أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - -رهانات النهضة في الفكر العربي- ماهر الشريف















المزيد.....

-رهانات النهضة في الفكر العربي- ماهر الشريف


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4886 - 2015 / 8 / 3 - 09:29
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



يعتبر هذا الكتاب قريبا من كتاب "حوارات" لكريم مروة، فيحاول ماهر الشريف أن يطرح فكرة النهضة العربية من عدة زوايا، فيعود أحيانا إلى التاريخ الفلسفي عند العرب، محاولا أن يظهر الأفكار التنويرية التي طرحها الفلاسفة، مبينا دورهم المهم في نقد الحالة السائدة، ويستنتج بأن هؤلاء لو كتب لهم أن يتبنى النظام السياسي القائم آراءهم لتغير معالم التاريخ العربي المعاصر، لكن سيطرة وهيمنة والتلازم بين الفكر الديني والطبقة الحاكمة حال دون السماح لهم بالظهور والتأثير، ومن ثم بتطوير الحكم نفسه ثم المجتمع.
والكاتب لا يتجاهل أفكار النهضة الذي طرحه الماركسيون والقوميون العرب، فيبن لنا العديد من الأفكار والأطروحات التي قدمت، فالكاتب كان حياديا ـ من الناحية العلمية والبحثية ـ عندما قدم لنا الأفكار المطروحة بصرف النظر أن كان معها أم ضدها، فالكتاب يمثل جهدا بحثيا نقيا وحياديا، يلبي طموح كافة الاتجاهات الفكرية، فالماركسي يجد فيه أفكارا تدعم رؤيته للنهضة، وكذلك القومي العربي، أو القومي السوري أو المصري، وهذا ما يحسب للكاتب.
يستحضر الكاتب ما جاء به ميشيل عفلق حول رويته للنهضة العربية فيقول: "أن العرب، وخلافا لغيرهم من الأمم، لم يعرفوا غير نوعين من الحياة، الانقلاب أو الانحطاط، وأن ارتقاءهم لن يكون بالنمو أو التطور الطبيعي، إذ أن الشقة واسعة وبعيدة ولا بد من الانقلاب حتى يتحقق الارتقاء العسير" ص 184، رؤية النهضة عند عفلق نجدها سريعة وتتناسب مع سرعة العصر، فلا يمكن البقاء والانتظار طويلا لكي يأخذ العرب دورهم، فعجلة الزمن تسبقهم كثيرا وعليهم أن يجدوا طريقا من خلال (الانقلاب) لكي يلحقوا بالأمم الأخرى أولا، ثم يأخذوا دورهم ثانيا.
أما مشروع النهضة عند عبد الناصر فأخذ هذا الطرح، "في الثورة طريقا وحيدا لعبور العرب من الماضي إلى المستقبل، وتعامل مع الثورة يوليو 1952بوصفها ثورة في ثورتين، سياسية واجتماعية" ص184، نجد أيضا إقرار عبد الناصر بتأخر العرب حضاريا وثقافيا، من هنا نراه يتفق مع عفلق حول ضرورة إيجاد طريق يستطيع من خلاله العرب أن يواكبوا الزمن الذي يسبقهم، إلا وهو طريق الثورة.
أما قسطنطين زريق فيرى شرط نجاح النهضة العربية بما يلي: "فإن علمنة القومية العربية هو الشرط الذي لا بد منه لكي تكون القومية أداة لتحقيق نهضة الأمة العربية" ص189، فهنا نجد روية تهتم بالنهضة وفي ذات الوقت تختلف بطريقة طرحها عما طرحه الآخرون، وهذا التباين في الطرح يسهم في نجاح فكرة النهضة، وما جاء من أفكار متباينة يؤكد حصر كل هؤلاء على المشروع القومي العربي، فهم كانوا بلا استثناء يعلمون بأن لا مكان للعرب دون توحدهم أو اتحادهم.
وعندما تناول ماهر الشريف فكر زكي الأرسوزي حول القومية، استحضر العديد من رواد الفكر القومي العربي، مثل ساطع الحصري الذي اقتبس منه مفهوما رائعا حول مسألة الوحدة قائلا: "إنني انظر إلى قضية الوحدة العربية كقضية مستقلة عن قضايا الوحدة الإسلامية والخلافة الإسلامية، إنني بقدر ما أومن بفكرة الوحدة العربية، بقدر ما أقول بوجوب السعي وراء تحقيقها، اعتقد باستحالة الوحدة الإسلامية، وأقول إن إثارة فكرة الخلافة مضرة بقضية الوحدة العربية وفكرة التضامن الإسلامي في ذات الوقت" ص205و206، هذا الطرح يتباين ما طرح عفلق حول علاقة العروبة بالسلام، فهنا الوحدة العربية خالصة للعرب ويدعو الحصري إلى عدم حمل/ربط الدين الإسلامي بأي مسألة من مسائل الوحدة أو القومية العربية، فهو يجد في هذا الربط إضعاف وتشويه للمسألة القومية.
على النقيض مما جاء به الحصري يطرح عفلق ضرورة ربط الإسلام بالقومية العربية، فيقول حول العلاقة بين الدين الإسلامي والقومية العربية: "أن العلاقة بين القومية والدين في الغرب تختلف عن علاقتهما في بلاد العرب، حيث أن انفصال القومية عن الدين في الغرب كان امرأ منطقيا، لأن الدين دخل أوروبا من الخارج، و لم ينزل بلغتها القومية، في حين أن الإسلام كان أمره بالنسبة إلى العرب مختلفا، ولا يمكن أن تكون علاقته بالعروبة مثل علاقة أي دين بأية قومية، وذلك على اعتبار أن العرب قد انفردوا عن سائر الأمم في اقتران يقظتهم القومية برسالة دينية، والإسلام في حقيقته الصافية نشأ عن قلب العروبة وأفصح عن عبقريتها وأحسن إفصاح وساير تاريخها" ص214، ما يميز هذا الطرح عن سابقة ربط فكرة العروبة والدين بالتاريخ، فكلاهما يكمل دور الآخر، فلا قومية عربية دون الدين الإسلامي، ولا دين إسلامي دون العرب.
التباين بين طرح عفلق والحصري ناتج عن اختلاف الزمن والظرف الذي عاشه كلا منهما، كما نجد الثقافة والبيئة التي تربيا فيها لعبت دورا في تباين وجهات النظر، لكننا نعتقد بان هذا التباين صحي ويخدم المشروع القومي والوحدوي العربي، حيث أن تعدد الآراء يخدم الفكرة الرئيسية ويعززها حضورها في الوجدان، بحث تبقى الشغل الشاغل للكل، وفي ذات الوقت تستطيع فكرة القومية العربية أن ترد على الأفكار المعارضة وتدافع عن نفسها بهذا التدفق المتنوع للأفكار.
ويقدم لنا الكاتب فكرة انطون سعادة عن القومية التي تتباين مع فكرة عفلق والحصري حول دور اللغة في تشكيل الأمم، فسعادة لا يجد في اللغة العامل الأهم في تشكيل القومية، بل الجغرافيا والاجتماع، ويتفق مع الحصري حول ضرورة إبعاد الدين عن المسألة القومية وعدم تحميل المسألة القومية أي طابع ديني، فهو يجد في تدخل الدين ورجال الدين في السياسية تخريب للوطن وهدم للقومية، " ورأى أن من اكبر الأغلاط تحديد الأمة باللغة، لأن وحدة اللغة لا تقرر الأمة، و أن كانت ضرورية لتماسكها، وعلى هذا أساس مفهوم المتحد الذي تبناه أكد أن العامل الأول الذي يحدد الأمة هو البيئية الجغرافية التي تصهر الجماعات المختلفة النازلة فيها وتحولها إلى مزاج واحد وشخصية واحدة" 215، اعتقد بان تعدد الأفكار ـ وأن اختلفت ـ يثري الفكرة القومية ويطورها، وأيضا يجعل المجتمع/الأمة في مأمن من التشتت والضياع الفكري، فنجد السوريين الاجتماعيين قد طوروا فكرتهم عن القومية بحيث طرحوا موضوع اتحادات قومية (الجزيرة العربية، مصر، سورية، المغرب العربي) كتلبية لمتطلبات الأفكار المطروحة وفي ذات الوقت وجدوا بان الاتحاد سيؤثر ايجابيا على كل (القوميات).
أهم ما يمز الكتاب هو تنوع وتطور الأفكار التي يطرحها، فهو يكاد أن يجمل كافة الرؤى حول مسألة النهضة العربية، وأيضا يقدم لنا العديد من أسماء المفكرين الذي تحدثوا عنها، وكأن الكتاب جاء كتلبية نداء على طرح كريم مروة، الكتاب من منشورات وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، طبعة ثانية 2000، ضمن سلسلة كتاب القراءة للجميع.
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجميل والقبيح
- الدين ورجال الدين في رواية -الصبي والبحر-
- رواية -الصبي والبحر- توفيق أبو شومر
- -التكوين التاريخي للأمة العربية- عبد العزيز الدوري
- عبد الرحمن منيف في معنى الحوار وجدواه وفي سمات المرحلة الراه ...
- الأزمة والحل لحركة التغيير العربية في كتاب -حوارات- كريم مرو ...
- الدين والتراث في كتاب -حوارت- كريم مروة
- القومية في كتاب -حوارات- كريم مروة
- -رمال في العيون- سعيد مضيه
- اجتثاث القومية
- رواية -حارة البيادر- وداد البرغوثي
- -الخطار- وحضور المكان محمود شاهين
- كتاب -الأمير- والاستعانية بقوات خارجية -مكيافللي-
- الإخوان وملكية الدين
- الإخوان والتخريب
- الفلسطيني في -العنقاء أبداً- إلهام أبو غزالة
- رواية - يحدث في مصر الآن- يوسف لقعيد
- تلازم الفانتازيا والموت في -قبل الموت بعد الجنون- يسري الغول
- عشيرة فتح
- -ذكر ما جرى-


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - -رهانات النهضة في الفكر العربي- ماهر الشريف