حَمِيمِيَّات فيسبوكية -37-

علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4883 - 2015 / 7 / 31 - 12:22
المحور: الادب والفن
    

الشَلْفَطَة كلمة فارسية ..
قساة ومجانين هم رجال التين .. بل هم قذرون غالباً إذ يشلفطون الحب والمرأة والرجل والحرية الشخصية .. لكن لن نعاملهم بالمثل ولن نشلفطهم بأغصاننا النَّازّة من مسامّاتها بالنَّدَى والحب .. لأنهم لا يستحقون ندانا وحبنا .. بل سنحبسهم في الصيف الحار في دورات المياه التي يسبح فيها كل شيء حتى الجرذان .. ونقفل أبوابها الصدئة عليهم ونتركهم دون مياه أو كهرباء .. تحديداً في دورات المياه القذرة جداً في الكراجات القديمة في دمشق أو دير الزور .. ونقرأ عليهم من بعيد .. من مقهى نقابة المعلمين بالقرب من فندق الشام مثلاً أو من مقهى نقابة الفنانين في المهاجرين بالقرب من القصر مثلاً .. نقرأ عليهم كل ما كُتب ضدهم من قبل العلمانيين والأحرار في أنحاء العالم.

***** ***** ***** *****

مَتَحَتِ الجَرَادَةُ شمساً حنونة ..
اقترب موسم وضع البيوض البديلة .. الجَرَادُ يفْتِكُ بالزَّرْع والشّجر .. بالشمس والهواء وحتى موج البحر .. ها هو موسم تكاثر ثرواتهم يقترب من جديد .. إنه وقت المَتَح .. وها هم يبحثون عنّا بتهذيب مدني هو بريء منهم، ونحن الأَرْضُ الطيبة المستهلكة بفتح اللام أو كسرها لا فرق .. سيغرزون أذْنابهم العقربية في أرضنا لِيبِيضوا كما العادة .. إنه الجَرَاد يَمتحُ في سوريا على هواه!
إنهم يخططون لاعتقال حرية الشمس يا سادة .. بدأ الجَرَادُ باستيراد أدوات السرقة للحفاظ على البيئة في سوريا .. سيتاجرون بروح الكهرباء البديلة .. سيعلبوها ثم يبيعونها لنا قريباً مثل قطع شوكولاته فاسدة تحت ألف ذريعة وذريعة ودون تاريخ صلاحية .. سيدعوننا لقضاء "حاجة" في محطاتهم الفضائية، لتشغيل مكبرات النعيق في المناسبات الوطنية أو لسماع فضائحهم في الفضاء الأزرق ..
سوف يحولوننا ذات يوم إلى سكاكين رفيقة بالطاقة يا سادة .. ليضعوننا في مطابخهم لتقشير برتقالهم العفن .. لكني أحلمُ قبل ذلك أن نبصقها في وجوههم القميئة دون خدشهم لئلا نخدش إنسانيتنا ثم نحبسهم مع رجال التين في دورات المياه العفنة ..
وحرب الجَرَادِ طويلة .. طويلة يا صديقي نور.

***** ***** ***** *****

طبقاً للأمم المتحدة يعيش على كوكبنا حالياً حوالي 7.3 مليار شخص .. مع حلول عام 2050 سيبلغ عدد سكان العالم نحو 9.7 مليار نسمة .. وفي عام 2100 تتوقع الأمم المتحدة أن يصل العدد إلى حوالي 11.2 مليار إنسان .. وحده عدد سكان أفريقيا سوف يتضاعف أربع مرات تقريباً على مدى السنوات 85 القادمة .. أي من نحو 1.2 مليار لنحو 4.4 مليار شخص في 2100 ..
على عكس ذلك في أوروبا، فمن المتوقع أن ينخفض عدد السكان من 738 مليون إلى حوالي 646 مليون نسمة في عام 2100 .. في ألمانيا سيتقلص عدد السكان الحالي 81 مليون إلى 74 مليون في عام 2050 وإلى نحو 63 مليون نسمة في عام 2100 ..
المصدر: دير شبيغيل .. 29.07.

أعتقد أن الموضوع له ارتباط عميق بمستوى الوعي الاجتماعي والصحي السائد في بلد ما وبمدى الدعم الاقتصادي المقدم لخدمة وبلورة وعي أسروي متطور .. وصباح الخير

***** ***** ***** *****

الشعبوية ...

"الشعبوية" ليست ظاهرة أو وجهة نظر سورية فقط .. لكن "الشعبوية السورية" بشقيها اليساري واليميني هي الميوعة والهشاشة السياسية ..
قاموس "كونراد دودين" الألماني يوضح مصطلح "الشعبوية" بالمعنى السياسي على أنه سياسة مسبوكة بالانتهازية، قريبة من الناس وغالباً ما تكون ديماغوجية ، والتي تسعى إلى الفوز السياسي بالانتخابات مثلاً عن طريق التهويل الدرامي للوضع السياسي مستثمرة بذلك طيبة وعواطف وبساطة الجماهير، بصورة خاصة في أوروبا ..
في العلوم الاجتماعية يرى الإنسان في مصطلح الشعبوية عدة ظواهر .. من جهة هو نمط معين من الحياة السياسية، وهو شكل من أشكال الخطاب السياسي، أو هو من جهة أخرى استراتيجية للوصول الى السلطة السياسية ..
أما في مجال البحث العلمي فيرى الباحث بأنّ الشعبوية تُصنف أيضا كأيديولوجية خفيقة، والتي تعتقد بأنّ المجتمع منقسم بشكل متجانس إلى قسمين: قسم "الشعب النقي" وقسم "النخبة الفاسدة" ..
تتميز الشعبوية برفضها للنخب والمؤسسات ومناهضتها للفكر والثقافة، واعتمادها على "الحس السليم"، والاستقطاب، و"الشخصنة"/الطابع الشخصي و"التخليق"/الطابع الأخلاقي ..
وتؤكد الشعبوية على التناقض ما بين "الشعب" و "النخبة" وتدّعي وقوفها في الحق إلى جانب الناس العاديين "الشعب البسيط" ..
ليس لدى الشعبوية نظامها المعين الخاص من القيم، الذي يصوغ ويشكل جوهرها الأيديولوجي ويميزه عن الأيديولوجيات الأخرى .. ولذلك، فإن الشعبوية يمكن أن تذهب وترتبط مع ميول وأهداف سياسية مختلفة تماماً ..
وأخيراً وليس آخراً يجب الإشارة إلى أنه هناك "أحزاب شعبوية يمينية" و "أحزاب شعبوية يسارية" ..
"الشعبوية اليسارية" منتشرة على نطاق واسع وخاصة في أمريكا اللاتينية (الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل وتشيلي والاكوادور وغيانا وبيرو وأوروغواي وفنزويلا) .. وكذلك كندا وأمريكا .. وأيضاً في ألمانيا وبقية أوروبا .. لكن بأسماء مختلفة ..
أما "الشعبوية اليمينية" فهي منتشرة على نطاق واسع أيضاً وخاصة في النمسا و الدنمارك وفرنسا وهولندا .. وبلجيكا والنروج وإيطالية وسويسرا.

***** ***** ***** *****

"لا يكمن العنف في لغة ما في أنها ترفض الغريب، بل في أنها تلتهمه".
"يجب أن يَتَغَرَّب الإنسان ليَتَعَرَّف على الخير الذي يمتلكه في وطنه".
يوهان فولفغانغ فون غوته .. أديب ألماني

***** ***** ***** *****

"الغربة رائعة، طالما هناك وطن ينتظر!".
إريكا مان .. كاتبة وممثلة ألمانية .. مؤسسة الكباريه السياسي في عام 1933

***** ***** ***** *****

"في الغربة ينشأ الوطن".
فالتير لودين .. لاهوتي وصحفي سويسري

***** ***** ***** *****

"الغربة هي وطن المغامرة".
إيميل غووت .. كاتب ألماني

***** ***** ***** *****

كأن شعور الغربة قوي لديك اليوم؟
عبّر اليوم أحد الأصدقاء عن رغبته بالتعرف على رأيي الخاص بما يتعلق بالتأثيرات الإيجابية والسلبية للغربة على الإنسان .. طريقته المهذبة بالسؤال أعجبتني وحفزتني على القراءة بالألمانية عن الغربة .. لأنني أرغب أن أكتب له ذات يوم عن وجهة نظري بهذا الخصوص .. المهمة صعبة .. وأول الغيث قطر ثمّ ينهمــر.

***** ***** ***** *****

"البعثية في الأدب هي مذهب أدبسياسي لاعقلاني يُستخدم في الرّوايات والقصائد المحلية التي تركزّ على تجارب الأب والأبن في رماية الابتسامات على الفقراء والركوب على ظهور الأوضاع المعيشية التي لا يستطيعان فيها السباحة لإيجاد حل للعبثية" ..

***** ***** ***** *****

لكن السؤال من أدخلنا في الدوامة؟
النظام الدكتاتوري الفاسد، محاولاته لتسطيح الإنسان وتأطيره مذهبياً وطائفياً، تضييقه لهواش الحريات الشخصية، مساعيه لقهر الوعي السياسي/المدني عند الشعب السوري، تسفيهه للشخصيات الثقافية والسياسية المستقلة .. ولن ننسى غياب شخصية المفكر السياسي في الساحة السورية .. هذا ما أدخلنا إلى الدوامة.

***** ***** ***** *****

#علي_دريوسي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات