أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عادل مرزوق الجمري - يسترقون السمع!!















المزيد.....

يسترقون السمع!!


عادل مرزوق الجمري

الحوار المتمدن-العدد: 1347 - 2005 / 10 / 14 - 11:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


أول الكلام، وقع أحد القراصنة في أسر الاسكندر، وحين سأله الاسكندر: كيف تجرؤ على ممارسة المضايقات في البحر؟ أجاب القرصان: وأنت كيف تجرؤ على ممارسة المضايقات في العالم بأسره؟ ألأنني أفعلها بسفينة صغيرة يقال إنني لص (معارضة غير مدنية وقانونية)، وحين تفعلها بأسطول كبير يقال بأنك إمبراطور (دولة ونظام وقانون!!).
حين سألنا شكسبير عن المسرح السياسي في البحرين، وعن أدوار البطولة والكومبارس، وعن تزاحم المشاهد المليئة بالحزن، والفقد، واليأس الممزوج بقدر من الأمل الذي يبقي على صلاحية الحلم بالسعادة والحب؟، أجاب فيما أجاب، أنه لم يفهم حتى الآن عنصراً مسرحياً يمثل الخطورة الرئيسة في تمام فصول المسرحية، هذا العنصر هو ما يعيق إلتقاء الحبيب بحبيبته في نهاية المشاهد –إن كانت لها نهاية-، أو بمعنى أوضح، لتعم الحرية والمساواة ودولة القانون بين الناس كافة. وأضاف شكسبير أنه عاجز عن فهم المسرح البحريني تمام الفهم، ولعله أبدى بعضاً من التذمر حيال أداء بعض الممثلين، متهماً إياهم بأنهم مخادعون يسترقون السمع في الكواليس ويعبثون بنصوص المسرحية.
نستطيع بسهولة أن نكشف عن الشخصيات (الشياطين) عندما نشاهد أياً من المسلسلات الرمضانية هذه الأيام، ورغم أن الشياطين غالباً ما تستتر خلف شخصيات محبة وكريمة، تسعى فيما تسعى للخير والتنمية والحوار المدني المتحضر، إلا أنها تعجز عن الإختباء والمخادعة، فالمتابع والمتفحص للمشهد المسرحي أو التلفزيوني يستطيع أن يعرف هذه الشخصيات مهما لبست من أقنعة ومهما بالغ المخرجون في تعقيد حبكتهم الإخراجية، وهذا بالتحديد ما يجعل من المسرح البحريني متفرداً على مستوى شياطينه، فهم في الغالب مستترون لا يعلمهم ويعرفهم سوى المتطلعون لقراءة ما وراء الأخبار من مضامين خطيرة وهامة، والتي لا تجيد –ولاتريد- صحافتنا المحلية –في الغالب- سبرها وتحليلها وتفكيكها وتقديمها للقارئ.
ثمة شياطين في الصحافة، وآخرون في المعارضة، وليست الحكومة ببعيدة عن هذه التهمة، شياطين الإعلام والصحافة فضحتهم أوراق التاريخ وكشفتهم، وهم وإن إستطاعوا تلوين كلماتهم مؤخراً، إلا أنهم لا يستطيعون في مجمل شيطنتهم أن يخدعوا الناس، أو أن يضحكوا على ذقونهم أكثر مما ضحكوا في الأيام الكئيبة الماضية، خاصة بعد بداية التجربة الإصلاحية البحرينية لتكشف لنا حقائق اليوم، أي الأوراق هي "صحافة صفراء" في ألوانها، وأيها كانت ولازالت "صحافة صفراء" في مضامينها.
كي لا تفقد الشياطين أعمالها:
شياطين تسترق السمع، وتتنبأ بالخير والتصالح والوئام بين الفريق المسرحي، فتبدأ مهماتها التاريخية، فتسسم البئر، وتصطنع الإكتشافات والتحليلات المجنونة، لتصنع لنفسها أماناً وظيفياً في المسرح البحريني، فأدوار الشياطين لا يستغني عنها المخرجون، ومن هنا كان للمثل المصري المشهور (عادل أدهم) أهميته التاريخية في مجمل الإنتاج الفني المصري، إلا أن هذه الصورة الإخراجية في الحبكة المسرحية البحرينية إستفحلت وتعملقت حد الملل!!.
الأمان الوظيفي لهذه الفئة لا يتمثل إلا في الحفاظ على حالة من الفوضى على خشبات المسرح السياسي البحريني، هي فئة تتنامى مصالحها ومواقعها عبر تأسيس حالة من إنعدام الثقة والتخوين بين الممثلين الرئيسيين في المسرح البحريني (الجمعيات المقاطعة، الحكومة).
نستطيع أن نلمح صوراً عديدة من هذه الشياطين ومستنسخيها الجدد على صفحات الإعلام البحريني، خاصة في تلك العناوين الفاقدة لأسماء محرريها على الصفحات الأولى من بعض الصحف المحلية. يخرج الصحافي في مهمته التحريرية ويعود ليعد مادته، يجد الخبر جاهزاً للنشر، ويجد ما لديه من معلومات وإستنتاجات لا زالت تعبث بذاكرته قد تحولت لمضامين (شيطانية)، قد لا يفهم أهدافها في الوهلة الأولى، لكنه يستنتج حقيقة تامة، وهي أن هؤلاء يحملون في عقولهم مشكلة تاريخية فحواها، لا يجب أن تساهم صحافتنا في خدمة التجربة الإصلاحية بأي طريقة كانت، من كتاب الأعمدة وصولاً لتحرير الأخبار المحلية، فلا يكون من هذا الصحافي إلا أن يقول (إرفعوا أسمي عن الخبر!!)، فتخرج الأخبار (مجهولة الولادة)، أو هي في الحقيقة (بنت الشيطان وربيبته).
إضربوا "الوفاق" و"وعد" .. تفلحوا
نعم، ليست الوفاق صورة سياسية مدنية، وليست الوفاق أكثر من مأتم منظم، وليست حزباً سياسياً حديثاً، وليست الوفاق أكثر من حلم بسيط العناصر والتكوين لفئة شعبية كبيرة، لكننا في الإعلام والصحافة لابد أن نحترمها، وليس الإحترام بالضرورة هو إحترام وتقدير لخياراتها السياسية أو لآلية نظمها السياسية، بقدر ما هو إحترام لتلك الطبقة التي تمثلها على أرض الواقع.
نعم، ليست "وعد" –جمعية العمل الديمقراطي سابقاً- حركة جماهيرية كبيرة، وليست ذات ثقل شعبي لافت، إلا أنها تمثل نخبة من أبناء البحرين، نخبة قدمت من عمرها الكثير لهذا الوطن، ومهما إختلفنا على تقييم خياراتها السياسية، إلا أن إحترام هذه الخيارات هو إحترام للبحرين وتضحيات أبناءها.
نعم، الشياطين تدرك أن إسقاط "الوفاق" و"وعد" وإبتعادهما عن لعب دورهما الوطني، هو أهم، وأثمن، وأكثر الضمانات أهمية لبقاءها متنفذة قوية متغولة داخل البلاد، لذا لا تتوانى خلايا الشياطين في كل زاوية عن توجيه إي ضربة لهذه الجمعيات والنظم الإجتماعية لتبقيها خارج المسرحية، لتستمر الشياطين في توصيفها بالخارجة عن القانون تارة، والمخربة للمشروع الإصلاحي تارة أخرى.
نعم، شكسبير يعلم أن الآداء المسرحي للجمعيات المقاطعة كان سلبياً خلال الفترة الماضية، وهو حين يرى أن الأداء المسرحي لهذه الجمعيات لم يكن بالمستوى المأمول فهو لا يسعى إلى تأسيس خديعة كبرى مفادها "أن باقي الممثلين كانوا قد إلتزموا بأدوارهم المسرحية حسب ما تقتضي أدبيات المسرح الحديث، أو انهم كانوا مثالاً للقانون والمدنية والتنظيم المدني المتكامل والديمقراطي المتمدن".
لا يجوز لنا تأسيس نتائج (أشبه بالقفزات)، تذهب إلى إعتبار السلوك السياسي اللامدني في بعض الفعاليات والقرارات السياسية للجمعيات المقاطعة كان مقابلاً بسلوك وأداء سياسي (قانوني ومدني) لباقي الفاعليين السياسيين في المسرح السياسي البحريني، وهذا ما تعمد بعض الأقلام – جاهلةً أو متعمدةً – لتأسيسه كنتيجة تاريخية قارة ونهائية.
الشياطين، لازالت تعبث هنا وهناك، أسهمها تزداد، بعض وجوهها أصبحت مكشوفة مفضوحة، والبعض الآخر مازال مستتراً خلف تصاميم المسرح السياسي البحريني، ولعلها مشاهد بسيطة – لو شاركت الوفاق في إنتخابات 2006- وتنكشف وجوه الشياطين، عندها فقط، يكون لكل شيطان، شهاب ثاقب.



#عادل_مرزوق_الجمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة المدنية..ضمانة لحقوق الإنسان ونمو إقتصاده..
- قناة الحرة وإذاعة سوا .. إجابة خاطئة!!
- صحافة .. وسخافة!!
- كيف تستفز الصحفيين!!
- التسويق السياسي من خيار التأسيس لهوس المدافعة!!
- المقهى - بوصفه مكانا آمنا للحب
- المقاطعة بوصفها فعلا سياسيا لا عيبا تاريخيا
- خفيفة في تاريخ البحرين ثقيلة على مستقبلها..
- ما بعد الإمبراطورية الأمريكية
- الصحافة المدنية والصحافات الأخرى
- عقوبة واشنطن !!
- !!الأمريكيون.. بطعم الشوكولا
- نعم.. لمطرقة الإصلاح بالخارج.
- التشكيل السياسي الأمريكي -تحت المجهر-:
- ما يمنع الصحافة أن تتأدب؟
- يتلاعبون بالإعلام والصحافة
- من خيارات الإرهاب إلى المدنية العجوزة..
- الولايات المتحدة، الإعتباطية المنظمة!!
- صحافيون متعجرفون
- كيف تدير مجموعات المعارضة العربية إعلامها؟: بعيداً.. عن الزو ...


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عادل مرزوق الجمري - يسترقون السمع!!