أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصطفى القرة داغي - الأعلام العراقي بين الحيادية والأنحياز















المزيد.....

الأعلام العراقي بين الحيادية والأنحياز


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1347 - 2005 / 10 / 14 - 10:17
المحور: الصحافة والاعلام
    


بعد سقوط النظام الديكتاتوري السابق في التاسع من أبريل 2003 أنزاحت القبضة الحديدية المرعبة التي كان النظام المقبور يسيطر بها على الأعلام العراقي سواء في داخل العراق أو خارجه.. فبأستثناء بعض صحف المعارضة التي كانت تفضح ممارسات النظام وتعري فساده وحكمه الديكتاتوري من خارج العراق كالمؤتمر والزمان وبغداد كان مفروضاً بل ولزاماً على الأعلام العراقي في ذلك الحين السمعي والمرئي والمقروء أن يطبّل لذلك النظام وأن لايتحدث عن أبسط حقوق المواطن العراقي التي كانت مستباحة بالكامل في زمانه.. أما اليوم فهناك مئات الصحف العراقية المقروءة وعشرات الأذاعات والفضائيات العراقية الخاصة سواء منها المستقلة أو تلك التي تتبع لهذا الحزب أو ذاك وجميعها تحاول بطريقة أو بأخرى أن تسير على خطى الديموقراطية التي أصبحت سمة من سمات العصر ويراد لها كما ( يقال ) أن تكون سمة من سمات العراق الجديد.. وأذا أردنا التخصيص في الحديث عن الفضائيات بالذات بأعتبارها محور أهتمام ومحط تركيز أغلب العراقيين وكونها أمام ناظرهم وأعينهم ليل نهار فأن بأمكاننا القول بأن بعض هذه الفضائيات قد نجحت في شق طريقها وسط سيل جارف من الفضائيات ليست فقط العراقية بل العربية والعالمية بأعتمادها خطاً أعلامياً معتدلاً وصادقاً في نقل الخبر الى المشاهد العراقي الذي يرعبه ما يحل ببلاده اليوم من دمار وموت تشارك فيه أصابع خفية من جميع الجهات في حين لاتزال بعض الفضائيات أسيرة ثقافة الولاء للحزب الحاكم والسلطة الحاكمة وهو ما نراه واضحاً وجلياً في أداء بعض الفضائيات العراقية مع الأسف .
أذ ليس من المنطقي ولا من المقبول بل ومن الخطير أن تغير قناة العراقية التي من المفترض أنها تابعة لشبكة الأعلام العراقيي المستقلة برنامجها الأعلامي بتغيّر شكل وطبيعة الحكومة في العراق فهي ليبرالية وتبشر بالأفكار الليبرالية عندما تكون الحكومة ليبرالية وأسلامية عندما تكون الحكومة كذلك والله أعلم ماذا سيصبح شكلها وبرنامجها الأعلامي في المستقبل فهو رهن ما ستفرزه الأنتخابات القادمة ولا أعلم ماذا سيكون موقف القناة أن كان توجه الحكومة القادمة على العكس من توجه الحكومة الحالية وكيف ستستطيع قناتنا المسكينة تغيير الموجة بين ليلة وضحاها أمام جمهورها ومحبيها من أبناء العراق الذين يريدون من القناة الفضائية التي تحمل إسم وطنهم العراق أن تكون فعلاً مستقلة وبالتالي واقعية في طرحها للأمور وصادقة في نقلها للخبر وليس مُسيّسة وشعاراتية لأن هذا المسلك يذكرنا بقنوات العراق الرسمية خلال فترة حكم النظام الديكتاتوري المقبور وماسبقه من الأنظمة الديكتاتورية التي كانت فيها القناة الرسمية تطبل للزعيم الأوحد والقائد البطل والأب القائد والقائد الضرورة .
من قال أن على جميع العراقيين أن يصوتوا بنعم للدستور ؟.. وما هذه النبرة التي بدأنا نلاحظها هذه الأيام في بعض الفضائيات العراقية التي تحاول تسقيط وتخوين كل من ينتقد الدستور وكأنه كلام منزل من السماء رغم أن فيه من الأخطاء والهفوات ما ليس من الممكن السكوت عليها وتركها تمر مرور الكرام لأن على هذه الكلمات البسيطة يتوقف مصيرنا ومصير أبنائنا وأجيالنا لعقود قادمة .
أن محاولة البعض من المؤدلجين ومروجي الأفكار عن طريق الوعي الجمعي للبسطاء من الناس تمرير الدستور على العراقيين بهذه السهولة ينبغي أن لايُسكت عليها.. فقد حاول مراسل قناة العراقية أثناء تغطيتها المباشرة لحملة التبرعات التي تبنّتها القناة للمتضررين من فاجعة جسر الأئمة الترويج للدستور عندما سَأل أحد المواطنين وقد جاء للتبرع لذوي ضحايا تلك الفاجعة " هل أن قدومك هذا معناه تصويت بنعم للدستور ؟ "
ماهذا السؤال الإستفزازي للمواطن ؟؟
وما الربط بين الموضوعين ؟؟
حقاً أن شر البلية مايُضحك..
أليس من العيب إستغلال مشاعر الناس وآلامهم بهذه الطريقة للترويج ولتمرير مخططات سياسية ليس بالأمكان تمريرها بكل تأكيد لو كانت ظروف العراقيين مختلفة ؟؟
ثم مادخل قناة العراقية التي من المفترض أنها قناة حيادية مستقلة ( ألخ .. ألخ ... ) بالدستور؟.. ولماذا تَصُر في كل مناسبة سانحة وغير سانحة على الترويج له بحيث وصل الحال الى أن ينفعل مذيع برنامج ( دستورنا مستقبلنا ) على أحد الضيوف وهو الأستاذ عزيز الياسري كونه أنتقد الدستور بموضوعية لم نعد نراها لدى الكثيرين ؟.. أم أن العراقية تسير على خطى وبتوجيهات بعض الأحزاب التي يُصّرح بعض قادتها اليوم نيابة عن العراقيين بأنهم سيصوتون نعم للدستور.. أنها تصرفات خطيرة ومخجلة وبأعتقادي مقصودة نتمنى أن لاتتكرر لأن زمن أستغفال المشاهد قد ولّى الى غير رجعة بسقوط الصنم الذي لن نسمح بقيام صنم جديد محله بطرق ملتوية مهما كلّف الثمن .
وبعيداً عن بعض القنوات والفضائيات العراقية الخاصة التي تروّج لهذا الحزب أو ذاك أو تغذي هذا الفكر الطائفي أو ذلك الفكر القومي تبقى قناتا الشرقية والديار من القنوات الفضائية العراقية القليلة التي إستطاعت أن تحافظ على حيادها تجاه جميع مكونات الشعب العراقي بعد أن أصبح سَب أبناء هذه الطائفة وشَتم أبناء تلك القومية سِمة من سمات ومن يوميات بعض الفضائيات العراقية .
أن الأعتدال والحيادية اللتان تتّبعهما قناتا الشرقية والديار في تغطية أحداث العراق بشكل خاص هو ما لم يألفه الكثير من العراقيين وخصوصاً المؤدلجين منهم وهم كثر ممن تعودوا على أعلام يمجد الزعيم والقائد والحزب ويطبل لهم ولحكوماتهم لذا نرى اليوم أنقساماً في الشارع العراقي بين من لايزال يعيش بهذه العقلية فنراه متابعاً شغوفاً لفضائيات عراقية تخدم سياسة هذا الحزب أو ذاك وتجامل هذه الطائفة أو تلكم القومية و تتستر على فضائح ومهازل سياسية ستدمر البلاد والعباد وتركز على جانب معين وتهمل جوانب أخرى عديدة حتى لاينكشف المستور وتجمل الأخطاء والفشل وتجعل منهما نجاحاً وأنتصاراً.. هذا من جهة .. وبين من لايحمل مثل هذه العقلية أو تحرر منها ويريد اليوم أن يرى الأمور بعيون وعدسات منصفة ومخلصة للعراق فقط لا للطائفة أو القومية أو الحزب تشخّص السيء والمسيء وتُبرز المُشرق والجميل بدون تزليف أو محاباة وهذا مانلمسه جلياً في كل من الشرقية والديار اللتان نرى فيهما نبض العراق وهوائه وجماله من زاخو وحتى الفاو وفي أعتقادي هذا هو الأعلام وهذه هي الرسالة الأعلامية الصحيحة والهادفة وليس فتح خطوط الهاتف لسماع سباب وشتائم وكلام لاينفع سوى فئة صغيرة مريضة في حين يضر شعب بأكمله .
كما أن أكثر ما يضحك في كلام البعض هو وصمهم للشرقية والديار بأنها تبث الفرقة بين العراقيين وهو العكس تماماً مما تفعله هاتان القناتان أذ أنهما بالذات تنتهجان أعلاماً عراقياً وطنياً صرفاً بعيد عن التقسيمات والأستقطابات والمصطلحات الطائفية والقومية التي بدء يتسم بها الأداء الأعلامي لأغلب الفضائيات العراقية الأخرى فالشرقية والديار منفتحتان على الجميع تتألمان لألم جميع العراقيين وتفرحان لفرحهم.. نرى فيهما كل الوجوه ونسمع فيهما كل الأصوات.. نرى أسمهما وشعارهما موجوداً في كل الندوات والمؤتمرات والمناسبات أياً كان منظمها ومن أي غصن من أغصان العراق .
أن القنوات التي تبث الفرقة هي تلك التي تفتح الخطوط الهاتفية لمن هب ودب ليتصل وليسُب ويشتم غيره من العراقيين كيفما أراد مهاجماً أبناء هذه الطائفة أو تلك القومية وكأنه ومن يقف ورائه يريدون أفراغ العراق من باقي أبنائه وجعله لطوائفهم وقومياتهم هم وحدهم.. وهي تلك القنوات التي تطرح نفسها وكأنها ممثلة لطائفة واحدة تتابع مناسباتها الدينية فقط من دون الآخرين وتغطي مؤتمرات وندوات أحزابها السياسة فقط من دون الآخرين ولانرى لها حضور يلحظ بل أن حضورها معدوم في أي ندوة أو مؤتمر لايتلائم مع توجهات ومخططات الجهة التي تروج لها هذه القناة .
أن النقد والأختلاف هما ظاهرتان صحيتان كنا نتمنى أن تصبح سمة من سمات السياسة والثقافة العراقية اللتان حرمتا منها زمن النظام المقبور ولكن مايحدث اليوم هو أعادة أنتاج لنفس ثقافة التسقيط والتخوين التي كان ينتهجها النظام السابق فالمتابعين الشغوفين لقنوات الأحزاب ( إياها ) يسبّون ويشتمون القنوات المعتدلة ومشاهديها ليل نهار وجهاراً نهاراً سواء في الشوارع أو على شاشات فضائياتهم الطائفية نفسها وينعتون الكادر ألأعلامي لتلك القنوات بأكمله بأنه من أتباع النظام السابق لالشيء سوى لأنه عمل في تلك الفترة وهو كلام غير مسؤول وتفكير غير منطقي يحمل في طياته ترسبات مَرَضية لايمكن بمثلها أن نخلق إعلاماً راقياً وهادفاً ولا أن نبني العراق الجديد الذي نريد ونتمنى .
يا إعلاميونا.. الحيادية والحيادية في الأعلام.. وإن كان لابد من الأنحياز في مثل هذا الوضع المزري الذي يمر به وطننا فأنحازوا الى العراق.. الى العراق .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ونزيف الدم الذي لا ينقطع
- شموع في دهاليز الظلام
- ذكرى أنقلاب 14 تموز في العراق وتصحيح المفاهيم
- مجتمعات أنسانية أم مفاقس لتفريخ الأرهاب ؟
- الأعلام المسموم للأخوة والأشقاء
- حذاري ممن يسعى لتدمير العراق
- البرلمان العراقي المنتخب وأستحقاقات عاجلة يجب أن تُحسم
- أنقلاب 8 شباط 1963 وأغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم .. جريمة ت ...
- ساسة العراق الجديد واللعب مع الكبار
- كلمة حق بحق قناة الشرقية
- العراقيون الغيارى يرسمون صورة المستقبل
- تغيير القناعات .. وتحالفات العراق الجديد
- الأنتخابات العراقية والتسويق لبعض القوائم الأنتخابية
- الأنتخابات وتداعياتها على مستقبل العراق
- هيستيريا الأنتخابات
- هل الأنتخابات فتوى شرعية أم ممارسة ديمقراطية ؟
- المهمة الصعبة لمنظمات المجتمع المدني في العراق
- المواطن العراقي بين الخدمات والأنتخابات
- ما للملكية و رجالها أضعاف ما عليها وعليهم
- السلطة بين ثقافة النخبة و ثقافة العوام


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصطفى القرة داغي - الأعلام العراقي بين الحيادية والأنحياز