أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الصفقة الأمريكية التركية- الجزء الأول















المزيد.....

الصفقة الأمريكية التركية- الجزء الأول


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4885 - 2015 / 8 / 2 - 01:22
المحور: القضية الكردية
    


عواقب انهيار السلام التركي-الكردي
موافقة أمريكا الخفية على قصف تركيا لمواقع العمال الكردستاني، وفرزها وداعش على صفحة واحدة، لم يكن اعتباطيا، رغم الفروقات بين إيديولوجية الطرفين، ودوافعهما وأهدافهما. ولإدراك مستشاري البيت الأبيض زاوية الضعف الكردي، واضطرارهم على مواجهة هجمات داعش لمناطقهم، غضوا الطرف عن تجاوزات الحكومة التركية، وتناسوا مواقف الشعب الكردي وحراكه. فاستخدامهم لقاعدة إنجرليك، مقابل التصريح الشكلي لتركيا على محاربة الإرهاب، عدتها صفقة سياسية ناجحة. والإشكالية الأخلاقية هي في نأي أمريكا عرض الحقيقة إعلاميا، والتغاضي عن تصنيفات تركيا للإرهاب، والتخلي المفاجئ لإدارة أوباما عن قسم من الحركة الكردية مقابل استخدام مدارج إنجرليك، لتساند قسم آخر من الحركة الكردية في حربها مع داعش. ولا شك صمت الأطراف الكردية على هذا التلاعب، ليست سذاجة كردية، بل واقع اضطراري يواجهونه مرغمون، خلقتها تركيا ودول إقليمية، وبموافقة أمريكا.
وفي هذه القضية بالذات، يدرك الكرد خلفيات قبول أمريكا وأوروبا على مدى عقدين من الزمن معظم شروط تركيا حول قضيتهم، ويعرفون أن المشكلة ليست في تصنيفاتهم للإرهاب بل في المصالح والعلاقات الاستراتيجية، وهو ما لا تريده أمريكا البحث فيه، رغم أنها اقتنعت في السنوات الأخيرة أن التهمة الموجهة لحزب العمال الكردستاني، كحزب إرهابي، مثلما اتهمت الحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان الفيدرالي، الديمقراطي والاتحاد وأدرجتهما ضمن قائمة الإرهاب إلى وقت قريب، غير منصفة مثل عدم منطقية قبولهم لواقع الشعب الكردي، لكن لحاجتها لتركيا، حيث ظهور الإرهاب السياسي الإسلامي المتطرف، وتبجح تركيا أمام العالم بأنها تنمي وتنشر الإسلام الليبرالي، للحد من الإرهاب والتطرف الديني، تغاضوا عن بشائعها بحق الكرد عامة وساندوها بشكل أو آخر على محاربة أل ب ك ك. ولم تطلب أمريكا ولا أوروبا يوما من تركيا فيما إذا كان لها أبعاد سياسية في التمييز بين الإرهاب والأحزاب القومية المتطرفة خارج القومية التركية، أي بما معناه، الفرق بين الحركة الكردية القومية والمنظمات الإسلامية المتطرفة كحزب الله الذي خلقه الميت التركي والدولة المخفية، أو المنظمات الإرهابية الشاذة كداعش المسنودة حتى قبل أيام من قبل حكومة أردوغان، والمعروفة من قبل البيت الأبيض.
حزب العمال الكردستاني، عرف بين الكرد كحزب متطرف، في فكره، وطروحاته، وأيديولوجيته، وصراعه الدائم مع معظم أطراف الحركة الكردية، إلى حد تناسي العدو الحقيقي ومواجهة الذات الكردية كأعداء وهميين، تحت حجة تصفية الداخل، وهي المقولة الخاطئة والتي نشرتها الأحزاب والسلطات الشمولية على مر القرون الماضية، لتركيز السلطة بانفرادية مطلقة، ولا شك قام أعضاؤه بأعمال مرفوضة، في العمق الكردي والأوروبي، وكانت هناك مواجهات قدر الإمكان له على صعيد الحركتين الثقافية والسياسية، لكنه رغم كل هذا لم يبلغ في أعماله الخارجية لتصنفه أمريكا وأوروبا كمنظمة إرهابية، ولم يخرج نضاله العسكري من حدود جغرافية كردستان، وعملياته لم تتجاوز منطق الدفاع عن البقعة الجغرافية المحتلة، ونضالاته ونضالات غيرها من أطراف الحركات التحررية الكردستانية لا تصنف كهجمات أو اعتداءات على الأخرين في الاعتبارات العسكرية العالمية، بل دفاع عن الذات، حسب الأعراف الدولية في تحرر الشعوب، والتي سادت في عصر الاستعمار والانتداب، من بدايات القرن الماضي.
ولا شك أن مسيرة منظومة المجتمع الكردستاني على الصعيد القومي كان مجال صراعات عقيمة أدت وتؤدي إلى توسيع هوة الخلافات الكردية -الكردية، مثلما يحصل اليوم بينها وبين إقليم كردستان الفيدرالي، وليست هنا بيت القصيد، بل خلفية الصراعات الاستراتيجية في المنطقة وتداخل المصالح الدولية التي سمحت لتركيا بإدراج حزب كردي ضمن قائمة الإرهاب، وسهولة موافقة الدول الكبرى عليه، والتي بنيت على تشويه للحقائق، وتناسي الأعراف الإنسانية المنتهكة ضمن الدولة المعتبرة. ورغم أنه يقدم ذاته كحزب يدافع عن حقوق شعب إن كان من المنطق القومي أو الأممي كما يعرضه حاليا، لكن الهيئات العالمية تعتبر طرق نضالها متعارضة والأعراف الدولية واعتبروها انتهاك لشرعية الدولة التركية، والحكومات المتعاقبة دافعت من خلال هذا المنحى عن بعدها القومي في تركيا وعرضتها على مبدأ الدستور الأتاتوركي المعترف به داخليا وخارجيا رغم بنوده العنصرية، وكان الحكم الدولي مبني على مصالح وأجندات دولية، وتزييف الحكومات التركية للواقع الكردستاني أمام الخارج.
كادت، عملية انتقال الحوار من المجال الأمني التركي إلى الساحة السياسية، أن تؤدي إلى نوع من السلام، على الأقل في جزء من جغرافية كردستان، وكثيرا ما يتهم حزب العمال الكردستاني بوضع العوائق أما المسيرة، وذلك بالقيام بأعمال عسكرية ومظاهرات تخللتها الفوضى، على خلفية ما حدث للشباب الكرد، في مجزرة سروجي، وتسارعها بمطالبها في تطبيق بنود اتفاقية السلام. لكن الحقيقة تكمن خلف هذه التهم، فتصاعد النزعة التركية أو العثمانية عند إدارة أردوغان مؤخراً، في البعدين القومي والديني، وتراجع شعبيتها في الانتخابات النيابية، أوقفتها عند مراحل متقدمة، ودفعتها لقطع طريق السلام، وهي مقتنعة بأن هدوء العمال الكردستاني على مدى السنوات الماضية أضعفتها، وترى بأنه من السهل القضاء عليها وفرض شروط السلام كما ترغبها هي لا كما يجب أن يتم بموافقة الطرفين.
كما وأن ولوج قادة العدالة والتنمية سابقا ضمن القضية السورية بدروب مغايرة لمفاهيم الثورة، وتحركاتها لتغيير سلطة بشار الأسد ليس حبا بالشعب السوري بقدر ما هو لغاية قومية -اقتصادية ودينية-مذهبية، وضعتها أمام قضايا أخرى، كانت تحسب لها وتضع الخطط مسبقا، كدعمهم لداعش، لكنها لم تكن تتوقع أن تتعرض جغرافيتها للمشاكل، رغم انها على معرفة من أن الهلال الشيعي يعمل على هذا المنحى ويدعم داعش من جهتها، وكانت تركيا منتبهة لهذا، لكن غايتها تختلف عن غاية بشار الأسد في سوريا أو إيران في العراق، فعيون الحكومة التركية لم تحيد يوما عن القضية الكردية في سوريا، وكان تكتيكهم دقيقا حتى قبل فترة، لكن تزايد القوة الكردية في غربي كردستان، أجبرتها على تعديلها، فدفعت بداعش، وتحركت بشكل مكثف في الأروقة الدبلوماسية الأوروبية والأمريكية والمحافل الدولية، وقامت بقبول صفقة (إنجرليك) مقابل وضع حلول للقضية الكردية مسايرة لأجنداتها، لكنها ولأسباب داخلية، منها قطع درب السلام، يتوقع أن تنجرف إلى مستنقع لا يحمد عقباه، مثلما انجرفت السعودية إلى مستنقع اليمن، وأولها تراجع نموها الاقتصادي، والظهور أمام العالم كدولة بلا استقرار داخلي، وربما معتدية فيما لو تدخلت في سوريا...
يتبع...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
31/7/2015



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معادلة المفاعل النووية الإيرانية - إيران تنتصر
- مخطط تقسيم غربي كردستان
- الدكتور كمال اللبواني قصد حضارة النحر الجارية في كوباني والح ...
- الدكتور كمال اللبواني سيحاسبك الشعب السوري
- صعود أردوغان وهبوطه
- مبايعة أردوغان للبغدادي
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه-الجزء الأخير
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه - الجزء الثالث
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء الثالث عشر
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه - الجزء الثاني
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه - الجزء الأول
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الأخير
- أمريكا قتلت
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الرابع
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الثالث
- السيد مسعود برزاني في واشنطن
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار - الجزء الثاني
- كردستان من التعتيم إلى الإنكار- الجزء الأول
- ماذا فعل المربع الأمني بالعامل والمستثمر الكردي-الجزء الثالث
- ماذا فعل المربع الأمني بالعامل والمستثمر الكردي- الجزء الثان ...


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الصفقة الأمريكية التركية- الجزء الأول