أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد زوبدي - هل بلور الربيع العربي شروط بناء الدولة الوطنية المستقلة بدول الجنوب ؟















المزيد.....

هل بلور الربيع العربي شروط بناء الدولة الوطنية المستقلة بدول الجنوب ؟


أحمد زوبدي

الحوار المتمدن-العدد: 4886 - 2015 / 8 / 3 - 21:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



إلى الأستاذ المقتدر الدكتور عبد القادر برادة ،
عربونا عن مواقفك الثابتة في زمن الردة.


سأعالج موضوعا شائكا للغاية بصفتي اقتصادي منفتح على حقول المعرفة الأخرى.سأتطرق إذن لموضوع عام لكن سأركز على مكامن الضعف والقوة للربيع العربي في إطار الرأسمالية القائمة بالفعل.
دشن الربيع العربي مرحلة جديدة في التغيير لكن شروط التأسيس للانتقال إلى بناء الدولة الوطنية المستقلة وبلورة مشاريع مجتمعية تؤهل للديمقراطية ودولة الحق والقانون سيكون على المدى الطويل. سوف يميز هذه المرحلة صراع مرير بين الناقمين على الوضع القائم والمستبدين حيث يكون ميزان القوى يلعب لصالح الفريق الأول ، مما يؤهل في النهاية لانتصار الديمقراطية.
أذكر قبل عرض هذه الشروط أن السياسات الاقتصادية التي تم انتهاجها غداة الاستقلال لم تتمكن من تجاوز مخلفات الاستعمار/التخلف بل العكس كرست هذا الوضع وبأشكال مختلفة. وقد كانت من نتائج هذه السياسات أزمة المديونية التي واجهتها هذه الدول ببرامج التقويم الهيكلي التي فرضتها مؤسسات بروتون وودز.هذه البرامج التي مهدت للسياسات النيوليبراية وللهجوم على المكتسبات التي حققتها الشعوب...

1- الحركات الاجتماعية وقوانين التاريخ

هناك من يعتقد أن الربيع العربي تحقق نتيجة قوى اجتماعية منفصلة عن السياسة. يزعم أصحاب هذه الأطروحة أمثال المفكرالفرنسي Bertrand Badie أن الجانب الاجتماعي هو المحدد والمهيمن وأن السياسي له دور ضعيف إن لم نقل منعدم .صحيح أن الحركات الاجتماعية كانت هي المحرك في الربيع العربي وليس الأحزاب التي تهالكت وانتفى تأثيرها مع الإشارة إلى أن الحركات الاجتماعية هي القلب النابض للسياسة ولولا هذه الحركات لما تحركت الأحزاب . لاشك أن هذه الحركات الاجتماعية تتحرك وفق أجندة سياسية ووفق إيديولوجية وفكر تهدف إلى إسقاط الأنظمة الاستبدادية وإحلال أنظمة ديمقراطية تستجيب لمتطلبات الشعوب . وهو ما انتبه له مند أكثر من عقدين المفكر André Gunder Frank بمعية مفكرين آخرين . أعتقد أن هذا الحراك الاجتماعي قد أفرز شكلا جديدا من السياسة سيؤسس لا محالة لثقافة سياسية وليست للسياسة بمعنى فن الممكن.
واليوم ترسل هذه الحركات المتسيسة إنذارا مفاده أنه لا مكان اليوم للاستبداد بالدول العربية خصوصا ودول الجنوب عموما وأن الديمقراطية هي النظام الاجتماعي الذي سيفرض نفسه في المدى المنظور (عشر سنوات) متجاوزة بذلك المؤسسات الحزبية أي التعبير عن السياسة بوسائل أخرى كما يقول Lilian Mathieu ، الكاتب الفرنسي المتخصص في الحركات الإحتماعية .
مما يفسر أن الشعوب لم تعد تقبل الانتداب الذي تفرضه هذه الأحزاب تحت غطاء الديمقراطية التمثيلية المتقادمة (التي أدت وظيفتها التاريخية) وحتى التشاركية ، كما يقول المفكر السياسي Pierre Rosanvallon . يؤكد ذلك أن الحركات الاجتماعية قد دشنت فضاءات جديدة لتدبير الشأن السياسي وهي الصيغة التي تؤسس لمجتمع مدني الغائب بدول الجنوب – ليس بالمعنى الذي يعطيه له Habermas لكن بالصيغة التي يفسر بها هذا المفهوم غرامشي أي البحث عن صيغ لدحض الهيمنة التي تميز الحقل السياسي . يقول بشارة خضرأن الدول العربية توجد اليوم في مرحلة تحولات ثورية وليست في مرحلة بناء الديمقراطية. فالمرور من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية لن يكون دون تأدية الثمن وسيحمل ذلك كثيرا من الآلام لأن للحرية ثمن.
لقد أعلنت من جديد انتفاضات الحركات الاجتماعية أن التاريخ - رغم سخريته أحيانا – يتحرك وفق قوانين تدفع إلى القطع مع البنيات التقليدية والاستبدادية وأنه لا مكان لأطروحات الاستثناء الزائفة أمام قوانين التاريخ التي تتأسس على كونية الخصوصية كما يقول المفكر اللبناني مهدي عامل أو كما تفسر في العصر الحاضر أطروحة تأثير الدومينو (effet domino ).
ومن هذا المنبر لابد من الإشارة أن حركة 20 فبراير قد تم لجمها وتطويقها من لدن القوى الرجعية ؛ وهي توجد اليوم في الدرجة الصفر للاحتجاج لإسقاط الاستبداد.فالحركة إياها مدعوة على غرار ما يجري في الساحة العربية بالخصوص وباقي دول الجنوب عموما أن تنطلق من جديد . ولاشك أنها ستنطلق حاملة مشروعا سياسيا ومجتمعيا يؤسس لمرحلة جديدة تقطع مع كل أشكال العبث والشعوذة في الميدان السياسي التي يعرفها المغرب التي تترجم إفلاس النخبة السياسية المغربية .

2- بانوراما مختصرة لاقتصاديات الجنوب
تعاني اقتصاديات دول الجنوب – كما جاء على لسان الاقتصادي المصري سمير أمين - من ثلاثة أشكال من الاختلالات البنيوية تعرقل بشكل مزمن مسلسل التنمية بها :
- اختلال حاسم يلعب لصالح الأنشطة التصديرية التي تمتص الجزء الفعال والمحرك لرؤوس الأموال القادمة من الدول الغربية ؛
- اختلال يلعب لصالح الأنشطة الخدماتية والذي يترجم تناقضات خاصة بالرأسمالية الطرفية ؛
- اختلال في اختيار القطاعات الصناعية.هذا الاختيار غير الصائب أي اختيار القطاعات الصناعية الخفيفة التي لا تساعد على الإقلاع الاقتصادي بحكم أن التصنيع يتأسس على الأشكال الصناعية الثلاثة : الخفيفة،المتوسطة والثقيلة.
وقد خلقت برامج التقويم الهيكلي التي فرضتها مؤسسات بروتون وودز أوضاعا اقتصادية واجتماعية كارثية.وأدى نهج السياسة النيوليبرالية منذ ذلك الوقت إلى مايلي : ارتفاع التضخم والعجز الموازناتي ، الزيادة في الانضباط الموازناتي والتخفيض من قيمة العملة ،ارتفاع البطالة والفقر والتهميش ...
هذه بعض الأرقام تفند ما أقول:
على المستوى العالمي،من مخلفات العولمة المتوحشة، هناك 1.2 مليار شخص يعيش بأقل من دولار واحد في اليوم ، 2.7مليار نسمة تعيش بدولار واحد فقط في اليوم ، 800 مليون نسمة تعاني من الجوع منها 1% تموت بالمجاعة .
بدول الجنوب نقرأ الأرقام التالية :
لا يتعدى الأجر اليومي0.75 دولار في المعدل في كل من التايلاند وتونس والمغرب . في مصر تحصل النساء على أجور هزيلة لا تتعدى 4دولارات في الأسبوع مقابل 10ساعات عمل يوميا.
في دول الجنوب بشكل عام، فيما يحصل 1% من السكان على 15إلى 20% من الناتج الاجتماعي،لا تحصل 50% إلا على 10% من هذا المنتوج . في أمريكا اللاتينية مثلا تعادل حصة 20% من الساكنة الأكثر فقرا 21.5% مرة حصة 20% الأكثر غنى. أما في بوليفيا ،فلا يستفيد على التوالي من الماء و الخدمات الصحية والنظافة إلا 13،10و 10% من الساكنة في البوادي (مقابل 90،75،30 و 33% في المدن). في الجزائر،40% من الساكنة تعيش ب 2 دولار يوميا بالكاد للفرد . في المغرب،4 ملايين من 33 تعيش بدولار واحد في اليوم و7 من 33 يعيشون ب 4 دولارات للفرد يوميا. نيكاراغوا تدفع 47.4 دولار من الديون سنويا لكل نسمة لكن لا تنفق إلا 17 دولار للخدمات الصحية و 16.8 دولار في التعليم.
3- لمحة خاطفة عن السياسة النيوليبرالية
تقوم السياسة النيوليبرالية بتشجيع آليات السوق حتى الإفراط مما يؤدي إلى الفوضى ؛ وانتفاضات الربيع العربي جاءت كجواب على هذه الفوضى وكرد على إيديولوجية الحكامة التي يسوق لها ايديولوجيو اقتصاد السوق النيوليبرالي.
كان وراء نهج النيوليبرالية منذ بداية السبعينات الأزمة البنيوية التي دخلت فيها الرأسمالية القائمة بالفعل التي تتأسس على هيمنة احتكارات القلة.وقد دفعت الأزمة إياها إلى البحث عن قنوات وأساليب لإعادة توفير شروط إنتاج جديدة تمنح رأس المال ظروف جيدة في الحصول على الأرباح على حساب التوزيع العادل للثروة.
من بين هذه الأساليب قامت الحكومات بتفكيك القطاع العام أي تفكيك المرافق العمومية ومنها الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والماء والكهرباء والنقل .ولا يسمح بتدخل الدولة إلا لهدف حماية القطاع الخاص بل المساهمة في تطبيق برامجه.
وهو ما يؤكد أن الرأسمالية قد دشنت مرحلة تجاوزها كما نلاحظ عبر الانهيارات المالية دون انقطاع ، وهو ما يفرض من جهة التأسيس لمنهج جديد في توزيع الثروة يتجاوز ثقافة الرأسمالية التي تتأسس على مفهوم البضاعة في شكلها المطلق، كما نرى من خلال تحويل المعرفة والصحة والماء والكهرباء إلى بضائع مثل البضائع الأخرى.
يعتقد الاقتصاديون الرأسماليون /النيوليبراليون أن آليات السوق كفيلة بتوفير شروط التنمية.
لقد أظهر الواقع والأحداث أن هذه الأطروحة خاطئة لأن الآليات إياها أدت إلى تنمية مبتورة ليس إلا ،ولم تمكن من توفير شروط التراكم وشروط توزيع عادل للثروة وشروط القضاء على الفقر وتوفير الشغل لحاملي الشهادات والمؤهلين.

4-الربيع العربي و شروط الانتقال إلى بناء الدولة الوطنية المستقلة
الوضع السياسي في دول الجنوب عموما ودول العالم العربي خصوصا وضع شاذ. تهيمن في هذه الدول أنظمة استبدادية قهرية.وقد ساهمت الدول الغربية الإمبريالية في إرساء هذا الوضع بشكل كبير غداة حصول هذه الدول على الاستقلال السياسي الشكلي.الإمبريالية تعني هنا الرأسمالية القائمة بالذات التي تتأسس على الإقصاء والاستغلال والهيمنة.
يتميز النظام السياسي بدول الجنوب بما يلي :
- غياب الديمقراطية وهيمنة الأوتوقراطية ؛
- هيمنة شخص أو حزب على الحياة السياسية ؛
- الاعتراف بالتعددية لكن تبقى شكلية.فحالة المغرب تعتبر نموذجا لتعددية الواجهة . فقد قام النظام بخلق أحزاب من داخله وقمع كل القوى اليسارية والديمقراطية الهادفة إلى التغيير الحقيقي. ويعرف المغرب اليوم بلقنة سياسية وتمييع العمل السياسي والمسؤول الأول عن هذا الوضع هو النظام ؛
- أدى هذا الوضع إلى تمركز الثروة في يد مجموعة من الأوليغارشيات على حساب الأغلبية الساحقة .
كل هذه العوامل أدت إلى تفجير الوضع في هذه البلدان والذي دشنه الربيع العربي في 2010 .
هذه الانتفاضات الشعبية التي أتى بها الربيع العربي – ربيع الشعوب - ما هي إلا بداية لمرحلة جديدة بمعنى أن هذه الثورات ليست العصا السحرية التي ستقدم لنا طابقا من زهور.ما نلاحظ أن العالم العربي قد أسس لمرحلة جديدة لكن التغيير لن يتحقق إلا على المدى الطويل.من جهة أخرى،ما يجري حاليا في البلدان التي دشنت مسيرة التغيير يكتنفها كثيرا من الغموض كما نرى من خلال هيمنة الإسلام السياسي و الاستجابة لإملاءات الدول الغربية التي تريد فرض ديمقراطية بمقاييسها ("من صنع أمريكي") من خلال عسكرة الاقتصاد وهيمنة الشركات العابرة للقارات.
لقد دشن الربيع العربي مرحلة جديدة، لكن بناء الدولة الوطنية سيتطلب كثيرا من الوقت.أزعم أن شروط الانتقال إلى بناء الدولة الوطنية تستدعي بناء اقتصاد ممركز على الذات، بمعنى توجيه التراكم ليخدم شروط التنمية الداخلية.وهذا يتطلب توظيف العوامل الخارجية لصالح التنمية الداخلية عكس ما يجري في الوقت الراهن الذي تبقى فيه دول الجنوب عرضة للاستقطاب الرأسمالي الذي يؤدي إلى نهب خيرات هذه الأقطار.
شروط التنمية المستقلة وبناء الدولة الوطنية رهين ببناء اقتصاد ممركز على الذات،وهو ما يعني توفير العناصر التالية كما تطرق لدلك المفكر العربي سمير أمين:
1) بناء قوى الإنتاج دون الإذعان لمقتضيات القوى العالمية ؛
2) وهو ما يسمح بفك الارتباط مع أشكال التراكم على الصعيد العالمي. وهو عكس التكيف الذي تفرضه مؤسسات بروتون وودز؛
3) القطع تدريجيا مع التنمية الرأسمالية وبلورة شروط تنمية وطنية شعبية تعطى فيها الأسبقية للمنتجين الحقيقيين أي العمال والكفاءات.
كل هذه العناصر تسمح بفك الارتباط تدريجيا عن السوق العالمية المعولمة التي لا توفر إلا شروط تنمية مبتورة لدول الجنوب.
هذه العوامل مجتمعة تؤهل دول الجنوب للمساهمة في القرارات التي يهيمن عليها اليوم الثالوث (أمريكا،اليابان ، أوربا) وبالتالي تدفع لبناء عالم متعدد الأقطاب الذي دشنته الدول المعروفة بالبريكس (البرازيل،روسيا،الهند،الصين وإفريقيا الجنوبية) .
من ناحية ، تسمح هذه العوامل ببناء السوق الداخلية الضعيفة والهشة التي لا تمكن من أن يرتبط العرض والطلب بشكل صحي.بمعنى أن السوق الداخلية المستقلة يسمح بتلبية الحاجيات الضرورية للساكنة وللقطاعات الصناعية والخدماتية بالتحكم في العلاقات مع الخارج وليس العكس كما هو الوضع الحالي الذي تتحكم فيه العوامل الخارجية . فسيطرة هذه الأخيرة في علاقة دول الجنوب مع دول الشمال هي السبب في استمرار استقطاب وتبعية المجموعة الثانية للمجموعة الأولى. وهو ما يستدعي توظيف هذه العوامل لصالح التنمية الممركزة على الذات.
من جهة أخرى، فالسياسات النيوليبرالية المتداولة حاليا تحت غطاء مصطلح حكامة أو حوكمة هي التي تساهم في تردي وعرقلة شروط الإقلاع الاقتصادي بدول الجنوب.وهو ما يستدعي تغيير نموذج التنمية النيوليبرالية وإحلال محله نموذج التنمية المستقلة كما تم الحديث عن ذلك.

5 - الربيع العربي والنظام الديمقراطي الحداثي
للأسف، لقد أدت انتفاضات الربيع العربي إلى انتصار الإسلام السياسي.وتوجد الآن الحكومات وقيادات الأقطار التي عرفت هذه الانتفاضات في وضع غير صحي . وإذا كان الجناح الحداثي والديمقراطي العلماني حاضرا(تونس مثلا) ، فإن حضوره جاء وفق توافق سطحي سيؤدي لامحالة إلى سيطرة الرجعية من خلال أنصار الإسلام السياسي الذين يتهافتون لتطبيق الشريعة بحذافيرها ؛ وما يجري حاليا في هذه الأقطارهو شيء مقلق بل وخطير جدا .لا أتردد للقول أنه تم الركوب على الثورة من طرف العسكر والإخوان المسلمين(حالة مصر) وبمباركة الغرب . فقد أعلنت حكومة مرسي انضمامها ودون شروط إلى السياسة النيوليبرالية التي تروج لها الامبريالية .
من جهة أخرى،أعتقد أنه تم تطويق الحركات الاجتماعية وهو ما أدى إلى إجهاض الثورة رغم الإطاحة بالديكتاتور . لكن رغم ذلك مازال الشارع يتحرك . أعتقد أن ميدان التحرير هو الضمانة الأولى لاستمرار الثورة ...ونفس الشيء بالنسبة لتونس التي مازال فيها الشارع يدق ناقوس الخطرمعلنا عن الإنزلاقات المرشحة لإفراغ الثورة من محتواها.الربيع العربي مدعو إذن إلى الاحتكام من جديد للحركات الاجتماعية المسيسة التي أدت إلى اندلاع انتفاضات الشعوب.
في الختام، أزعم أن الربيع العربي قد كشف عن الوجه الحقيقي للرسمالية القائمة بالفعل التي أدت وظيفتها التاريخية وأصبح تجاوزها أمرا لا خيار عنه كما تعبر عن ذلك الأزمات المتتالية التي أعلنت عن خريف هذا النظام.
لقد كشف الربيع العربي عن زيف السياسة بمعناها التقليدي يعني الأحزاب التي لم تحقق إلا ديمقراطية التوافقات والإجماع الهزيلة التي سرعان ما تتحول إلى أوتوقراطية . لقد اتضح بشكل جلي أن المستقبل في يد الحركات الاجتماعية المتسيسة التي لا محال تعطي بعدا ثقافيا للسياسة لتجاوز السياسة كفن تدبير المصالح والممكن.


قدمت هذه الورقة في الندوة الدولية التي نظمتها رابطة السياسة و الإدارة العامة في الشرق الأوسط (AMEPPA) بجامعة الأخوين- إفران 8-9/ 11 /2012 .



#أحمد_زوبدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيز بلال وبعض أنصار التغيير
- أي انكماش اقتصادي يعرفه المغرب ؟
- - السكتة القلبية - للاقتصاد المغربي في قاموس المركز المغربي ...
- بؤس الاقتصاد المغربي وبؤس الاقتصاديين المغاربة
- على هامش جائزة نوبل للاقتصاد 2014 : قوة الأسواق في ضبط الاقت ...


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد زوبدي - هل بلور الربيع العربي شروط بناء الدولة الوطنية المستقلة بدول الجنوب ؟