أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الريح علي الريح - هاشم العطا وزيرا للثروة الحيوانية















المزيد.....

هاشم العطا وزيرا للثروة الحيوانية


الريح علي الريح

الحوار المتمدن-العدد: 4887 - 2015 / 8 / 4 - 16:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



عند قيام انقلاب مايو تم تعيين الشهيد الرائد هاشم العطا وزيرا للثروة الحيوانية ومسؤولاً سياسيا عن مديرية كردفان، وفي هذه السانحة ننقل شهادة احد المعاصرين لتلك الفترة حيث كان يعمل دكتور محمد الحسن الفاضل المشهور (بحزمر) في وزارة الثروة الحيوانية مسؤولاً عن منطقة كردفان وكان يعمل تحت امرة وزارة الثروة الحيوانية. التقينا بدكتور حزمر للتوثيق لهذه الفترة وتناولنا بداية علاقته بـ(هاشم العطا) وسياسات مايو تجاه الشعب السوداني (التطهير، الادراة الاهلية، التاميم) ، وتناولنا انجازات الوزارة خلال تلك الفترة، والتعاون بين الوزير وطاقم عمله، والعلاقة الاجتماعية لـ(هاشم)، واهم صفاته الشخصية.
• بداية العلاقة :
كان دكتور حزمر منذ الثانوي دفعة وله صداقة مع جعفر نميري، ونسبة لتعرضه للفصل السياسي من جامعة الخرطوم توجه لإكمال الدراسة الجامعية في مصر، وإبَّان فترة دراسته في القاهرة التقى بالنميري مجدداً عندما جاء القاهرة لحضور كورس في الطيران الحربي ولكن تقدمت مواعيد الكورس فسكن مع دكتور حزمر وآخرين لعدة أيام حدثت فيها العديد من الطرائف والمواقف.وعند قيام مايو توجه اربعة من قيادة وزارة الثروة الحيوانية كان من ضمنهم دكتور حزمر للتهنئة واعلان تأييد الانقلاب باسم الوزارة وعندما علم النميري بمجيئ الوفد تعمد تأخيرهم الى نهاية الوفود وعلل ذلك بانه تعمد تأخيرهم حتى يكونوا معه لوقت اطول وقام بتعريفهم بوزير الثروة الحيوانية وقال بانه احد اعظم الضباط السودانيين وكان ذلك هو هاشم العطا. واستمرت العلاقة منذ تلك اللحظة ممتدة بين الوظيفة والصلات الاجتماعية بينهما حتى الثورة التصحيحية في يوليو حيث استشهد هاشم وتمت مطاردة حزمر الى ان سلم نفسه،وبالرجوع لاجتماع التهنئة فنجد ان النميري تحدث معهم عن سياسة التطهير التي ستنتهجها مايو والتي ستطال الخدمة المدنية والعسكرية وكانت التوقيعات التي ايدت الانقلاب قليلة وكان الاتحاد ونقابة البياطرة يرفضون الانقلاب،وهذا ما ادخل الوفد في احراج اذ كيف سيوصل رسالة التطهير للعاملين بالوزارة وفيهم قيادات في الخدمة لهم خبرة لا تقدر بثمن. وأوضح ممثلو الوزارة بأن مطلبهم هو إعطاء الأولوية للثروة الحيوانية واتفق الجميع على إعطاء مشاريع الثروة الحيوانية أولوية وقال هاشم: (هاتوا المشاريع ومسؤوليتي انفذها).
فيما بعد علم دكتور حزمر بان أسرة هاشم تنحدر من مناطق حجر العسل وقندتو وهي نفس المناطق التي ينحدر منها هو.
• التطهير المايوي:
بالرغم من مناوأة النقابة والتي كان يقودها الدكتور سليمان بدري وآخرين للنظام المايوي الا ان هاشم العطا رفض مسالة التطهير والتي كانت ستخلصه من جميع المناوئين لسياسات الانقلاب في ذلك الوقت ولكنه رفض سياسة التطهير من مجملها وبحكم انها سياسةٌ فاشلةٌ وكانت من الجرائم التي ارتكبت باسم ثورة اكتوبر حيث تعرض مجموعة من قيادات الخدمة المدنية والعسكرية للتطهير وهو فصل تعسفي اكثر من تطهير بسبب الفساد والمفسدين لذلك رفض هاشم تكرار سلبيات ثورة اكتوبر.الغريب في الأمر ان دكتور حزمر قد تعرض للفصل التعسفي من وزارة الثروة الحيوانية عقب ثورة يوليو التصحيحية.
• إنجازات الوزارة:
خلال عهد هاشم العطا تم افتتاح أكثر من ثماني نقاط بيطرية (شفخانات وصيدليات)، أيضا تم افتتاح مشروع سوبا لصادرات المواشي الذي كان تحت التشييد، وكذلك تم افتتاح معمل تنقية المواشي بمنطقة سوبا، وقد اشرف بنفسه على تنفيذ توصية مكتب الأوبئة العالمي في احدى مؤتمراته وتوجيهه لأي بلد فيها أمراض بيطرية معدية ومتوطِّنة ان تقيم منطقة خالية من الامراض،وتم اختيار المديرية الشمالية كمنطقة خالية لان كثافة الحيوانات اقل وتحركاتها اقل،ولذلك نسبة الامراض منخفضة في المديرية الشمالية.واكتمل المشروع في بدايات مايو وتمت الاشادة بالسودان بحيث أنه من أحسن البلاد التي نفذت التوجيه واقيمت منطقة خالية.وامتداداً لهذا المشروع تم انشاء طريق الماشية من كردفان حتى الشمالية وكان هاشم مشرفا ومتابعاً بنفسه،ومن الطرائف استغراب هاشم لقدرة البيطري علي دراج (مدير المراعي فيما بعد) والذي يحفظ أسماء جميع النباتات على طول الطريق باللغة اللاتينية.وقد تابع هاشم بنفسه التنفيذ حتى اكتمل الطريق في فترة أسبوع، وظل يعمل مع العمال والفنيين والبياطرة في مواقع العمل لمدة أسبوع،ولأن حملات التطعيم الموسمية كانت مستمرة خلال تلك الفترة تمت زيادة عربات السكة حديد،لنقل الماشية وكان الصادر يسير بشكل جيد ولم يرجع أي حيوان بفعل المرض. واغلب هذه المشاريع تمت تحت اشراف مؤسسة تسويق الماشية.ولأن المواشي في مناطق غرب السودان فقد تم التركيز على منطقة الغرب وهو ما جعل الوزارة قريبة من الإدارة الأهلية.
• الإدارة الأهلية:
كانت توجهات مايو معادية للإدارة الأهلية الا ان الإدارة الأهلية مازالت تمثَّل الأساس لأي مشروع لتنمية الثروة الحيوانية والزراعية ومن غيرها لايمكن التحرك لانها تستطيع حل المشاكل بين الرعاة والمزارعين وهو ما تفشل فيه الحكومة دائماً،ولأن هذه القرارات دائماً ما تكون مركزية وليست محلية،وبحكم التصاق هاشم بوزارته أدرك هذا الدور الهام لذلك كان رافضا لسياسة وموقف مايو من الإدارة الأهلية.
• التعاون:
وخلال تولي هاشم الوزارة كان وكيل الوزارة الدكتور جعفر كرار وكانت علاقتهم قوية ولم يكن هناك اختلال في التوازن بين الوزير الجهة السياسية والوكيل الجهة الإدارية والتنفيذية واستطاع الأثنان قيادة الوزارة بتعاون مثمرٍ.وهاشم سوداني أصيل كان يسعى لإيجاد حلول لمشاكل العمال والموظفين كأولوية وعندما وجدناه متحمساً لقضايا العمال فكرنا معه لنعمل بيوت للعمال.
• التأميم:
هنا نحكي عن بعض النقاشات الجانبية حول قضايا مختلفة منها قضية التأميم والتي شغلت الناس ويؤكد دكتور حزمر بأن هاشم كان رافضاً فكرة التأميم لأن التأميم تم للرأسمالية الوطنية والتي من المفترض أن تدعم بدلاً عن التأميم.وعموماً لم يكن هناك تأميم ولكن مصادرةٌ لأموال الناس بالباطل.
• هاشم اجتماعياً:
بعد فصل هاشم وبابكر النور وفاروق حمد الله من مجلس قيادة الثورة،ونسبة لاحتفالات أعياد الاستقلال التي اقامتها سلطة مايو في مدينة الأبيض، وقرار الحزب الشيوعي توزيع بيان للشعب السوداني بمناسبة عيد الاستقلال والمطالبة في البيان بإطلاق سراح القائد عبد الخالق محجوب.وبالرغم من سفرهم إلى العاصمة في مأمورية تعرض دكتور حزمر (الثروة الحيوانية) والمهندس صديق يوسف (الاشغال) للاعتقال مع عضوية الحزب الشيوعي بمنطقة الأبيض وتم اعتقالهما بحكم الانتماء السياسي على اثر هذا البيان لفترة بسيطة وعند عودة دكتور حزمر للخرطوم مجددا وجد ان عمه قد توفي ونسبة لانقطاع هاشم عن الوزارة فقد علم بالوفاة مؤخراً وعاتب من أخبره بخبر الوفاة وقال بالحرف (لومتوني مع الراجل).ذهب هاشم بصحبة ثلاثة آخرين لتعزية دكتور حزمر وعندما قام دكتور حزمر بالإصرار على تناول وجبة العشاء رفض هاشم تناول العشاء بحجة أنهم مشغولين هذه الأيام وستتم تلبية الدعوة فى وقت أخر (وربما تفسر هذه المشغولية بتهريب عبد الخالق محجوب من معسكر الشجرة).
ومن خلال سنتي العمل المشترك مع هاشم العطا يؤكد دكتور حزمر بان هاشم من أعظم الضباط في الجيش السوداني ومهذب ورقيق هو صاحب كاريزما وممكن يقود من دون سلطة وبجبرك انك تحترمه لأنه شخصية جادة ومنضبط في مواعيده وعقله متفتح وراجل عملي وسياسي جماهيري لا يفرق بين الناس في التعامل ولا تستطيع معرفة اتجاهه السياسي ويؤكد دكتور حزمر بان خلال عملهما سويا لم يكن الاثنين يعرفان اتجاهات بعض السياسية وهو يمثل فقد للبلاد وهو كان مؤمنا بقضية الديمقراطية وهو ما تشعر به في معاملته لأنه بعطيك حقك في الحديث دون ضيق أو تضجر أو مقاطعة.



#الريح_علي_الريح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الدكتور علي الكنين حول الديمقراطية المركزية
- حوار مع الدكتور صدقي كبلو حول مسار الديمقراطية في السودان
- مبادرة شارع الحوادث وغرفة العناية المكثفة
- حوار حول انقلاب مايو 1969 في السودان وعلاقة الحزب الشيوعي ال ...
- حوار حول: كتاب سلطنة الفونج -السنارية الزرقاء-
- وجه نضالي نقابي عمالي شيوعي سوداني
- عمال النفايات في السودان والظلم البائن
- استطلاع للمسرحيين السودانيين بمناسبة يوم المسرح العالمي
- عندما يضع التشكيلي المراة نصب عينيه
- استطلاع حول يوم اللغة الام
- اليوم العالمي للراديو
- تدشين ديوان (أوراق سرية من وقائع ما بعد حرب البسوس) للشاعر ع ...
- كورسات الطلاب الصيفية
- الكشافة السودانية
- ندوة تحالف المحاميين الديمقراطيين السودانيين
- مع احد شهداء سبتمبر
- احتفالات الجبهة الديمقراطية بعيدها الستين
- طلاب وطالبات كلية التربية التشريد سيد الموقف
- التطوع قيمة اصيلة في الشعب السوداني
- حوار مع التشكيلية السودانية امل بشير طه


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الريح علي الريح - هاشم العطا وزيرا للثروة الحيوانية