أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن - المغيبون الحلقة الحادية عشر















المزيد.....

المغيبون الحلقة الحادية عشر


قاسم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1346 - 2005 / 10 / 13 - 09:43
المحور: الادب والفن
    


المطـرب الراحــــل سـتار جبــا ر


ستار جبار.. مطرب إشتهر في سبعينات القرن الماضي ، وكان لقساوة الحياة التي عاشها ، وقساوة المدينة ، والمؤسسة عليه ، أن رحل في حادث مؤسف، غريب من نوعه ،، كان لصوته الشجي والمميز من بين المطربين الآخرين .. مما حدا باغلب الملحنين المهمين في ذلك الوقت ، أن يعطوه من الحانهم ، وان يحتضنوا موهبته ، وصوته ، .
ولـد ستار جبــار في مدينة الناصرية عام 1946 من أب مسلم وأم مندائية ، حيث كان ابوه المرحوم ( جبار ونيسه ) كما كان يكنى نسبة الى الى اسم امه ، لأنه فقد والده مبكرا ، وأصبح برعاية أمه ، حيث إشتهر في تلك المدينة بغناءه ، وصوته الطربي الرائع ، ومشاركاته المعروفة في الأفراح والمآتم ، والمناسبات الأخرى ، على حد سواء ،
حمل الفنان الراحل ستار جبار لقب أبيه ( ستار ونيسه ) لفترة طويلة نسبة الى لقب والده وعرف في مدينته الناصرية ، بذلك.
منذ طفولته كان يستمع الى صوت والده وهو يتغنى بطور خاص به ( وهو طور الصبي) الذي ابتدعه واصبح طورا ،غناه الكثير من المطربين في تلك المدينة حتى غدا معروفا إعتمده كل من غنى اللون الريفي في الغناء والى يومنا هــذا ... ، وكذلك كان يستمع الى أقران والده من المطربين المشهورين في تلك المنطقة ، الذين ساهموا في إحياء جميع المناسبات، في تلك المنطقة ، منهم المرحوم خضير مفطورة ، والراحل حسن داوود ، ووالده جبار، ومن بعدهم محمد قاسم الأسمر..

من كل هؤلاء إستلهم ستار جبار حبه للغناء والطرب ، ونشا في هــذا المحيط ، إضافة الى جدته التي كانت أيضا تؤدي الغناء والطرب في مناسبات معينة ، وكانت أيضا معروفة في المدينة ، حفظ منهم الكثير من الأشعار والألحان وألوان الغناء والطرب والأداء، وتشجع وتحفر وبدعم من المحيطين به من مطربين ، ووالده ايضا ، نظرا لأمتلاكه صوت واداء رائعين ، وإحساس مرهف للكلمات والأشعار والتي كانت شائعة ، في تلك المنطقة.

طفولته كانت قاسيه جدا ، حيث دخل المدرسة متأخرا ، ولم ينل العناية الكافية ، خاصة بعد إنفصال ، الوالدين ، وزواج أمه من رجل آخر ، ووالده من زوجة أخرى ، حيث عاد الى حضن جدته من أبيه ، والتي ماتت وهو لازال صبيا ، في ظروف قاسية ، من تشرد وضياع ، وفي مجتمع قاسي ، أيضا ،
وبالرغم من كل هــذا كان ، إشتهر ستار في مدينته ، صوتا مطربا ، وشجيا ، يختاره أبناء المدينة لإحياء مناسباتهم ، في الأعياد ، والأعراس ، والسفرات ، والمناسبات السارة ، وحتى في مجالس العزاء في عاشوراء .. الخ ...
لم يتسنى لستار جبار إكمال دراسته ،أو تعليمه ، نظرا لما هو عليه من قساوة الحياة والمجتمع ، ولظروف عائلته المشتته ، ومعيشته المرتبكة ،ومشاعره المتضاربة ، تجاه نفسه والآخرين ،حيث الخوف ،والقلق ، والعنف ، والميل للعراك دون سبب ، كل هذا جعله يتخلف في دراسته والرسوب في مرحلة المتوسطه ، وفشله هــذا اضاف له هما آخرا ، وقلقا ، ومأساة أخرى ، حيث أقيد الى الخدمة العسكرية ، في ريعان شبابه ، حيث أمضى خدمته العسكرية في الصحراء الغربية من العراق ، في ظروف قاسية ، لاتمت للأنسان بصلة ،وكان لايعود الى مدينتة الا القليل ، حيث يقضي اجازته القصيرة ، مشردا ، دون مأوى ....

الى بغـــداد....
بعد إكمال خدمته العسكرية ، وتسريحه من الجيش اواخر الستينات توجه ستار جبار الى بغداد،كسائر أبناء منطقته، فناني ومطربي مدينته الناصرية ، غادرعلى أمل الحصول على فرصته الأخيرة ، في قبوله كمطرب في مؤسسة الأذاعة والتلفزيون ، المؤسسة الوحيدة التي يستطيع من خلالها إثبات وجوده في الساحة الغنائية التي كانت تضم خيرة مطربي العراق في أول ظهورهم ، سواء كانوا من ابناء المدينة ، أو غيرهم ، .
تقدم الى لجنة فحص ، أو إختبار المطربين ، في المؤسسة دون مساعدة من أحد ، وهذه اللجنة التي كانت تضم ، خيرة موسيقي العراق ، منهم روحي الخماش ، وسمير بغدادي ، ومنير بشير وكانت النتيده ، رفضه كمطرب ،لتدني ثقافته الشخصية والموسيقية ، ولكن صوته وأداءه كان مميزا ، بإعتراف اللجنة ، وكانت النصيحة ، بأن ينضم الى فرقة الإنشاد لتطوير قابليته الموسيقية، والتعرف وبشكل علمي ، والممارسة ، على علم الموسيقى والغناء ، والأداء والنطق السليم ،وكذلك فعل ، وغنضم الى فرقة الإنشاد في المؤسسة ،.

المحــطة الأهــم
وجد المطرب ستار جبار ، نفسه ، بين مجموعة من فنانين ، ومطربين ، وشعراء ، وموسيقيين ، وفي جو لايخلو من التنافس ، والتسابق على الظهور، تعرّفَ أثناء تواجده ، في هــذا الجو الفني ، على أسماء من الفنانين والشعراء ، كان يحلم أن يكون إلى جانبهم ، أو بينهم ، فهناك طالب القرغولي ، وكمال السيد، وزامل سعيد فتاح ، وحسين نعمة ، وحسن الشكرجي ، وسمير بغدادي ، وعريان السيد خلف ،وفؤاد سالم ، وسامي كمال ، وحميد منصور ، وحينها ظهر صوت المطرب فاضل عواد ، وآخرين ممن تحتفظ الذاكرة العراقية إبداعهم في مجال الموسيقى والغناء والطرب ، .
تمرس ستار جبار بشكل جيد ، وإكتسب خبرة جيده من زملاءه المنشدين ، والموسيقيين ، والملحنين والمطربين الذين انشد معهم .. وكل كان يقتنص الفرصة ليغني منفردا ، ومن بين زملاءه هناك الكثيرين الذين أصبحوا مطربين فيما بعد ... كفاضل عواد الذي إشتهر بإغنيته المشهورة ( لاخبر) وسعدون جابر الذي بدأ يلمع نجمه في تلك الفترة ،
إختاره الملحن محمد جواد أموري ، صدفةَ ، أثناء تسجيل إحدى الأغنيات ليعطيه لحنا كان بمثابة الإنطلاقة الأولى لستار جبار ، ألا وهي أغنيته الشهيرة والجميلة( أفز بالليل ) من كلمات الشاعر عريان السيد خلف، بعدها أعتمد كمطرب في الاذاعة والتلفزيون ، وإستمر في إحياء المناسبات ، والحفلات، داخل وخارج المؤسسة ... وسجل الكثير من الأغاني له وللفرقة آنذاك ،وإختاره الملحن كوكب حمزه وأعجب بصوته ليغني بعضا من ألحانه ، وبعض الملحنين الآخرين ، أصبح مطربا معروفا في فترة السبعينات ...
كانت حياته في بغداد ليست على مايرام ، ولاتختلف عما عاناه في طفولته وصباه ، حيث التشرد ، وقساوة الحياة ، والدخل المحدود ، والسكن الردىء ، يتنفل بين الفنادق الرخيصة ، ومطاعم الأرصفة ، ينخره الفقر والحرمان ، في مدينة غريب فيها ، يعيش على مساعدات الأصدقاء والمحبين ، ومايحصل عليه من مشاركاته في تسجيلات بعض الأغاني في المؤسسه ، والتي لاتشبع رمقاَ ،
وبالرغم من كل ماتقدم من آلالام ،ومآسي ،ومعاناة الفنان ، كانت هذه هي محطته الأهم ،حيث ماكان له أن يطمح أكثر مما هو عليه .

كــارثـة الموت

موتــه كحيــاته ، حيث المعاناة والسقم الذي عاشه العراقيون ، من حروب وحصار ، وعوز ، وجوع ، وتشرد ، وترقب لحرب قادمة ويأس .
كان يعيش في بيت قديم في العاصمة بغداد المهددة ، بالقصف ، والدمار ، ومعاناة الحصار ، والركض لتدبير لقمة العيش ، بيت متهالك ، أركانه مهدمة ، يهتز مع حركة الطائرات في السماء ، ومع استمرار الانقطاعات في الكهرباء ، لجأ ستار جبار الى تخزين المواد الحارقة( كسائر العراقيين ) ، كالبنزين مثلا، وفي ليلة كان فيها الظلام دامسا يخيم على المدينة وأهلها ، ليلة باردة ، ولابد للعراقي من الاستعانة بالمحروقات ، من البنزين ، والنفط ، والغاز ، وغيرها من مواد غذائية ... الخ
في تلك الليلة وفي بيته المتواضع هـــذا ، كان يخزن ( البنزين) في غرفة على سطح داره ، وأثناء إحدى الضربات الجوية على بغداد في حرب الخليج الثانية ، وإنقطاع الكهرباء ، هـَمّ ستار لاحضار القليل من البنزين ، وبيده نار مشتعلة ( فانوس أو لالــه ) ليضىء المكان ، وما أن فتح غطاء برميل البانزين ، شـَبّت النيران ، لتحرق المكان ، وإشتعلت لتلتهم جسده ، رغم محاولاته لإنقاذ نفسه ، ولكونه وحيدا في المكان لم يسطع أحــد ، إنقاذه ،وظل يعاني بضعة أيــام في أحـد مستشفيات بغداد ... حتى مماته ، وحيـــدا ، راحـــلا دون عــزاء...

قـــا سم حســن

ملاحظـة :-
أعلب المعلومات الواردة في هــذا المقال من مداخلة للاستـاذ فائز السهيلي الذي عـَرَِف الفنان عن قرب طيلة حياته ، ومداخلات أخرى لمن رافقوه في مسيرته الفنية والذاتيه من ملحنين وموسيقيين ، في أمسية تذكارية عن الراحل ، في غرفة القيثارة السومرية على الشبكة الالكترونية ( البالتاك) .



#قاسم_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغيبون ( الحلقة العاشرة) الفنان والملحن جعفر حسن
- عربانة الإسعاف
- المغيبون ملاحظات وتوضيح
- المغَيّبَون ( الحلقة التاسعة) الفنان الموسيقي عاصم الجلبي
- المغيبون 8 الفنان والمطرب حكمت السبتي
- المغيبون ( الحلقة السابعة ) الفنان الموسيقي طه حسين
- المغيبون الحلقه السادسه -الفنـان والممثـل المسرحي فاروق صبـر ...
- المغيبون 5
- المغيـبون (4) الفنان والملحــن والموسيقي كمـال السـيد
- المغيبون 3
- 2-المغيـــبون
- لاتنسوا هذا الفنان سامي كمال
- لنبقى في صلب الموضوع
- إسلامهم الدموي
- من التجارب المسرحية في المنفى
- ُطُبــِعَ العَـلمْ .. عِينَـك ..عِيـنَـك!!
- عنــاويـن .. لا تحتــاج الى تفاصيـــل.. في المشهد العراقي
- الــدم ... الـقــاســم المشــترك
- يـاقـمـه .... يــابطيــخ
- عـام يمضي ..عام يـأتي .. ماذا ينتظرون؟


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن - المغيبون الحلقة الحادية عشر