أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علال القايد - أيها الشعب المغربي: محمد السادس يخاطبكم















المزيد.....

أيها الشعب المغربي: محمد السادس يخاطبكم


علال القايد

الحوار المتمدن-العدد: 4884 - 2015 / 8 / 1 - 09:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


منذ أن اعتلى ملك المغرب محمد السادس العرش بعد وفاة والده لم نر له خطابا جريئا يغير شيئا من واقع شعبه، بل رأينا له خطابات باهتة يتلعثم فيها ويتصبب عرقا وهو يقرأ من أوراق أمامه، يتساءل المرء وهو ينظر إليه كتلميذ يتهجى درسه الأول: أليس لديه أموالا ليشتري Teleprompter يقرأ منه عوض تلك المأساة التي يعتبرها القصر خطابا ينبغي أن يوجه للأمة؟ أليس لديه خبراء مكياج لكي يزيلوا عرقه أثناء إلقائه الخطاب؟ ألا يقوم بالتدريب على خطاباته قبل إلقائها؟ لماذا يلقيها باللغة العربية الفصحى ألا يتحدث الدارجة كباقي المواطنين؟ لماذا على الشعب أن يسمع خطابا ركيكا بلغة بعيدة عن قلبه ومشاعره؟

فوق هذه الأسئلة هناك أسئلة أخرى تتبادر لذهن أي مشاهد بسيط: ماذا جنينا من هذه الخطابات مدة ست عشرة سنة الأخيرة؟ هل تغير أي شيء؟ هل صار الفقير غنيا أم قضينا على الرشوة والفساد؟ ام قضينا على الأمية؟ لا شيء، يستمر الملك في استغلال خيرات البلاد عبر شركاته، ويضحك على الشعب المسكين بخطاب في كل مناسبة. وبمناسبة الضحك على الشعب، أتذكر كباقي المواطنين حين اعتلى الملك عرش أسلافه الذين تنعموا أيضا بخيرات البلاد، معلنا أنه قد تم اكتشاف البترول في تالسينت، وأخذ المغاربة يحلمون بأن أوضاعهم ستتغير في بضع سنين، واعتبروا اعتلاء الملك للعرش فألا حسنا قد جلب مع أول سنة له الخير للبلاد والعباد، فجأة تبخر وهم بترول تالسينت وارتفعت أسعار المحروقات اليوم ضعف ما كانت عليه بالأمس، ولم يعتذر جلالته للشعب المغربي، فخطاباته وحي مقدس لا تتبدل ولا تتغير، حتى لو أخطأ فهو لا يعتذر، فالملوك آلهة في بلداننا لا يخطئون أبدا ولا يعتذرون لشعوبهم، لأن شعوبهم ليست بشعوب، بل هي رعية يمتلكونها كما يمتلكون البلاد والعباد، يقتلون ويحيون من شاؤوا منهم ويحكمون بالسجن على من شاؤوا، ويعفون في الأعياد والمناسبات على من يشاؤون، لهم الأوطان والمواطنون ولنا الله وإنا لله وإنا إليه راجعون.

في هذا الخطاب الأخير تقمص الملك دور الخادم الذي يحس بالمواطنين، الذي يرثي لحالهم ولفقرهم ويريد أن يحسن من أحوالهم، وكأنه لم يكن يقضي عطلته في اليونان ببذخ الملوك العرب الذي لا مثيل له حتى عند رؤساء أعظم الدول في العالم، وصلت قيمة هذا البذخ خمسة ملايين يورو في سبعة أيام، وهو بذخ من أموال الشعب الذي يدعي أنه يريد أن يحسن من أحواله، في حين حوالي 10 في المائة من شعبه يعيشون على يورو في اليوم الواحد، قبلها سبقتها عطل أخرى مثل عطلته في جزر السيشيل في شهر أبريل، وعطلته في تركيا في أواخر 2014 في أسطول من الطائرات بلغ خمس طائرات لتحمله ومرافقيه وأمتعتهم، كله من أموال الشعب المسكين الذي يتعاطف معه الملك ويرق لحاله، بل ربما لا ينام في رحلاته الباذخة لكثرة تفكيره في شعبه وانشغاله بفقرهم، وكأن هذا الملك لا يمتلك أسهما في كل قطاعات المملكة، وكأنه ليس هو المستفيد الأول من المتاجرة في مآسي شعبه، يبيعهم كل شيء من الأغذية إلى السكن إلى المواصلات... هذا هو مالك الفقراء وليس ملكهم فحسب، يبيعهم "القرد" ويضحك على شرائهم له.

تحدث الملك أيضا عن مأساة التعليم المغربي، وقال بأنه درس في المدرسة المغربية، والمواطن المسكين يشاهد الخطاب ولا يصدق أن ملكه أمير المؤمنين يكذب عليه علانية دون أن يستطيع أن يقول شيئا إلا "عاش الملك" فمن حقه أن يقولها دون اعتراض أو رقابة من أحد. هل ذهبت يا جلالة الملك إلى المدرسة المغربية فعلا؟ أم أنك ذهبت للمدرسة المولوية؟ مدرسة المولى، التي يتربى فيها المولى يحضر له أبوه المولى الأكبر أي أستاذ أراد، ويدرسه أي مقرر أراد، بل ويأتيه بأحسن المربيين والمربيات من أوروبا، هل هذا حال بقية أبناء الشعب؟ هل سار الملك في البرد القارس كما يمشي تلامذة المدارس في جبال الأطلس؟ هل قطع مسافات طويلة للمدرسة ليجدها مقطوعة بالمياه؟ هل حمل معه كسرة خبز وقنينة شاي في محفظته لتكون طعامه في اليوم كله لأنه لا يستطيع العودة للمدرسة ليأكل وجبات الطعام في وقتها؟ هل ضربه الأساتذة على يديه وأصابعه؟ هل عاقبه الأساتذة بالوقوف إلى الحائط؟ هل قالوا له لا يعود حتى يحضر ولي أمره؟ هل كان عليه أن يدفع انخراط جمعية آباء وأولياء التلاميذ وهو لا يعرف لماذا يدفعها أصلا؟ هل كان عليه أن يحمل وزر محفظة أنقضت ظهره؟ هل كان عليه أن يشترك مع زميله في نفس المقرر لأنه لا يملك ما يشتري به مقررا لنفسه؟ هل كان يجلس أربعة في نفس الطاولة؟ هل كان يقطع المسافة ليصل للمدرسة ويقال له أن الأستاذ تغيب اليوم فيعود ويحاول اليوم التالي؟ شتان بين مدرسة الملوك ومدرسة المواطنين.

في كل خطاب يتفنن محررو القصر في البحث عن صيغة جديدة يبيعون للمواطنين من خلالها وهما يتجدد بتجدد الظروف، يتلون بحسب تلون المشاهد، يتحدث عن الحفاظ على الهوية الدينية وهو قد رهن البلد لأموال وعطايا السعودية التي هي منبع التشدد والوهابية ثم يحذر المواطنين من التخلي عن هويتهم الدينية، كل الكتب الدينية تأتينا من الشرق ومع ذلك يقول أنه لا يريد المواطنين أن يتأثروا لا بالشرق ولا بالغرب، أن يبقوا سنة مالكيين كما أرادهم ملكهم، حتى الدين يريد أن يتحكم فيه حتى العقيدة التي مكانها القلب يريد القصر أن يوجهها ويقولبها حسب مقاسه، المواطن مجرد من إرادته واستقلاليته الأقتصادية والفكرية والعقائدية، القصر يحدد له كل شيء، يبيعه ما يأكل وما يلبس ويؤطره في العقيدة، ويدافع عنه ويحميه، القصر هو كل شيء، المواطن البسيط المسكين يعتقد أن الملك هو الذي يجود عليه بحياته حتى، فالملك هو الذي يدشن له مستشفياته ومدارسه ومصانعه وطرقه، وكأنها ليست من أمواله ومن أموال دافعي الضرائب من المساكين مثله الكادحين الذين يستيقظون فجرا ليعودوا مساء منهوكي القوى، لعلهم يحافظون على كرامتهم ولقمة عيشهم، من أموال هؤلاء يتنقل الملك بكل مصاريف تنقلاته الباهضة، وما يرافقها من إعلام وحراسة وطاقم، ليدشن مستوصفا هو من عرق الشعب، ليقول المواطن المسكين "عاش الملك" لقد بنى لنا مستوصفا، عاش الملك لقد بنى لنا مدرسة، متى سيدرك الشعب أن الملك لا يبني شيئا من عنده، ولا يعطيك أي صدقة، بل بالعكس يستغلك ليلمع صورته على حسابك، ويريدك أن تستمر في اعتقادك أنه هو صاحب المنة عليك في كل شيء حتى في الدم الذي يجري في عروقك.

تختم المسرحية الكبرى بحفل الولاء الذي يمشي فيه الملك على حصان وكأنه أحد أباطرة الشرق قد عاد إلى الحياة من جديد، بينما يتسابق العبيد إلى الانحناء له صفا تلو الآخر، "الله يبارك في عمر سيدي" "الله يعاونكم قال لكم سيدي" "الله يرضي عليكم قال لكم سيدي" "تلقاو الخير قال لكم سيدي"، الملك بيده الأمر والنهي بيده رضى الله ومعونته، والبقية عليهم الركوع بعدد مرات الرضى الملكي، عليهم أن يركعوا لتقبل هذه الهبات الإلهية التي لا ينطقه الملك في الحقيقة بل ينقلها على لسانه عبيده ذوي الطرابيش الحمر لعبيده ذوي الجلاليب البيض، بينما هو يتفرج على المنظر ملوحا بيده، يبدو الأمر أضحوكة أمام العالم، بينما المخزن وحده لازال يعتقد أنها الطريقة المثلى لإبقاء تلك الهالة المقدسة حول الملك، وجعل الناس يخضعون له ويطيعونه، متى يستفيق المغاربة من الاستعباد السلطوي؟ متى يعلمون أن قائد أي شعب وزعيمه عليه أن يكون خاضعا لهم لا مخضعا لهم، متى يرفضون مشاهدة المسرحية التي تعرض عليهم في كل خطاب وفي كل حفل ولاء؟



#علال_القايد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علال القايد - أيها الشعب المغربي: محمد السادس يخاطبكم