أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عذري مازغ - التدين جريمة في حق الإنسانية














المزيد.....

التدين جريمة في حق الإنسانية


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 4881 - 2015 / 7 / 29 - 02:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثمة شيء مبهم دائما في علاقة الإنسان بالآلهة، كلما نما عقل الإنسان نمت معه أحجام الآلهة وبما أن الأصل في الإنسان أنه حيوان يحاول بعقله أن يقفز على حيوانيته، أن ينعتق من وحشيته، فإن وجود الله في إيمانه هو شكل وجود وحشيته، إن الآلهة الوثنية تعبر عن طفولة وعيه بذاته، عن مستوى معين لحدود أفق تعقله للواقع، تعبر عن سذاجة خضوعه لها كونها احجار أو أخشاب مسندة.. إنها تعبر عن سذاجة استعباده من طرف كهنة الميثولوجيا القديمة الساذجين أيضا، اما الآلهة الروحية فتعبر عن شكل تطور تعقله لواقعه أيضا، لقد كشف تلك اللعبة من تستر الكهنة في المجتمعات البدائية حين يطلبون وضع أكل للآله التي هي أحجار، ثم يكولسونها ليأكل الكهنة، لقد وضع الكهنة له هذه المرة آلهة غير مدركة تنخر وجوده الدائم .. إن وجود إله دائم وأبدي غير مدرك هو شكل استدامة استعباد الإنسان الذي هو أيضا استدامة ما تبقى من حيوانية واستدامة ماتبقى منها من السذاجة: الإنسان الكامل المنعتق من سذاجة التوحش والحيوانية هو الإنسان الذي تخلص تماما من أي شكل عبودي.. هو الإنسان الذي يعلن صراحة موت الله.
قالها نيتشة في سياق آخر، عندما انتقد المسيحية، لكن ذلك النقد الجميل الساخر عند نيتشة، كان هما رائدا في بيئته المسيحية، والكثير رأى أن نيتشة لو توفرت له ظروف أخرى، دين آخر، ربما لغير رأيه، على الأقل هذا ما توحيه بعض تشخيصاته للحضارة الأندلسية من منطلق هواجس التوحش عند الفاتحين العرب، أو قل هذا ما يوحيه أيضا تقديم كتاب "هكذا تكلم زراداتش" في الترجمة العربية، إلا أن المسالة لم تأخذ هذا المنحى صراحة، لقد اخذت المسيحية طريقا آخر استوعبته عبر مسارها الحضاري، لقد نضجت تماما حين تعتبر الملحد مومنا بناء على قيمه الإنسانية (أشير في هذا الصدد إلى تصريحات البابا في الفاتيكان في الشهور الماضية) إنها تصريحات تعبر عن قفزة نوعية في طريق الخلاص، وعندما نتكلم عن الخلاص لا نقصد تماما الخلاص المسيحي، نقصد بالتأكيد موت الله.
2000 سنة ونيف قطعتها المسيحية لكي تتأنسن، أما الإسلام، برغم هذا التطور الرائد في العلوم، وبفضل عقلية بدوية لم تيأس بعد، بفضل أنها تخدم القوى الإمبريالية، فهي لم تستطع بفضل توغلها السياسي أن تنضج بعد، لقد ركز النقد عند نيتشة أن المسيحية، بشكل عام، مناهضة للحياة، لكن لا أحد رغم توهج هذا النقد وصرامته، لا أحد يجرؤ عندنا بالقول: إن الإسلام مناهض للحياة على الرغم من وضوح القتل وجرائمه، إنه مناهض للحياة أراد من اراد وكره من كره،، إن الإسلام هو عقيدة المذابح اللاإنسانية، إن المؤامرة الدولية الإمبريالية لم تجد كنهها لو لم تكن تعرف أن لها أرضية في التربة الثقافية الإسلامية.
عندما نقارن، تأنسن المسيحية، التي تعني تماما هدم الحدود بين الإيمان والإلحاد بشكل عام بناء على القيم الإنسانية، لا نجد الامر في الإسلام الذي هو دين التسامح كما يقترح، في الإسلام، كل الدهماء مازالت تقيم الحد، تمارس العدالة نيابة على الله، تدافع عن الله القاصر في بسط حكمه على عباده، الله الذي في حكم الفلسفة العربية الإسلامية إله عادل بالمطلق. يعني نقيض لكل الهمجيات التي تثيرها قوى الدهماء . إنها نفس السذاجة التي طرحناها في مقدمة هذا المقال: الله قاصر والدهماء هي من يتولى تنفيذ جرائمها باسمه، تريد إبقاء السذاجة مقرونة به لان قصوره ينفذ حين هم يتولون تنفيذ احكامه التي اخترعها الكهان أنفسهم، الفقيه والإمام والشيخ ومرضى الصرع من الانبياء هم من اقاموا تلك الاحكام نيابة على إله غير مدرك، إنهم مجانين يستحقون أن يوضعوا في متحف الأفاعي كما قال نيتشة حت لا تقترب إليهم الأجيال القادمة، إنهم مجرمون في حق الإنسانية، التدين جريمة إنسانية تهدف إلى تسذيج الناس لمنع قفزتهم نحو الأنسنة، تهدف إلى إبقاء الخطيئة في الناس ليرتكعوا لهم.
عندما تقرأ ابن خلدون برغم تورعه الفقهي، نكتشف الإسلام الحقيقي، والخلاصة أن الإسلام الحقيقي ليس هو إسلام التسامح مع كل الأسف، إنه الإسلام الهمجي.
الإسلام الذي يراد له تلك القواميس التعبيرية الجميلة المنسوبة لحضارات قامت بالإسلام كالحضارة الاندلسية مثلا، هو ذلك الإسلام الذي استأنس ثقافة الآخرين، أي انه تحول من إسلام غزو إلى إسلام مستقر، لفهم الامر جيدا أقترح عليكم دورة الزمان الإسلامي كما يصفها ابن خلدون في مقدمته:
دورة الزمان الإسلامي، يفسرها ابن خلدون عندما تطرق لأطوار الدولة عند العرب:

مرحلة التأسيس: تبنى بشعارات الورع والتقوى والأمر بالعروف والنهي عن المنكر والعودة إلى الإسلام الحقيقي، يصفها ابن خلدون بالتوحش والخشونة وطباع البدو.
زمان التكون وهي بعد أن تأسست وهزمت الدولة السابقة تبدأ بجمع المال وتأمين الامن وتستأنس بالتمدن وبناء العمران والثقافة والفن والفكر ، أي أنها تنتقل من التوحش إلى التمدن.
زمن الهرم وهي عندما تدخل مرحلة الترف والبذخ والتنازع حول الملك والفساد وكل ما يثير القلاقل حيث تتهيأ دولة خشنة أخرى للحكم مبنية صحوتها على فساد الدولة الهرمة وخروج من شرع الله ووجوب الجهاد في حقها والعودة إلى الإسلام الحقيقي
أليست داعش محقة في الأمر ؟ أليس إسلامها هو الإسلام الحقيقي؟



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللينينية هي الثورية (نقد ذاتي حول مقالاتي السابقة حول اليسا ...
- -النص السياسي- والمتلقي العربي (أزمة اليونان نموذجا) محاولة ...
- علاقة اليسار الجديد بالقديم هي علاقة قطيعة وليست علاقة تماثل
- مؤذن الجزيرة القطرية
- دولة التسيب
- إسبانيا على أبواب فجر جديد
- وجهة نظر حول تداعيات فيلم -الزين اللي فيك-
- كابوس الجهوية بالمغرب
- قرأنة ماركس، شكل لإلغاء طابع الثورية في الماركسية
- حول قرأنة ماركس
- مشكل العلمانية في دول المشرق وشمال إفريقيا
- قوانين في المغرب تمهيدا لدوعشته
- الخبز والياسمين وما بينهما
- مساهمة في الجدل حول علمية الدياليكتيك
- يقظة ضمير
- حول العلمانية
- خلفيات الحكم بالإعدام على محمد امخيطر
- مظاهرة باريس برأس أفعى سامة
- أنسنة الإسلام هي موت شكل منه
- بخصوص التعليقات المشوشة على الحملة


المزيد.....




- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عذري مازغ - التدين جريمة في حق الإنسانية