أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - التحرك الدبلوماسي والحقوقي الفلسطيني














المزيد.....

التحرك الدبلوماسي والحقوقي الفلسطيني


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4885 - 2015 / 8 / 2 - 15:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


التحرك الدبلوماسي والحقوقي الفلسطيني
عماد صلاح الدين

تركز السلطة الفلسطينية، ومعها أطياف سياسية وحزبية في الضفة الغربية، على خطاب مسألة التحرك الدبلوماسي والحقوقي على الصعيد الدولي، خصوصا بعد الفشل المتكرر للمفاوضات مع إسرائيل، وانسداد أفق الحل السياسي معها.

كان ابرز محاولات ونجاحات السلطة الفلسطينية في هذا المجال انتزاع اعتراف أممي بدولة فلسطين كعضو مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة لا يرقي إلى وضع وكيان دولة كاملة العضوية، بالإضافة إلى انضمام دولة فلسطين غير كاملة العضوية إلى العديد من المنظمات والهيئات الدولية التابعة للأمم المتحدة، وكان من آخرها وأهمها الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، بعد توقيعها على ميثاق روما المؤسس لها.

لكن مشكلة قيادة السلطة الفلسطينية وهي تتحرك ضمن الأبعاد الدبلوماسية والحقوقية الدولية، تريد أن تتجرد وبشكل شبه كبير من حقائق الصراع الفلسطيني -على الأقل- مع الاحتلال الإسرائيلي، بكون الأخير احتلال واستيطان ذي صبغة تاريخية خاصة في سياق الصفة الاحلالية الترانسفيرية له؛ سواء كان منها المؤقت والمحدد في دوائر المكان الدنيوي كما في الترحيل والتهجير أو ترانسفيرا نهائيا من خلال الإبادة وجرائم القتل الجماعي والحروب المدمرة التي تستهدف كل الفلسطينيين.

وحقيقة الصراع هذه، وعبر سوابق زمن الاحتلالات المختلفة في العالم، يلزمها منطلق أساسي في التعامل معها، وهو أن أي احتلال وعدوان بحاجة إلى عموم المقاومة؛ إن كانت هذه المقاومة تقليدية راسخة كما هو حال مقاومات الشعوب المسلحة والعسكرية أو شعبية سلمية عبر حراك معظم قطاعات الشعب الواقع تحت الاحتلال، سواء في مقاطعة البضائع أو العصيان المدني أو فضح الاحتلال وعنصريته سياسيا وإعلاميا، وغير ذلك من أدوات في مواجهة العنصرية والتمييز والفصل العنصري.

ومعروف تاريخيا، أن الانجازات السياسية والدبلوماسية والحقوقية القضائية للشعوب الواقعة تحت الاحتلال، محركها العام والأساسي هو نضال هذه الشعوب، من خلال عموم المقاومة بكل جوانبها وبنودها المتنوعة.

في تحرك الفلسطينيين الشكلي الرسمي، على اطر دبلوماسية وسياسية، خصوصا على الصعيد الدولي، كانت الثمار دائما من جنس التحرك نفسه، فهي مجرد توصيات لا نجد لها صدى واقعيا على الأرض، بل إن الأرض والانتهاكات القائمة عليها من مصادرة واستيطان وقتل للإنسان الفلسطيني واعتقاله والحكم عليه مئات السنين وإيقاع العقوبات الجماعية عليه، حالها مناقض تماما لإمكانية إفراغ شكل دبلوماسي سياسي وقضائي لصالح الفلسطينيين عليها؛ ذلك لان مقومات التنفيذ غائبة وعلى رأسها الضغط على الاحتلال من خلال المقاومة.

الأمر من ذلك، أن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية تدعو في أدبياتها السياسية والرسمية، إلى ضرورة تبني شكل المقاومة السلمية فقط، ولكنها في الممارسة تمنع الأشكال والمفردات الحقيقية لمثل هذه المقاومة، من خلال التظاهرات والاعتصامات الشعبية الواسعة في مواجهة الاحتلال؛ بل إن الحالة التأسيسية للمجتمع منذ عدة سنوات سواء في الثقافة والأخلاق أو السلوك الاجتماعي، تتعارض ولا تطلق حالة مقاومة شعبية سلمية، فالمجتمع صار استهلاكيا وتبدلت اهتماماته الوطنية، وأصبح اقل قدرة على الاحتمال والصبر، وأصبحت القضايا الوطنية في نظره أو تكاد مسائل تراث شعاراتي لا تغني ولا تسمن من جوع؛ بعد ما تم إدخال الإحباط واليأس إلى قلبه من خلال منظومة التأسيس الاجتماعي الاستهلاكي، التي لا تتناسب أو حتى تتوافر - على الأقل- لدى شعوب عربية مجاورة.

وفوق ذلك كله، نجد فلسطينيا عدم الاستفادة أو محاولة الاستفادة من توصيات دولية مهمة عبر قرارات قضائية دولية، كقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي، بخصوص جدار الفصل العنصري لعام 2004، وما ورد فيه من ضرورة تمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم، أو من تقارير لجان تحقيقية واستقصائية بشأن جرائم الاحتلال الإسرائيلي تحديدا في قطاع غزة كتقرير غولدستون وغيره.

إن تغييب المقاومة في الضفة الغربية حتى في شكلها الشعبي السلمي، وما يجري كذلك من حصار لقطاع غزة، يجعلنا أمام نضال فلسطيني إما ممنوع أو محاصر، يجعل من الصعب تحقيق انجازات سياسية ودبلوماسية وحقوقية قضائية للفلسطينيين.
ومن المؤسف، أن يتم التعامل مع قضية الشعب الفلسطيني، والجرائم التي تلحقها إسرائيل به، كحالة موسمية بازرية استعراضية داخلية بين قيادات الشعب الفلسطيني، في ظل الانقسام القائم منذ سنوات، دون أن يكون هناك أي إجراء حقيقي في مواجهة المحتل، وإلا ما الذي تغير في حقيقة وواقع الجرائم الإسرائيلية بين تدمير غزة وذبح أهلها في صيف 2014 وبين ما حدث مع الطفل علي دوابشة وآسرته في قرية دوما بالضفة الغربية؟!!.

فالجريمة الإسرائيلية هي هي على فداحتها ولا إنسانيتها، والتحرك الفلسطيني الرسمي هو هو على تسويفه وضعفه وتخاذله.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيم النسبية والحلولية الشاملة
- القيم النسبية والقيم السيولية الشاملة
- القيم النسبية والحلولية الجزئية
- القيم المطلقة والعلمانية الجزئية
- القيم النسبية والعلمانية الجزئية
- القيم النسبية والعلمانية الشاملة
- القيم المطلقة والقيم النسبية
- التعقيد في القيمومة الحضارية المعاصرة
- الخلط ما بين منظومة القيم وبين التجريب الإنساني في النسق الق ...
- متى يحضر الاستبداد؟
- غياب ملكة العقلانية لدى الشعوب المتخلفة
- في زمن مجتمعات التخلف مطلوب الإضافة لا المناكفة
- الحلولية الجزئية والحلولية الشاملة
- خزعبلات اثنيه وأفكار حلولية وديباجات
- الإنسان وحقائق الحياة
- هل توجد إمكانية لانسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة عام1967؟
- العالم العربي: تفاقم المرض بين الظلم والخنوع
- الإجرائية وغياب تقرير المصير (الحلقة الأولى)
- الإجرائية وغياب تقرير المصير (الحلقة الثانية)
- هل هي مشكلة الدين والبرنامج السياسي في فلسطين؟


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - التحرك الدبلوماسي والحقوقي الفلسطيني