أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة الحسن - إحتفالية بالروائي عبد الخالق الركابي ـ سابع ايام الخلق














المزيد.....

إحتفالية بالروائي عبد الخالق الركابي ـ سابع ايام الخلق


حمزة الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 361 - 2003 / 1 / 7 - 03:34
المحور: الادب والفن
    


لا يجيد الروائي عبد الخالق الركابي لعبة الترويج للنفس وهي صناعة باهتة لكل من صار يعبث على الورق بركام من السخام ويطلق عليه زورا تسمية " رواية" كما يطلق منحرف على نفسه لقب قديس، هذا الروائي تعرض لحادث مؤسف أوشك أن ينهي حياته وتوقع محبوه ان ينتحر بعد تلك الاصابة التي حولته الى كومة لحم لا تتحرك إلا من
خلال كرسي متحرك ولا شيء فيه ـ في المراحل الاولى ـ يتحرك غير رموشه...!ولو لا الدعم والمؤازرة التي تلقاها من حفنة اصدقاء، ومن زوجته  على نحو
خاص، لمات الركابي على كرسيه منتحرا في أقرب فرصة تحركت فيها يده بصورة مفاجئة بقوة الامل والحب والصداقة.

وهذا الروائي الذي توقع كثيرون ان ينهي حياته من فوق كرسيه المتحرك، فاجأ الجميع حين قرر اطلاق النار لا على  نفسه، بل على التاريخ والزمن والحقارة
البشرية التي صار هناك من يحتفل فيها ويتلقى برقيات التهاني بسبب موهبة الحقارة وحدها..!

إنه زمن عراقي رديء تماما.ويبدو ان عبد الخالق الركابي الذي يعيش الكتابة الروائية بصدق وصمت وسرية ودون ضجيج لم يعد مشغولا بما كتب أو يكتب عنه، لأن كل هذا لن يفيده شيئا في اللعبة الروائية الشديدة المراوغة والالتباس.  فمن حصار الداخل على الابداع الروائي، والرواية تزدهر  في مناخ الحرية،
الى حصار الخارج حيث مرجعيات النقد والكتابة هي مرجعيات حزبية، عائلية، قبلية، شخصية، مزاجية، ويغيب تماما السؤال الثقافي، وتتلاشى المعايير النقدية
الجدية لصالح  الهوى والمزاج والرغبة والعلاقة، فليس غريبا أن يمدحك شخص ما ويتوقع ان تجلب روايتك لك الاعداء وتجد نفسك كما قال أحدهم " داخل نسيج عنكبوت، دون رؤية العنكبوت" وبعد ايام لا أكثر يقوم هذا العنكبوت نفسه وبلا مقدمات بقيادة حملة صبيانية وغوغائية كأنه أراد أن يثبت نبوءته، أو اراد قول ماهو أهم وهو : ان القول وعدمه/ المدح والذم/ الحب والكراهية/ يتساويان في تقاليد الغوغاء، وهذه
طبيعة العقل المنهار.

  سابع ايام الخلق ـ هي احدى أهم روايات عبد الخالق الركابي وهي ملحمة روائية عراقية تستحق احتفالية خاصة نساها النقد في الخارج ولم يتعرض لها احد كما لو ان الركابي متهم بإرتكاب جريمة العيش في وطن تقلصت حدوده الى مجرد كرسي متحرك يعيش ويكتب ويحلم داخله ويحاكم الازمنة.قال عنها الشاعر المبدع رعد عبد القادر:

   " إن الروائي الركابي قد بلغ في ـ سابع ايام الخلق ـ الى مستوى الاعمال الابداعية المتميزة على الصعيدين الخاص والعام. والرواية بعد ذلك هي نوع من الاعمال التي تعادل حياة وهي ـ ايضا ـ رواية بحث عميق في المعرفة الشرقية ودقائقها، تتمتع هندستها بعمليات خلق مرئية وغير مرئية..."
هذه الرواية كتبت سنة 92، وطبعت سنة 94، ووزعت سنة 97، وهذه الفترة بين الكتابة والطبع اعطت الروائي كما قال هو في مقابلة فرصة اعادة النظر في النص أكثر من مرة وهو أمر لم يحصل في أعماله الاخرى.


تتعرض هذه الرواية الملحمة الى فترة عدة قرون من تاريخ العراق، وتعتمد في البناء على مرجعيات تاريخية ومعرفية واسطورية مختلفة من اجل تدعيم فكرة
النص، وتعزيز البناء الروائي،وهذه المرجعيات التي وضعت كخلفية للتخيل، لم تستخدم كما هي بل قام الروائي بمنحها بعدا اسطوريا، وهنا ايضا يفترق الروائي عن المؤرخ.

والرواية  تعتمد على مستويين من الزمن: زمن الحكي، اي زمن الرواية، وزمن الاحداث، وكا قال الروائي ان البؤرة الرئيسية في الرواية ونقطة تلاقي
الازمنة هو : عملية الخلق.اي ان النص يُخلق خلال الكتابة، وخلال تداخل الازمنة، وتلاقي الشخوص، وليس قبل أو بعد ذلك.

  وكما حصل في رواية اندريه جيد ـ مزيفو النقود ـ فإن احدى شخصيات رواية الركابي هو روائي ينعزل من اجل كتابة رواية، وهذه طريقة في الحكي الروائي تعتبر من تقنيات الحداثة الروائية حيث يقوم الروائي بمساءلة نصه من داخله...كتب الدكتور مهند يونس عن هذه الرواية في مقال له:  "  في سابع ايام الخلق هناك بحث لا ينتهي، وهناك رواية داخل اخرى، ولكن بتقنية خاصة تختلف كثيرا عن روايات أخرى من هذا النوع. ونذكر في هذا المجال رواية جيد ـ مزيفو النقود ـ حيث نعثر من بين الشخصيات على كاتب روائي يكتب روايته المستقلة داخل رواية جيد الكبيرة..."  سابع ايام الخلق هي ايضا عودة لأساليب الحكي التراثية ومحاولة كتابة روائية بلغة تراثية، وهذه العودة كما يقول الروائي، ليست استنساخا، بل استبطانا وبحثا عن ذات مغيبة.وفي هذا النوع من الروايات تقترب تجربة الركابي مع تجارب عربية اخرى كتجرية الروائي المصري جمال الغيطاني في روايته" الزيني بركات" وتجربة الروائي المغربي سالم حمّيش في روايته " مجنون الحكم" وهي تتحدث عن فترة حكم الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله وهي شخصية مثيرة للغرابة  والتنوع والفرادة، ورواية حميش الاخرى" العلاّمة"  عن ابن خلدون والتي فازت هذا الشهر بجائزة نجيب محفوظ.ان هاجسنا في هذا العرض وغيره للاعمال الروائية والشعرية العراقية هو
توسيع دائرة النقاش والرؤية والفحص والسؤال من اجل خلق مرجعية نقدية وثقافية غير هذه التي نعرف والخروج من حبس القراءة الواحدة والراي الواحد الى فضاءات أوسع في الكتابة والحرية حتى لو كان ذلك لا يمر إلا من خلال أشراك كثيرة وفخاخ المصادرة والرأي الواحد والشبيه وغير المسموح بتعدده إلا عبر التناسخ والتشابه على حساب المغامرة الابداعية وهي مغامرة الحرية أصلا.

 



#حمزة_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروائي مهدي عيسى الصقر..و.. ـ أشواق طائر الليل
- الروائي الطاهر بن جلون و ـ تلك العتمة الباهرة
- الروائي المغربي محمد شكري و ـ زمن الاخطاء
- عبد الله القصيمي، المتمرد القادم من الصحراء
- الشاعر أمين جياد و ـ لمن أقول وداعا؟
- الشاعر حسين عبد اللطيف في- نار القطرب-
- احتفالية بالشاعر رعد عبد القادر و- دع البلبل يتعجب
- احتجاجات المثقف والارهاب وغياب تقاليد التضامن - التضامن مع ا ...
- نقد المثلث الأسود / رجل واحد شجاع يشكل أغلبية !
- وثيقة التوجهات السرية!
- صرخة تضامن مع مروان البرغوثي


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة الحسن - إحتفالية بالروائي عبد الخالق الركابي ـ سابع ايام الخلق