فائز الحداد
الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 5 - 00:21
المحور:
الادب والفن
وأنت تستعيد نهرك بذاكرة غلالاتها
تُدرك صواب جُرحها الغائر في السطور..
أيها الغابش بأهداب العشب
الغادي بأردية أرصفتها الحزينة
النائي بأحلام طفولتها المبعثرة
المنتظر هيبة غيثها الكليل!!
لا من رذاذ يكحّل أعين المدينة الفاغرة..؟ّ!
ولا من امرأة تسظلكَ بآسال شعرها الوارف ..
ولا انتظار لأجنحة الندى بحسرة الرجاء.!!
فصداك الحالم بالفنار يعوم نائياً برئة الغياب
والرجع شيخ لا يبلغكَ الضفاف
بلى .. وحملت جرحها تعويذة لأخر هوى ..
تحلم باصطفاء وجهها قمرا للياليكَ الكفيفة ..!!
ربما أصابتكَ بصواب جرحها فأردتكَ مريدا
لتكون آخر الشهادين على نعش الحقيقة ..
نعش مرآتها في المرارة!!
قل لها كناسكٍ غريرٍ:
أتعبتني فضول المسافات بأزقّة التيه..
وأنا أبحث عنكِ لاجئا مطارد الذكريات
فما برحِت تشتاقكِ مدائن الحب "عاصمة للنساء"
وتهيم بكِ أعين الجداول ظامئة..
فمن أي سلالة شهدٍ دمكِ الملكي؟!
أتهجاكِ .. كما يتهجى الراقص أحرف اللذّةِ بآيات الجسد
وأشتاقكِ بلهفةِ الوتر الهامس للريشة في عزف الجنون
لا أطمع برقّة قلبكِ حين يجانس الحجر
ولي بعينيكِ السائلتين فنارات تنتظر سحركِ كبحر..
فخذي كل أمتعتي للرحيل إليكِ وحاصريني بموجاتكِ العاشقة
ما زلتُ أهتف لكِ بغيمتي..
وأنتظر على رصيف رذاذكِ مآذن الأندلس..
وأرسم نبضينا بألوان الموسيقا شلالات رؤى
وأنت تتهجين برمشي حلمكِ الواعد..
وتُدركين بيقين المجرّب:
أن قلبي مسعور الهوى لو ابتعدنا فاغرين!؟
أبحث في ذاتي عن ضياع ذاتكِ..المرأة المدينة
واقرأ في كتابكِ ما تركه التراب بذاكرة الراحلين ..
سأُلقي بقلمي.. لو جافاكِ الأملُ مأخوذة بالسدى
وألغي الشمس بشِباك الشكِّ على النافذة.
فلا أباهل نسمتكِ بخطى السحاب..
وفي كلِّ آنٍ يستنّجد باسمكِ الضائعونَ
وتعرفين.. قد ودعتُ ظلي بكِ قتيل الأناضول..
ولم يشغلني في القواريرغير سواد عيونكِ الرّذاذية ..
اليوسفيّة الهواجس حتى جنون الذئاب
فهل من واحة خضراء تتسع لامتدادنا؟!
وأنت تمسكين بقلبي طائرة ورقية..
وتحلّقين بي طفلا صوب عصافيركِ المؤذنة..
اطلقيني طائر حرفٍ بريح رذاذكِ يا سحابة النهى
واكملي نبوءتي بكِ عاشقاً للسماء.
#فائز_الحداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟