أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين محسن - الولد الصعلوك العكروت مع الوزير بالتليفزيون (!)














المزيد.....

الولد الصعلوك العكروت مع الوزير بالتليفزيون (!)


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 1347 - 2005 / 10 / 14 - 11:14
المحور: الادب والفن
    


القصة رقم 14
الولد الصعلوك العكروت مع الوزير في التليفزيون (!)
قصة من الواقع بقلم : صلاح الدين محسن
كنا قد وعدنا القاريء بنشر بعض القصص من مجموعة قصصية من الواقع ، عن شخصيات ، قابلناها في حياتنا.. وتلك المجموعة حوالي 30 قصة كتبناها في كتاب بعنوان " من حديقة البشر" ، وهو لم ينشر بعد .. ونشرنا بالفعل قصتين منها منذ أيام قليلة مضت هما " مها زهرة الياسمين البيضاء " ، والأخري " شلضم .. التلميذ الذهبي يبيع الخضار بالشارع " واليوم ننشر تلك القصة والتي ترتيبها بالكتاب رقم 14 " :
==========

حتي سن 27 من عمره ، لم يكن بعد قد تعلم القراءة أو الكتابة .. ، وكان يعمل مساعد نجار مع والده بقريتهم الصغيرة بمحافظة المنوفية
تلك المحافظة التي ينتمي اليها كل من الرئيسين السادات ومبارك - ، وفي الأيام التي يختلف فيها مع والده – لكونه كثير الشغب سليط
اللسان – كان يلجأ للعمل في صيد السمك مع ابن عمه ، فينزل في برد الشتاء الي ماء النهر خالعا ملابسه كاملة لنصب شباك الصيد ..
ولما ضاق من هذا العمل وذاك ترك القرية كلها وذهب للقاهرة ، حيث عمل هناك في بيع طوابع التمغة المزورة أمام الجامعة للطلاب والطالبات - وكان ذلك قبل اصابته بمرض في احدي قدميه أعجزه عن القدرة علي الجري فرارا من الشرطة التي كانت تطارد باعة التمغة المزورة عند الجامعة
ثم ترك هذا العمل والتحق بعمل آخر لا يقدر عليه سوي الفتوات أو البلطجية من أرباب السوابق ممن تابوا أو يتظاهروا بالتوبة – وفي رعاية
الشرطة – وهذا العمل اسمه " عامل الكارتة " يقوم بتحصيل الكارتة - شيء أقرب للاتاوة - من سائقي الميكروباصات طواعية وكرها ، بالشجار والصياح – وفي
حماية الشرطة –
وذات يوم قادته أقدامه الي مقهي صغير يفترش الرصيف ، بشارع جانبي وسط القاهرة بالقرب من ميدان التحرير يرتاده المثقفون – أدباء صحفيون ، شعراء ، فنانون تشكيليون .. وغالبيتهم من فقراء وصعاليك المثقفين ..
والتقطت أذناه كلمات أعجبته كان أحدهم يلقيها بالعامية لزميل له ، وعرف أن هذا الكلام اسمه شعر ..
ويومها أحس بأنه باستطاعته أن يقول مثل ذاك الكلام ، ويصبح اسمه : شاعر مثل هؤلاء .. فالكلام بلدي جدا وسهل جدا أ ن يقول مثله
..ولم يجد أمامه من عقبة سوي أن يتعلم الكتابة والقراءة ..، فذهب لأحد فصول محوالأمية وتعلم بسرعة ..
وفي نفس الوقت كان يواظب علي الجلوس علي ذاك المقهي ومصادقة الشعراء والمثقفين الذين قربوه منهم ، ثم بدأ يكتب شعرا حرا عاميا
بلا وزن ولا قافية – عملية سهلة لكل من لديه شاعرية– ونال منهم الاعجاب والتشجيع ، ولمسوا فيه موهبة ذات رائحة وطعم و لون
جديد ، ولكثرة تداخلاته معهم وعلاقاته وصداقاته وطبيعته الاجتماعية وحضوره الشخصي ، بالاضافة الي سلاطة في اللسان –لازمة – يتمتع
بها .. ساعدوه علي نشر ما يكتبه ، ثم قدموه لبعض الصحف والمجلات العربية والأجنبية التي تهتم بشباب الشعراء والأدباء الذين يكتبون
- بالعامية ، فكتبوا عنه بالألمانية والفرنسيبة ، ثم شجعوه علي التقدم لمسابقة شعرية تقيمها احدي المؤسسات الثقافية للدولة ففاز باحدي الجوائز ، واختاروه للقاء تليفزيوني مع وزير الثقافة الذي سلم الجوائز بنفسه للفائزين ..!
- ويروي لي ما حدث بقريتهم عندما فتح ابن عمه التليفزيون بمنزله الريفي الفقير ليفاجأ بابن عمه الصعلوك العكروت الذي رك القرية أميا بائسا.. يجلس مع وزير الثقافة ، فدفعه جنون الفرحة المفاجئة لاخراج جهاز التليفزيون الي الشارع والصياح بأعلي صوته علي أهل القرية داعيا اياهم الي
- مشاهدة هذا الحدث ..!!
- ثم طبع ديوانه الأول ، فالديوان الثاني ..، وراح النقاد يكتبون عنه وهو في الثانية والثلاثين من العمر .. أي أن كل ذلك تحقق في مدة لا تتجاوز 5 سنوات .. ولكثرة ما كتبت عنه الصحف والمجلات – ولا سيما الأجنبية – راح يردد أنا أكبر شاعر عربي .. ، بل وسعي لمناطحة شاعر عامية كبير في حجم الأبنودي ..!
- وذات يوم ، وأنا جالس علي احدي مقاهي وسط القاهرة - يرتادها المثقفون - ، دخل وحياني ، وجلس قريبا مني وراح يكتب ، لعله كان يكتب احدي قصائده ، ثم توقف فجأة ليسألني بشجاعة أدبية وبموضوعية شديدة وبلا أدني حرج - كمن يسأل عن عنوان شارع أو مكان ما – عن كلمة صعب عليه تهجيها .. ، وبنفس البساطة وبمودة ساعدته دون أن أشعره بأي حرج لأنه حتي تلك
- اللحظة لم يكن قد حصل علي أكثر من شهادة محو الأمية ..، ولم تكن تلك هي المرة الأولي التي يسألني فيها عن كلمة بسيطة عجز عن تهجيها
- وفي اليوم التالي مباشرة ، جاءني علي نفس المقهي وجلس بجانبي بهدؤ وقال وكله احساس بالراحة ووبفرح راح يخفيه في بساطة وتواضع" لقد جاءتني دعوة لالقاء شعري بالجامعة الأمريكية بالقاهرة "... ، وقبل أن أسأله عن تفاصيل ، أخرج من جيبه خطابا مكتوبا بخط اليد ، تخاطبه فيه الدكتورة ، الراسلة ب : " أستاذي ..." وتدعوه للتفضل بقبول الدعوة لالقاء شعره علي طلبة الجامعة الأمريكية بالقاهرة والتوقيع:
- ( دكتورة : سامية .....) . .. ..
- ثم عرفت فيما بعد أن شعره يدرس بالفعل في الجامعة الأمريكية !!



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها العلمانيون اتحدوا..
- - شلضم - التلميذ الذهبي يبيع الخضار بالطريق !
- - مصر والعرب - عربية ؟ أم مصرية ؟
- الي زرقاء الندامة
- - مها - زهرة الياسمين البيضاء
- مؤتمر دولي لرعاية الأديان وحمايتها
- العروبة والاسلام يتآمران علي العراق وشعبه
- كيف نختار رئيسا للجمهورية ؟
- لماذا لا يفرجوا عن : عبود الزمر ، وصفحة من مذكراتي في السجن. ...
- تضامنوا مع المعارض المصري : أيمن نور
- .. اصلاح الأمم المتحدة ، وفرض علمانية الحكم
- دخول العرب مصر .. غزو أم فتح ؟!
- ماذا بعد رئيس لمصر بالتزوير؟! (3)
- ماذا بعد رئيس بالتزوير لمصر ؟!!
- ماذا بعد رئيس بالتزوير لمصر ؟!
- التكفير الثقافي، ومصحف أمل دنقل- (!)
- انه يقول! كيف يقول ؟ ولماذا يقول؟!
- تابع - قائمة أعوان مبارك - ، بعد صدام ..
- تقارب معارضين مصريين من الاخوان المسلمين .. بين النظرية ، وا ...
- الفرعونية ليست أطلال أحجار ومومياوات محنطة


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين محسن - الولد الصعلوك العكروت مع الوزير بالتليفزيون (!)