أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - الممثل بين المحاكاة والتعبير وإعادة التصوير














المزيد.....

الممثل بين المحاكاة والتعبير وإعادة التصوير


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 4883 - 2015 / 7 / 31 - 20:56
المحور: الادب والفن
    


الممثل
بين المحاكاة والتعبير والخلق وإعادة التصوير

الممثل في نظرية المحاكاة
بين الموضوع و الوسيلة والكيفية:

الكلام عن نظرية – هو كلام عن موضوع . والموضوع في نظرية المحاكاة هو تطهير النفس البشرية. وتطهير النفس البشرية يتحقق عن طريقين أولهما الدين ، وثانيهما الفن
فالدين يتوسل لتحقيق موضوع تطهير النفس البشرية بركيزتين أو وسيلتين أساسيتتين:
• الإيمان : وهو إيمان المتدين بكل معطيات الرسالة الدينية.
• الخشوع: وهو إنقطاع المتدين عن كل ما حوله عند اتصاله بمن يعبد .

والفن يتوسل لتحقيق موضوع المحاكاة فرعا من فروع موضوع التطهير تطهير النفس البشرية بركيزتين أو وسيلتين أساسيتين :
• الإيهام : وهو إيمان المتفرح بمعطيات الرسالة المسرحية.
• الإندماج: وهو إنقطاع الممثل عن كل ما حوله عند اتصاله بشخصية دوره.

ومع أن لكل ذي لب أن نلاحظ الفرق بين الموضوع والطريقة أو بين النظرية ومنهج تطبيقها أو تحقيقها؛ إلا أن الغريب هو عمى البصيرة الذي أصاب الكثيرين ممن يقومون على تدريس فنون التمثل ؛ لا يفرقون بين نظرية التمثيل ومناهج التمثيل فإذا بهم يخلطون بين النظرية والمنهج ؛ ولا أدري سببا في ذلك الخلط ، فلكل موضوع طريقة يتحقق بها ، ولكل صاحب طريقة ، أو متبع لطريقة كيفية ؛ فطريقة ستانسلافسكي – على سبيل المثال – تحقق المحاكاة . وطريقة ييجي جروتوفسكي تحقق المحاكاة ، لكن الكيفية عند جروتوفسكي تختلف عن كيفية منهج ستانسلافسكي ؛ فستانسلافسكي يوجه ممثليه لتطويع شخصيته لشخصية الدور الذي يمثله اعتمادا على القلب الدافئ والعقل البارد ، أما جروتوفسكي فيوجه متدربيه على إحلال شخصية الدور محل شخصياتهم ، والفرق كبير بين كيفية وصول ممثل ستانسلافسكي لتحقيق محاكاة شخصية الدور ، وكيفية وصول متدرب جروتوفسكي لإحلال شخصية الدور محل شخصيته.

والأمر مختلف عند بريخت ، لأن موضوع نظرية التغريب – التي ينكرها أحد أساتذة مناهج التمثيل والإخراج في مصر – من منطلق أن بريخت ليس مخرجا لأنه – من جعة نظر الأستاذ – لم يدرس في أكاديمية للفنون !!
أقول لأن موضوع نظرية التغريب هو تغيير النفس البشرية ، لا تطهيرها ؛ فمن المنطقي أن تكون لها طرق مختلفة غير الإيهام ، والإندماج . لذلك اعتمدت نظرية التغريب من أجل تحقيق موضوع تغيير النفس البشرية ، على محاكاة الصفة الاجتماعية التي ينتمي إليها الشخصية من منظور معاصر ( حداثي) محتمل التصديق ومحتمل عدم التصديق ، وهنا تستبدل المحاكاة بالحكي ؛ لأن الممثل لا يوهم جمهوره ولا يندمج ولا يعديهم بداء الاندماج ، وإنما يتخذ ركيزتين أو وسيلتين مغايرتين لتحقيق موضوع تغيير الفرد والأسرة والمجتمع ، أملا في تغيير العالم _ يغض النظر عن رومانسية ذلك الهدف البعيد المنال – وهما ركيزتا :

• الدهشة: حيث ينظر الممثل إلى شخصية الدور بإندهاش فيراها غريبة عن عصره عن حياة إنسانية مشتركة ؛ باعتبار الشخصية صفة ممثلة لطبقة إجتماعية ، تنوب عن طبقتها الاجتماعية .
• الوعي: حيث يدرك الممثل وجه الخلل في العلاقة بين الصفة الاجتماعية التي يعيد تصويرها بمحاكاتها تشحيصا لا تجسيد ، أي بالنظر إليها من خارجها من على مسافة _ فهو كمن يعيد النظر إليها من على مسافة ، لذا أطلقت على نظرية المسرح الملحمي نظرية التغريب ، النظرية التبعيدية ، أو النظرية المسافية .
وكما أن لنظرية المحاكاة جمالية ترتكز على ثنائية التقديس والتدنس ، أكتفى منها كل من كريج وجروتوفسكي بمفردة التقديس ؛ فرأها كريج في الصورة مهمشا النص والحوار والممثل ، ورأها جروتوفسكي في ق-اسة الممثل . فقد ارتكزت تغريبية مسرح بريخت الملحمي على ثنائية ( الرائع في المشوّه والمشوه في الرائع) وبذلك جمع مسرحياته بين ثتائية الشئ ونقيضه ، باعتبار تبعية نظريته المسرحية للفلسفة المادية ، في مقابله تبعية نظرية المحاكاة عند أرسطو وتوابعها على الفلسفة المثالية ، فالجميل منفرد واحدي عند أنصار نظرية المحاكاة . يتمثل في المقدس من حلال الصورة عند كريج ؛ بعيدا ىعن إرادة الممثل ومشاعره المدنسة بالرفائب والأغراض والأهواء ، ومن خلال حالة الوجد الصوفي عند جروتوفسكي – وكلا الطريقتين تابعتان لنظرية المحاكاة الأفلاطونية التي تحاكي الفكرة المطلقة ، ولا تحاكي الفعل تبعا للنظرية الأرسطية . وهي ثنائية دينية في أساسها .
أما ثنائية نظرية التغريب الملحمية فهي ثنائية الشئ ونقيضه ، وبريخت يأخذ بهما معا ، فهما تؤأم يتولد في أداء الممثل لدوره ، بمعنى أن الممثل الملحمي يعيد تصوير الدور _ تشخيص دراميا - بجمالية وجهه الرائع ووجهه الشائه - ليترك للجمهور الحكم عليه من خلال إدى الصفتين ؛ صفة الجميل الرائع أو صفة القبيح المشوه .
على أننا نلاحظ أن كل من كريج وجروتوفسكي وقبلهما بريخت بالطبع لم يعمل وفق نظرية المحاكاة الأرسطوية ، حيث المحاكاة تركز على الفعل باعتباره أساسا في الحكم على الشخصية – لذا قدم أرسطو الفعل على شخصية الفاعل - وإنما عمل الثلاثة ( بريخت – كريج – جروتوفسكي ) من منطلق نظرية أفلاطون التي تحاكي الفكرة ( ثداسة الصورة عند كريج – قداسة الممثل الشخصية عند جروتوفسكي ) وذهب بريخت بعيدا عن تلك الفكرة الآخلاقية ( التقديس والتدنيس) وركز على ثنائية صفة الفاعل الاجتماعي بتناقضاتها ، أي على فكرة الصراع الكبقي .



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النيل ينسي !!
- غواية الكذب في حديث الترللي
- فساد الكتابة
- اللحن المسرحي بين الاقتباس وحرفية النقل
- المونودراما والفرجة المسرحية
- التفاعل الاتصالي المسرحي بين التوظيف الإبداعي والتوظيف العلم ...
- كتابات الدكتور أبو الحسن سلام بين أسئلة المنهج وفعاليات قراء ...
- ذاكرة المسرح في الأقاليم الثقافية
- الذكاء الصناعي بين الرخاء السلبي والرخاء الاختكاري
- حيوات النص المسرحي في مفترق قراءات بن زيدان النقدية
- المسرح وصورة الوصايا السبع بين الوعي التراثي والوعي الحداثي
- المسرح المقارن والكتابة الدراماتورجية
- نهار اليقظة في المسرح المصري
- القراءة الطفولية لشهرزاد
- النموذج الصراعي والنموذج المقاوم في الشخصية المسرحية
- الفاعل السينوغرافي في فن التمثيل
- نظرية المسرح - قراءة وقراءة مضادة -
- هوية التعبير
- التعبير الحركي وإنتاج الدلالة
- مدخل لورشة كتابة مسرحية


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - الممثل بين المحاكاة والتعبير وإعادة التصوير