أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البلطي - الارهاب المصطنع والجريمة والتآمرة كآليات للفعل السياسي من خلال النموذج الامريكي















المزيد.....


الارهاب المصطنع والجريمة والتآمرة كآليات للفعل السياسي من خلال النموذج الامريكي


محمد البلطي

الحوار المتمدن-العدد: 4879 - 2015 / 7 / 27 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا النموذج الامركي ؟ لسبب بسيط لان الادارة الامريكية كما سيتم اثباته من خلال امثلة تاريخية هي الاكثر استعمال من بين كل دول العالم لتلك الآليات كما انها قد "ابدعت" في استعمال تلك الآليات .

هناك شبه اجماع على ان هناك قوى خفية او هيئات ظل هي التي تعتمد الارهاب المصطنع والجريمة والمآمرة كآليات للفعل السياسي .واول ما يتبادر الى الذهن هو التساؤل حول الطبيعة الخفية لتلك القوى لماذا تبقى تلك الهيئات في الظل ؟.
ان تلك القوى والهيئات تمارس ما يسمى السياسة بذلك الشكل لان مصالحها وما تدافع عنه من خيارات وبرامج وسياسات تتناقض وجوهريا مع اغلبية مكونات المجتمع .هي تفعل ذلك لان سياسة في مصلحة راس المال لا تفعل الا زيادة ارباحه وعليه تفقر باقي مكونات المجتمع التي تدفع فاتورة تلك السياسة.ان الذي يدفع الفاتورة البشرية للحروب هم ابناء عامة الناس لا خاصتهم وهم من يدفع تكاليف الحرب عن طريق الضرائب باسم مصلحة وطنية او قومية موهومة لكن الذي يجني ثمار الحرب هم اصحاب الاعمال.
ان التناقض المشار اليه اعلاه هو الذي يجعل القوى الخفية وهيئات الظل تعمل على البقاء خلف الستار تحرّك عناصر المشهد دون ان يراها من تحركهم لخدمة مصالحها وحتى لا تقدم سياسات وبرامج ومخططات الدولة على انها في واقعها سياسات ومخططات في خدمة راس المال وهو ما يفقدها مصادقيتها لدى ضحاياها.
مثلا يقتضي اتخاذ قرار بالحرب موافقة اغلب ما يسمى الراي وعدم موافقته من شأنها ان تعطل المشاريع المرسومة من قبل القوى الخفية وهيئات الظل من عمالقة المال ورجال الجيش والامن المتحالفين معهم .ولان تلك الحرب ضرورية من اجل تحقيق اهداف استراتيجية في منطقة ما فان موقف ما يسمى الراي العام المعارض لا يمكن ان يوقف تلك الاجندة السياسية لانه غير مقتنع بضروريتها .
عليه كيف نجعل الحكومة ومعها ما يسمى الراي العام يقتنعون بما لم يكن مقنعا لهم من قبل سواء تعلق الامر باعلان حرب او احداث تغييرات سياسية ودستورية جذرية او كذلك وضع قوانين معادية للحريات كما هي قوانين مقاومة ما يسمى الارهاب ؟.
لقد كان الارهاب المصطنع والمؤامرة والجريمة دائما في خدمة "النخبة" الحاكمة.فهي تستعملها من اجل التحكم في ما يسمى الراي العام وتوجيهه.ففي حالات التناقض بين ما يسمى الراي العام وتلك النخبة تلجا الاخيرة الى أليات غير عادية هي الارهاب المصطنع والمؤامرة والجريمة كـ "عامل محفز" لتغيير وجهة الراي العام وموقفه .ولا يتعلق الامر بسلوك استثنائي بل بثابتة في اساليب عمل تلك النخبة الحاكمة.
وفي هذا السياق يعتبر الارهاب مصطنعا لانه ليس نتاجا "طبيعيا" لتناقضات المجتمع وصراعاته كما الارهاب السياسي وهو شكل من اشكال العنف السياسي الغير مقرون ببرنامج سياسي .انه ارهاب مصطنع لانه نتاج عمل تركيبي أي هو عنف سياسي مفتعل تقع صياغته من قبل اجهزة الاستخبارات التي تشرف عليه في جميع مراحله وقد تكون اهدافه داخلية او خارجية او كلاهما في نفس الوقت .لقد كان التآمر والاغتيال والارهاب المصطنع من اهم آليات عمل القوى الخفية وهيئات الظل وتتسم دائما بالسرية وتعرف لدى الاوساط الامنية بـ"العمليات السوداء".وهي سرية حتى لا تشير الى ضلوع الحكومة واجهزتها لذلك وفي احيان كثيرة كان منفذو العمليات الارهابية التي تخدم مصلحة النخبة الحاكمة في امريكا مثلا ليسوا امريكيين او هم لا ينتمون رسميا الى الجهات الاستخبارية التي خططت للعملية .
وتستعمل الدول المعاصرة بما في ذلك التي تدعى الديموقراطية وتعلن دعمها لمؤسسات المجتمع المدني وتؤمن بالتعدد وحق الاختلاف التآمر والاغتيال والارهاب المصطنع من اجل ضرب الخصوم والاعداء الذين لا تستطيع الرد عليهم في العلن لان ذلك يتنافى مع الدستور وقوانين البلاد كما يتنافى مع ما يسمى القوانين والمواثيق الدولية كما يتناقض مع "القيم الاخلاقية". لذلك كانت تلك الآليات هي ادوات "الحوار" السرية بين الدولة وخصومها او بين الدول فيما بينها .فالجهات الرسمية الشرعية في الدولة تلتزم قواعد الحوار السياسي العقلاني علنا لكنها تخوض هجوما لاعقلانيا ولا اخلاقيا في السر .
وهنا تتنزل مهمة وكالات الامن والاستخبتارات السرية مثل السي أي أي الامريكية والام أي سيكس البريطانية والكا جي بي السوفياتية سابقا ...الخ .ان تلك الوكالات السرية هي لب الانظمة الاوليغارشية وفي اغلب دول العالم تكون هذه الوكالات هي الحاكمة الفعلية للبلاد والعباد وهي موجودة في ما وراء الرئيس والوزاء احيانا.
وغالبا ما استعملت الدول الارهاب المصطنع لبدء الحروب وذلك من خلال افتعال عملا ارهابيا يستهدف الدولة التي تقوم به ثم ونسبه الى الدولة الاخرى التي يراد اعلان الحرب عليها .وهذا يعني اتهام الدولة الاخرى بالوقوف خلف العلمية الارهابية زورا .فمهاجمة الاعاداء لك هي اقوى حجّة لاعلان الحرب عليهم لانهم بادروا بالاعتداء عليك .ولانه اعتدي عليك فانت مضطر الى ان تدافع عن نفسك في مواجهة الخطر والتهديد القادم من الاعداء.ويحفل التاريخ القديم والحديث والمعاصر بمثل هذا النوع من العمليات .وقد كان الناس يصدقون ما تقدمه لهم الدولة ووسائل الاعلام الرسمية من روايات حول الاحداث لذلك فعلت فعلها في انفس "الجماهير" وغيّرت موقف "الراي العام" من رافض للحرب الى قابل بها وتشكل عمليات الحادي عشر من سبتمبر في امريكا الانموذج المعاصر لمثل تلك العمليات .
ويمكن تنفيذ عمليات الارهاب المصطنع بطريقتين : في الاولى تقوم فرق القوات الخاصة والاستخبرات بالتخطيط والتنفيذ وفي الثانية يتم استعمال تنظيمات سياسية كما القاعدة ومشتقاتها.من اجل ذلك اوجدت اجهزة الاستخبارات او ساعدت على تاسيس تنظيمات سياسية متطرفة تتبنى العنف كأداة للعمل السياسي سواء كانت تنظيمات يسارية او يمينة انفصالية او قومية او نازية وخاصة دينية ...الخ فلكل منها موعدا لاستعماله .كما قامت تلك الاجهزة باختراق العديد من التنظيمات من خلال دسّ عناصر داخلها غالبا ما تكون في مستوى القيادة بهدف التحكم فيها وتوجيهها واستعمالها .وفي تونس مثلا انفصل عبد الفتاح مورو سنة 1992عن حركة النهضة وهو احد مؤسسيها لانه لم يكن يعلم بقرار استعمال العنف في مواجهة السلطة وهو المؤسس ولم يقتصر الامر عليه بل ان عبد الله عبعاب وهو عضو مكتب سياسي في نفس الحركة صرّح لاحدى الصحف التونسية ان لم يكن يعلم بمثل ذلك القرار . ومع ذلك نجد تلك التنظيمات ترفع يافطات اشتراكية او اسلامية او قومية الخ من القضايا النبيلة المشروعة .وتستعمل الدول الراعية للارهاب المصطنع تلك التنظيمات لتحقيق برامج سياسية في داخل بلدانها او في الخراج مثل محاربة بعض الدول عبر دعم الارهاب لخق حالة من عدم الاستقرار فيها مثل دعم حركة الاخوان المسلمين ضد عبد الناصر من قبل بريطانيا واسرائيل وامريكا .كما قامت بريطانيا وامريكا ب ـ 30 محاولة أغتيال للرئيس الفرنسي شارل ديغول لانه عارض اخضاع فرنسا للهيمنة الانقلو-امريكية فاخرج بلاده من حلف شمالي الاطلسي وطرد ذلك الحلف من مقر قيادته وادان حرب الفيتنام ورفض دخول بريطانيا للسوق الاوربية المشتركة لتحالفها مع امريكا ضد السوق كما تحدى ان تدفع امريكا ديونها بالذهب لا بالدولار .لقد قامت بريطانيا وامريكا بتحريك بعض الجماعات اليمينية المتطرفة ضد ديغول. كما قامت السي أي أي بالعشرات من محاولات الاغتيال للرئيس الكوبي فيدال كاسترو باستعمال المافيا الكوبية في ميامي حسب ما ورد في احدى الوثائق التي رفعت عنها السريّة (www.edu/nsarchiv) كما تقر نفس الوثيقة بدور الوكالة في اغتيال الرئيس الكونغولي باتريس لمومبا سنة 1960 واغتيال رئيس جمهورية الدومنيك رافائيل تروجيلو سنة 1961 .ذلك الى جانب اغتيال رئيس شركة النفط الايطالية "أندريو ماتيه" بملانو في اكتوبر 1962(ذكره دفيد راي غريفين في كتابه بيرل هابر الجديدة) وذنب "ماتيه" انه رفض هيمنة كارتيل الاخوات السبع الانخلو-امريكية المحتكر لانتاج النفط بما فيه النفط العربي .كما رفض هيمنة بريطانيا وامريكا على حلف شمالي الاطلسي .وفي خطوة جريئة عرض "ماتيه" على الدول النفطية العربية تقاسم مرابح النفط بالتساوي وهو اكثر بكثير مما تعطيه الشركات الانغلو-امريكية كما وعد تلك الدول بمساعدتها على تطوير اقتصادها .لقد كلّف كل ذلك "ماتيه" حياته وتم بعد اغتياله اخظاع شركة النفط الايطلية لنفوذ"السافن سيسترز".
واغتيال الرئيس الامريكي فيتزجيرالد كيندي سنة 1963هو احد نماذج الارهاب المصطنع والتأمر والاجرام في تاريخ المعاصر .
فعلى اثر هزيمة الولايات المتحدة الامريكية في مواجهة كوبا عند تدخلها في خليخ الخنازير لقلب النظام الشيوعي في الجزيرة "المارقة" قام الرئيس الكيندي بطرد مدير السي أي أي "ألن ديولز" لعدم كفاءته .فقد أساء هذا الاخير تقدير الموقف كما اساء التخطيط للعملية حسب كيندي الذي لم يكن متحمسا مثل العسكريين لشن الحرب على كوبا ولم يدعو لتصعيد المواجهة مع الثورة الكوبية .وهو ما اعتبره وزير الدفاع "دين آتسسن" وقائد هيئة الاركان المشتركة الجنرال "ليمان ليمنيتزر"ضعفا في الرئيس كينيدي.ولم يساير هذا الاخير دعوة العسكر للتصعيد خشية ان تتحول ازمة الصواريخ الى مواجهة نووية شاملة مع الاتحاد السوفياتي .كما عرف كينيدي بسعيه الى تهدئة الامور في ما يتعلق بالمسالة الفيتنامية وصرح أنه سيقوم باغلاق الملف الفيتنامي في حالة اعادة انتخابه في نوفمبر 1964. ولم يغفر العسكر ودعاة التوسع لكنيدي ما اعتبروه ضعفا وتهاونا فكان اغتياله في الشهر الذي بدا فيه الاعداد للانتخابات القادمة ليتم سباق الرئاسة بدون فائز مضمون هو الرئيس الذي احبه الشعب وكرهه التجار والعسكر والمخبرون . كما تم اغتيال شقيق كينيدي ومارتن لوثركينغ ...الخ.
ورغم فشل عملية خليج الخنازير الا ان العسكر ممثلين في وزير الدفاع "ماك نامارا" وقائد هيئة الاركان المشتركة الجنرال "ليمان ليمنيتزر" اصروا على مواصلة الحرب على كوبا للثأمر منها ومن زعيمها ولضرب ما تمثله كوبا من خطر على نفود امريكا في امريكا الوسطى والجنوبية حيث اصبحت كوبا تمثل نموذجا للتحرر بالنسبة للبلدان المشكلة للحديقة الخلفية لامريكا كما انها قاعدة سوفياتية لا تبعد عنها اكثر من 90 ميلا .
ولان كينيدي والراي العام الامريكي كانا ضد التصديد في مواجهة كوبا على العكس من العسكر و السي أي أي لذلك لم يبقى امامهم سوى اتباع سياسة الارهاب المصطنع لخداع الشعب الامريكي حتى يغير رايه بصدد التدخل العسكري مرة اخرى .
وفي هذا السياق تاتي عملية "نورث وودز" حيث صاغ خبراء وزارة الدفاع والسي أي أي خطة العملية وصادق عليها كل افراد هيئة الاركان المشاركة للجيش الامريكي.وتقضي خطة العملية بافتعال عدة عمليات ارهابية من اجل اشاعة الرعب بين الناس .ثم تزوير الادلة لاقناع الراي العام بان النظام الكوبي هو المسؤول عن الاعمال الارهابية التي ذهب ضحيتها العديد من المواطنين الامريكيين الابرياء.وبذلك يقع تقديم النظام الشيوعي في كوبا بقيادة كاسترو على انه مصدر خطر حقيقي على الامن والاستقرار في البلاد ومن هنا حتمت الضرورة التدخل عسكريا لقلب النظام الحاكم في الجزيرة المارقة.
وفي التفاصيل تضمنت خطة "نورث وودز" اختطاف طائرات مدنية محملة بركاب امريكيين الى جانب القيام بعمليات تفجير في واشنطن وميامي .كما اقتحرت الخطة تفجير المركبة الفضائية التي تقل رائد الفضاء "جون قلان" عند اطلاقها من قاعدة "كاب كنافيرال".
غير ان الرئيس كينيدي رفض هذه الخطة التي تشهد على عقلية وأسلوب استراتيجيو البنتاغون والسي أي أي وعلى الحدود التي يمكن ان يذهبوا اليها مهما بلغت من عنف ودموية وان كانت على حساب ارواح مواطنين امريكيين ابرياء وهم من نفس الطينة التي خططت جرائم الحادي عشر من سبتمبر .
ولم تشذ حرب فيتنام الدموية عن ذلك السياق الاجرامي .ففي احد ايام سنة 1964 نقلت وسائل الاعلام الامريكية خبر مهاجمة زوارق طوربيد تابعة لفيتنام الشمالية للمدمرة الامريكية "مادوكس" التي كانت موتوقفة في خليج "تونكين". وبعد ايام قليلة نقلت نفس الوسائل خبر اعتداء آخر على مدمرة امريكية اخرى في نفس الخليج.وكالعادة اشتغلت اجهزة الدعاية الرسمية لتبدا في غسل الامخاخ وشحنها.حيث باشرت بتهويل الحادث وتظخيم صورة الجناة وتقبيح الجريمة .فصورت الهجومات على انها اعتداء على هيبة امريكا ومسا بكرامتها وكرامة شعبها واعتبرت الحكومة الامريكية الاحداث اعلان حربا عليها وقدمت نفسها على انها ضحية اعتداء وهو ما وضعها في موقع الدفاع عن النفس وهو حق مشروع .وظهر الرئيس "ليندون جونسون" على الهواء ليدعو الشعب الامريكي الى الرد على الهجومات ومقاومة المعتدين.ولم تخذله العزة القومية للشعب الامريكي .وبعد يومين صادق الكونغرس باغلبية على ما عرف بـ"قرار خليج تونكين" وكانت تلك المصادقة اعلانا لبدء الحرب الفيتنامية سنة 1964.
كانت حرب فيتنام من اكثر الحروب عنفا ودموية في التاريخ المعاصر وشهدت على بربرية صناع الحضارة والتقدم وادعياء الديمقراطية وحقوق الانسان التي ترفعها امريكا في وجه خصومها.ولم تنتهي تلك الحرب الا بعد ان ازهقت ارواح 58 الف جندي امركي وخلفت وراءها آلاف الجرحي والمرضى النفسيين كما ازهقت روح ثلاثة ملايين فيتنامي بخلاف الجرحي والدمار. انها حرب تشهد على أي مدى يمكن ان يذهب ساسة امركيا واستراتيجيو البنتاغون والوكالات الامنية.
وفي سنة 1984 نشر الاميرال "جيم ستوكدايل" كتابه "عن الحب والحرب" (in love and war) حيث ذكر انه في الليلة التي سجل فيها وقوع الاحداث كان يشرف على الطلعات الجوية للمقاتلات التي تقوم بحماية المدمرتين وقد نفى الاميرال وقوع أي اعتداءات على المدمرتين كما ادعت السلطات الرسمية الامريكية .ومن المعلوم اليوم لدى المؤرخين ان اعتداءات خليج تونكين لم تحدث ابدا وانما كانت مجرّد اختلاق روّجت له الحكومة الامركية ووسائل الاعلام التابعة لها .وفي محاضرة لمدير النشر السابق بجريدة "واشنطن بوست" "بان برادلي" بانقلترا في 29 افريل 1984 وصف احداث خليج تونكين بانها "واحدة من اكبر الاكاذيب التي غيرت التاريخ " كما قال "ان الاحداث التي كانت وراء هذا القرار الخطير جدا (قرار حرب فيتنام) كانت ببساطة محض أكاذيب" (emperor=clothes.com/archive/bradlee.htm).
ويتواصل مسلسل الاختلاقات وهذه المرة في علاقة بالعراق.
دخل الجيش العراقي امارة الكويت يوم 2 اوت 1990 واعتبرت واشنطن ذلك اعتداءا على مصالحها وتهديدا لامنها القومي من قبل العراق .لذلك اتخذت ادارة بوش الاب قرار الحرب لـ "تحرير الكويت".الا ان استطلاعات معهد غالوب بينت انقسام الراي العام الامريكي في علاقة بالموقف من الحرب.فاشتغلت آلة الاختلاق وغسل الادمغة الامركية كما العادة .
وفي شهر اكتوبر سنة 1990 استمعت احدى لجان الكونغرس الى شهادة فتاة كويتية لم تكشف هويتها خوفا عليها.كانت دموعها تنهمر وهي غير قادرة على الكلام من شدة التأثر والاسى والرّعب فقد رأت ويا هول ما رات .لقد كان الجنود العراقيون يأخذون الرضع حديثي الولادة من الحضانات ويلقون بهم على الارض تاركينهم لموت محتوم في مشهد يدمي كل القلوب .واكد مواطن كويتي يلبس نظارات سوداء كبيرة على وجهه حتى لا يتم التعرف على هويته خوفا عليه شهادة الفتاة المسكينه .طبعا ملأت الشهادة قلوب اعضاء لجنة الكونغرس لوعة وحسرة على رضّع الكويت فصادقوا علىى قرار "تحرير الكويت".واشتغلت آلة الدعاية وغسل الادمغة مصورة بشاعة ولا انسانية ما حدث مظهرة الجنود العراقيين بمظهر الوحوش الآدمية امام ما يسمى الراي العام الامريكي الحساس جدا .
ومن اجل عيون بضعة رضّع كويتيين قتلت عاصفة الصحراء حوالي 135 الف عرقي ومليون اخرين قضوا نحبهم نتيجة 10 سنوات من الحصار وذلك هو منطق العدالة الامريكية الرحيمة جدا التي يمكن ان تطحن 500 الف طفل عراقي لان الامر يستحق ذلك حسب "مادلين اولبرايت " .
وبعد الاخذ بثأر الرّضع الكويتين نكتشف من خلال تحقيق قامت به قناة "سي بي سي"(CBC) الكندية حول هوية الفتاة انها لم تكن سوى ابنة سعادة سفير الكويت بواشنطن ولم يكن الرجل الذي اكد شهادتها غير سعادة السفير نفسه ناصر الصباح.(En.wikipedia.org/wiki/rurse.nayirah) كما اوردته "نيويورك تايمز" في عدد 15 جانفي 1992 .
ذلك هو بعض عنقود استعمال الارهاب المصطنع والتآمر والجريمة من طرف الادارة الامريكية وهو غيض من فيض اوصلته الادارة الامريكية الى قمة الكمال والاجرام في اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر وتلك قصة اخرى تطول روايتها وقد تاكد بما لا يدع أي مجال للشك انها "هوم مايد".والباقي تلاميذ في المدرسة الامريكية .

محمد البلطي
27/07/2015
بتصرف عن نص غير منشور



#محمد_البلطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد بعض الاليات الاساسية لاشتغال الارهاب المصطنع
- التحطيم الممنهج والتفتيت السياسي للعراق.نحو تاسيس خلافة اسلا ...
- داعش في العراق :هل هي حرب قذرة لوكالة المخابرات المركزية الا ...
- العولمة كايديولوجيا
- التدويل كخاصية من خصائص الرأسمالية
- بصدد وحدة العالم في ظل الراسمالية
- بصدد طبيعة الازمة في تونس
- حوار بين حالم بالثورة وواقعي فج او مادي جلف
- المخزن في مواجهة بلاد السيبة او المفاعيل الجانبية للفوضى الخ ...
- النقابات الفاشية نقابات لكنها بلا روح عمالية
- بصدد زبلنة السياسة
- في الموقف من ما يسمى التدخل الخارجي
- تونس:ما يسمى اعتصام القصبة 3 والامن والثقافة
- حول الدولة المدنية والدولة الدينية
- درس في المسرح السياسي
- من يقف خلف ويكيليكس
- الباتسي كمفتاح لفهم آليات عمل التنظيمات التي توظف السماء في ...
- حول دور الدولة في ظل الرأسمالية
- هيمنة الأنشطة المالية


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البلطي - الارهاب المصطنع والجريمة والتآمرة كآليات للفعل السياسي من خلال النموذج الامريكي