نتائج موضوعية تحتمل قبول رأي الطرف الآخركلياً أو رفضه كلياً ، أو قبول بعضه ورفض بعضه .
2. أنه نسب إلى الفلاسفة آراءً وأقوالاً وأمثلةً لم يثبت صدورها عنهم ، ثم قام بتحليل مانسبه إليهم واستخلص منه نتائج ، وبذلك تكون هذه النتائج غير مبنية على أساس واقعي . فقد وصف الغزالي الفلاسفة الإسلاميين أنهم مقلدون للفلاسفة اليونانيين ، في حين أن ابن سينا كان يصرح بأنه سيأخذ ما صح فقط عند أرسطو
3. أن الغزالي حكم بوعيه في العقيدة و تأويله لأصول الدين على الفلاسفة في حين أن تجربة الإنسان الإيمانية ووعيه عن حقيقة الإيمان وكيفية إيمانه هي مسائل خاصة به يلتزم هو بها ولا يجوز فرضها على الآخرين .
4. أنه أنكر على الفلاسفة استخدام العقل والوصول عن طريقه إلى أمور أتى بها الشرع ، وهذا منافي لتوجيهات الشرع من الحث على استخدام العقل ،
خامسا: تقييم منهجية الفلسفة عند ابن رشد
1. قد سلك ابن رشد مسلكاً موضوعياً عند النظر في آراء الآخرين ، سواء فيما يتعلق بآراء الغزالي أو الفلاسفة المسلمين أو غيرهم من الفلاسفة ، فلم يرفض كل ما قالوه ولم يقبل كل ما قالوه .
2. اهتم ابن رشد في إظهار أن الشرع قد أوجب النظر في الموجودات و الوجود
3. يعتمد ابن رشد علي القياس البرهاني في النظر إلى الموجودات ، و البرهان هو كل ما ينطلق مما هو مشاهد ومحسوس .
4. يرى ابن رشد أن أصول الدين موضوع إيمان فلا يجوز للعقل الجدال فيها ، لأنها تتعلق بموضوعات غيبية تقع خارج ميدان العقل وخارج البديهة و الحس ، أما مقاصده فهي حمل الناس علي الفضيلة بواسطة العمل ووفق ما يقرره الشرع ، و مما تعطيه الشريعة من معرفة حول ظواهر الكون ، هو إما من أجل تنبيه العقل إلى إمكانية توظيف قواه في إنتاج معرفة إستدلالية ، تذكي المعرفة الإيمانية التي تعطيها هذه الأصول ، و إما من أجل توجيهه نحو إعمال العقل في تطبيق الشريعة حسب الظروف ، لتوجيه الإنسان في كل وقت نحو الخير و الفضيلة والسعادة . أما الفلسفة فلها أصول خاصة بها يضعها العقل ويسلم بها أو يبرهن عليها ، يستقيها من الحس و التجربة و بديهية العقل ، وهدفها هو بناء معرفة صحيحة بالكون بجميع ظواهره و أسبابه ، وتهتم أيضا بسلوك الإنسان الفردي و الجماعي ، وهدفها توجيه الإنسان نحو الخير و السعادة .
نتائج الصراع من المنتصر ؟
مثل كل من الفارابي و ابن رشد حلقة في مسار تطور الفلسفة و كان لكتاب تهافت الفلاسفة من آثار على أذهان الناس فقد جعلهم ينقسمون فريقين فريق يهاجم الفلسفة والفلاسفة وفريق آخر لا يهاجم الفلسفة والفلاسفة ورموا ابن رشد بالزندقة و نفئ وسائر الفلاسفة وأمر بمنع علوم الفلسفة من أن تدرس وإحراقت كتب الفلسفة ومن بينها كتب ابن رشد
أن كلاً من ابن رشد والغزالي قد استخدم العقل في الخوض في مسائل غيبية ، سبق أن اعترف كلاهما أنه لا يجوز الخوض بالعقل فيها ، فهي أمور خارج دائرة إحاطة العقل ، وعليه فإن ما وصل إليه كل منهما هو نتيجة ظنية وليست قطعية أن العلاقة بين الفلسفة التي تمثل العقل ، والشرع الذي يمثل الدين ، هي أن الفلسفة هي صاحبة الشريعة والأخت الرضيعة ، وهما المصطحبتان بالطبع المتحابتان بالجوهر والغريزة ، وأي خلاف بينهما إنما يرجع إلى فهم الإنسان و العقل لهما
بالرغم من مهاجمة الغزالي للفلسفة والفلاسفة ليهدم فكرهم ومعتقدهم ، إلا أنه أذكي الفكر الفلسفي بسبب صدى الآراء الهائل لكتابه ، وواجه الفلاسفة بعد ذلك آراءه بالنقد والتمحيص ، خاصة ابن رشد الذي كتب كتابه تهافت التهافت في القرن الذي تلى كتابه تهافت الفلاسفة . والفلسفة قد عرفت قفزة نوعية ، بعد تأليف كتاب الغزالي ، في الشرق و الغرب و انتشرت الفلسفة و ظهر الفلاسفة بالرغم من صراع ابن رشد و الفارابي
عندما يتصارع الفلاسفة تنتصر الفلسفة
ـــــــــــــــ
أستاذ . عمر يحي ، جامعة الزعيم الازهري كلية العلوم السياسية و الدراسات الاستراتيجية



#عمر_يحي_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطروحات ما وراء المستحيل في الفكر السياسي الاسلامي حزب التحر ...
- هجرة السودانيين إلى الخارج بين عوامل الطرد و الجذب و الآثار ...
- مستقبل المشكلة الكردية في إيران
- الثورات العربية و أبعادها الاقليمية و الدولية و اثرها على ال ...
- فلسفة الزواج بين الضرورة و التأخير
- عودة الاشتراكية الي العالم بين الواقع و الدواعى
- الصراع الدولي في القرن الافريقي و أثره على امن الخليج العربي
- حرب اكتوبر من منظور نظرية الحرب المحدودة
- السيرة الذاتية للكاتب عمر يحي احمد
- حدود العقل في الفكر السياسي الاسلامي
- اسباب صمود النظام السوري
- نشاط الجماعات الاسلامية المسلحة ونظرية الاحتواء بوكو حرام نم ...
- استراتيجية الحرب النفسية الامريكية تجاه العراق
- دكتور الترابي دراسة من منظور علم النفس السياسي
- الصوفية و الفكر السياسي الإسلامي
- الفكر السياسي الإسلامي بين اليوتوبيا و الديسيتوبيا


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر يحي احمد - تهافت الفلاسفة بين ابن رشد و الغزالي