أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - المثقفون ضمير الشعب وحُماة الهوية والثقافة الوطنية















المزيد.....

المثقفون ضمير الشعب وحُماة الهوية والثقافة الوطنية


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 14:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن أردت أن تتعرف على الواقع الحضاري والأخلاقي في مجتمع من المجتمعات واستشراف مستقبله ،فأبحث في واقع الثقافة وحال المثقفين والإبداع الفكري ، من حيث حرية الرأي لتعبير وتوفر الشروط الحياتية المادية التي تمكنهم من الإبداع ، أيضا من حيث شبكة الحماية التي توفرها لهم المنظومة القانونية والدستورية . نعم المجتمع يحتاج للجيش ورجال الأمن ورجال الأعمال والمال وللمزارعين والتجار والمهنيين والأطباء والسياسيين الخ ، ولكن هؤلاء لوحدهم لا يؤسسون حضارة ولا يستنهضون أمة ، ولو تمعنا في تاريخ وواقع المجتمعات المتطورة والمستقرة لوجدنا تلازما ما بين النهضة العمرانية الاقتصادية للأمة من جهة والإبداع الثقافي وقوة حضور المثقفين والمبدعين والمفكرين من جهة أخرى .
المثقفون الفلسطينيون - مفكرون وأكاديميون وكُتاب وصحفيون وإعلاميون وفنانون- ضمير الأمة والمحافظون على ثقافتها وهويتها وكرامتها . بدون المثقفين ما كان للمجتمع ثقافة وهوية تميزه عن غيره من المجتمعات،وما كُتِب التاريخ الفلسطيني الحقيقي ، وما تم نقل الثقافة والهوية عبر الأجيال ، وما استطاع الشعب ،المنشغل بهموم حياته اليومية ،قادرا على توصيل همومه ومشاكله لأولي الأمر وللرأي العام المحلي والدولي ،والتعبير عن قضاياه ومشاكله الحياتية في مواجهة السلطة والفساد والمفسدين ، وفي مواجهة خصومه وأعدائه الخارجيين . المثقفون الفلسطينيون يعبرون عن هموم الشعب وقضايا الوطن ، فإن صمتوا نفاقا ورياء أو خوفا ورهبة ،فمَن يكتب ويُعَبِر عن قضايا الوطن وهموم الشعب ؟.
لا يجوز أو يحق لأي كان أن يتطاول على أو يبتز أو يُرعب مثقفي ومفكري الشعب الفلسطيني والذين كانت لهم مساهمات مميزة في الارتقاء بالثقافة العربية بل والإنسانية ، كما أنهم موضع احترام وتقدير على مستوى العالم العربي بل والعالم كله ،وكثيرون منهم – ككثيرين من الاطباء والمهندسين والخبراء في كل التخصصات - تركوا مواقعهم الاكاديمية والفكرية المتميزة في جامعات ومؤسسات عربية ودولية وعادوا للوطن ،ليس بحثا عن راتب أفضل أو حياة مريحة أكثر ،بل تلبية لنداء الواجب الوطني ، وبالتالي لن يقبلوا أن يكونوا شهود زور على تدمير الوطن على يد ثلة من الفاسدين الذين تسللوا لمواقع حساسة في السلطة والنظام السياسي ، ولن يقبلوا أن يكونوا على هامش الحياة السياسية والثقافية .
أن يمارس المثقفون ،والمواطنون عموما ، حقهم في انتقاد الفساد والمفسدين وتسليط الضوء على الأخطاء والتجاوزات في النظام السياسي الفلسطيني ، أو اختلافهم في الرأي مع أية من الحكومتين والسلطتين أو أي جهة كانت ،لا يبرر الصمت عن ما يتعرضون له من إساءات ومضايقات من جهات سلطوية ، وخصوصا إن كان هؤلاء المتَطاولون شخصيات قميئة وضعتها الصدفة أو العلاقات المشبوهة في موضع المسؤولية.
المثقفون الفلسطينيون كالجبال الشوامخ لا يُرهبهم تهديدات الأقزام والموتورين والفاسدين ، ولا يوجد شيء ليفقدوه إن خاضوا معارك ضد الفساد والفاسدين ، ثروتهم كرامتهم ورأيهم الحر وحب الشعب لهم ،وتاريخهم مُشرف حيث أغلبهم كانوا مقاتلين ومناضلين وخريجي سجون الاحتلال . وسيفشل المتسلطون على وزارة الشؤون المدنية في تحويل الكُتاب وأصحاب الرأي الحر في قطاع غزة لجبناء من خلال تحكم الوزارة بتصاريح الخروج من قطاع غزة .
لذا نتفهم ونعذر صمت البعض أو التأييد الخجول وغير المُعلن من أغلبية المثقفين والكتاب لما تعرضت له من قذف وتشهير رخيص من صغار في الشؤون المدنية ،لأن المثقفين والكُتاب ككل أهالي قطاع غزة مسجونون في غزة ويراهنون على السفر للعلاج أو للعمل أو للدراسة لهم أو لأبنائهم ، وبوابة السجن الوحيدة معبر بيت حانون ومفتاحها عند الشؤون المدنية وبيد دكتاتور صغير فاسد ، فكان ألله في عون أهالي غزة ومثقفيها وكُتابها .
لكنني أعتب على موقف قيادات حركة فتح الذين يعرفون كل الحقيقة وخصوصا منهم الذين كانوا وراء حصولي على تصريح المغادرة الذي أعتمد عليه البيان السخيف لوزارة الشؤون المدنية لاتهامي بالتنسيق مع إسرائيل ،وكان من المفروض من منطلق اخلاقي ووطني أن يردوا بيان يقولون فيه إن التصريح المُشار أليه بالإضافة إلى التصريحين الآخرين كانت من خلالهم وليس من خلال اتصالي المباشر مع الإسرائيليين .
إن صمتهم بالرغم من معرفتهم للحقيقة مؤشر على حالة مقلقة وصلت لها قيادات حركة فتح بل وحال تنظيم حركة فتح بشكل عام ، فهل هو الخوف من أخطر وزارة في السلطة وهي الوزارة الوحيدة التي لا تخضع لأية مرجعية وطنية واضحة ؟ هل هو الخوف من فقدان الـ vip وامتيازات السفر والتنقل ؟ أم هي حسابات لها علاقة بالانتخابات القادمة للمؤتمر السابع لحركة فتح ؟.
لا يكفي أن تتصل بي قيادات فتحاوية للتعبير عن تضامنهم والزعم بأن الأمور تسير نحو محاسبة الفاسدين وتصحيح الوضع في الشؤون المدنية الخ ،وهو مشكورون على اتصالهم ، بل كنا ننتظر منهم موقف مُعلن أكثر شجاعة ، ليس دفاعا عن شخصي بل في مواجهة الفساد والفاسدين في سلطة محسوبة على حركة فتح ، وحتى يكون موقفهم المُعلن بمثابة رسالة دعم للمثقفين وكل أصحاب الرأي الحر .
لا نعرف إن كان من المجدي مناشدة الرئيس أبو مازن لأن يعير بعض اهتمامه ووقته لظاهرة الفساد المالي والسياسي الذي يستشري في بعض مؤسسات السلطة والمجتمع المدني؟ . وهل يدرك الرئيس أبو مازن أنه لن ينجح في مواجهة الاحتلال حتى في إطار نهجه السلمي والدبلوماسي في ظل مجتمع مفكك ومؤسسات يعتريها الفساد ومثقفون يتعرضون للترهيب والابتزاز من ثلة من الفاسدين؟. إن كان الرئيس لا يستطيع أو ليس لديه الوقت لمواجهة الفاسدين ،فالمثقفون يستطيعون مواجهتهم وفضحهم ، ولكن يمكن للرئيس ومن الواجب عليه معاقبة ومساءلة السفهاء والفاسدين الذين يتطاولون على أصحاب الرأي الحر ، وخصوصا أن هؤلاء السفهاء موظفون في السلطة الوطنية التي يترأسها .
سيادة الرئيس أبو مازن ، ما زلنا حتى الآن نراهن على سيادتكم في قيادة المشروع الوطني ، وهذه المراهنة هي التي تدفعنا لمناشدتكم لتوفير شبكة حماية للمثقفين والكتاب وكل اصحاب الرأي الحر ،ومحاسبة كل الفاسدين والمتطاولين عليهم من داخل السلطة وخارجها ،حتى يتفرغ المثقفون للقيام بمهمتهم الأساسية في مواجهة الاحتلال وممارساته الاستيطانية والتهويدية ، وفي الحفاظ على الثقافة والهوية الوطنية ،ودعم جهود سيادتكم في المحافل الدولية وإيصال صوت فلسطين للرأي العام العالمي، وفي مواجهة الانقسام وصُناعه وتداعياته ، بدلا من أن نستغرق وقتنا في الدفاع عن أنفسنا والرد على سفهاء وموتورين يستقوون بسلطتكم .
إن قلقا ينتابنا بأن المثقفين وكل أصحاب الرأي الحر ، سيواجهون محنة شديدة وقد يُقدَمون كقرابين على مذبح تحالف الفاسدين في السلطتين ومصالحة إدارة الانقسام . وإن لم يتضامن ويتكاثف المثقفون بكل اطيافهم في مواجهة الفساد والمفسِدين بجانب مواجهتهم للاحتلال ، فقد يصل حال المثقفين وكل أصحاب الرأي الحر لمرحلة ينطبق عليها قول الشّيخ محي الدّين ابن عربي "هذا زمن السّكوت وملازمة البيوت والاقتصار على القوت والتّوكل على الحيّ الذّي لا يموت".
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد لا يقل خطورة عن الاحتلال
- بيان توضيحي ردا على بيان وزارة الشؤون المدنية
- الانقسام لا يبرر الفساد ولا يُسقط المسؤولية
- اكثر من اتفاق نووي واقل من مؤامرة
- خطورة المراهنة على ثورة او تمرد على حماس
- إدراك متاخر أم تواطؤ مُسبق؟
- السياسة لا تعرف الفراغ
- تحديات ومخاطر علم الاستشراف في العالم العربي
- من سيناريوهات حل الصراع إلى سيناريوهات إدارته
- هل غزة مقبلة على الانفجار بالفعل ؟ وفي مواجهة من ؟
- التباس الموقف المصري من القضية الفلسطينية
- حركة فتح : شرعية وديمومة الفكرة وتعثر التنظيم والممارسة
- صحوة خليجية متاخرة : الاتفاق النووي سينقل (الربيع العربي) إل ...
- اللاجئون الفلسطينيون من الريادة إلى التهميش والتصفية
- ما بين د.عصام السرطاوي ود.احمد يوسف : عقلانية الفكرة ومنزلقا ...
- مبادرات تتوالى ، فهل نحن مستعدون؟
- هل تعي حركة حماس ما تفعل ؟
- حكومة الوفاق وضريبة حماس
- استهداف مخيم اليرموك استهداف لحق العودة وللكرامة الفلسطينية
- فلسطين بوابة العرب لاستنهاض مشروعهم القومي


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - المثقفون ضمير الشعب وحُماة الهوية والثقافة الوطنية