أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فؤاد بن القائد - عندما كان العرب أسياد العالم















المزيد.....

عندما كان العرب أسياد العالم


فؤاد بن القائد

الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 5 - 03:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قد لا يصدق المرء بسبب الوضع المتدهور و المزري الذي وصل اليه العرب أنهم كانوايوما من الأيام أساتذة بهذا العالم المتحضر الذي تهيمن عليه أوروبا و العالم الغربي بشكل
عام . قد لا يصدق أن العلماء و الفلاسفة العرب أتحدث عن الفارابي و ابن سينا و ابن باجة و ابن رشد بشكل أساسي’ كانوا قبل سبعة قرون أو أكثر يمثلون المرجعية العليا لكبار مفكري القارة الأوروبية من أبيلار الى ألبيرتوس الكبير الى توما الأكويني الى عشرات غيرهم. وما يدعو للأسف بأن الكثير من العلماء العباقرة العرب الذين قدموا للبشرية عصارة أفكارهم و ساهموا مساهمة فعالة في تطور الحضارة الانسانية أن تبقى أسماؤهم مغيبة من ضمير أبناء هذه الأمة و أجيالها. اذن لابد من ضرورة اضاءة هذا التراث القديم لمعرفة أين كنا و كيف أصبحنا؟و لماذا أصبحنا على ما نحن عليه الان ؟و اذا كنا قد استطعنا أن نفعل شيئا ما في الماضي و نقدم اسهامنا الخاص للحضارة الانسانية فلماذا لا نستطيع ذلك في المستقبل ؟ربما أعطانا ذلك بعض الثقة بالنفس من أجل الاقلاع الحضاري من جديد.
نحن نعلم أن الفكر الأوروبي المعاصر يقسم تاريخ الفكر الى ثلاث مراحل أساسية . العصور القديمة ’ العصور الوسطى ’العصور الحديثة ’ و قد أخد العرب عنهم هذا التقسيم و تبناه في برامجه التعليمية و الجامعية كما يحصل عادة عندما يقلد المتأخر المتقدم . لكن المشكلة هي أن الحضارة العربية تجني على نفسها اذ تعتمده بدون اجراء تمحيص أو بدون اجراء بعض التصحيحات الضرورية ’ فذروة انتاجهم العلمي و الفكري يتموضع في تلك الفترة المدعوة بالعصور الوسطى’ و اسهامهم الوحيد في الحضارة الكونية حصل انذاك . بعدئد لم تقم لهم قائمة’ أو قل كلما حاول العربي أن ينهض سقط و انتكس. هكذا نجد أن اعادة الاعتبار الى القرون الوسطى أو اعادة قراءتها من جديد تخدم العرب مثلما تخدم الأوروبيين’ فالجميع لهم مصلحة في ذلك . هناك فرق واحد هو أن العرب سيطروا على العصور الوسطى الأولى و سبقوا أوروبا الى التفاعل مع نصوص أرسطو و العلم الاغريقي في حين أن الأوروبيين استيقظوا في العصور الوسطى الثانية و أخدوا يصعدون في الوقت الذي راح فيه العرب يتوقفون أو يتعبون’فالعرب توقفوا عن الانتاج’ و الأوروبيون استمروا و اشتد عودهم و القوي لا يعترف بالضعيف’ بل و يخجل من اقامة علاقة معه.يقول الان دو ليبيرا (1) بأن هناك علامة لا تخطئ على نهاية العصور في الغرب .ألا و هي حصول القطيعة مع المنطق و الفلسفة العربية’ و كان أكبر معاد لهما هو خوان لويس فيفيش (2) الذي أخد يعكس الأمور و يقول أن ابن رشد لم يقرأ أرسطو في نسخته الأصلية و انما اطلع عليه من خلال النسخة اللاتينية المترجمة الى العربية ... و كلنا يعلم أن اللاتين هم الذين أخدوا عن العرب و ليس العكس. و لكن فيفيس لا يريد أن يعترف بأي تأثير للعرب على المسيحيين الأوروبيين. و يمكن اعتبار سقوط غرناطة عام 1492 كنقطة علام أساسية على حصول القطيعة بين أوروبا و العالم العربي الاسلامي . فبعد سقوطها بسبع سنوات فقط دشنت في جامعة بادوا الايطالية أول كرسي جامعية لتعليم أرسطو من خلال النص اليوناني’ و عدم الاعتماد بعد الان على الترجمات أو الشروحات العربية . فهذه هي المرة الأولى التي يدرس فيها أرسطو من خلال النص الأصلي. يقول دو ليبيرا بالحرف الواحد: (( و بين سقوط غرناطة و استرجاع أرسطو اليوناني الاصلي’ هناك نقطة مشتركة هي:أن العربي كانسان و كلغة قد أصبح مطرودا من التراث الأوروبي و لم يعد له وجود. و لم تتوقف الحركة عند هذا الحد و انما طرد اليهود المستعربون ( الذين كانوا يواصلون التراث الفلسفي العربي ) من اسبانيا و ذلك بسبب التعصب المسيحي الكاثوليكي . و هكذا انتهى دور طليطلة كمركز لاشعاع الثقافة العربية. و لم تعد أوروبا تشعر بأي دين خارجي تجاه العرب . هكذا راح عصر النهضة الأوروبي يؤسس هويته على نبذ العربي ثقافة و لسانا.)) (3) ثم استمر الأمر على هذا النحو حتى العصور الحديثة. و لم يعد التلميذ الأوروبي يتعلم شيئا عن العرب أو يعرف أنهم ساهموا في الحضارة الكونية يوما ما’ بل و كانوا أساتذة لأجداده طيلة القرنين الثاني عشر و الثالث عشر . هكذا حصلت القطيعة المطلقة بين العرب و الغرب. و هكذا نسي الارث الفلسفي و العلمي أو طمس طمسا شبه كامل .
و لكن لحسن الحظ’ فان بداية الاعتراف بفلسفة العصور الوسطى في الثلاثينيات من القرن العشرين ثم استمرار ذلك حتى الان على يد باحثين من أمثال جاك لوغوف(4) و الان دو ليبيرا قد خفف الى حد ما من عدمية القطيعة بين العصور الوسطى و العصور الحديثة. و هذا التحجيم للقطيعة من دون انكارها أدى بدوره الى الاعتراف بدور العرب الحضاري أو بعطائهم الفكري في تاريخ البشرية. فبما أن فترة العطاء الوحيدة للعرب متموضعة داخل العصور الوسطى الأولى’ فانهم لا يستطيعون الافتخار الا بها عللا الأقل حتى الان. ان أكبر ممثل على هذا التوجيه الجديد في فرنسا هو بحسب علمي الان دو ليبيرا. لم أر حتى الان انفتاحا على العرب و تراثهم الحضاري بدون أي عقد تاريخية أو أحكام مسبقة سلبية كذلك الذي أبداه هذا الباحث. لنستمع اليه يقول: ((لا ينبغي تخفيض قيمة العرب و اعتبارهم مجرد وعاء ناقل. فتارة ينقلون اليه فلسفة أرسطو الى الغرب’ و تارة ينقلون اليه البترول’ انهم مجرد ناقل غير قادر على الاضافو و الابداع هذا ما يزعمه الغربيون عموما. هناك نسيان مقصود أو متعمد لدور العرب في تاريخ الفكر. و يمكن القول بأن تجاهل الدور الذي لعبه مفكرو الاسلام في تاريخ الفلسفة يقدم الحجة للتيار العنصري لكي يقول بأن العقل غربي أولا و أخيرا’ و لم يساهم به أحد غير الغرب بدءا من اليونان و حتى النهضة الحديثة. و لكن اذا ما احترمنا الحقيقة التاريخية فانه لا يمكننا أن نتجاهل الدور الحاسم الذي لعبه العرب في تشكيل الهوية الثقافية لأوروبا. و بالتالي فان النزاهة الفكرية تقتضي منا أن نعترف بأن العلاقة بين الغرب و الأمة العربية لا يمكن ان تتم بشكل صحيح الا اذا تم الاعتراف بهذا الارث المنسي للعرب. ينبغي على الغرب أن يعترف أخيرا باسهام العرب في مجال العقل و الفكر. )) (5) ثم يدعو الباحث الى تدريس ابن باجة و ابن رشد في المدارس الثانوية الفرنسية.
:هوامش

(1) الان دو ليبيرا : فيلسوف فرنسي ولد سنة 1948 مختص في فلسفة العصور الوسطى

(2) لويس فيفيس :(1492_1540) فيلسوف اسباني ’لاهوتي اعتنق الكاتوليكية.

(Alain de libera, la philosophie médiévale, op .cit .P 187 : (3

(4) جاك لوغوف : (1924_2014) مؤرخ فرنسي مختص في القرون الوسطى الأوروبية .نعتته وسائل الاعلام و الأوساط الثقافية ب"المؤرخ الغول" أو " بابا العصر الوسيط" في اشارة الى مدى التأثير المعرفي الذي مارسه في مجال البحث التاريخي بشكل عام.

(Alain de libera, Penser au moyen_ Age. Op.cit, P 104 : (5



#فؤاد_بن_القائد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فؤاد بن القائد - عندما كان العرب أسياد العالم