أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - منزلنا الريفي (88)














المزيد.....

منزلنا الريفي (88)


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 4886 - 2015 / 8 / 3 - 17:48
المحور: الادب والفن
    


طيور بلادي

كنا صغارا، وكم كان يعجبنا أن نعثر على أعشاش القبرات، لم يكن بيضها مغريا وجذابا، ذات مرة أخذني أحد أصدقائي الرعاة وهو أكبر مني يدعى محمد، فدلني على بيض القبرة، ونصحني ألا أخبر أحدا بوجود العش في هذا المكان إذا أردت أن يريني إياه، محمد راع متمرس كان يحب البتول، لكنها كانت متأففة حياله، كان يعرف أكثر من غيره أن الأطفال يحطمون الأعشاش ويفقسون البيض، ولم لا الإيقاع بالقبرة نفسها، أذكر في طفولتي أن جارتنا البتول نصبت فخا لقبرة، فأوقعت بها، وشنقتها بحبل صغير، وتركتها معلقة في غصن الشجرة، بينما طفل آخر يدعى بوشعيب كان ينصب الفخاخ على مشارف البئر، أو في الحقول عند بداية الموسم الفلاحي، كانت رؤوس القبرة إما تفصل، وإما تتكسر أرجلها، وسواء أكانت ميتة أو ظلت على قيد الحياة لا يفوت بوشعيب أن يأخذها إلى المنزل، ويريشها ويضعها في المقلاة، بوشعيب ابن فقيه، كان يصعد إلى أعلى الصخرة ويقرأ القرآن جهرا حتى يسمعه الجميع، كان يعتبر نفسه النبي سليمان، على جميع الحيوانات أن تأتمر بأمره، ولم يفته صيد السنونو والهدهد، بل حتى البومة بالإضافة إلى طائر محلي يدعى (بحمرة الراس)، ذات مرة نصب شراكا يدعى محليا (بالسريف) لهدهد، فما كان من هذا الشراك إلا أن التوى على عنقها، فحولها إلى كومة بلا حراك، كم تأسف بوشعيب على هذا المآل، وكم كان يتمنى في دخيلته أن يأكل لحم الهدهد لأول مرة في حياته، لقد تناول لحم البوم والعقاب، وكم غاب عقله لأيام طويلة، ويعز عليه أن يهجع تحت الصخرة الصفراء لكي يراقب مواشيه في عز الخريف الموحش الذي يسكنه نعيق البوم. خلال الصيف اشترى والد بوشعيب لابنه عشر نعجات لكي يرعاها إلى جانب الأبقار، كان يأخذها إلى الحصيدات، ثم يرحل صوب الوادي ليصيد دجاجة الماء، ولما حل الخريف، ونضبت الغلال، فصار غذاء النعجات هو روث الدجاج، فسقطت النعجة تلو الأخرى، ولم تبق سوى نعجة واحدة كان قد كسر رجلها الراعي محمد (لأنها داهمت حقله)، ولم تأخذ نصيبها من الروث لأنها ظلت بالحظيرة، لكن ما إن حل فصل الشتاء حتى أصيبت النعجة بالحمى وسقطت طريحة، فبقي بوشعيب يسوق أبقاره العجفاء لكي تتناول الدوم، وهو يحمل على ظهره الفخاخ والشراك، بينما يحمل في يده اليمنى القرآن، أما في رأسه فيمثل أمامه نهدا الراعية البتول الذي يفيض شهوة حيت انتوى أن يضاجعها أكثر من مرة...

عبد الله عنتار/ بنسليمان – المغرب / غشت 2015



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منزلنا الريفي (87 )
- أفياء كرزاز
- سفيرة عزرائيل
- إعتراض على إنشاء منتجع سياحي خاص للقنص السياحي بأراضي القناص ...
- قتلتك يا جلادي
- حنين إلى جسد عاهرة
- منزلنا الريفي (85)
- اختفت كلماتي
- منزلنا الريفي (84)
- منزلنا الريفي (83)
- متى تعودين يا عشتروت ؟
- منزلنا الريفي (82)
- أنت أنا وأنا أنت
- تحت الصفر
- هوامات الحضيض
- أظمأ إلى وردة
- بارقة ضوء
- منزلنا الريفي (81)
- تغازوت*
- صلاة في حضرة الغروب


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - منزلنا الريفي (88)