أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعد سلوم - كبش الفداء العراقي















المزيد.....

كبش الفداء العراقي


سعد سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 1347 - 2005 / 10 / 14 - 11:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تفاحة أخرى لخطيئة مستمرة

منذ العصور القديمة والسكان المدنيون يعانون ويلات الحروب ونتائجها :- الاستنـزاف الاقتصادي العام ، ارتباك الاوضاع المعيشية المألوفة وأيضاً من ارهاب العدو ووحشيته فقد كانت قوات العدو قديماً تذبح جانباً ضخماً من السكان المدنيين في البلد المهزوم . وفي مثل هذه الحالات كانت الخسائر بين المدنيين المسالمين تفوق في بعض الحالات عدد الضحايا الذين سقطوا في ميدان القتال.
كما شهدت الحروب الاستعمارية استخفافاً بالسكان الاصليين من المدنيين الذين كانوا يبادون بالجملة وقد كانت التبريرات الدينية بل والفلسفية حاضرة من اجل وضع ورقة التوت فوق خطيئة القتل. انظروا فقط الى القارة الامريكية التي كانت قبل مجيء كولومبوس خاوية من البشر تنتظر منحها الجنسية الانكليزية! واذا تتبعنا مسار هبوط (آدم الامريكي) الى تلك الاراضي البكر بعد ان تذوق تفاحة الاكتشاف وغرق في خطيئة السقوط الاستعماري نجد انه لم يكن يهتم لتلك القلة القليلة من ملائكة السكان الاصليين المشاغبة والتي لم تتجاوز المليون ممن حفروا قبورهم بايديهم نتيجة حرب غير متكافئة او نتيجة الاوبئة التي حملها الاوربيون وقد قامت حرب التطهير الجديدة بافراغ العالم الجديد من سكانه، أي ببساطة القضاء على اكثر من اربعمائة شعب وأمة وقبيلة كانت تنتشر في الشمال الامريكي فوق مساحة اكبر من اوربا بنصف مليون ميل مربع.ومنذ هبوط ادم الجديد الى ارض الذهب والفحم الحجري والمعادن النفيسة وحتى بزوغ فجر السوبرمان الامريكي الذي أخذ على عاتقه انقاذ الفتيات الجميلات من الارهابيين كان (الاخر) المتوحش حاضرا على الدوام بوصفه عدوا ينبغي تصفيته سريعا قبل ان يحيل جنة الحداثة الى جحيم بدائي .

ويمكن دراسة تأثير الحرب على السكان المدنيين من خلال تحديد حجم الخسائر التي تعرضوا لها في زمن الحرب عند توفر احصائيات اكيدة كما يمكن دراسة ما تؤدي اليه الحرب من تغيرات هامة في التركيب الجنسي والعمري والاسري للسكان والمستوى وقدرتهم على العمل ( العجز ) وهي النتائج التي تأخذ بالبروز تدريجياً بعد انتهاء الحرب فضلاً عن قياس مستوى انتشار الامراض التي ترتبط بالمعارك التي تغير طريقة حياة الناس بكاملها وايضاً اثر الحرب على المستوى الثقافي للسكان ذلك ان الانتظام في المدارس يرتبط بالمركز العام للبلد في الحرب ونتيجتها التي قد لا تكون لصالحه ولايمكن تلخيص لكل النتائج بمجملها دون الاشارة بأن الحرب لن تكون اقل من كارثة على جميع هذه المستويات.ومن المؤسف ان الحرب الاخيرة على العراق لم تنل اهتماما بحثيا متخصصا في هذا المجال .

خريطة التاريخ الحديث للتكفير الجماعي


اشتركت في الحرب العالمية الاولى ( 36 دولة) يبلغ اجمالي سكانها مليار وخمسة ملايين شخصا اي ما يزيد على نصف البشرية كلها في ذلك الوقت وكانت اوربا هي المسرح الرئيسي للعمليات الحربية . ولهذا السبب تحمل الاوربيون اكثر من غيرهم نتائجها .وفي عشية الحرب كان اجمالي السكان في غرب اوربا( 353مليونا) انخفض في اواسط 1919 الى( 345 مليونا) ولم تتم استعادة مستوى ما قبل الحرب الا في عام 1923 وهكذا احتاج الامر الى خمس سنوات من السلام من اجل العودة الى الحجم السابق للسكان . وقد قتل في هذه الحرب( 10ملايين )شخصا وشوه( 20مليون) شخصا او اصيبوا بجراح خطيرة وبلغ عدد الارامل( 5 ملايين) وعدد الايتام( 9 ملايين) وعدد اللاجئين( 10 ملايين)
اما الحرب العالمية الثانية فقد اقتضت ثمناً افدح من المدنيين فالعمليات الحربية انتشرت في (40 بلداً )بينما كانت تدور في الحرب العالمية الاولى على اراضي( 14 بلدا) فحسب ووصل عدد البلدان المتحاربة الى( 61 )اجمالي سكانها مليار وسبعمائة مليون شخصا اي اكثر من 75% من البشريةوقتئذ.
وقد تكبد السكان المدنيون في المانيا خسائر كبيرة من الغارات الجوية البريطانية والامريكية فمثلاً لقي 45000 شخصا حتفهم اثناء غارات القوات الجوية البريطانية في الفترة من 25 تموز حتى 13 آب 1943 كما قتل حوالي000 30من المدنيين اثناء الغارات الانجلوامريكية على برلين في 14، 15 شباط 1945 الى ان تزايدت الخسائر في السكان المدنيين في المانيا نتيجة هذه الغارات بين 400,000 الى 500,000 شخصا. واستناداً الى الاحصاءات الالمانية الغربية فقط مات 2,5مليون من المدنيين فضلاً عن 4 ملايين جندي وضابط اي ما يصل مجموعة الى 6,5 ملايين قتيلا او حوالي 10% من مجموعة سكان البلاد وهذا هو الثمن الرهيب الذي كان على الشعب الالماني ان يدفعه نتيجة سيطرة الدكتاتورية النازية . بينما كان اجمالي الخسائر من البولنديين 6 ملايين قتيلا .. الخ . وهكذا لقي اكثر من 50 مليون شخصا حتفهم نتيجة للحرب العالمية الثانية مع تحمل الاتحاد السوفيتي بمفرده خمس الخسائر كلها. اي ان البشرية قد دفعت من ارواحها حوالي 90 مليون نفسا ثمناً للتكفير عن جريمةالحربين العالميتين.

نمط التكفير العراقي عن خطيئة الساسة والسياسة

على ان تاريخ التكفير عن جريمة الحرب لم يشهد حالة مماثلة نوعيا لما شهده الشعب العراقي جراء 3 حروب مدمرة في اقل من 25 عاماً وعلى الرغم من ان الحرب الاولى مع ايران 1980 - 1988 تركزت بشكل اساس في الجبهات ولم تنل المدنيين بالدمار الا ان الحرب الامريكية 1991 قد طالت المدنيين وعلى الرغم من التأكيد الامريكي بأن كل جهد ممكن قد بذل لتجنب تعرض المدنيين للعمليات العسكرية وان القصف ذا طبيعة جراحية ؟! الا ان قياس حجم الضرر الحاصل بفعل العمليات مع افتراض دقة التصويب وهو افتراض يقوم على اساس ما استخدم من اسلحة متطورة يبرهن على ان القصف ضد المدنيين كان متعمداً وحصيلة ذلك كان الحكم بعقوبة الاعدام السريع بدون تميز ضد الرجال والنساء والاطفال الصغار والكبار والآغنياء والفقراء فضلاً عن استخدام اسلحة محرمة دولياً كاليورانيوم المنضب الذي هو جيل من الاسلحة الاشعاعية يدمر الحياة والبيئة في منطقة الاستخدام لاجيال قادمة مما ادى الى ازدياد مفرط في حالات الاصابة بالسرطان والاسقاط والولادات المشوهة والى وفاة 50 الف طفل عراقي في العام الاول للاستخدام وقد تم استخدام النابالم والقنابل العنقودية والنفطية بأساليب تتناقض مع القوانين الدولية وحتى الاسلحة ذات القوة التدميرية العالية التي يقول البنتاغون الامريكي انها تستعمل لتطهير حقول الالغام استعملت ايضاً ضد العراقيين . وبعد انتهاء العمليات العسكرية بقيت الجزاءات الاقتصادية تكبل المدنيين بتبعاتها وهي بشمولية إجراءاتها مثلت شكلاً من اشكال العقاب الجماعي وأقتربت جداً من ان تكون اجراءات ارهابية الغرض منها التاثير على سلوك الحكومة المعنية عن طريق الفتك بالسكان المدنيين وتعمدت هذه الممارسات اللاانسانية ايذاء المدنيين وكانت عملاً غير اخلاقي لايمكن تبريره حتى لاي مذهب اخلاقي نفعي وتم عدها شكلاً من اشكال الابادة الجماعية مادام مفهوم الاخيرة يتحدد على اساس الافعال المرتكبة بقصد تدمير اي جماعة وطنية او اثنية او عرقية او دينية. واحد وسائل تحقيق هذا القصد يتمثل في تعمد وضع هذه الجماعة في ظروف حياتية سيئة تقود الى جلب الدمار المادي الكلي او الجزئي .

انبثاق العالم السفلي من ارض سومر

لقد تكبدت الشعوب الاوربية خسائر فادحة نتيجة الارهاب النازي اثناء الحرب العالمية الثانية فقد كان النازيون ينفذون بانتظام خطهم الخاص بأقامة المذابح للشعوب التي يعتبرونها شعوب ادنى درجة والارهاب النازي هو المسؤول عن ارواح مليون من البولنديون و1,2 مليونا من اليوغسلافيين وكانت خسائر الاتحاد السوفيتي 11-12 مليوناً من المدنيين وتم حل المشكلة اليهودية عن طريق ذبح المواطنين المنتسبين الى الديانة اليهودية الى الحد الذي تم فيه ذبح ثلاثة ارباع السكان اليهودي في اوربا وقد شهد الشعب العراقي ارهاباً مماثلاً ان لم يكن اشد قسوة على يد النظام السابق والذي قام بعملية تصفية للمعارضين دون تمييز في السن او الجنس وأقام هولوكوستا دائمياً خلال فترة حكمه الدموية وصلت ضحاياه من المدنيين الى حد فاق ضحايا حروبه العسكرية وهو ما طالعناه في مشاهد يوم القيامة للمذابح الجماعية التي بعثت عالماً سفلياً مستوراً بالتراب اراد ان يحجب حجم الجريمة التي ارتكبتها العقلية الدكتاتورية المهووسة بالقتل بالجملة.وتبين اخيرا ان الوجه المعاصر لبلاد ما بين النهرين جحيم حقيقي بطابقين يحوي طابقه تحت الارضي قرابين التمرد المدنية على عبادة الفرد الشرقية المتأصلة في اللاوعي الجمعي في حين يمشي بتثاقل على سطح طابقه الارضي مواطنوا الدرجة الثانية والثالثة والرابعة ممن قسروا على هوس التمجيد الجماعي للنرجسية الصدامية المستفحلة.



نيران المحرقة الاخيرة

وفي الحرب الاخيرة 2003 حين يتجول المرء في المدن العراقية يرى الخنادق محفورة في كل مكان وتحف جميع الشوارع وعليها عبارة ( لن يمروا ) فضلاً عن الخنادق المليئة بالنفط الاسود يتساءل المرء :- ماذا يريد النظام من هذا الشعب؟. ان يفنى عن بكرة ابيه ام ماذا ؟ ان يحمل المدنيون والاطفال على السواء مع العسكريين الاسلحة الى ان يدفنوا في حفرة بدون شاهد قبر؟.

من جهة اخرى فأن خط سير الحرب من معركة ام قصر حتى سقوط بغداد يكشف عن استخفاف الولايات المتحدة بالمواثيق الدولية مستخدمة ابشع اسلحتها للدمار الشامل ولتحيل السكان المدنيين العراقيين الى فئران تجارب لاسلحتها واعادت الكرة مستخدمة القنابل العنقودية والقنابل التي زنتها 2طن القتها الطائرات العملاقة بي 52 فضلاً عما استخدمت من اسلحة محظورة في معركة المطار. وقد وضعت لورين موريت مقالاً بعنوان (حرب على العراق ام قتل بالتقسيط) كشفت فيه عن ان ما بين الف او الفي طن من اليورانيوم المستنفذ القيت فوق المدن العراقية وهي كمية تزيد ثلاث اضعاف عما استخدم في 1991 وفي العام الاخير استخدمت الاسلحة المذكورة على الجيش وفوق ميدان المعركة اما الان فقد استخدمت فوق المدن العراقية وستترك اثارها في عشرات بل مئات الاجيال المقبلة ، وان اثر اشعاع اليورانيوم والترسبات المشعة الناجمة عنه تبقى فاعلة ومؤثرة لاربعة ملايين سنة مقبلة وتعمل ببطء على تدمير المستقبل الجيني للشعب العراقي بشكل لا يمكن وقفه او الحد منه.بل ذهب بوب نيكولز الذي يعمل في منظمة ديسيدنت فويس الى ان الاشعاع النووي الامريكي في العراق يعادل 250000 قنبلة بحجم قنبلة ناغازاكي ويرى في نهاية بحثه الذي ترجمته مجلة المستقبل العربي العدد 8- 2005 "ان هذا القتل بلا تمييز الذي تسببه اسلحة اليورانيوم يعطي معنى جديد تماما للمصطلح الذي يرجع الى العصور القديمة:علف المدافع!"
وعلى حد علمي لم يصدر حتى الان اعتراف رسمي امريكي بحجم الخسائر البشرية من المدنيين العراقيين خلال حرب (تحرير العراق) ! وقد اظهرت جماعة بحثية امريكية – بريطانية ان اكثر من 5500 مدنيا قتلوا في الحرب الانجلوامريكية على العراق وتقول جماعة بودي كاونت ( احصاء الجثث )
في العراق التي تستند في تقييمها على تقارير اعلامية ان نحو 10089مدنيا عراقيا قتلوا بسبب الحرب .ومشروع بودي كاونت لاما تزال توثق قاعدة معلوماته التي يتم تحديثها اولا باول في الموقع .www.iraqbodycount.orgفهل يحجب عنا حق التسأول عن مستقبل العراق الذي ترسمه الولايات المتحدة الان ربما سيكون ماضي نكازاكي؟! واذا كانت الولايات المتحدة تسرح وتمرح في ظل التعتيم الاعلامي الذي يركز على جرائم النظام السابق ويغض النظر عن جرائمها فهل لنا ان نقول ان هذه الدولة المتواطئة مع النظام السابق في الجريمة كانت تريد ان تؤرخ لتاريخ ارض بدون شعب ما دام ما يهمها اساساً كامناً في اسفل الاقليم وليس على سطحه وما دام وجود هذه الثروات في ارض الاقدار التاريخية هذه هو مجرد صدفة جيولوجية لا بد من اعادة تصحيحها حتى وان تطلب ذلك تحويل الخليج العربي الى بحيرة امريكية داخلية وأبادة شعب بأكمله.



لا تزال النار مستعرة

وعند استقرار القوات الامريكية في البلاد تركت الحدود العراقية مفتوحة لتسلل الارهابيين المريضين بداء الكره لها وجعلت من ارض العراق منطقة رخوة لتصفيتهم وساحة تحقق الصيد السهل لهم بعيدا عن اراضيها ودفع المدنيون العراقيون ثانية ضريبة الدم نيابة عن شعوب اخرى فضلا عن مواصلة فلول النظام المقبور تعنتها واستخدام المدنيين دروعا بشرية ومعاملتهم كأرقام مهملة يسهل طرحها من معادلة الثأر وكشوفات تصفية الحساب السياسية الرخيصة . وقد رقصت دول الجوار الجغرافي على اصوات الانفجارات التي اودت بارواح الالاف من العراقيين .لا يمكن ان يغيب عن ذاكرة الحصار كون الساسة وتجار الحروب المنتفعين من الاشقاء والاصدقاء من محبي السمك المسكوف وقابضي كوبونات النفط كان يثملون بدولارات النفط العراقي ويتشربون به في حين يبصقون على اللاجىء العراقي على ارضهم. فاللحم العراقي طيب المذاق!
والذي تكشفه يوميا الاحصائيات عن ضحايا موجة التقتيل والعنف التي تشهدتها المدن العراقية بسبب حرب التدمير الشاملة ضد الارهاب الدولي والتي تجري على ارضها دونما حساب للعواقب الانسانية يدفع للمرء للصراخ .والامر المرعب حقا انها لاتستهدف النخب العراقية وعناصر القوات العسكرية والامنية والشرطة فحسب بل اصبحت تنصب بلا تمييز وتأخذ طابعا اعتباطيا رهيبا وقد ذهب انتوني كوردسمان في دراسته عن طبيعة المقاومة المتطورة في العراق نشرت ترجمة لاهم اجزاءه في مجلة المستقبل العربي الى ان "استهداف مجموعات اخرى كالشيعة والاكراد باستخدام السيارات المفخخة لغرض ايقاع قتلى بالجملة وتوجيه الضربات الى اماكن العبادة والاحتفالات يجبر القوات الامنية على التفلرق ويجعل مناطق الهجمات غير امنة ويقوض جهود الحكم ويقدم امكانية استخدام الحرب الاهلية كوسيلة لالحاق الهزيمة بجهود التحالف والحكومة الانتقالية العراقية لبناء الدولة" واذ نلاحظ ان جميع المناطق والمدن العراقية قد اخذت حصتها من وباء التفخيخ-باستثناء كردستان- يضحى من الواضح جدا ان جميع الاماكن تتصف بعدم الامان، واذا كانت قوات الامن بحاجة للحماية فمن يحمي المدنيين اذا من الاساليب والتكتيكات المرعبة المرتبطة بالحرب النفسية والسياسية والمعلوماتية التي يشنها الارهابيون داخل البلاد الى الحد الذي اختطفوا مدنا كاملة بسكانها وتعين على سكانها الابرياء ان يدفعوا الثمن بين كماشتي الاحتلال الامريكي الذي يتصف بالللامبالاة ازاء ارواحهم والارهاب المتوحش الذي لايعطي الحياة قيمة الا من خلال الموت .


من يطفأ نار الجحيم هذه المرة؟

هكذا بين قطبي رحى دكتاتورية مزدوجة -محلية و اقليمية ودولية- تعين على المدنيين العراقيين ان يلعبوا دور كبش الفداء على مسرح الشرق الاوسط المتفجر وبطاقة التبرير المرفوعة دائما ابدا لكل سياسة متعنتة ، اذ كيف ننسى اعتماد استراتيجية النظام السابق الاعلامية في تسويق سياسته الايديولوجية على المتاجرة بمشاهد معاناة المدنيين -لاسيما الاطفال منهم _ وبأسم تحرير المدنيين ايضا سوقت الولايات المتحدة صورتها كحارسة الحرية وحاملة الصليب المعاصر عن الملايين من معذبي الارض وجزء لازم من طقوس الحراسة يتطلب التضحية بجزء منهم في سبيل انقاذ الجميع .
اخيرا لا ينكر حسنا السياسي مفارقات فلسفة (الامن) الغريبة التي تطغى على السلوك السياسي الدولي والاقليمي ، تقول معادلة الاحتلال :- نحميك من نفسك (من خلال تدميرك) – نحميك من الاخرين (من خلال احتلالك) ،و حدود أمن الولايات المتحدة هي ذاتها حدود جرح العراق - اقتلوا هنا حتى لا يقتلونا هناك.
وحدود امن دول الجوار هي ذاتها حدود جغرافية العراق- فجروا هنا كي لا يحصل تفجير هناك ، امنعوا تغيير الواقع هنا كي لا يتغير واقع الانظمة الكاتم الانفاس هناك ، لم يقل لنا سابقا أي متخصص في الجيوبولتيكس ان حدود العالم هي ذاتها حدود العراق!! دعونا نهلل لقيام مملكة السلام الاخيرة بأشعال نيران الحرب
! دعونا نحتفل بأطلاق الرصاص على المدنيين العزل
الى ان ترتفع ورقة التوت الاخيرة،
هل يتعين على المثقفين (ملجومي الافواه)مواصلة الصمت والمشاركة بصمتهم في الجريمة ؟
الى كل من يعلي قيمة (الإنسان) في خطابه وفي فعله
أتوجه بهذه الكلمات .



#سعد_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصر صناعة المستقبل استراتيجية للانعتاق من فوضى القرن الحادي ...
- البرج العاجي للأمانة العامة للامم المتحدة ،مهام الأمين العام ...
- خارطة طريق لإصلاح الأمم المتحدة بعد ستين عاما على تأسيس المن ...
- برلمان العالم وإصلاح الأمم المتحدة،الجمعية العامة للأمم المت ...


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعد سلوم - كبش الفداء العراقي