أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق عطية - الجميلة والأقرع














المزيد.....

الجميلة والأقرع


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 4887 - 2015 / 8 / 4 - 09:04
المحور: كتابات ساخرة
    


ما الذى يحدث لأبنائنا فى المهجر؟ ولماذا يحدث؟ هل بسبب التربية الخاطئة والكبت المتواصل فى الأوطان؟ أم لزيادة لفحة الحرية التى يفاجأ بها المهاجر فلا يستطيع الصمود؟ أسئلة تواردت على خاطرى وتبحث عن جواب. بالطبع هذه الحالة التى بصدد عرضها لا تمثل كل الشباب فهناك العديد من الأمثلة المشرفة التى حققت النجاح والانسجام قى وطنها الجديد. عٌنت على خاطرى هذه التسؤلات حين قابلتها صدفة فى محلات القدس حيث كنت ألتقط بعض الصحف العربية. نظرت إلى باسمة وقالت: أنت أبو العربى .. عرفتك من صورتك التي تنشر مع أحلامك .. وأتمنى أن أكون إحدى بطلات أحلامك. قلت مداعبا: أرجو أن تكون حكايتك حلما لطيفا لا كابوسا يؤرق القراء.
اصطحبتها إلى إحدى مقاه تيم هورتون لنحتسى أقداح القهوة ولأستمع لحكايتها. تركتها تلقى بعبئها دون مقاطعة، قالت: إسمى ( ل.... )، عراقية، كنت أدين بالصابئة المندائية ولكنى الآن أنتمى لكنيسة الأقباط الأرثوذوكس ببرامتون. لعلك قرأت حكايتى التى رواها زوجى السابق محاولا تشويه سمعتى بإحدى الصحف العربية قلت للأسف لم أطالعهاعموما بعد سمع قصنك حتي أكون أمينا مع فرائي لا بد من سماع وجه العملة الأخري. استمرت في سرد حكاينها: نعم كنت فتاة بسيطة ساذجة كما قال فى حكايته، من أسرة مستورة وليست ميسورة وهو أيضا من نفس الطبقة وليس من أبناء الأثرياء كما قال. استطاع أن يملك قلبى ومشاعرى بلباقته ووسامته حين تقدم يطلب يدى، خاصة حينما ادعى أنه من رجال الأعمال الناجحين فى كندا وجعلنى أحلم بعيش رغيد. وأول صدماتى معه حدثت ليلة الدخلة حيث نزع عن رأسه الباروكة التى كنت أظنها شعره الجميل فإذ به أقرع الرأس مقزز المنظر. رزقنى الله بطفلة جميلة قبل قدومى إلى كندا أسميتها ( ك.... )، وحين وصلت إلى كندا واجهتنى الصدمات متتاليات، منها أنه تنكر لإسمه العربى ( عبد ال.... ) ويطلق على نفسه إسما افرنجيا تنكرا لعروبته التى أفخر بها، ومنها أنه ليس برجل أعمال ولكنه يعمل مرماطونا بأحد المطاعم بشارع هورونتاريو بمسيساجا، ولا يملك منزلا بل يعيش فى غرفة مظلمة بباسمنت بمنزل سيدة جامايكية تدهى ( ه.... )، مما اضطرنى أن أعمل أيضا بأحد المقاه بشارع دندس حتى نستطيع دفع فواتير حياتنا. ويضحكنى ما ادعاه أنه علمنى أصول وآداب المائدة بالرغم أنه ما زال يجهلها حتى الآن. حاولت أن أبث فيه روح المغامرة كما اعترف بذلك فى قصته، كنت احثه على الاقتصاد رغم شظف العيش كى نبنى لنا بيزنيس صغير يكبر مع الأيام، ولكنه للأسف كان فاقد الهمة والرجولة، مما اضطرنى أن أعمل خادمة بمنزل محاسب كندى إسمه ( ج... )، الذى أحاطنى بعطفه واستطاع إغوائى بسلاسل الذهب والأجهزة المنزلية كهدايا نظير قضاء أوقات سعيدة معه، وكان زوجى المبجل يرى الهدايا ولا يعارض مما أكد لى أنه موافق بل ويطلب المزيد، كنت أتمنى أن يعترض، أن يصفعنى, أن يقتلنى دفاعا عن شرفه وعرضه ولكنه لم يفعل، فسقط من نظرى كرجل شرقى، وحمدت الله أنه تنازل عن إسمه العربى. وحين اكتشف بالصدفة أننى أحصل على الولفير الحكومى كى ألبى طلباتى وطلبات إبنتى بسبب تقتيره الشديد، كان تفاعله دليل نذالته، فقد أبلغ عنى أننى أعمل ولا أستحق الولفير، وبدلا من الانفاق على وعلى إبنته ـ كما ذكر فى حكايته ـ جمع ملابسه وترك المنزل دون رجعة. لم أستطع دفع الإيجار لقلة دخلى فتركت السكن لأعيش فى شقق رجال يستضيفوننى وإبنتى، مما جعلنى ألعن اليوم الذى ساقنى إلى ترك بلادى لأمارس الرزيلة كى أعيش. وظللت أتنقل من بيت لبيت حتى قيض الله لى شابا مصريا عطف على وخلصنى من عارى وتزوجنى وأنجبت منه طفلا جميلا يملأ حياتى بهجة وود مع أخته ( ك.... ). وإذا كان الرجال معادن، يكون زوجى السابق من خردة رديئة أما زوجى الذى يرعانى فهو من ذهب، وقلامة ظفر منه تسوى المئات من أمثال هذا النذل الحقير.
قلت لها بعد أن أنهت روايتها: سيدتى أنا متعاطف معك لما قاسيته من حياة ولكننى كنت أتمنى أن تقاومى ولا تنزلقى للرزيلة مهما كانت المغريات، وأحمد الله أن ساق لك من خلصك ورفعك من الوحل، راجيا ألا تعودى له مرة أخرى مهما حدث لك من ظروف لا قدر الله. وأعدك بنشر حكايتك بعد أن أعرف الوجه الآخر من العملة، من زوجك السابق. فوافقت بل وأعطتنى رقم تليفونه وعنوان منزله.
بالأمس حاولت الاتصال به تليفونيا وحين قلت: ألو عبد ال....، قال: النمرة غلط وأغلق الخط، طلبته مرة أخرى فأصر على موقفه. ولما كنت أنا أيضا عنيدا لا أهزم بسهولة فقد قررت أن أزوره فى منزله لأستجلى الحقيقة. طرقت بابه وحين فتح لى وتطلعت لوجهه الشاحب ذو الملامح الأنثوية وباروكته المسبسبة على رأسه الخالى من الشعر وقد يكون من الشعور أيضا، وحين ذكرت له سبب زيارتى، وبمجرد نُطق إسم من كانت زوجته، اكفهر لونه وحاول إغلاق الباب فى وجهى، قتملكنى الغيظ الشديد ولم أدرى إلا ويدى تمتد لتنزع الباروكة من على رأسه المقزز، وأنفجرت فى ضحك متواصل، فما كان منه إلا وعاجلنى بلكمة قوية أطاحت بمعظم أسنانى، فصرخت من الألم الشديد لأفيق وأجد أم العربى تنظر إلى والشرر يتطاير من عينيها .. وتصر على طلب الطلاق ..!!



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إتش الذي أحببناه حتي قتلناه
- فضيحة أبو العربي في بيرث
- يا خوفي يا بدران
- الحمير وعلي الله التدبير
- الأقباط والسيسي في عامه الأول
- بدون حجاب دونك والباب
- عصر وراء عصر تطور برلمان مصر
- حسرة علي مثقفي هذا الزمان
- مدينة أون المشرقة
- أرقص واتحنجل وخلّي بالك من شنجل
- تكيلا وسالسا وصبايا في بلاد المايا
- الأسباب وراء محبة أو كراهية الكلاب
- عبث الإنسان واحتمالات نهاية البشرية
- فقراير بدم الشداء يكشف الضماير
- فقراير مرار طافح وداير
- ليس لازدراء الإسلام يحاكمنها
- سنة سوخة من أولها بانت لبتها
- أسباب الانحدار والكراهية بين المصريين
- العجب والحيرة في مولد أبو حصيرة
- شورت وفانيلا وسنكحة في مانيلا


المزيد.....




- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق عطية - الجميلة والأقرع