أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - قد لا تعرفون قيمة (مصر) .















المزيد.....

قد لا تعرفون قيمة (مصر) .


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4880 - 2015 / 7 / 28 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو - في الغالب -أن هذه البقعة التي نعيش فوقها ولا ندرك منها إلا كل ما هو قبيح و منفر .. لا يعرف قدرها هؤلاء الاقزام الذين يتصورون أن مصر لن تصبح مصرا الا عندما تكون (الزعيمة) و تضع يديها علي ما حولها من اقطار وبشر،مسيطره عليهم إما بدجل حواة العقائد والاديان كما يتخيلها الاخوان والسلفيين .. أو بحكايات الاطفال عن الاخوة العربية و الوحدة و تكثيف تكامل الامكانيات لترقية إستخدامها كما يحلم الناصريون و القوميون و من علي شاكلتهم من وحدويون.
هذه الارض جعل منها سكانها مداسا لكل نفايات البشر و شذاذ الافاق يتعاملون معها كما لو كانت مصر(منفردة) لن يقوم لها قائمة و لن تصمد في مواجهه السوق العالمي .إلا بسحق وجودها و تمييعة وذوبانه في أطر أكثر تخلفا من وجودها الحالي .
المشكله أن السادة الكسالي يريدون حلولا جاهزة كالمعجزات بمعني أنه لو توفرت لهم مصادرتمويل لتدفق الاموال في خزانات بيت المال ..( المهترئة) .. و (المنفسة) من كل جهه فسيكون هذا هو الحل الامثل في عرف( بتوع) التوسع بالدين و طز في مصر .. او التوسع بالقومية وطز أيضا في مصر.
كتب ابن عبد الحكم في(( فتوح مصر واخبارها)) اصدار مؤسسة دار التعاون للطبع والنشر 1974(( لما ملكت دلوكة مصر أرسلت خلف امرأة ساحرة من (أنصنا) يقال لها (تدوره) فقالت لها إنا قد احتجنا الي شيء من سحرك يمنع عنا من يقصد بلادنا بسوء .. فعملت تلك المرأة بربا من حجر الصوان (معبد) في وسط مدينة منف وجعلت لها أربعة أبواب الي الجهات الاربعة ونقشت علي كل باب منها صور الرجال والخيل والابل والحمير والسفن وقالت لدلوكة قد عملت لكم عملا تهلكون به من اراد لكم سوء من بر أو بحر ، فكان إذا قصد اليهم أحد من سوء وعجزوا عن قتاله دخلوا الي تلك الصور وقطعوا الرؤوس أو فقئوا العيون فمهما فعلوا في تلك الصور التي في البربا فيؤثر في معسكر العدو فامتنعت عنهم الملوك لأجل ذلك، فأقامت دلوكة علي ملك مصر نحو مائة وثلاثين سنة (أستمرت ملكة و عمرها 230 سنة)، ولم تزل مصر ممتنعة من العدو ستمائة سنة بما دبرته دلوكة من سحر عظيم، لما خربت البربا طمع فيها العدو وزحف بخت نصر البابلي علي البلاد فقتل صاحب مصر وسبي أهل مصر وأخرب ما كان في مصر من برابي والحكم التي كان بها طلسمات ونهب الاموال فأقامت مصر بعد ذلك أربعين سنة خرابا ليس بها ساكن ولا متحرك فكان النيل اذا زاد يفرش الارض ثم يهبط ولا يستنفع به ولم تزل مصر بعد ذلك مقهورة من العدو)).

بالطبع لا يوجد من يصدق مثل هذه الاساطير .. وحواديت العجز عن فهم تاريخ (كيميت ) وأثارها وأسباب سقوطها تحت نير محتليها .. لكن الواقع أيضا لا يمكن تصديقة ...فخراب مصرلم يكن بسبب خراب (البربا) المدعي وانما جاء بعد فقد الشعب للغته ودينه وتحوله بانتمائه للغات وأديان الغرباء التي مع الزمن أطاحت بخصوصية احتفظت بها شعوب قديمة غيرنا مثل اليابان، الصين، الهند وحتي فارس، تركيا واليونان فعاشت شعوبها متصلة الحاضر بالماضي تفخر به وتوقره وتحافظ علي آثاره ومنجزاته ..بينما جاءت مصر استثناءً يجعل من ولدها عدوا لتاريخ أجداده يسعي الي تدميروهدم ما بقي من بقاياه في انفصام منحاز لصالح ثقافة المحتلين والغرباء .
في بلدنا ثروات لم تمس (بكر ) لا حصر لها .. لن أتكلم عن ما هو معروف منها ولكن قرأت حديثا عن من يتعجب من كون بحيرة ناصر تعج بالتماسيح و لا نستخدمها ((بالبحيرة حوالي 80000 تمساح .. جلد التمساح (البالغ) ثمنة 4000 دولار .. بمعني أنه يسبح في البحيرة ما يوازى (ملياران و نصف مليار جنية ) قابلة للتجديد و تحويل مصر الي المصدر الاول لجلد التمساح في العالم ))!!.. تستهلك التماسيح أسماك البحيرة فلا ننقصها ونسمح للثروة السمكية بالنمو .. وإنما نستبدل هذا بفكر مريض يجمع ويبيع السمك النافق بسبب تفريغ الصرف الصحي في البحيرات و تحويلها الي جبانات سمكية ثم ممرضات بشرية.
سمعت أن لديناعلي شواطيء الدلتا ((الرمال السوداء كنز من كنوز مصر المهدرة على شواطئ البحر المتوسط، وهى مشروع قومى يتحتم تنفيذه الآن أكثر من أى وقت مضى)) .. لو تم حفظها و إستخراجها لدرت المليارات ..
و سمعت أيضا أن جبل (الدكرور) في سيوة يتكون من الملح الصخرى الذى شكلوا منه هناك فندقا كاملا باثاثاته .. وأنه أصبح مزارا يمكن إستغلالة سياحيا و إستخدامة في تقديم منتجات(ملح ) صحية أفضل من تلك التي تجمع من السباخات و تتسبب في الفشل الكلوى للاغلبية .
و سمعت عن مناجم الذهب ((أثبتت الدراسات التعدينية أن (60) موقعاً لتعدين الذهب توجد بمنطقة جبيت، بالإضافة لوجود مليارات الأطنان من الحديد ومعدن الألمنيت ومعدن الروتيلي الذي يستخدم في صناعة أجسام الطائرات والطلاء عالي الجودة.فيما بدأ إنتاج مشروع تنقيب الذهب في الثمانينات كمشروع اقتصادي قومي بطاقة إنتاجية 5 آلاف كيلوجرام من الذهب بنسبة نقاوة عالية بلغت 90% من الكمية المنتجة في المساحة البالغة 60 ألف كيلومتر مربع في المنطقة التي تسمى منطقة وادي بروث والتي تعتبر من أشهر المناطق التي توجد بها عروق الذهب ووادي بروث وادي أخضر تكثر به الماشية وهو محاط بجدار ترابي وتوجد به مادة السينايد بأعلى الوادي حيث توجد به ثلاثة خزانات لحفظ مياه الأمطار)) .. و الغاز و البترول .. في طول مصر وعرضها .
لدينا الالاف من الكيلومترات سواحل ندمرها و نهملها .. ونتركها لنعيش ..محشورين في احقاق العشوائيات .
أسوأ ما في مصر هم البشر الذين تلوثوا علي مدى الاف السنين .. لينتجوا في النهاية هؤلاء الكسالي المتواكلين .. الذين ينجبون بالعشرات دون عقل او تمييز ..المنتظرين من (أنصنا) الساحرة (تدوره) لتمنع عنا (من يقصد بلادنا بسوء)
مصر لن( تصلح وتنمو بالتمني او السحر ) ولكن عندما تتعلم كيف تستخدم ثرواتها الاستخدام الامثل .. و أهمها تعليم و تدريب و تثقيف البشر .. ثم بعدها نتكلم عن ما فعله الاجداد من المسلمين او القبط او اليونانيين او القدماء منذ العصر الحجرى حتي اليوم .
المصريون (متزعلوش مني ) أصبحوا في العموم جهله يحفظون و لا يفهمون .. كسالي متواكلين ( وكأني أنظر بين العمائم و اللحي فأرى رؤوسا .. قد أينعت وتأخر قطافها ) ..يريدون من ينفق عليهم وهم جالسون يتفلسفون عن الجانب القومي تارة و التطوير الديني اخرى .. و لا يعرفون أن بلدهم جنه حقيقية لو عاش علي ارضها اى من شعوب العالم فستصبح خلال سنين معدوده .. (عملاقا )..
إيه رايكم تهاجروا يا مصريين؟؟ شوية منكم علي الشرق مطلقين اللحي و ممسكين بالسبحة و السواك .. وشويه برضه علي الشرق رافعين صور عبد الناصر حبيبنا !!.. بصراحة حاجة تمرض وتحزن .
عندما يهاجر أبناء مصر الكسالي و في المقدمة بالطبع أعضاء الجهاز البيروقراطي الاسن العفن .. محدود القدرات الذى يدير البلاد ..فماذا سيفعل القادم الجديد . حتي لو كان مالطيا او يونانيا .. او نيجيريا .
سيبدأ بالعقول .. التي تحصر التركة .. ثم تفكر في كيفية إستخدامها .. سيستغرق هذا فترة محدودة لن تزيد عن سته شهور .. ثم تبدأ الخطة العاجلة ..رفع كفاءة الموجود .. و تحسين الاداء .. ثم خطة طويلة المدى للاعمار تتوخي التدفق النقدى السليم .. بمعني الاستثمار في المشاريع الهامة ذات العائد الذى يمكن تدويره بعد ذلك في مشاريع أكثر تعقيدا .. بالتأكيد لن يبدأوا بعمل مدن و عواصم جديدة .. ولكن سيبدأوا بتشغيل مناجم الذهب .. و الزراعة المميكنه .. لا .. بالمصايد و القرى السياحية .. لا سيبدا بالصناعات الثقيلة .. ثم سيصر كل فريق منهم علي رأية ف يكونوا احزابا لكل منها إستراتيجية و سياسة و أساليب عمل ليس من بينها نشر الدين الاسلامي او تقليص عدد المسيحين او ألاصرارعلي أن مصر دولة إسلامية .
الاحزاب التي لها وجهات نظر في التطوير و الاستثمار و القوانين .. و العلاقات الخارجية و توزيع الثروه .. ستكون أدوات القادم الجديد الذى سيحول ارض مصر الي جنة مستفيدا بكل حبة رمل أن توضع في مكانها الصحيح .
الاحزاب الجديدة .. ستتفق علي عدة نقاط .. حمراء لا يقترب منها .. .. نحن جميعا مصريون لا فارق بين شخص واخر بسبب النوع او اللون او الدين او العقيدة .. كلنا لنا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات ..... هذه الارض لا دين لها .. وهي رحبه تسع جميع العقائد و الملل و الطقوس( التي لا تنتهي بنفي الاخر او الاضرار به ).. لن يوجد علي ارضنا جائع او جاهل .. او مريض .. فنحن جميعا نعمل لصالحنا جميعا .. حتي هؤلاء الذين يعجزون منا لهم نصيب عادل . العمل حق العمل واجب العمل حياة للقادر وغير القادر ومن يعمل سيجد مردوده حياة إنسانية عصرية محترمة و نظيفة في المقابل .
مصر قادرة علي صنع نفسها بنفسها دون حاج لا ستيراد شعب جديد او الاعتماد علي تهاويم تحالفات القومية و الدين .. لو ازاحت الكابوس الرابض علي أنفاسها باشكاله المتلونة المختلفة .
لن أتكلم عن الماضي البعيد وأشتاق او الماضي القريب و ابصق .. و لكنني ارى أنه قد آن الاوان لنأخذ حياتنا باسلوب أكثر جدية .. نافضين كل الاحمال المعوقة عن كاهلنا .. خصوصا السكون الديني و النعرة القومية التي لا يوجد لها سبب الا أن أصحابها يحلمون في يقظتهم باحلام كابوسية عن تفوق موهوم .. لامة منهكة .. و مدمرة بصراعاتها الداخلية .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللي معاه مال محيره يكتب تاريخه ويزوره
- السعودية كيان طفيلي بلا جذور.
- 23 يوليو الذى نأبي أن نتعلم دروسه .
- محاكمة وغد قديم
- النظر في مرآة مسطحة
- للكون(جينوم ) يحمل جينات الوجود
- أبناء عبد الوهاب،في معبد الكرنك .
- 5 يونيو ..سكون ..ثم للخلف در!!
- الفريق مرسي..نموذجا لازال قائما .
- هل يمكن(هكذا) أن نتعايش دون تدمير !!
- الخلل الايكولوجى في إستبعاد المسيحين.
- هل تخيلت أنك أسقطت الوزير !!
- حوارحول محنة العمل في بلدنا !!
- أوهام العداء و نصف قرن من الغفلة
- الاستاذ حسين سالم .. وأنا.
- لو حظا تعسا جعلني رئيسا للوزراء .
- العثمانيون سفاحون لم يهذبهم اتاتورك .
- حرب العصابات ودفاعات اللوياثان.
- الفساد والحلول الرقابية الامنية .
- أشعر بالخجل كلما رايت رجلا يقهر إمرأة


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - قد لا تعرفون قيمة (مصر) .