أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - التدليس في خطاب الرئيس















المزيد.....

التدليس في خطاب الرئيس


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4885 - 2015 / 8 / 2 - 21:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التدليس في خطاب الرئيس !

26.07.2015
الدكتور محمد أحمد الزعبي

يرغب الكاتب أن يشير فيما يتعلق بعنوان هذه المقالة إلى ثلاثة أمور : أولها هو أن التدليس من الناحية اللغوية هو أخو الكذب ( الدلس : الخديعة )، ولكن عندما يتعلق الأمر ب" رئيس جمهورية " ، فلابد أن يتطابق المفهومان ، وهو ما شهدناه وما سمعناه في خطاب بشار الأسد الأخير ( 26.07.2015 ) بصورة تدعو إلى الدمج بين الضحك والبكاء ، وثانيهما أن اختيار الكاتب لعنوان هذه المقالة ، إنما جاء بعد ان شاهد بأم عينيه ، وسمع بأم أذنيه خطاب بشار أمام بعض ممثلي منظمات المجتمع المدني الذين جمعهم في القصر الجمهوري بغرض إلقاء هذا الخطاب الذي لم يكن سوى تكرار ممل لخطاباته التي طالما مل الناس سماعها ، ولا سيما بعد قيام ثورة آذار المجيدة في شهر آذار 2011 ، أما الأمر الثالث المتعلق بعنوان هذه المقالة ، فهو أن الكاتب بعد أن غربل وكربل ومنخل ماسمعه وما شاهده على " مسرح العرائس " في القصر الجمهوري ( خطاب بشار ) ، توصل إلى مايلي :
1. لاننكر على سيادة الوريث ، محاولته الخجولة في بعض المواقع من الخطاب إضافة بعض البهارات التي حاول أن يجعل بها طبخته السياسية ( تدليسه) مقبولة ممن يراه و/ أو يسمعه ، متجاهلا ماذا صنعت يداه ويدا جيشه و شبيحته ومناصريه الطائفيين طوال أكثر
من أربع سنوات بسوريا بشراً وحجراً وشجراً ، حتى أن الحيوانات لم تسلم من شرّه وشرّ جيشه وشبيحته ( مقتلة الحمير ) ، ومتجاهلاً أن ورقة التوت التي يحاول لسانه أن يستر بها عورة نظامه الطائفي الديكتاتوري، إنها إنما تفضح ما صنعت يداه أكثر مما تستر .
2. لقد كانت أبرز الوقائع آلتي أظهرتها ورقة التوت ، هي اعترافه ببعض الحقائق التي كان ينكرها في خطاباته السابقة ، ولا سيما :
+ اعترافه بتراجع عدد / حجم القوات النظامية وغير النظامية التي تقاتل معه ، ويعود السبب في ذلك وهو ما يدخل هنا في باب (المسكوت عنه ) الى ، من جهة ، الانشقاق المتواصل لعناصر من الجيش النظامي وانضمامها إلى الجيش الحر ، ومن جهة أخرى إلى رفض المواطنين السوريين الالتحاق بالجيش النظامي ، سواء بما يعرف ب " خدمة العلم " ، أو بما يعرف ب " الخدمة الاحتياطية " ، وذلك لأنهم لا يريدون أن يكونوا أدوات بيد النظام لقتل أبنا ء شعبهم .
+ اعترافه الضمني بتراجع قواته ( وقوات أنصاره ) أمام ضربات قوى الثورة ، وعلى رأسها الجيش الحر ، ولا يغير من هذه الحقيقة ، استخدامه لبعض المصطلحات العسكرية التلطيفية ، التي تدخل واقعياً في إطار ورقة التوت التي أشرنا إليها أعلاه ( الانسحاب من هنا لمصلحة هناك ، أو إعادة الانتشار بين هنا وهناك !! ) .
+ اعترافه بالدور الإيراني ، وبدور حزب الله اللبناني ، في مساندة جيشه وشبيحته عسكرياً في مقاتلة الشعب السوري ، بل وتثمينه لهذا الدور الطائفي المشبوه (!!) ، واعتبارهم أحق بالجنسية السورية من المواطنين السوريين الذين يطالبونه بالحرية والكرامة ذلك أن ( سوريا ليست لمن يحمل جنسيتها ، وإنما لمن يدافع عنها !! ) والدفاع عن سوريا بنظره يتماهى مع الدفاع عن نظامه الديكتاتوري والطائفي ، أي عن " سورية الأسد " على حد تعبير " السيد " حسن نصر الله (!!) .
3. ألحّ وأصرّ بشار في خطابه على أن كلّاً من أوروبا وأمريكا إنما يساندون ثورة آذار ضده ، علماً أن القاصي والداني يعرف أن الثورة السورية هي من أبرز ومن أهم ثورات " الربيع العربي " ، وأن كافة الدول الكبرى ، ولا سيما أمريكا وروسيا والصين وأوروبا ، إنما تقف مع توابعها من العرب ضد هذه الثورات ، وهو ما نشاهده بأم أعيننا في مصر والعراق وليبيا واليمن وتونس ، فلماذا تكون سوريا استثناءً ياسيادة " الوريث " ؟ ! ، فيا سبحان الله
4. يتباكى سيادة " الوريث " في خطابه ، على ماحلّ بسوريا من خراب ودمار ، ويضع ( دون خجل أو وجل ) مسؤولية ذلك على عاتق الثورة تحت مسمى قديم هو" العصابات المسلحة " والذي تم تحديثه إلى مسمى جديد هو " الإرهاب " ، فهل تملك الثورة السورية ( العصابات المسلحة / الإرهابيون) يابشار الطائرات والبراميل والصواريخ بعيدة المدى والأسلحة الكيماوية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل ؟!!. أم أن المثل العربي الذي يقول " رمتنا بدائها وانسلّت " . إنما ينطبق على موقفك المضحك والمبكي هذا ؟ ! . مرة أخرى : يا سبحان الله !! .
5. ادعى بشار في خطابه أنه تقدم بعدة مبادرات لحل الأزمة السورية ، ولكنها كانت ترفض من قبل كل من الخارج و الداخل . وإذا كان الخارج ( الدول الكبرى ) لايقبل سوى الاستسلام الكامل ( لسوريا الصمود والتصدي )على حد زعمك في الخطاب ، فلابد أن تتساءل: لماذا رفضت ( بضم الراء ) مبادراتك المزعومة من قبل الداخل ( الثورة / المعارضة ) أيضاً ؟!!.
6. ادعى بشار في خطابه إيّاه ان الحملات العسكرية والسياسية والإعلامية الغربية لمكافحة الإرهاب ، إنما هي حملات " ذر الرماد في العيون ". والسؤال الذي لابد من طرحه على بشار هنا هو : عيون من التي يقوم الغرب بذرها بالرماد ؟ ولماذا؟ . وهل الطائرات التي تنتهك حرمة الأجواء السورية صباح مساء تدخل في إطار ذر الرماد في العيون هذا ؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تمنعها أسلحتك المضادة للطائرات من متابعة هذه المهمة قبل أن يصل ذر الرماد في العيون إلى مرحلة إصابة هذه العيون بالعمى ، وبالتالي عدم رؤية الحقيقة التي لايراها إلّا أطباء العيون دون غيرهم !! . اسمح لي أن أقول لك ياسيادة الوريث " إللى استحوا ماتوا " .
7. عدت إلى خطاب بشارالأسد مرة أخرى قبل أن أصل إلى هذه الفقرة السابعة ، واستمعت إليه من التصفيق إلى التصفيق ، وذلك خشية أن أكون قد جانبت جادّة الصواب في اختياري لعنوان هذه المقالة .نعم إن الخطاب لايعدو أن يكون جملة من الأضاليل ، التي كان على مستمعيه أن يخجلوا من أنفسهم عند سماعها ، ليس فقط بسبب تصفيقهم ، وإنما بسبب تواجدهم نفسه . لقد كان خطاب بشار رثاءّ لسوريا ، التي فقدت خيرة شبابها وشاباتها ، أطفالها ونسائها وشيوخها ، وفقدت الماء والغذاء والكهرباء وفقدت البنية التحتية والفوقية ، ولكن كان كل ذلك حسب منطوق الخطاب " بيد عمرو " وليس بيد بشار ، بيد التكفيريين والإرهابيين القادمين من الخارج ، وليس بيد شبيحته ومرتزقته وفرقته الرابعة الموجودين في الداخل . إن القاصي والداني يابشار يعرفون جيداً من دمر سوريا ، ويعرفون جيداً من قتل حوالي نصف مليون من أبنائها ، ويعرفون جيداً من هجّر وشرد الملايين من نسائها وأطفالها ، نعم ياسيادة " الوريث " إن الشعب السوري يعرف جيداً عدوه من صد يقه ، ويعرف جيداً من أصدر بلاغ سقوط القنيطرة رقم 66 ، وبالتالي سقوط الجولان بأكمله بيد اسرائيل ، إن الشعب السوري يعرف الحقيقة يابشار ، كل الحقيقة ، وإن خطاباتك هذه لن تغير من الأمر شيئاً ، سواء أكانت مع التصفيق الحادّ او بدونه . فلا نامت أعين الجبناء




#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة في مخرجات مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة
- خواطر شاهد عيان ، عودة إلى حرب حزيران 1967
- رؤية خاصة لمعارض سوري لنظام عائلة الأسد
- الذاتي والموضوعي في الصراع بين علي ومعاوية
- بشار الأسد وإشكالية الهوية
- إعرف نفسك تعرف عدوّك
- بين الخديعة والخطيئة خيط رفيع
- بشار الأسد والمليون إرهابي سوري
- خواطر تجمع بين اليأس والأمل
- بين جاسم ومنبج كما بين الباب والموصل خواطر تراثية
- الثورة السورية بين اليأس والأمل
- بين الخلاف والاختلاف شعرة معاوية
- البعد القومي لثورة آذار 2011 السورية
- من محمد الزعبي إلى الأخوين عبد الرزاق عيد وميشيل كيلو
- العوامل الموضوعية والذاتية في أزمة عين العرب السورية
- شهادة شهيد عن حرب 1967
- اليوم الثالث من أكتوبر ، نعم ولكن
- وجهة نظر تجمع بين اليأس والتفاؤل
- العرب وإسرائيل بين الاستراتيجية والتكتيك
- الثورة السورية بين الأمس واليوم ، رؤية سوسيو تاريخية


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - التدليس في خطاب الرئيس