أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رائد الجراح - قطرات من بحر الأمثال البغدادية العريقة















المزيد.....

قطرات من بحر الأمثال البغدادية العريقة


رائد الجراح

الحوار المتمدن-العدد: 4884 - 2015 / 8 / 1 - 09:46
المحور: كتابات ساخرة
    


حكاية عن ثعلب قد مرّ تحت العنب ,,,,, وشاهد العنقود في لون كلون الذهب
وغيره من جنبه اسود مثل الرطب ,,,,, والجوع قد اودى به بعد آذان المغرب
فهمّ يبغي اكلة منه ولو بالتعب ,,,,, عالج ما امكنه يطلع فوق الخشب
فراح مثلما اتى وجوفه في لهب ,,,,, وقال هذا حصرم رأيته في حلب

اما المثل الشعبي فعندنا يقول ( الماينوش العنب بيده يكول حامض ما أريده ) وقصة هذا المثل تعود الى تلك الأبيات الشعرية التي تصف حال من لاتطول يداه الى مراده لعجزه ولضعفه يتعذر بما يحفظ ماء وجهه كهذا الثعلب المسكين .
أستوقفني هذا المثل مع أمثال شعبية كثيرة لم تأتي من فراغ فهي صنيعة الحالة أو التجربة التي تمر بشخص واحد او بمجموعة من الناس وهلم وجرى .
(اليحجي الصدك طاكيته منكوبة)
من منا لم يسمع بهذا المثل ؟ فالطاكية هي عبارة عن غطاء للراس تكون أشبه بالعرقجين ولكنها أخف منه , وهذا المثل يضرب عن الشخص الأمين الذي يتكلم الصدق دائماً وكثير من الناس تخشاه لأنه يؤثر الحق على الباطل ولم تكن المجاملة موجودة في قاموسه أصلاً فأصبح بسبب صدقه اللامتناهي يقع في الكثير من المشاكل فضلاً عن هذا أنه رجل فقير الحال لايملك قوت يومه حتى انه بالكاد يحصل على لقمة يسد بها رمقه وهو يبدو أمام الناس في الغالب بحالة رثة ومايلفت نظر المارة اليه أنه يعتمر طاقية مثقوبة ويعود سبب ثقب الطاقية الى تدخله ليقول الحق أمام من يختارونه للتحكيم بينهم لأنه ينال الكثير من الصفعات على رأسه كلما وضع تحت تجربة او أستشاره أحد لأمر ما, فأذا قال الحق ليرضي طرفاً ينال صفعة من الطرف الآخر وهكذا , وذات يوم مرت امرأة حسناء جميلة وسألته عن حاله وسبب طاقيته المثقوبة فقال لها :- خاتون هذا كله من وراء قول الحق , فقالت له الخاتون: هل يعقل هذا ؟ فقال لها طيب أسألك سؤال , هل أنت متزوجة ؟ فقالت له ومطلقة , فقال ومطلقة أيضاً؟ هذا لأنك حتماً فعلت فعلةً شنعاء جعلته يطلقك , لأن ليس من المعقول أن يحب غيرك وأنت بهذا الجمال , فثارت غضباً بسبب كلامه وصفعته على رأسه فقال لها : هل عرفت السبب ياسيدتي ؟ من وراء هذا ثقبت وتمزقت طاقيتي ؟ . فذهب قوله الى الناس وأصبح مثلاً يضرب لمن يقول الحق وهو ضعيف الحال الى يومنا هذا , ومن أهم الشخصيات المشهورة في القرن الماضي في العراق من الذين ثقبت طاقيتهم هو الفنان والمونولوجست الشهير عزيز على الذي كان يؤشر على موطن الخطأ في سياسة الدولة وحال البلد . .

( لا حضت برجيلها ولا خذت سيد على)

يضرب هذا المثل لمن يتعثر به حظه ويخسر المشيتين كما يقال , وقصة هذا المثل تعود الى امراة جميلة حسنة المظهر كانت تزوجت رجلاً فقير الحال قليل الرزق يشكو من ضيق ذات اليد وليس بوسعه ان يوفر الحياة الكريمة التي تتناسب وأحلام تلك المرأة فكان يحاول أن يرضيها ماأستطاع الى ذلك سبيلاً حتى وصل بها الأمر الى النفور من تلك العيشة الضنكى وعدم الصبر على حاله تلك فذهبت تبحث عن من يقرأ لها الطالع لتعرف ماذا ينتظرها في المستقبل القريب حتى أوصلتها احدى صديقاتها الى أحد الدجالين من الفوالين الذين يقرأون الطالع يقال له سيد علي , فعندما دخلت عليه رآها حتى أسر بجمالها فسولت له نفسه الخبيثة بأن يرسم خطة ليوقعها بشراكه فقال لها بان نجمها ونجم زوجها لايتوالمان ولو بقيت معه فسينتظرها حال أسوأ من الذي هي فيه وعليها أن تطلب منه الطلاق ولمح لها بانه سيتزوجها في حال ان تطلقت من زوجها بعد إكمال العدة , فرجعت الى زوجها وطلبت منه أن يطلقها بعد أن عيرته بفقره فلبى لها طلبها رغم حبه لها بسبب حرصه على كرامته , وبعد ان أكملت عدتها ذهبت الى سيد علي ليتزوجها لكن السيد أخذ يراودها عن نفسها ويؤجل موضوع الزواج كل مرة حتى يئست منه وعادت ادراجها الى امها خائبة فلما عرف الناس بأمرها وصفو حالها وقالوا (لاحضت برجيلها ولاخذت سيد على ) حتى أصبح هذا المثل معروفاً لدى الناس الى يومنا هذا .

(( أگر حيلة نداري .. چيرا لفلف می-;-کونی-;- ))

أصدقائي الأعزاء هذا مثل فارسي عجمي تعلمه البغداديون القدماء وحفظوه بسبب ثقافة الجوار التي تأتي من الجارة ايران حيث كانت أفران بغداد مليئة بالعمال الأيرانيين ناهيك عن التجارة الزاهرة بين البلدين براً وعلى الحمير والأبل ويقال هذا المثل لمن يصادف موقفاً مثيراً للريبة والشك ومدعوماً بظاهرة غريبة تثير التساؤل والفضول ,
وحكاية هذا المثل هو أن أحد التجار البغداديون كان يسافر الى إيران دائما لأعمال تجارية حتى أصبح لديه هناك كثير من الأصدقاء التجار وقد دعا أحدهم الى زيارته في بيته حين يأتي الى بغداد وبالفعل حصل أن زاره أحد اصدقائه من التجار العجم وأمر أمرأته أن تعمل ( جدر دولمة ) وتسمى أحيانا بالملفوف وعندما أُحضر الطعام أستغرب الضيف من هذه الأكلة لأنه لم يرى مثلها سابقاً وسأل مضيفه عنها فقال له انها اكلة بغدادية لذيذة مصنوعة من اللحم المفروم والرز والثوم وبعض البهارات وقليل من عصير الطماطم وكل هذه الخلطة ملفوفة بورق العنب وورق اللهانة والبصل فدخل الشك الى قلب الضيف العجمي ورفض أن يتناولها وقال لصاحبه (أگر حيلة نداري .. چيرا لفلف می-;-کونی-;-) وهذا المثل يعني, إذا لم يكن هناك حيلة مخبئة داخل هذا الطعام لماذا لفلفتموه ؟؟؟؟

( عرب وين طنبورة وين )

قصته: يحكى ان بدويا كانت له زوجة تدعى (طنبورة) وكانت خرساء، طرشاء، لاتفهم شيئاً، ولا تسمع كلاماً وكان زوجها قد اتفق معها على بعض الاشارات مع دلالاتها، ومن تلك الاشارات،انه اذا فرش عباءته على الارض، فمعنى ذلك انه يريد منها قضاء حاجته،واستمر هذا شأنهما مدة من الزمن.
وذات يوم هطلت امطار غزيرة، وغرقت بعض بيوت الشعر، وفي مجلس الشيخ قرر الحاضرون نقل امتعتهم الى تل بقرب مضارب العشيرة، وكان الزوج حاضراً فأسرع الى خيمته وفرش عباءته ليضع بها بعض امتعته لنقلها الى التل، وما ان فرشها حتى استلقت طنبورة عليها وتهيأت لا ستقبال زوجها لقضاء حاجته، فصرخ بها زوجها صرخة قوية طالباً منها النهوض من فوق العباءة، إلا ان طنبورة بقيت مستلقية رغم تكرار صرخاته، وأخيراً اضطر لحملها من فوق العباءة، ثم قال هذا القول، فذهب مثلا.

(براسه صوت ويريد يصيحة) والمثل هذا يقال بصيغة اخرى (براسه صوت ويريد يغني )

ويقال هذا المثل لم يريد أن يصر على المجازفة لتنفيذ شيء او خطة او عمل ما وبالتالي يحصد البلاء من وراء هذا العمل الذي قام به , أما قصة هذا المثل :
فيحكى أن رجلاً بخيلاً كان يملك حماراً وبعير وكان يعاملهما بكل قسوة ويستغلهما في اعماله ليل نهار فكان البعير يقوم بحراثة الأرض والحمار يقوم بنقل المواد على ظهره ولم يكونا يجنيان هاذان الحيوانان من هذا الرجل الظالم سوى القليل من الطعام الذي لايكاد يسد رمقهما ,
وذات ليلة قدحت فكرة برأس البعير وقرر الهروب والخلاص من الضيم الذي يعانيه من هذا الرجل الظالم وعرض الخطة على صديقه الحمار فاتفقا على تنفيذها في ليلة معتمة فخرجا من حضيرتهما خلسة وهربا الى خارج المدينة وما أن اشرقت الشمس عليهما حتى وجدا أنفسهما في أرض خضراء غنية بالعشب فأكلا حتى شبعا واستلقيا بعد ذلك يشكران الله على ما وجدا من نعمة , وبعد أن أحس الحمار بنشوة ونعمة الحرية التي هو فيها جائت برأسه فكرة وقال للبعير اريد أن أغني فقال له البعير أستر علينا ودعك من الغناء فلو غنيت فستجلب علينا المصائب مرة أخرى من البشر , ولكن الحمار أصر على الغناء ولم يسمع كلام رفيق عمره البعير فاخذ ينهق ويجعر بصوته الكريه وهو يعتقد بأنه يغني طرباً حتى انتبه الى صوته عددا من الرجال في قافلة كانت مارة بالقرب منهم فتوجهوا الى مصدر الصوت فوجدوا البعير والحمار فامسكوا بهما وأشركوهما مع القطيع من الحمير والأبل التي كانت تحمل امتعة تلك القافلة من الأحمال الثقيلة وكانت هذه القافلة متوجهة الى مكان بعيد فشعر الحمار بالأعياء من الحمل الذي كان على ظهره فسقط ارضاً فأفرغ الرجال الحمل من على ظهر الحمار وأضافوه الى حمل صديقه البعير فنظر البعير الى الحمار معاتباً بصمت ثم سارت القافلة مرة أخرى حتى شعر الحمار بالتعب والأعياء مرة أخرى فسقط ثم قام الرجال برفعه على ظهر البعير حتى وصلوا الى اعلى جبل شاهق يطل على وادي سحيق فألتفت البعير الى الحمار وقال له إنك ياصديقي كنت على حق حينما اردت أن تغني لأنني الآن بسبب غنائك أشعر برغبة شديدة الى الرقص ,
فتوسل الحمار بالبعير وقال له ارجوك فنحن على قمة جبل فاذا ترنحت قليلاً فسوف اسقط من على ظهرك واصبح في خبر كان , ولكن البعير لم يهتم الى توسل الحمال فاخذ يقفز حتى سقط الحمار الى الوادي السحيق وتقطع ارباً اربا ,
وكانت هذه هي نتيجة الصوت الذي اراد واصر الحمار على غنائه .
ولكن كم من شخصية مرموقة مر في تاريخنا الحاضر كان مصراً على الغناء وحين نفذ ارادته وصل به غناءه الى الهلاك ؟
اعزائي القراء حفظنا الله وإياكم من كل سوء وأدام الله علينا نعمة العقل وجنبنا الوقوع في المهالك .



#رائد_الجراح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السينما وذاكرة الزمن الجميل
- من ذاكرة الخراب والدمار
- كذبة دوران الأرض برغم أنف غاليلو
- التشريع الأسلامي يبيح الزنا للضرورة
- القباني بين الساهر وعبد الحليم
- المرأة ذلك الوعاء البائس
- من هم ومن انا
- لا تحلبوا البقرة


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رائد الجراح - قطرات من بحر الأمثال البغدادية العريقة